- أهل البادية يرون رعاية البقر عيباً وراعيها لا تُخطب ابنته ولا يؤكل اللحم ولا يشرب اللبن عنده
- من أنواع الجمال الوصحة والشقحة والشفقة والشعلة والسودة والصفرة والملحة ومجاهيم والنعاج منها السودة العربية والهجرية والنجدية والشفالة
- هويت منذ الشباب جمع دلال القهوة متأثراً برجل في بر سورية وأول راتب حصلت عليه اشتريت بربعه 8 دلال ومحماس ونجر
- عام 1964 أثناء حراستي لقصر المرحوم الشيخ صباح السالم في ليلة شديدة البرودة حضر وقال لي «يا ولدي إن كنت بردان ادخل تحت المظلة»
- تركت رعي الإبل والأغنام والتحقت بالعمل في «الداخلية» وتم توزيعي على مجلس الوزراء ثم نقلت إلى مخفر الرأس
كثيرون من الكويتيين يهتمون بالتاريخ والتراث، كثيرون أصحاب متاحف منزلية جمعوا ما تبقى من الماضي من التراث البحري وبيوتهم تزخر بمقتنيات تعكس صورة الماضي الاصيل. ضيفنا صاحب متحف صغير أسسه منذ سنوات عدة مضت، ففي عام 1959 زار سورية عند أحد مشايخ عنزة وشاهد الخدم ودلال القهوة ومن اول راتب تسلمه من الشرطة عام 1964 توجه الى سوق مدينة الكويت وفي مكان خاص لبيع الادوات التراثية القديمة واشترى بعض الدلال من سوق المقاصيص. واستمر في شراء كل دلة قهوة قديمة حتى تكونت لديه مجموعة كبيرة فاقت المئات.. ضيفنا التحق بالسلك العسكري (الشرطة) حيث عين شرطيا، واستمر بالعمل حتى التقاعد عام 1983، ويذكر لنا اسماء الابل والاغنام ويقول ان البقر لا يعيش بالبر وعيب على صاحب الابل والاغنام وان الابل تصبر عن الماء اكثر من اسبوع اما الاغنام فبحاجة للأكل والماء يوميا. رعى الابل والاغنام ونام في بيت الشعر في البر، أما وارة منطقة السكن فيذكرها لنا في سياق الحديث عن تلك المنطقة البرية جنوب الكويت وفيها العشيش سكنهم، وكذلك الشدادية التي سكنها حتى انتقل الى الدوحة عندما خصص له بيت حديث. أبوممدوح رجل ذكي وكريم عاش البداوة والحضر منذ سنوات طوال. يشكو من الاجانب الذين يتجولون بين سكك وشوارع منطقته ويدعو الشرطة لمراقبة الاجانب وبيوت الايجار على العزاب ويريد الدوحة منطقة سكنية نموذجية، خاصة لأهلها من الكويتيين. نتطلع من خلال نافذة حديثة لنلقي نظرة على كويت الماضي وصور من الحياة التي يفتقد الكثيرون جمالها، فإلى التفاصيل:
في مستهل حديثه عن الماضي والذكريات يتحدث العم مونس ممدوح العنزي عن مولده وطفولته فيقول: ولدت في بادية الكويت عام 1940، ولكني حاليا اسكن في منطقة الدوحة السكنية، وبداية حياتي أي مرحلتي الطفولة والشباب أمضيتها في منطقة وارة جنوب الكويت، وكانت منطقة برية واسعة وفيها جيل وأيام الربيع يتحول البر الى بساط اخضر من نباتات الربيع والنوير والعرفج واشجار برية وكنا نسكن في العشيش وانتهت عام 1975، وكنت اذهب الى منطقة سودة والعظامي وفيها جليب يعرف باسم بني هاجر تقول «جليب بني هاجر» وموقعها عند الحدود مع السعودية والبر فيه ضليعات صغيرة كنا نصعد عليها، والوالد كان عنده حلال بعارين وأغنام وكنا نرعى من الكويت الى السعودية، وكنت ارعى الاغنام والابل وننطلق في البر الفسيح، ومما اذكر كنا ننتقل من مكان لآخر حسب المرعى والاعشاب والماء، ونمشي ثلاثين كيلو وأكثر وبعد اربعة او خمسة ايام ارجع مع الحلال الى البيت.
