-
اشتغل والدي مع أبيه وفتحا دكانين متجاورين وعام 1930 كان يبيع النظارات والمعادن وبعد وفاة جدي فتح دكاناً في سوق السلاح
-
كنت أهوى النجارة أثناء الدراسة وتعلمتها دون معلم عن طريق شراء عدة وكتالوج وتعلمت القياسات حتى تمكنت من صناعة الكراسي والطاولات وغرف النوم
-
كان إغلاق وزارة التربية للكلية الصناعية عام 1973 أكبر خطأ والنظام الداخلي من أحسن الأنظمة التربوية من حيث الرعاية والعناية بالطالب
-
تأسست حسينية آل عمران عام 1820 في منطقة شرق ثم تم نقلها إلى بنيد القار عام 1963 ومقرها الحالي افتتح في الدسمة عام 1985
-
أوقفني الجنود العراقيون على جسر الخالدية وطلبوا إجازتي فراوغتهم لأمر بسلام ثم ساعدني لبناني على ترك الكويت إلى إيران بهوية مزورة
-
الوالد توفي عام 1995 بعد أن عاش 100 عام وعمل طوال عمره بالدكان ولم يشتغل قلافاً مثل جدي لأنه كان وحيد والديه
-
بعد التخرج في تخصص اللاسلكي عملت لمدة 5 سنوات بوزارة المواصلات ثم تركتها لألتحق بالجيش وتقاعدت برتبة مقدم بالكلية العسكرية
-
أول أيام الغزو دخلت على فريح العنزي باستديو الكلية العسكرية وطلبت منه أن يقول «هنا الكويت» وفي اليوم التالي جمعت الأسلحة وخبأتها وما زلت أحتفظ بمفاتيح الغرفة
-
توفي جدي فوقف حمود المسلم مع أبي وزوده بالبضائع وعندما حققت التجارة ربحاً اكتفى بأخذ رأس المال ورفض الحصول على نصيبه من الأرباح
نشأ أهل الكويت منذ القدم على الترابط والتراحم والتلاحم والوحدة التي لا يشق صفها حادث أو حديث، كما جبلوا على إعلاء قيمة العمل والكد والتعب وبذل الجهد في سبيل تحصيل الرزق ولقمة العيش. في كلام ضيفنا هذا الأسبوع السيد أحمد سيد عمران سيد الموسوي الخباز وحكاياته وذكرياته عن الماضي دلائل وقرائن وقصص من الواقع تؤكد ذلك بما لا يدع مجالا للشك. في بداية حديثه يكلمنا السيد أحمد الخباز عن مولده في منطقة شرق ثم ينتقل مباشرة إلى ذكر معلومات تاريخية عن العائلة وأول من قدم منها إلى الكويت ومتى كان ذلك، ونسب العائلة إلى الإمام موسى الكاظم، وسبب تسمية العائلة باسم «الخباز» وكيف هاجر جده الكبير من البحرين إلى الكويت مرورا بالقطيف، وماذا ومن أحضر معه، وهل عمل بالبحر أو لا ومن كانوا جيرانه بالقرب من مسجد النصف. ثم يسرد بعض المعلومات عن والده وجده وعملهما بالدكان وماذا كانا يبيعان، وماذا كان جده يعمل في بداية حياته ولماذا لم يمارس والده هذه المهنة. بعدها يتطرق إلى ترابط الشعب الكويتي بجميع فئاته وطوائفه ويذكر دليلا على ذلك قصة جرت وقائعها بين والده وحمود المسلم. كذلك يتناول تاريخ حسينية العائلة وكيف أنها أول حسينية أنشئت كبيت خاص عام 1820 في منطقة شرق، ثم تم نقلها عام 1963 إلى بنيد القار إلى أن استقر الحال بحسينية آل عمران في منطقة الدسمة حيث تم افتتاحها عام 1985. يتحول السيد أحمد الخباز بعد ذلك للكلام عن الدراسة بمدارس النجاح والمباركية وفلسطين قبل ان يلتحق بالكلية الصناعية ويتخصص في الإلكترونيات، وعن هواية