كان أحد الصحابة يمتلك بستانا، وكان في هذا البستان نخلة يملكها رجل آخر، وفي ذات يوم، ذهب الصحابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب اليه ان يتوسط له عند صاحب النخلة ليتنازل له عنها، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل، وقال له: «أعطه اياها بنخلة في الجنة» فرفض الرجل.
فلما علم الصحابي الجليل أبوالدحداح رضي الله عنه بما حدث، ذهب الى صاحب النخلة وعرض عليه ان يشتري النخلة على ان يعطيه بستانه ثمنا لها، فوافق الرجل، لأنه سيأخذ بستان أبي الدحداح كله مقابل نخلة واحدة.
وذهب أبوالدحداح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره انه اشترى النخلة، وانه قد وهبها له، ليعطيها لصاحب البستان.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة» (أي: ما أكثر النخل العظيم الذي اعده الله لأبي الدحداح في الجنة، مكافأة له على ما فعل).
وعاد أبوالدحداح الى بستانه ـ وكان يسكن فيه مع امرأته وأولاده ونادى على زوجته: يا أم الدحداح، اخرجي من البستان، فإني قد بعته بنخلة في الجنة. فقالت الزوجة المؤمنة: ربح البيع.