ونتبع المراعي والمياه وأصل الى الشعيب والدبدبة وبيع الجمال والنوق في الجهراء والناقة سعرها اغلى من الجمل، ومن المعروف ان الناقة تحلب سنة والحمل سنة، والحليب لا يباع وانما يوزع على الموجود من الرجال والرعاة ونشرب منه وكنا نضيف الضيف ونقدم له الحليب وعندنا عيب بيع الحليب ويقدم للضيوف مع العيش واللحم.
اما انواع الجمال ومسمياتها فهي الوصحة والشقحة والشفقة والشعلة والسودة والصفرة والملحة ومجاهيم، اما النعوج فمنها سودة عربية وهجرية والنجدية شعرها نازل على جسمها وشفالة من العراق وحليبها قليل وديدها صغير (الثدي)، النعيمي في سورية والاردن والسعودية واغنام الداخل اشفال ضعيفة في العراق.
والناقة الانثى والبعير الذكر ومدة العطش عند الجمال احد عشر يوما في الصفري لا تشرب الماء في الشهرين العاشر والحادي عشرة اما في القيظ فالجمال تتحمل يومين فقط وتعطش، وفي الصباح تشرب اكثر من الليل، اقول ان الجمل يصبر على العطش ونقول ايضا ان الجمل سفينة الصحراء.
اما البقر عند اهل البادية فيقولون عيب فلا يعتنون فيها وراعي البقر لا تخطب ابنته ولا يشربون اللبن عنده ولا اللحم.
وعندما كانوا يغزون في السنوات الماضية كانوا يعيبون على من عنده بقر.. فيقولون:
حرشا العقاريب الابل
حرشا القعود.. نعجة الذيب
وبالنسبة لشكل الجمال فإن بعض الجمال في الجزيرة العربية لها سنام واحد واما في السودان وبلاد اخرى فلها سنامان، اما اكل لحم البعير فيؤكل بعد الصلاة ومن يأكل يتوضأ، واما لبن الناقة ففيه منفعة واللحم ايضا فيه منفعة، وقد عشت البيئة البرية من وارة الى البر، ووالدي ووالدتي قد توفيا وكنت صغير السن وعشت مع اخي الكبير سنوات طويلة وقد توفي اخي في مدينة الرياض قبل تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم بشهر.
اما الوالد والوالدة فقد توفيا في الدبدبة حيث كنا نرعى الابل ايام الربيع.
ويضيف العم مؤنس العنزي في حديثه عن البر والحياة فيه: البر فيه قبور كثيرة لمن توفي بالبر، ولها 100 سنة وأكثر، طفولتي كانت في وارة والبر حتى مرحلة الشباب حيث الجو جميل والهواء نقي، والمعرفة بالناس الجيران، وبعض المواطنين معهم أسلحة للدفاع عن أنفسهم واذكر أسماء الأسلحة، مثل «أم صمعه»، «عصملي»، و«فرنساوي» و«الماني» وأم كرار ألماني، أم ساعة فرنساوي طويلة وقصيرة، فرنساوي أم حبة فرنساوي أم فرض، مسدس أبورقبة طويلة ومسدس رقبة صغيرة وبنقدية أم خطر وأم صمعة عرفت عام 1870، الوالد اشترى له بندقية قديمة، واذكر ان أخي باع نعجة مقابل مسدس 3 طلقات.
كذلك فإن البر والبادية فيها سرقات كثيرة وخاصة سرقات الأغنام ولا يوجد قانون في البر عند أهل البادية، أدركت رجال توفاهم الله أعمارهم وصلت الى المائة وفوقها 3 سنوات، الناس في البر تأكل التمر وتشرب اللبن والحليب ويمشون طوال اليوم ولذلك فإن أجسامهم قوية.
بيت الشعر
ومن مظاهر الحياة في البر العيش في بيوت الشعر، وعن ذلك يقول العنزي: كنا نسكن بيوت الشعر ولا نسكن الخيمة لأننا نعيب على من يسكنها، بيت الشعر يختلف بالحجم البعض مثولث ومروبع ومخومس وبعضها مسودس.