النجارة وكيف تعلمها من دون معلم، كما يذكر مزايا النظام الداخلي في الدراسة والذي كان متبعا في الكلية ورؤيته حول خطأ إغلاق الكلية الصناعية، وبعدها يتناول تخرجه وعمله بوزارة المواصلات ومن ثم ترك العمل للالتحاق بالجيش وكيف ترقى فيه ثم الانتقال للعمل بالكلية العسكرية. في النهاية، يتحدث ضيفنا عن ذكرياته عن الغزو العراقي الغاشم للكويت وكيف حدث بينما كان في إجازة دورية ولكنه ذهب إلى المعسكر ليخرج الضباط بالسيارة الجيب، كما يذكر إيقاف جنود عراقيين له على جسر الخالدية وكيف راوغهم للمرور بسلام رغم إجازته العسكرية وكيف خرج من الكويت باستخدام هوية مزورة وتبعته أسرته إلى إيران ومتابعته للأخبار من هناك عبر الراديو ثم عودته بعد التحرير إلى أرض الوطن. كل هذه الأمور الشيقة وغيرها نتابعها في هذا اللقاء، فإلى التفاصيل:
يبدأ السيد أحمد سيد عمران سيد الموسوي الخباز كلامه عن الماضي بذكر مكان مولده ثم ينتقل سريعا الى اسم العائلة والى من تنسب حيث يقول: ولدت في الكويت بالشرق. أما الموسوي فنسبة للإمام موسى الكاظم وهو أكثر الأئمة في الذرية والموسوية أكثر عددا وهو الإمام الثامن من بين الاثني عشرية، واما الخباز فنسبة لجد والدي حيث كان عنده مدار كبير يطحن القمح ولديه عمال وعنده مخبز عندما كان في البحرين وعندما سكن الكويت أحضر عبيده معه وهو سيد علي الخباز هو أول من سكن الكويت من العائلة منذ عام 1810 إلى 1815، وكانت البحرين في القرن التاسع عشر إمارة صغيرة يحكمها آل خليفة وفيها مزارع وهي لا تفي باحتياجات الشعب، ومثلما هاجر جدنا قادما الى الكويت فكثير من البحارنة هاجروا الى الساحل الفارسي جنوب ايران وجنوب العراق، البحارنة نسبة الى البحرين واستقروا في الكويت جدنا الكبير علي الخباز هاجر من البحرين الى القطيف وبعد عدة شهور هاجر الى الكويت واستقر بها بواسطة السفن الشراعية وذلك بسبب بعض المشاكل التي وقعت له، وبعض البحارنة هاجروا الى العراق وايران. وأول وصوله الى الكويت كان له صديق اسمه محمد حسين بهبهاني والد يوسف شيرين وهو الذي ضم جدي واحتواه.
وحسب معلوماتي فإن الجد الكبير للعائلة لم يشتغل بالبحر وفتح المدار وبدأ حياته بهذا العمل وهكذا فإنه نقل عمله الذي كان يمارسه في البحرين الى الكويت، وكان متزوجا ولكن دون أولاد عندما حضر الى الكويت، جدة والدي زينب بنت بو إيحله، وكان البيت الكبير في براحة المجيبل بالقرب من مسجد النصف على ساحل البحر وكان من جيران جدنا بيت المرحوم الشاهين الربيعة وبيت بن سبت ومن أخلص أصدقاء الوالد أبناء المسلم والمطوع، وكانوا يعملون بالسوق مع جدي والوالد وكان لدينا دكانان لكل واحد منهما دكان كانوا يبيعون مواد غذائية وقديما لا يوجد اجازات لفتح الدكاكين وكان الوالد يبيع النظارات والمعادن وذلك عام 1930 واقتصر الوالد بعد ذلك على بيع المعدن والأواني المنزلية، وبالقرب من دكاكين الغنام بشارع الغربللي حاليا واستمر الوالد بدكانه حتى تثمينه فيما بعد بداية بشارع الحرس.
