- عرفت الفنطاس بهذا الاسم لوجود تانكي ماء مصنوع من الخشب وكان اسمها قديماً العيون وبها عينا السليل والبلداني
- كنت أدخل المزارع صباح كل يوم لصيد الطيور الربيعية ومعي الفخ والنباطة والصلابة ثم نشوي ما صدناه ونأكله
- كنت أزاول ألعاب القوى أيام الدراسة وحققت المركز الثاني في مائة متر جري بثانوية الشويخ فحصلت على قلم باركر
- كنا نزرع في مزرعتنا الطماط والبقول والبطيخ والسدر والأثل.. وأذكر أثناء حفر الجليب فارت الأرض بالماء
- كانت عندنا ماكينتان كهرباء واحدة تعمل بالديزل وأخرى بالبنزين وكنت أشرف على تشغيلهما حتى دخول التيار الكهربي الفنطاس منتصف الستينيات
- قرى الساحل الجنوبي من الفنيطيس إلى الشعيبة كان يطلق عليها قديماً «القصور».. وبعض الصيادين كانت تضربهم سمكة «الفريالة» السامة
- كان جدي لديه «ورجية» من جريد النخل يستخدمها في صيد السمك بواسطة القراقير وكنا نرى الأسماك في قاع البحر لصفاء مياهه
- جدي أسس حملة للحج عام 1954 استمرت لمدة عشر سنوات وكانت لدينا خمسة باصات لنقل الطلبة إلى المدارس
كانت الفنطاس قرية ساحلية صغيرة بيوتها قليلة وكانت تلك البيوت قد هدمت وأعيد بناؤها فانتقلت القرية من المنطقة البرية الى ان جاورت بيوتها البحر. كان الأولون من سكانها يعملون بالزراعة والبحر لصيد الأسماك والغوص للبحث عن اللؤلؤ، واستمروا سنوات عدة حتى النهضة الحديثة والتي بدأت مع تصدير أول شحنة للنفط. بدأ السكان المؤسسون لقرية الفنطاس مطلع الخمسينيات ببيع وتثمين مزارعهم وتغيير أعمالهم القديمة والالتحاق بالوظائف الوزارية. ضيفنا يوسف فرج سعيّد العميري المولود بالاربعينيات أدرك قرية الفنطاس القديمة وهو خير شاهد على مزارعها الكبيرة والتي كان أصحابها يصدرون الخضراوات الى مدينة الكويت. وكان يعمل مع جده ووالده بالزراعة وهو في مرحلة الشباب ويحدثنا عن عائلته والأعمال التي زاولها أجداده وآباؤه في البحر والزراعة. ثم ينتقل بالحديث الى الدراسة حيث التحق بمدرسة ملا ناصر وبعدها تم افتتاح مدرسة الفنطاس فالتحق بها ولكنه لم يكمل الدراسة فترك المدرسة والتحق بالعمل الحكومي. والمرحلة الثالثة من حديثه ان عائلة العميري أسست حملة للحج ومزارع وباصات لنقل الطلبة فعائلة اسعيّد العميري من العائلات المؤسسة للفنطاس مع من كان بها من العوائل الأخرى، كذلك كانت بعض العوائل الكويتية يتخذ من الفنطاس مشتى أيام الربيع فيمضون فيها ثلاثة أشهر ثم يعودون الى بيوتهم في مدينة الكويت. يتطرق ضيفنا في هذا اللقاء إلى الحياة في الفنطاس القديمة وكيف كانت، وإلى أمور أخرى من كويت الماضي وحياته الشخصية، فإلى التفاصيل:
في بداية اللقاء يتكلم ضيفنا يوسف فرج سعيد العميري عن مولده وبداياته الأولى فيقول: ولدت في قرية الفنطاس القديمة وسط القرية وبيوتها بناء عربي من الطين، وكان بذلك الزمن توجد براحة وحولها البيوت من ضمنها بيتنا وكان البناء من الطين.
وكنا نلعب بتلك البراحة وفيها مسجد الفنطاس وبقالة قديمة لسعد الحقان وخباز بفريج العميري وفريج المزيعل، ومن البيوت الحمدان والحقان والمزيعل وهم الأغلبية والفرج، والفنطاس قرية صغيرة وتتكون من بيوت صغيرة وكبيرة وبيوتها قليلة.