ويقول الشاعر
إن كانك تريد تنموس
عشرين بيت مخومس
وتحفه بيت نسميه بيت شعر (قطبه) عمود واحد كبير وعمودين والمثولث 3 أعمدة، والمروبع 4 أعمدة، وكذلك المخومس 5 أعمدة ويقسم بيت الشعر الى أجزاء قاطع للنساء، أما ديوانية الرجال فنسميها «الربعة» يظهر بيت العائلة، وكل واحد حسب ذوقه وممنوع على الرجل ان يأتي من أمام بيت النساء، ويعتبر الرجل غير محترم، حاليا الناس مظاهر ويتبعون صاحب الملابس والسيارة الكشخة.
الزواج عند القبائل
يتحدث العم مؤنس العنزي عن الزواج وخطواته وكيف يتم عند القبائل فيقول: أما بالنسبة للزواج عند القبائل فإن الفارس يُعطى ويزوج وأما الرديء فلا يُزوج.
والمهر للزوجة ناقتان و5 أغنام و3 بعارين، حاليا المهر غالي ومرتفع، أما الخطبة فالرجال تعرف بعضها البعض، وهكذا يذهب الرجل أبوالمعرس للرجل والد العروس ويتقدم له بخطبة ابنته لولده، وعيب عند أهل البادية الحريم يذهبن للخطبة، وفي حالة إذا لم يكن لها ابن عم يريد الزواج منها أو قام شخص آخر بخطبتها، فإن والد العروس لا يمانع ويقول خذها لولدك يابوفلان.
الرجل يوجب الرجل وعندما يتقدم لزواج ابنه يعرف ان ابنه شخصية ومحترم وله مكانته بين أبناء قبيلته، ولذلك الرجال مع الرجال، وعيب ان المعرس يشوف عروسته، ولا يراها إلا ليلة الزواج، والولد الكبير يتزوج قبل اخوانه وكذلك بالنسبة للبنات الكبيرة قبل الصغيرات، وليلة الزفاف العروس يزفونها على المعرس في بيته ولا الأب واخوانها ما يمشون معها.
مدينة الكويت
يتحول بعد ذلك العم مؤنس العنزي الى الحديث عن مرحلة جديدة ألا وهي الانتقال من حياة البدو الى حياة الحضر فيقول: بعد الحياة في البر وبعد وفاة الوالد مثلما ذكرت نزلنا مدينة الكويت، وسكنت بمنطقة الشدادية، وكانت مزدحمة بالسكان وذلك عام 1950، مباشرة من منطقة وارة ومن الشدادية الى بيت الدوحة عام 1973، ولا أزال أسكن في بيتي مع الأولاد.
والدوحة منطقة سكنية أيضا مزدحمة وفيها شوارعا واسعة لكن فيها أجانب عزاب وعائلات مستأجرة البيوت، وعمال يتجولون بالشوارع ليلا ونهارا، المهم سكنت ولاأزال فيها مع أولادي وعائلتي.
العمل بالداخلية
ثم يأتي ضيفنا بعد ذلك الى الكلام عن مشواره بالعمل قائلا: تركت الرعي والإبل والأغنام وذهبت الى دائرة الشرطة وسجلت، وبعد فترة التدريب تم توزيعي على مجلس الوزراء وكنت أقف على البوابة الرئيسية صباحا وبعد ذلك نقلت الى مخفر الراس وتم توزيعي وكان نصيبي ان أوزع على قصير وسكن المرحوم الشيخ صباح السالم وكان وليا للعهد في عهد أمير الكويت المرحوم الشيخ عبدالله السالم رحمه الله وعام 1964 استمررت بالعمل، حراسة ليلية أو صباحية ومما اذكر كنت في ليلة شديدة البرودة وأقف حاملا سلاحي الساعة الواحدة والنصف، وكان معي بنفس النوبة 4 من الشرطة والمسؤول علينا في تلك الليلة عريف فلاح الوطري الرشيدي، وأثناء الحراسة حضر المرحوم الشيخ صباح السالم ولي العهد في ذلك الوقت، فقدمت له التحية وقال يا ولدي ان كنت بردان ادخل تحت المظلة خوفا من البرد فشكرته على اهتمامه برجال الشرطة وبعد لحظات حضرت الدروبة وفيها العريف فلاح الوطري قال لي: عندما حضر ولي العهد كنت نائما أم مستعدا في حراستك؟ فقلت: لا لم أنم فقال: كفؤ شكرا لك.