وطوال حياته يعمل بالدكان حتى توفاه الله عام 1995 عن عمر 100 عام وأما جدي فتوفي عام 1940 والوالد تسلم دكانه في السوق، واذكر ان من أخلص أصدقاء والدي حمود داود المطوع وهو الصديق الصدوق وأيضا جارنا في الدسمة ويحيي الأيوب ومزيد السرحان والمسلم.
الشعب الكويتي واحد
وعن وحدة الشعب الكويتي وترابطه يقول السيد الخباز: على مر الأزمان كان الشعب الكويتي ولايزال شعبا واحدا لا يفرقه أي شيء، فالجميع مع بعضهم البعض يتعاملون ويتزاورون والغني يساعد الفقير والقوي يأخذ بيد الضعيف وهذه القصة التي أرويها عن والدي مع عائلة حمود المسلم خير دليل على تماسك الكويتيين من جميع الطوائف والأعمار من بحارة وتجار وهذه القصة حصلت مع والدي بعد وفاة والده.
موقف لا ينسى
توفي جدي ووقف مع والدي مجموعة من الكويتيين ومنهم حمود المسلم له موقف جدا ممتاز لا يُنسى ولن ننساه، ودائما أقول لأولاده وبناته ان موقف والدكم لا يُنسى ولا يُمحى من التاريخ، وخلاصة الموقف انهم قاموا بتزويد الوالد بالبضائع ثم رفضوا بعد ذلك ان يأخذوا من الأرباح، فقد قال لي رحمه الله: بعد ما بعت البضاعة نقلت الأموال الى عائلة المسلم، على أساس ان أدفع لهم رأس المال ونصيبهم من الأرباح وبعد عد الفلوس وتقسيم الأرباح الى نصفين فقالوا له: هذا رأس المال لنا والأرباح لك الله حللها لك وعن طيب خاطر منا فهي لك ولن نأخذ منها سوى رأس المال وهذا شيء طيب من عائلة حمود المسلم، ولا يمكن ان ننسى ما قدموه للوالد، وذلك التعاون الذي حصل بين العائلتين ليس بغريب عليهم لأن الكويتيين قديما كانوا يدا واحدة متعاونين مع بعضهم البعض واليوم نريد من هذا الجيل ان يتذكر الأولين، وفي تلك الفترة كنت صغيرا وشاهدت ذلك التعاون والأخوة بين العائلتين.
اذكر ان جدي بداية حياته اشتغل قلافا (صانع سفن) بالاضافة انه عمل بالدكان والوالد لم يشتغل قلافا لأنه وحيد والديه وحمل مع الوالد. وعن الوالد يقول السيد الخباز: كان الوالد يقرأ ويكتب وقد تعلم عند ملا جمعة القرآن الكريم والكتابة وأولاده طاهر وعبدالحميد وجعفر وفي طفولته تعلم عند المطوعة صالحة الشمالي وقال انها كانت ملثمة ولا يرى الا عيونها فقط ظاهرة، وختم القرآن الكريم وتعلم الحساب والخط.
العائلة وتأسيس الحسينية
ثم يستطرد في الحديث عن الوالد والعائلة فيقول: والدي سيد عمران الموسوي الخباز تزوج والدتي خديجة بنت سيد علوي بن سيد محمد سيد ناصر بنت عم والدي وكان أبي وحيد والديه وأما أعمامه فسيد شبير وسيد باقر وأما سيد محمد الموسوي فهذا قارئ وخطيب على المنبر، وكان يكتب الكتب، بهذا الجو الديني عشت وجد والدي هو الذي أسس الحسينية وكانت في براحة المجيبل وكانت بيتا خاصا، ولكن غير محدد تاريخها بالضبط.
ويضيف: قلنا ان مؤسس العائلة حضر الى الكويت ما بين عامي 1810م و1815م ونقول انها أول حسينية كبيت خاص وبنيت في الكويت وذلك تقريبا عام 1820م وشارك في بنائها مجموعة من الكويتيين وكان المقرئ في حسينية آل عمران السادة الذين يحضرون من الخارج، وكانت النساء في البيت الذي كان ملاصقا للحسينية في عاشوراء فقط والشيخية هم أتباع الشيخ أحمد زين الدين الاحسائي.