وعرفت بالفنطاس بسبب وجود تانكي ماء مصنوع من الخشب وكانت تعرف بالعيون قديما، وفيها عين ماء تعرف بالسليل وعين البلداني وكانت النساء بعضهن يحملن الماء بالقربة والبعض ينقل الماء على ظهر الحمير. وبيوت الفنطاس انتقلت على ثلاث مراحل بسبب الرمال التي تتجمع نتيجة الرياح.
وبمرور السنوات دفنت الرمال البيوت واذكر بتلك السنوات اننا كنا نلعب فوق البيوت التي دفنها التراب (السافي) فانتقلت البيوت الى الامام من جهة البحر، ومما اذكر ان البيوت القديمة بقيت وكنا نسمي الرمال باسم «النقا» تعود والأرض النازلة نسميها المقوع والحملان زرعوا فيه القمح، وجدي لوالدتي اسمه انقيان العميري ويعرف باسم انقيان القروي.
وأذكر أصدقائي من أهل الفنطاس سعود الحقان وسعد وراشد مرزوق وخالد مزعل الحنيف.
التعليم والدراسة
يتحدث العم يوسف العميري عن ذكرياته حول الدراسة فيقول: أول مدرسة عند ملا مزعل الصلال ولمدة عام واحد وبعد ذلك التحقت بمدرسة الفنطاس الابتدائية والناظر فؤاد عماشة فلسطيني وأبناء الفنطاس جميعهم تعلموا في تلك المدرسة، وكان يقدم لنا الأكل بعد الحصة الثالثة.
وكان لي نشاط رياضي واشتركت بألعاب القوى وتخصصت بالجري مائة متر وأربعمائة متر وحصلت على جوائز، وكنا نذهب الى ملاعب ثانوية الشويخ وكان ترتيبي الثاني على لاعبي مائة متر جري، وحصلت على جائزة قلم ناشف باركر، واستمررت بالدراسة وانتقلت الى مدرسة المتنبي بالشرق وكنت أهرب من المدرسة ولمدة سنة واحدة ورجعت الى مدرسة الفنطاس.
من الدراسة إلى العمل
تحول العم يوسف العميري من مجال الدراسة والتعليم الى العمل بوزارة الدفاع، وعن تفاصيل ذلك يقول: تركت الدراسة والتحقت بالعمل في وزارة الدفاع وكنت ساكنا في الفنطاس، وكانت الوزارة في منطقة المسيل بشارع أحمد الجابر وطبيعة العمل صراف، وكونت علاقة طيبة مع العسكريين الذين اصرف لهم رواتبهم أمضيت تسعة وعشرين عاما وخمسة أشهر في الوظيفة.
استفدت من العمل بمعرفة الأصدقاء، وكونت علاقة طيبة معهم ولا أزال من أصادفه أسلم عليه ونتحدث عن الماضي.
قرية الفنطاس
يتغنى العم يوسف العميري في القرية التي بها نشأ وترعرع ويتغزل في جمالها ويبدأ كلامه عنها:
يقول الشاعر أحمد العدواني:
يا ساحل الفنطاس
يا ملعب الغزلان
يا متعة الجلاس
ساحل الفنطاس رملي ناعم، ماء البحر يرتفع حتى اليابسة أحيانا، كانت الحظور تنصب على الساحل وأبناء العبهول لهم حظور لصيد السمك، وساحلها يمتد من الشمال إلى أبوحليفة، رجال وأبناء الفنطاس كانوا ينامون على رمال ساحل الفنطاس، وكان أهل الفنطاس أبوابهم مفتوحة مقابل الساحل الرملي النساء تغسل الملابس على الساحل وتنشرها حتى تجف، ساحل طويل رملي رماله ناعمة ونظيفة وأذكر كنا نسبح على ساحل البحر ونصنع سفينة صغيرة من صفيح العلب الكبيرة نستخدمها في صيد السمك بالخيط والميدار ومن جمال البحر وهو صاف نرى السمك في قاع البحر، وأهل الفنطاس بعضهم أصحاب سفن صغيرة «الشوعي» يخرجون الفجر بسفنهم ومعهم الشباك «السالية» وأذكر منهم أحمد السعيد وانقيان جدي، كان عنده ورجية يستخدمها في صيد السمك بواسطة القراقير يضعها في البحر ويباريها وبعد فترة من الزمن يذهب ويرفع القرقور فيجد فيه أسماكا كثيرة والورجية تُصنع من جريد النخل ويدخلها الماء ولكن لا تغرق، وبعد ذلك خالي سلمان تسلم العمل من والده انقيان وصار يرمي القراقير الكبار وكان بعض الأهل وسكان الفنطاس يوصونه بأن يعطيهم من السمك الطازج فكان يبيعه لهم ويوزع على البيوت.