انتهى الدوام ورجعت الى بيتي في الشدادية وكنت مستأجرا سيارة مع الشرطة تنقلنا الى منطقة سكننا وعددنا خمسة من الشرطة.
وظللت في العمل حتى التقاعد ووصلت الى رتبة عريف شرطة، واذكر ان المرحوم الشيخ صباح السالم امير الكويت الاسبق وزع علينا نحن الشرطة يوم عيد الاضحى عيدية، لكل شرطي خمسة عشر دينارا والعريف عشرين دينارا اشتغلت مع عدد من الضباط منهم صالح الحداد وعبدالرزاق الخباز والضابط فهد بن دواس ومحمد محسن الحربي ومحمد فياض وسحاب المطيري ومهدي حياة.
الشدادية
في سياق حديثه يتطرق العم مؤنس العنزي الى الكلام عن منطقة الشدادية فيقول عنها:
منطقة سكنية بيوتها من العشيش وسكانها عزابية تقع خلف جليب الشيوخ من جهة الغرب.
وبنيت العشيش في الصحراء ولا يوجد فيها كهرباء والماء بواسطة التناكر وكانت مزدحمة بالعشيش والسكان.
الشعر النبطي
ضيفنا ليس ناظما للشعر ولكنه يهيم به حبا وعن ذلك يقول: لم اكتب الشعر ولكنني احفظ الكثير من لعدة شعراء واذكر منه، قول احد الشعراء في مدح الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله
يستاهل الفنجال وعود القماري (البخور)
اللي حكم نجد وطقت بحرها
عبدالعزيز اللي به الطيب جاري
اللي حكم ديرة وديرة عمرها
يعطي السند الجد بالذهب والسواري
وكل القبايل تنحره من ديارها
وكذلك اذكر ايضا ان الشيخ دللي الموير من شيوخ عنزة وهو من شيوخ الفدعان رجل فارس وكريم خرج مع مجموعة من الرجال وكان بعض اهل البادية قد سلبوا جمالا واغناما وشاهد مجموعة اخرى من العرب ومعهم ابل واغنام وصارب بيد الموير المجموعة معهم رجل شايب كبير بالسن ومعه ولد صغير اسمه دية وعمره عشر سنوات ولما سمع ان الابل راحت عند العنزة قال الشايب نحن مع عنزة بيننا حلف.
وأخذ الولد (دية) معه وركب الذلول والنياق عددها ثلاثون ناقة وخلال خمس عشرة ليلة مسير وصل الآخرون ورأوا الذلول عليها وسم القبيلة فأمسكوها وسلموها للشيخ وقال له ماذا عندك؟ فرد الشايب اني ولهان لرؤيتك فقال الشيخ حياك الله وقال هذه الابيات:
راكب حمرا من الهجن معفاه
حمرا تخصع للرسن بالحزومي
خمس عشرة ليلة على الوجه ملحاه
متنحرين ذا اللي بعيد العلومي
ولد الموير بعيد حجاياه
وشمس الضحى ما تلتقي بالحزومي
وذا اللي يناديني وانا اقول له ها
وثري حلمك في غطاريس نومي
ويدية لا تيأس من الله ورجواه
خلاق يديه رب رحومي
ان عطا منايحا هي من عطاياه
وان ما عطاها جرف هدومي
وكان الرد ان جميع النياق التي عليها الوسم اعطوها له.