ويستطرد السيد الخباز قائلا: أول حسينية لآل عمران كانت في الشرق لجد والدي ومن بعده تسلمها جدي ومن بعد ذلك أشرف على الحسينية والدي وحاليا وبعد وفاة الوالد أشرف عليها وثاني مقر للحسينية عام 1962 تم تثمين الحسينية وتم شراء قسيمة في بنيد القار مساحتها 2000 متر مربع، 1000 متر للبيت و1000 متر للحسينية، الوالد بنى الحسينية وعام 1963 تم الافتتاح لها وكان من المقرئين ملا حسين الخياط ومن الذين أدركتهم ملا عباس بن حامد وكذلك الأستاذ عبدالرزاق البصير من الخطباء في حسينية آل عمران والشيخ حبيب ابراهيم المزيدي وملا باقر وكان أيضا يقرأ في حسينية الشمالي وملا أحمد محمد البزاز كان يقرأ في الحسينية الموجودة بمدينة الكويت وعاش بها وملا عبدالرسول الخياط.
وفي الحسينية الحالية استمر معنا ملا حبيب المزيدي وكذلك ملا احمد البزاز ومن ثم الشيخ عباس الحلي والشيخ اليعقوبي وسيد جابر آغائي والشيخ أحمد الوائلي، وسيد شبر هؤلاء من العراق وهذه الحسينية تم افتتاحها عام 1985 في الدسمة، وهكذا فإن هذا هو المقر الثالث والأخير لحسينية آل عمران، حيث كانت الأولى في الشرق، والثانية في بنيد القار، أما الثالثة ففي الدسمة حاليا.
بعد ذلك يتحدث ضيفنا عن جواز بيع الحسينية فيقول: يجوز بيع الحسينية بالإذن من المحكمة الجعفرية لأنها وقف وتباع لأسباب جوهرية وحق المتولي مثلا والدي يرى من هؤلاء الأصلح من ذريته يوليه على الادارة وليس له حق التصرف في البيع، مثلا هذه الحسينية وقف وشرطها كشرطة وقف الحسين عليه السلام.
الوقف الذري يختلف عنه.. هذه الحسينية موقوفة لإقامة الشعائر الدينية والمحاضرات وجميع المصروفات يتكفل بها المتولي عليها.
الوالد في الخمسينيات كانت يبيع ويشتري والوالد اشترى بيتا ووقفه على الحسينية وكان مؤجرا والإيجار يصرف على الحسينية وبعدما استملكت البيوت اشترى الوالد بناية ووقفها على الحسينية بحيث توفر كل ما تحتاج له الحسينية، ولا يجوز ان يحصل على الصدقات لأن الصدقة كأنما تعطى للإمام الحسين وقد حرمت الصدقة على آل البيت والصدقة بعنوان الهدية، قال تعالى (واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خُمُسه وللرسول ولذي القربى..) وهناك اختلاف في وجهات النظر هل الغنيمة من الحرب أو من غير الحرب.. مثل الراتب اصرف منه أي شيء وآخر السنة تخرج منه.. على كل الصدقة تحرم على أهل البيت انما تجوز على غيرهم. ثم يضيف: أما ثاني حسينية بنيت بعد حسينية آل عمران فهي حسينية محمد حسين بوعليان بالدعية، وهناك من يقولون الحسينية الجعفرية، الملا صفة لجامع الإمام الصادق أما حسينية معرفي فتم بناؤها عام 1905، وبالنسبة للتقليد نحن نقلد السيستاني، والمجتهد له عدة شروط عند جميع المسلمين، أما مهة الإمام فهي: يجب على الإمام ان يؤدي الصلاة وان يقرأ وان يكون ورعا وعالما ويجب ان يكون متزوجا ومن الشروط الزهد وإذا تساووا يقدم صاحب الدار وإذا تساووا مع صاحب الدار يقدم أصبحهم وجها وأنظفهم ثوبا.. والبعض يقولون: انت خذ علمه ولا تنظر الى عمله وهذا كلام غير صحيح.
والإمام إذا ثبت عليه إقامة حد لا يمكن ان يفتي أو يكون إماما للناس، والزيدية يقولون بإمامة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولهم شرط بأن يكون الإمام مقاتلا.