وقديما قرى الساحل الجنوبي كان يطلق عليها القصور، من الفنيطيس الى الشعيبة، ومما أذكر ان سعد سعيد وأحمد سعيد وأبوخلف كان عند كل واحد منهم شوعي لصيد السمك، ساحل الفنطاس توجد فيه السمكة والسفن قديما كانت تسير بالمجداف ومع النهضة الحديثة استخدموا الماكينة الصغيرة.
وبعض الرجال والشباب تضربهم «الفريالة» وهي سمكة سامة والمعالج ملا ناصر وعنده دواءان واحد للعقرب والثاني للسمك السام.
مزارع الفنطاس
وعن الزراعة والمزارع في الفنطاس يقول: اشتهرت الفنطاس بمزارعها الكبيرة والصغيرة فكان بعض سكان الفنطاس عندهم مزارع فيها شجر الأثل والسدر الذي يأخذون منه الكنار، وكانت المزارع منتشرة في الفنطاس، مثلا كان خوالي عندهم مزارع والحقان عندهم مزارع وجدي انقيان القروي عنده مزرعة.
وأذكر ان العوازم كانت عندهم مزارع موقعها الشارع الرئيسي حاليا، مثل الغريب والشنيتير وابن هندي والشريدة، ومزارعهم جنوب الفنطاس دون البحرة ومزارع أهل الفنطاس، وأما ابن عبهول فله حظرة على ساحل الفنطاس، وأما مزارعنا ففيها عيون ماء وجلبان وبواسطة الحمير نسحب الماء من الآبار بالقرب الجلدية ويصب الماء في منحاة الأرضية وهو مجرى الماء، وكل مزرعة فيها جليب وعندنا أربع مزارع لجدي وفيها عين ماء، وكل جليب مطوي بالصخور.
وأذكر ان مزرعتنا الشمالية كان فيها جليب وأثناء الحفر فارت الأرض بالماء، وجدي كان هو المالك والأبناء يعملون وكانوا يزرعون الطماط والبقول، وللمرأة دور في البيت وليس في المزرعة بالنسبة لعائلتنا وبعض النساء يعملن في المزارع، وكنا نزرع البطيخ والرقي، وسدر كنار وشجر الأثل، وتسمد الأرض بالسماد دوريا، وأذكر عمي وهو يغني أثناء تسميد الأرض.
كانت مزارع الفنطاس كثيرة وكبيرة وسورها من سعف النخيل وبعد ذلك استخدم السيم، وأذكر عام الجراد والصغير نسميه الدبا، وكنا نستخدم الأواني ونضربها لكي نطرد الجرادة وهو يأكل الزرع ويدمر الأرض وإذا سقط بالجليب يدمرها.
وأما مزارع العائلة فكانت مساحتها كبيرة وعندنا اربع مزارع وابناء جدي الذين يعملون مع جدي وبعد وفاته تم بيع المزارع واذكر كنت ادخل المزارع صباح كل يوم لصيد الطيور الربيعية ومعي الفخ والنباطة والصلابة واباشر الصيد وعندنا عبداللطيف الحمدان صياد طيور من الجيدين وكنا نشوي الطيور ونأكلها شوي أو حمية بالدهن.
شاركت جدي وأعمامي ووالدي وكنت اسدِّر على الحمير ري المزروعات الطماط والخضار ومزارعنا فيها كل خير ومن يحضر من مدينة الكويت لزيارتنا يرجع ومعه كمية كبيرة من جميع الخضار من مزارعنا وخاصة ايام العطل والخميس والجمعة. كانت مزارع الفنطاس معروفة عند الجميع بذلك الوقت وكانت الارزاق من المزارع وكانت الحمير والبعارين تنقل منتجات المزارع الى سوق الكويت ومن قبل صلاة الفجر يخرجون من النفطاس حتى براحة ابن بحر مدخل سوق الخضار وينزلون البضاعة وفيها بروة لتسلم الخضار وتسليم النقود سعرها من الدلال.