كذلك فإن رجلا من قبيلة عنزة طرده ابن مهيد لوضع خاص بينهما ولجأ الى امير احدى القبائل وعندما وصل ذلك الرجل فضله على قبيلته وقال واحد من القبيلة: نعطيه جدنان بن مهيد ويلقب مصوت بالعشا من عنزة، وقال له سؤال من اطيبهم، قال غليون وقال له انت رجل طيب وغزا وكان معه امرأتان واحدة كانت حاملا وولدت وانجبت ولدا والرجل ركب الفرس ولمدة ثلاثة ايام وصل عند احد رجال القبائل وقال له ابشرك ان امير القبيلة رزق بولد فرد عليه ماهو مبروك فقال له الرجل ليه فقال سيصير مثل ابيه ويغزو على القبيلة ولكن شيخ القبيلة كان يسمع، فقال للرجل ماذا قلت وقال هذه الابيات:
شفت الرسوم وصار القلب مثلوب
وعلة من العيرة غرايق دموعي
يا دار وين اللي فيك اليوم يا دار
ما تقول انطبح عقب خبري نجوعي
شفت الرسوم وشفت بالقلب مثلوب
وعلة من العبرا قرايب دموعي
وين الجهامة اللي بك العام مردوم
يا اهل الرباع فرينج كل مظلوم
وهل ارماح مظافرين دروعي
لو حولنا عدوان وضالهم قوم
ولا ظني عقب افترج رجوعي
وإن كان إنك صغر يكاد عنه اليوم
خل سكران المجانين يوعي
يركب عليه باللقا كل شعموم
والا ما تعب الجموعي
عيالهم ينطح من الخيل حثروب
يوم يسنه بالنشاما شروعي
يا شيخ انا عندك معيد ومحشوم
ويمضي علي العام كأنه اسبوعي
لاشك قلبي بالوفا صار ماسوم
يا شيخ وانا منهم جزوعي
وعيني اللي شافت العيب ما تقبل النومي
وقلبي يرجع بين هدب ضلوعي
يا شيخ ابي اوصلك لين يفني الكون
ساطع قطاع حسن الطبوعي
حلياك حرب يفني الصيد ملحوق
متواحد الجنحان حر قطوعي
حر علم بالصيد من دون تعلوم
مداد الريش شت المزوعي
وقد قالها الشاعر في أحد شيوخ شمر.
وأود القـــول هنا انــي احفـــظ الشعــر مع العلـــم بأنــي لا اقـــرأ ولا أكتـــب.
كذلــك التحقـــت بالتعليــم المسائـــي ولم أستطع التعليم.
قصة من الحياة
يروي لنا العم مؤنس العنزي قصة من الحياة بطلها عبطان بن ماضي من شيوخ الاردن والذي يقول عنه: رجل فارس ومعروف عند العرب ورجل كريم وغني عن التعريف، وعنده اخت اسمها عبطة وكان عمرها ثلاثين سنة وكلما تقدم لها واحد ترفض لانها تريد رجلا كريما فارسا.
وحدث حادث بين قبيلتين ورجل اسمه صفر المصلب زار عبطان بن ماضي قال: يا عبطان شيمتك بأربعة والخامسة والله يك ان ما رجعت وذبح له اربع خيول ويرجع وقال هذه الابيات:
من شطرت السلمان من هنا الى حوران
ونبي زويج لنا مطربينا
ولعيون عبطا اخت عبطان
عاداتنا تصيد الشوا السمينة
فكرة متحف الدلال
حرص ضيفنا منذ زمن على جمع دلال القهوة في متحف خاص به وعن ذلك يقول: دلال القهوة الصفرة المصنوعة من النحاس لها قصة في نفسي ومنذ سنوات الشباب كنت اتمنى ان اجمع دلال القهوة قبل دخولي الى الشرطة، والقصة انني كنت مع اخي الكبير ولا استطيع ان اتصرف وكنت احترمه كثيرا وفي يوم من الأيام ذهبت مع اخي الى رجل يدعى ابودخانين وكان يشب الفجر ويشب في المساء بمعنى يصنع القهوة صباحا ومساء ويقدمها لضيوفه وهو موجود في بر سورية وكان رجلا قصيرا وضعيفا اسمر اللون وكان عددنا اربعة رجال، بعد السلام والترحيب جلسنا عنده ضيوفا وقدم لنا القهوة وقلت له: طويل العمر عندي سؤال لك، فقال تفضل فقلت له: لماذا ينادونك ابودخانين؟
فقال انا سميت نفسي وجاءني عمي الشيخ بن شعلان وقال انت سميت نفسك ابوالدخانين فقلت له نعم يا عم العبد ـ طيبه من طيب عمه ـ اذا العم طيب يصير الخادم طيب.
فقال له خليك على دخانك، وبعد ذلك ذهبنا لابن شعلان وزرناه، وذلك في احدى ليالي عام 1959 في فترة الصفري، وكان يجلس في بيت مسوبع مصنوع من القطن والوجار حجر اردوني ويقف عند بيت الشعر ستة عشر مخدوما شباب وكان معه ولد شباب وهو محمد ولد فواز وعنده سبع وعشرين (دلة قهوة) مختلفة الاحجام، وعدد ثماني دلال صغيرة في الحفرة.