الدراسة والتعليم
يتحول السيد أحمد الخباز بعد ذلك للتحدث عن دراسته فيقول: أول مدرسة التحقت بها مدرسة النجاح في منطقة الشرق بالمطبة والناظر عبدالوهاب الزواوي يعتبر ثالث ناظر للنجاح، كان الناظر له احترامه وهيبته وكذلك الوكيل زهدي سمور.
والمدرسون لهم كل احترام وتقدير ومن المدرسين عيسى اللوغاني والمدرسون غالبيتهم من الفلسطينيين ولا أرغب في اللعب ماعدا درس الألعاب ولم أشارك في أي ألعاب رياضية في المدرسة أو في الشارع أكملت المرحلة الابتدائية وانتقلت الى المباركية من الميدان الى الصاغة ومسجد السوق والحدادة وادخل المباركية وناظر المدرسة مصري وكذلك الوكيل.
والمنهج قديما كان قويا وتعلمنا اللغة الإنجليزية والرياضيات واللغة العربية ولم أرغب في الرسم والموسيقى، اللغة العربية قوية أما اللغة الإنجليزية فلا أعتبرها لغة رسمية بالنسبة لي، وكان يقال قديما لمن يقرأ أو يكتب هذا كاتب، المهم كان عندنا من يقرأ ويكتب، ومن يضع في جيبه قلما يقال له كاتب.
أمضيت 3 سنوات في المباركية والسنة الرابعة ثم تم افتتاح مدرسة فلسطين بالدسمة وبعد سنة واحدة حصلت على الشهادة المتوسطة، واذكر من طلبة المباركية نادر حياة.
أنهيت المرحلة المتوسطة في مدرسة فلسطين التي تأسست في منطقة الدسمة وبعد ذلك التحقت بالكلية الصناعية وكان عندي هواية النجارة أثناء دراستي وتعلمت النجارة من دون معلم فقط اشتريت عدة نجارة وأحضرت كتالوجاً وتعلمت القياسات لكل ما أريد أن أصنعه وتوطدت الهواية حتى بدأت أصنع الكراسي والطاولات وغرف النوم والخزانات وعندما التحقت بالكلية الصناعية لم اختر هوايتي كمادة دراسية وانما اخترت اللاسلكي والالكترونيات مع العلم اني كنت أضع وأنتج الأثاث واستخدم المنشارة الكهربائية وكنت أوفر أسباب الأمان.
وبالنسبة لدراسة الالكترونيات كانت البداية في الكلية الصناعية حيث قبلت كطالب ولا يوجد شروط صعبة للالتحاق وفيها مجموعة من الأقسام مثل النجارة والديكور والسباكة والسيارات والخراطة، المهم اخترت الالكترونيات أو مادة اللاسلكي واذكر من المدرسين الأستاذ عبدالله الجيران، الأستاذ الزلزلة، ومدير الكلية الصناعية عبدالله عبدالفتاح والأستاذ محارب، والريس، هؤلاء هم المدرسون الكويتيون بالاضافة للمدرسين المصريين وكنت البس البيرسون الأزرق وسكنت القسم الداخلي، والكلية الصناعية فيها المرحلة المتوسطة وتتكون أولى وثانية متوسطة ومن ينجح يحول الى الثانوية الصناعية المهم الطلبة يسكنون القسم الداخلي لمدة أسبوع ويزورون ذويهم ثم يعودون الى القسم الداخلي وهذا من أحسن الأنظمة التربوية من حيث العناية والرعاية والدراسة ولكل مبنى مشرف ويساعده طالب من الكبار والحقيقة ان الدولة قدمت الكثير للطالب الكويتي وكان الاهتمام بالطالب وبالعلم والمعلم.
وهذا من أفضل سبل التعليم والرعاية التربوية ولكن أكبر الأخطاء عندما أغلقت وزارة التربية الكلية الصناعية عام 1973، لقد تخرج فيها الكثير من أبناء الكويت الذين التحقوا بالأعمال الفنية والإدارية فقد ارسلت الوزارة مجموعة كبيرة من الطلبة خريجي الصناعية الى الدول العربية والأجنبية، وكان منهم طيارون ومهندسون فنيون صناعيون واداريون.