كنت ارى جدي واعمامي يتحاسبون فيما بينهم ويعطوننا نحن الصغار، اعتقد كان البيع في اليوم أكثر من عشر روبيات وكان الآباء والأجداد عندهم حمير كثيرة للنقل والماء وكانوا يحنون الحمير بالحناء وخاصة ايام الاعياد ـ الخدم ينقلون الغداء من البيت الى جدي واعمامي ووالدي واذكر في احدى السنوات عمي سالم قال للخادم روح للبيت احضر الغداء ونفذ الامر واحضر الاكل، ونحن ثلاثة ذهبنا الى المزرعة، ونحن ابناء عم.
في ذلك اليوم فتحوا القدر وكان الاكل ناقصا لأننا لم نبلغ جدتنا بأننا سنذهب الى المزرعة. عمي عندما رأى الأكل أنبنا لحضورنا من دون ان نعلمه وضربنا، يوميا الغداء يطبخون واما الدجاج فلا يطبخ.. فقط اسماك ولحوم.
واذكر كان عندنا ابقار واغنام في البيت واللبن والحليب والزبد. وكان جدي عنده اغنام كثيرة ويسرح بها مع الخدم في البر.
الشاعر القروي
يتحدث ضيفنا عن جده الشاعر فيقول: هو انقيان العميري وعرف باسم انقيان القروي وله مجموعة من القصائد النبطية وبعض تلك القصائد سرقت ونسبت لشعراء آخرين ومن قصائده الغنائية:
آه يا مرعوب من تفاريج الولايق
كدر المشروب صاحبي نابي الردايف
من يسد النوب
باقي قربي وخايف
.. إلى آخر القصيدة.
وله قصيدة اخرى وهي:
البارحة يا عبيدي عييت انامه
درب الخطا كثر عليه الهواجيس
وقصيدة اخرى تنسب له:
جزا البارحة جفني عن النوم
جزا من غراييل الزماني
صبرت امس مع قبل امس واليوم
وشوف العشر تصفي ثماني
شريف على التكبات محدوم
ولا هو من الطرز الجباني
وانقيان القروي جدنا من الأم، أما سعيد فجدنا من الاب، وهكذا فإن اخوالي واعمامي من العميري وكان جدنا العود يعرف بالعبكل، لأنه عاش عندهم.
بعد وفاة جدنا سالم والد سعيد في موقعة الصريف عام 1901 وبعد وفاته عاش سعيد عند العبكل في الفنطاس فعرف بهذا الاسم انه من عائلة العبكل.
وايضا نسب معهم وكان سعيد عمره خمس عشرة سنة عندما استشهد والده سالم، مع اخيه اانقيان ومنهم سعد العبكل البحار والنهام وثلاثة ألقاب للعائلة منذ سنوات بعيدة، العبكل والسعَيِّد والعميري، كل اسم حسب السنوات التي عاشها الآباء والاجداد، والاصل نحن من جزر العماير بالجزيرة العربية.
وقد كان عندنا ماكينتان للكهرباء قبل ان تصل الكهرباء الى الفنطاس ماكينة تعمل بالديزل والثانية بالبنزين وكنت اشرف على تشغيلهما مساء كل يوم حتى وصلت الكهرباء الى منطقة الفنطاس منتصف الستينيات.
كذلك كان عندنا من الأبقار ثلاثة كبار ومعها ثور كبير قوي ونعطيه الماء من البركة وفي الشارع يخافه الناس وكان عبدالله ولد عمي يمسكه من قرنيه الكبيرين، وكان يوجد ثور آخر في احدى المزارع واذا تقابل الثوران تصير منازلة بينهما.
العائلة والبحر
وعن التاريخ البحري للعائلة يقول العميري: جدنا الكبير سعيد صار نوخذة غوص وكان يملك سفينة من نوع الشوعي، ويذهب للغوص الى ساحل العدان ومعه مجموعة من رجال العائلة ولكن لم اسمع انه حصل على دانة او حصابي، ومن بحارته سعد العبكل وصالح بوحمرة وفرج المجبل وجدي خالد سعد، فعائلة العميري كانوا يعملون بالزراعة في مزارعهم وفي البحر بصيد الاسماك والغوص للبحث عن اللؤلؤ.