فتح قلبي على تلك الدلال والخادم يصب لنا القهوة من الدلة الصفراء الصغيرة.. طوال فترة جلوسي وعيني على الدلال.. ومن أول راتب تسلمته من الشرطة قمت بشراء ثماني دلال قهوة ومحماس للقهوة ونجر، وذلك من سوق الكويت، وكان راتبي اثنين وعشرين دينارا وربع وسعر الدلال ستة دنانير، وأحضرتها للبيت وباشرت عمل القهوة حتى عرفت صناعة القهوة، البداية كنت أقع في أخطاء، ولا أزال أعمل القهوة للضيوف.
فقد علمت نفسي بنفسي على عمل القهوة العربية ودق القهوة بالنجر وهو أطيب من المطحنة ومنذ ذلك الزمن عام 1964 حتى يومنا هذا اشتري الدلال، وبذلك كونت لي متحفا خاصا لدلال القهوة في بيتي وأستقبل المواطنين الذين يزورونني وحاليا أعدادها كثيرة من جميع الاحجام، أحيانا أبيع الدلة بثمن أكثر مما اشتريتها واشتري غيرها، بعضها صناعة سورية أصلية، كذلك هناك دلال هندية وبينهما فرق، وأطيب الدلال السورية وتلك التي تأتي من بغداد ومن الدول العربية وصناعتها جيدة جدا والهاون يصنع في بغداد، أما الاردن فيصنعون الهاون الخشب وحاليا في السعودية يصنعون الدلال بأحجام مختلفة، وتنظيف الدلال يسمى يربون الدلة والاحجام الكبيرة السوداء للزينة، وإحدى هذه الدلال اشتريتها من علي عريان.
الزواج والحياة الاجتماعية
يتحدث العم مؤنس العنزي عن حياته الاجتماعية قائلا: تزوجت عام 1965 بعد سنة من العمل شرطيا من عائلات القبيلة وأخي الذي خطبها من والدها ولمعرفة سابقة تمت الموافقة والمهر ثلاثمائة وخمسين دينارا. والحمد لله الذي رزقنا بأولاد وبنات ستة أولاد، وقد رزقت من زوجتي الاولى بولد وبعد ذلك طلقتها، والثانية ايضا من القبيلة وهي أم الاولاد والبنات، وأولادي الكبير يعمل بأعمال حرة والثاني عوض نوخذة بالميناء والثالث صالح يعمل مهندسا واما الابن الرابع عيسى فهو عسكري والابن الخامس خالد ويكمل تعليمه، وفواز عسكري وهو أصغر واحد وأما البنات فتخرجن من الجامعة ويعملن بالوظائف عدا واحدة الصغيرة لاتزال تتعلم بجامعة الكويت.
الحمد لله رب العالمين أولادي غير مقصرين معي في الحياة جميعهم متعاونون وكل شهر كل وحد منهم يحضر معاه القهوة والهيل وكل أسبوع خروف للعائلة، والحمد لله الحياة حلوة والكويت في نعمة والخير كثير ومع ذلك البعض يشتكي يريدون زيادة رواتب ولكن الناس ما تترك السفر.
أما بالنسبة لمنطقة الدوحة ففيها عزابية كثيرون ولا توجد دورية شرطة لضبط الأمن وخاصة الفجر يكثر العمال، أقول لا يوجد أمان. البنغاليون فجرا يزدادون في المنطقة وأطلب من المسؤولين اخلاء المنطقة من العزابية وعدم التأجير لغير الكويتيين، والغسالون يكثرون ويزداد عددهم في المنطقة وبالتالي الخوف يزداد عندنا من هؤلاء الناس.
زيارات
يختتم العم مونس العنزي حديثه بالكلام عن نشاطه الاجتماعي ومنه استقباله للكثيرين وعن ذلك يقول: يزورني الكثير من المواطنين ومن جميع المناطق ليشاهدوا الدلال بجميع أنواعها.
وأعطيهم القهوة بأنواعها، وبعد فترة يغادرون والبعض يصورنا ويلتقط الصور التذكارية والحمد لله رب العالمين.