وكانت الكلية الصناعية نقطة مضيئة في سماء التعليم في الكويت ولكن للأسف تم إغلاقها ونتمنى عودة الكلية الصناعية كما كانت تفتح أبوابها لأبناء الكويت أمام الأجيال الحالية والقادمة نحن في الكويت بحاجة لأيد كويتية فنية وكانت تضم 800 طالب كويتي.
عموما أمضيت سنة أولى في الكلية وتأقلمت مع الكبار والصغار، وكان الكثير من الطلبة متخصصين لاسلكي واذكر ابراهيم طاهر الشمالي وكان ملازما لي منذ أولى حتى رابعة ولم أحاول الغش ولكن بعد التخرج من الكلية أيضا التحقت بمعهد الاتصالات ولمدة سنتين وبعد ذلك التحقت بوزارة البريد والبرق والهاتف ولمدة 5 سنوات في قسم المايكرويف وكان الرئيس للقسم عبدالعزيز الأيوب، ثم تركت المواصلات بعد فترة والعمل كان محدودا وبعض الموظفين تركوا العمل والتحقوا بالدراسات وحصلوا على الشهادات الجامعية.
بالنسبة لي تركت العمل والتحقت بالجيش بعدما قرأت اعلانا عن طلب عسكريين.
ضابط في الجيش الكويتي
بعد تجربة الكلية الصناعية وتعلم الالكترونيات والعمل في البريد يحدثنا ضيفنا السيد الخباز عن التحاقه بالجيش فيقول: تركت المواصلات والتحقت بالجيش الكويتي وتم قبولي ومعي ابراهيم الشمالي والتحقت بالدورة لمدة 4 شهور وكان ذلك أواخر وجود عبدالجليل اسماعيل وكان طيارا عسكريا وبعد فترة التدريب مع زملائي تم توزيع الدفعة على جميع الوحدات العسكرية في الجيش الكويتي وكان نصيبي الدفاع الجوي بحكم تخصصي وعينت في الكتيبة 31 وكان انشاؤها جديدا بالنسبة للسلاح الجديد (سام 7) والمسؤول ردهان الردهان ومن بعده سليمان الحنيف، وعينت ملازما وبعد سنتين ملازم أول حيث لا تحصل على الترقية حسب مجهودك وانما حسب سنوات الخدمة وقد تقدمت باقتراح للأسير أو المرحوم عبدالوهاب المزين قلت له ان الضابط بعد تعيينه يجب ان يقيم في عمله، وبعد سنتين ترقيت أو ترفعت الى ملازم أول.. في الكتيبة نفسها واستمررت في العمل العسكري وفي عام 1985 تم نقلي الى الكلية العسكرية وتسلمت الادارة ومن خلال انتاجي تم اختياري للادارة. وقد بدأت انظم واسند لي تدريس مادة اللاسلكي وكنت غير راغب فدخلت على ركن أول المقدم عبدالحميد الطاهر وكبير المعلمين العميد فرحان سلطان وقلت له لا أرغب في أن أكون معلما وهذه المادة أدبية وليست علمية فأرجو إعفائي وأخشى ان يقال اني ضعيف بالمادة والطلبة غير مؤهلين بسبب عدم قبولي للتدريس فاستجاب الرجل لي، فبدأت بتنظيم الملفات والشؤون الإدارية وفرز العمال كل حسب عمله، التفت إلي اللواء عبدالوهاب المزيني لما قدمته من عمل والعميد محمد عقاب وأمضيت أيام العمل حتى الغزو العراقي ويومئذ كنت في اجازة دورية 2/8/1990 ولكن التحقت بالكلية واخذت السيارة الجيب وكنت أوصل الضباط وأنقلهم خارج المعسكر ودخلت ضحى ذلك اليوم على فريح العنزي وكان يعمل في الاستديو في الكلية وقلت له قل هنا الكويت وانا ضابط كويتي، وفي ثاني يوم من الغزو على المعسكر يوم الجمعة استيقظت وناديت الموظفين المدنيين واخرجتهم من باب الكلية العسكرية وجمعت الأسلحة وماأزال احتفظ بمفاتيح الغرفة وخرجت بسيارتي من الكلية العسكرية الساعة الحادية عشرة صباحا وبعدها أوقفني أحد أفراد الجيش العراقي على جسر الخالدية على أساس ان أذهب الى البيت في بيان وقال أعطني اجازتك وكانت اجازتي عسكرية فقلت للعسكري العراقي لا أحمل أي هوية لأنني ذاهب الى المسجد واليوم الجمعة فقال روح ولم يمسني بضرر. ودخلت الى البيت واطمأننت عليهم وذهبت الى الوالد في الدسمة (وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون).