ومع النهضة الحديثة كانت عندنا باصات لنقل الطلبة الى المدارس وعددها خمسة باصات ويملكها جدي وفيها سواقة واذكر منهم محمد النطاعي ومحمد الحرشة.
كذلك جدي اسس حملة للحج عام 1954 وكان يستخدم الباصات وعرفت بحملة سعيد العميري ومقرها الفنطاس، وكانت السيارات والباصات والوانيتات ملك الجد واما اللوريات فتأجير من الغير، واستمرت الحملة من عام 1954 الى عام 1964 لمدة عشر سنوات وانتهت الحملة لان الجد العود لم يستطع ادارتها فتسلمها الوالد لمدة سنة وبعد ذلك لم يتسلمها احد من العائلة فانتهت الحملة.
وفي الفنطاس حملتان: الاولى لعبد المجيبل، والثانية حملة العميري، وهي متنوعة من الحجاج ولم يقتصر على سكان الفنطاس ولها مقران الفنطاس والمنصورية، قبل بناء البيوت فيها.
هكذا فإن عائلة العميري كانوا يملكون وعندهم:
1- حملة للحج.
2- باصات لنقل الطلبة.
3- مزارع في الفنطاس.
4- سفن غوص وصيد السمك.
كذلك كان جدي موظفا في البلدية وكلف من قبل المسؤولين بتخطيط الاراضي ولمدة سنوات من السالمية حتى ما بعد الشعيبة، واذكر كنت اذهب معه ومن بعده تسلم العمل عمي سالم وبعد سنوات ترك العمل، ولنا دور كبير في المشاركة في العرضات واقامة حفلات السامري وعنده عدة كبيرة من الطيران والطبول وجدي اانقيان القروي له دور كبير في غناء السامري وبصفته شاعرا كان يكتب القصائد الغنائية وكان يشارك وينشد في العرضة والسامري، ولهم مشاركة بارزة في الفرقة.
كانت فرقة الفنطاس للسامري مشهودا لها في الاحتفالات الوطنية والمناسبات والاعراس ومما سمعت ان الشاعر اانقيان كان حاضر الذهن سريع البديهة، ما ان يسمع عن اقامة سامري وهو في طريقه يكتب القصيدة ويؤديها في نفس الليلة، ونحن الجيل الحاضر نشارك في السامري والعرضة، واحيانا كنا نشاهد بعض الرجال عندما نسمع عن السامري يسقط على الارض ونقول يستنزل.
وكل واحد له قصيدة يلعب عليها ويؤدي دوره وكلما غنوا اغنية يقوم من يطرب على فنها ولحنها، سهر بالليل على السامري وينتقلون من قرية لاخرى ومن مدينة لاخرى بسبب حبهم للسامري والعرضات.
جدي ايضا له دور في تعريف الرجال الذين يطلبون الجنسية، وكان عنده «ختم» حكومي وكل من يطلب الجنسية يحضر عند جدي سعيد العميري وبمجرد ان يختم الاوراق لجنة الجنسية تأخذ برأيه ويعطى الرجل الجنسية.
وايضا كان جدي العود يحضر عنده كثير من المواطنين الذين يخططون اراضيهم، كان رحمه الله يعرف الارض من هو صاحبها لخبرته بالاراضي البرية، وكان جدي صديق المرحوم الشيخ صباح الناصر الصباح، واما امير الفنطاس هو محمد الحقان وهو اول واحد عليها ومن بعده تسلمها جدي سعيد العميري وكانت عائلة الحقان مسؤولة عن التموين وكان جدي مسؤولا عن السلاح.
وهو الذي يوزع السلاح على أهالي الفنطاس بعدما يتسلم الأسلحة من الحكومة.
وأذكر ممن شارك في معركة الصريف سالم سعيد العميري واستشهد وفي معركة هدية 1910 جدي سعيد شارك فيها مع من شارك، وبعد المعركة جدي لجأ الى بعض البدو وبعد ذلك رجع الى الكويت، أما معركة الجهراء فقد نقلهم النوخذة محمد الحقان بسفينته الى كاظمة من الفنطاس ومعهم أسلحتهم ومع وصولهم شاهدوا خيالة واقفين على ساحل كاظمة فقال النوخذة محمد الحقان من ينزل ويذهب الى أولئك الخيالة ويتعرف عليهم فنزل سعيد العميري وذهب الى حيث يقف الخيالة وتعرف عليهم وإذا هم من رعايا الكويت من المشاركين في معركة الجهراء وهو الذي شارك في معركة هدية.
دواوين الفنطاس
كل واحد من أهل الفنطاس أعطي أرضا في الفنطاس، أيضا عائلة العميري عندهم ديوان قديم أسسه جدي منذ ذلك الوقت الى يومنا هذا، كما يوجد في الفنطاس دواوين لعائلات الفنطاس مثل ديوان الحقان وديوان الحمدان وملا ناصر عنده ديوان والردهان لهم ديوان والفرج لهم ديوان.
وديوان سعيد العميري مفتوح ليلا ونهارا ونستضيف من يحضر بالليل ونقدم لهم الأكل ليلا وديواننا عامر دائما فيه رجال، والديوانية القديمة كانت أربعة أجزاء، جزء له مدخل على البيت، ومدخل آخر للديوانية خاص، ولها ليوان وهي جزء من البيت الكبير، وبيت العائلة قديما يتكون من أربعة أجزاء الأول بيت الحرم والثاني للمطبخ والجزء الثالث للحيوانات والرابع للديوانية.
أهالينا الأولين جاءوا الى الكويت من جزر العماير بالقرب من عنج ونحن من بني خالد الذين حضروا الى الكويت تقريبا عام 1800م وسكنوا منطقة الشرق ومنها انتقلوا الى الفنطاس وخططوا لهم المزارع منذ القدم.
أهل الفنطاس القدماء كان عندهم بيوت داخل مدينة الكويت وبيوت في الفنطاس حيث مزارعهم، وبعض المواطنين يزورون الفنطاس وعندهم بيوت فيها وخاصة أيام الربيع ولمدة شهرين أو ثلاثة أشهر.
وأذكر منهم العنجري وبوقماز والشلفان وشيخان الفارسي وعائلة العبدالجليل وملا حسين التركيت والقطامي والفهاد والخزام والدعيج والعتيقي والمرزوق والرفاعي والعبدالقادر والمجرن والسلمان من سكان الفنطاس.
والفنطاس القديمة فيها خباز وبقال للحقان، وعائلة العميري اختلطنا بالنسب مع العيسى والفرج والكنادرة والعبكل والسويلم وآخرين لنا الشرف بنسبهم ولكن نسيت ذكرهم.
الأسرة والأولاد
يتحدث العم يوسف العميري عن أسرته فيقول: تزوجت مرتين أنجبت من زوجتي الأولى ولدي سعيد وبنتا، ورزقني الله من الزيجة الثانية عبدالعزيز وعبداللطيف وبنتين، وبفضل الله جميع أبنائي خريجو جامعة.
وأذكر هنا أنني قررت الزواج مرة أخرى رغبة في أن يرزقني الله بالأولاد، فالله سبحانه وتعالى يقول: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).
العمل التجاري
كان لعائلة العميري نشاط تجاري بالاضافة الى الزراعة والعمل في البحر وعن ذلك يقول العم يوسف العميري: سالم اسعيد العميري هو الرجل الذي شارك وعمل بالتجارة وكيلا عن عائلة العميري، وهو المسؤول عن كل شيء يخص العائلة، وهو أبونا وكان عندنا محلات في شارع الغربللي، وفي منطقة الخفجي محلات، وكان يستورد من ايران مع رجل ايراني، وكان يقوم بعمل الفحص لمن يتقدم بالحصول على اجازة القيادة، وكان يعمل بالمرور، والجميع اشتغل بالحكومة مع بداية النهضة الحديثة، وذلك عام 1964، وقبل هذا التاريخ ما كانوا يعملون بالدوائر والوزارات الحكومية ولكن كانوا متفرغين للعمل الحر.رجال عائلة العميري مع النهضة الحديثة وبعد تثمين المزارع بدأوا بالعمل الحكومي، أيضا أذكر هنا ان العائلة كان عندهم «دراكيل» اي أماكن نقل الرمل وأيضا يملكون سيارات نساف لنقل الرمال، وقديما كانوا ينقلون الرمال من ساحل البحر وبعد المنع تركوا واتجهوا للدراكيل.