بعد ذلك حضر أحد جيراننا في بنيد القار الى الوالد وقال له انه حضر أفراد من الجيش العراقي وسألوه عني وهكذا علم الوالد انهم كانوا يبحثون عني.
الخروج من الكويت
وفي معرض كلامه عن تلك الفترة الصعبة فترة الغزو يذكر أحمد الخباز بألم موقف تركه لأرض الوطن فيقول: بعد شهرين من الغزو العراقي على الكويت غادرت يوم 2/10/1990 وذهبت الى البصرة ومنها الى عبادان ودفعت ألف دينار مع سجاير لرجل لبناني الجنسية وأعطيته علبة وأبقيت أخرى عندي، ودخلت الحدود الايرانية وكان معي يعقوب حياتي والرجل اللبناني كان يجمعنا في موقعين في الجابرية وننتقل الى الصليبخات وبعدما يشير بيده نتبعه في سياراتنا واستخرجت لي هوية باسم مزور «محمد علي اهوازي» والعمل مقاول، وداخل الكويت اقول للجنود العراقيين أعمل بالمعارف وحاليا متقاعد، هكذا كنت أستطيع المرور عند السيطرات ومن عبادان الى مدينة بوشهر، الوالد مكث في الكويت وزوجتي وأولادي تمكنوا من الخروج أيضا بواسطة اللبناني ودفعت له مبلغا، ثم وصلوا الى عبادان وذهبت لهم من بوشهر وبعد ذلك سكنت في شيراز وبعد مرور 6 أشهر مرت كأنها دهور تحررت الكويت من الغزو العراقي وسافرت الى الامارات وأمضيت شهرا بعد التحرير ومنها عدت الى الكويت وعندما كنت في الخارج أثناء الغزو العراقي كنت استخدم عدد اثنين راديو لكي اسمع الأخبار العالمية عن الكويت والعالم، ايضا كنت اسمع اخبار ايران من التلفزيون الايراني، لم يكن علينا خطر ولكن كان اخوتنا في الكويت في وسط الخطر.
الزواج المكروه
يقول الخباز: الزواج مكروه أيام عاشوراء لكن يجوز ان يتزوج الرجل وكذلك في شهر صفر مثلا اعز الاصدقاء لو توفي والده لابد ان أشاركه في حزنه فمن غير المعقول ان افرح بعد اسبوع، كذلك في كتاب المستطرف توصي الأم ابنتها التي كانت على وشك الزواج بعشر وصايا عن كيفية التعامل مع زوجها وتقول لها: لا تفرحي وقت حزنه ولا تحزني وقت فرحه وتضيف شاركيه في افراحه وأتراحه ولا تفشي له سرا.
المرأة لا تودعها سرا فهي تكتم سرك مادمت معها طيبا، فالإمام علي بن أبي طالب يقول: «كن على خيارهن في حذر، احذروهن ولا تجعلوهن يدبرن أمر العيال كل هذا بيد الوالد».
واليوم كل الأمور بيد المرأة، بناتي يعملن مدرسات ولكل زمان دولة ورجال.
الزوجة والأولاد
عن زوجته وأولاده يقول أحمد الخباز: زوجتي من أصل ايراني من مدينة مشهد وأولادي هاشم ويعمل في البلدية وشبير دكتور جراح وحسين وجواد موظفان وأربع بنات يعملن مدرسات ومتزوجات.