- عام 1954 هطلت في الكويت أمطار غزيرة هدمت بعض البيوت وأوقعت أسلاك الكهرباء على الأرض ونقل أصحاب المنازل المهدومة إلى المدارس
- أذكر أيام الحرب العالمية الثانية عندما انقطعت المواد عن الكويت وكنا نستورد الأقمشة من الهند
- أيام الطفولة والشباب كنا نلبس المريكن والبويلين وكبار الشخصيات والميسورون كانوا يرتدون اللاس
- عملت سائقاً لمدة 5 سنوات في «الكهرباء» واشتريت سيارة «بوكس» لنقل الركاب من الصفاة إلى الفروانية وخيطان
- الجص في الماضي كان بديل الأصباغ الحالية للحوائط والمجاص كانت في آخر المرقاب مكان ضاحية عبدالله السالم حالياً
- كنا نبني البيوت من الطوب اللبن ولا نستخدم الأسمنت لأنه يسقط من فوق الطين والبيوت الواقعة على السيف تبنى من الأحجار
- عينت موظفاً في أملاك الدولة مراقباً على الصلبوخ والرمل والسيارات التي تنقل للأعمال الحكومية براتب 420 روبية
- لدى توزيع الماء على العملاء كنا نضع خطاً على الحائط بعد الانتهاء من كل درب وبذلك نحدد مرات نقل الماء ونتمكن من الحساب
- ساحة الصفاة كانت سوقاً كبيراً لبيع منتجات الأغنام وأهل البادية كانوا يحضرون معهم أيام الربيع الجراد والفقع والأقط
- التحقت بمدرسة ملا مرشد يومين فقط ثم اشترى لي والدي حماراً وقرباً لأعمل في نقل الماء من السفن الشراعية
- البلدية قديماً كانت تجمع القمامة بعربانة يجرها حمار وكان يتم رمي «الخمام» في حفرة خلف ساحة الصفاة
- عملت في صناعة الجص حتى بداية استيراد «الجبس» عام 1949
- في أيام الحرب الكبرى كنا نضطر لطحن «الملبس» حتى نستخدمه كسكر
منصور الهاجري
ضيف هذا الأسبوع مواطن كويتي ولد في المرقاب ومن يعرف المرقاب يعرف ان سكانها من المواطنين الذين يعملون بأيديهم ولهم حرفهم التي يشتغلونها. ضيفنا عبدالرحمن حمد الناصر من مواليد المرقاب عام 1930، وقد أدرك الصناعات اليدوية وكان والده من ذلك الجيل الجميل.. في ذلك الزمن كان والده صاحب ديوانية وكان الرجال رواد الديوانية في فصل الشتاء يلعبون المجيبس، (فما هو المجيبس؟)، وشاهد الرجل يلبس المزوية أيام البرد (فما هي المزوية؟). يذكر أن البنائين من أهل المرقاب والجصاصة والحمارة وكثيرا من المهن التي امتهنها والده وأبناء جيله رجال المرقاب كانوا محل أنظار أهل الكويت لما يمتازون به من أعمال. يحدثنا عبدالرحمن الناصر عن عمله بالمجاص وكيفية صناعة الجص وبعد ذلك عن عمله بنقل المياه من سفن المياه على الحمير، ويروي قصة ان الحمّار كان يعمل خطوط على الحائط، وما هو الوجر وما هي الكارة ومعنى المن والمنين، أسماء كانت تستخدم للدلالة على شيء ملموس وما هو أَلْقَفَافْ؟ كما يتحدث عن تأسيسه 3 حفر لصناعة الجص. ضيفنا تعلم قيادة السيارة عام 1949 واشتغل بسيارة تاكسي. قصص واحداث يسردها ضيفنا عن العمل الحكومي حيث اشتغل بالنفط والأشغال والتجارة، وبعد التقاعد اشتغل في بيع وشراء العقار ثم تركه. ويحدثنا عن عمل والده دلال بعارين وفي الغوص، ويوم أكل في رمضان وهو صائم ماذا قالت له الوالدة.. بالاضافة الى الكثير من الاحداث، فإلى التفاصيل:
في بداية حديث ضيفنا عبدالرحمن محمد الناصر عن الماضي يتكلم عن مولده وأيام طفولته فيقول: ولدت في الكويت بالمرقاب عام 1930 بجوار بيت الريش والمرقاب بمعنى المكان المرتفع وكانوا قديما يشاهدون منطقة البرمنة أي انه كانت تتم من خلاله المراقبة، كان الوالد عنده ديوانية جزء من البيت وكنا نحن الشباب نجلس فيها في أوقات عدم وجود الرجال، وكان اخواي سالم وابراهيم أيضا يجلسان في الديوانية، اذكر ذلك عام 1948 وكانوا يلعبون المحيبس على حلوى أو رهش مع الخبز، والمحيبس لعبة تتكون من 6 أفراد وعندهم المحبس وهو الخاتم ويتقابل الفريقان وبينهم رجل بيده المحبس ويخفيه بطريقته الخاصة عن الفريق، ويبدأ واحد من الفريقين ويقول هالعظم (بهالعظم بس) العب على فلان يعني ان المحيبس عند الرجل واذا فشل يعني الخاتم واحد من الفريق الثاني يبدأ اللعب بنفس الطريقة الذي يجد عنده المحيبس يفوز ويكسب الأكل ويقدم من الفريق المغلوب وهكذا، وأيضا كانوا يلعبون الكوت واللعب بليالي الشتاء وكل واحد يحضر لابس المزوية الثقيلة من شدة البرد في تلك السنوات، والمزوية تصنع من شعر الأغنام، ويصنعها الحساوية وهم حاكة ويصنعون مزراك حايك وهذا يضرب مثلا على الرجل السريع (والمزراك) لخياطة المزوية من خيوط شعر الغنم والحساوية في منطقة الصوابر وسكة الصوف يبيعون فيها الصوف المغزول أو صوف غير مغزول والنساء تبيعه، واذكر أيام الحرب العالمية الثانية عندما انقطعت عنا المواد والكويتيون يستوردون الأقمشة كلها من الهند والمثل الكويتي «الهند عندك لو قل ما عندك» بمعنى ان الهند تصدر كل ما تحتاج له الكويت من مواد غذائية وملابس وكماليات.
بعض النساء الفقيرات يأخذن الخيشة الخفيفة ويصبغنها بمواد ويصنعن منها عباءة. ونحن كنا نلبس المريكن والنيسو والبوبلين وأما اللاس علامة الغزالتين لكبار الشخصيات والميسورين ماديا، وكان البعض يطحن الملبس كسكر وتم استيراد (أبقر) سكر أصفر اللون – أثناء الحرب العالمية الثانية بدأت شركة التموين توزيع المواد على المواطنين بالبطاقة واذكر بيت الوالد فيه غرفتان وبعد ذلك الوالد واخواني ونخبة من أبناء الفريج بنى الوالد غرفتين زيادة – الغرف تبنى من تبن الطين والاستاذ يردد (هيا هلما طاول) وما كنا نستخدم الاسمنت لأن بناءه فوق الطين يسقط، أما الصخور فتستخدم في بناء البيوت الواقعة مقابل السيف (البحر) واذكر البناءين في المرقاب ناصر المعتوق والفايز.
كما اذكر زملائي عيسي البشر والقعود وعبدالعزيز النايف وعبدالعزيز الريس وعبدالعزيز المنصور نلعب غزالة وهول وچعاب ولعب أخرى.
المجاص والجص
يتحول الناصر للحديث عن صناعة الجص التي كانت سارية كمرحلة لاحقة من بناء البيوت وعن ذلك يقول: المجاص مكان لصناعة الجص الأبيض يقع خلف أو أواخر المرقاب (حاليا ضاحية عبدالله السالم) والبداية تحرق الأرض بالسعف والمخلفات تبقي النار مشتعلة لمدة أسبوع وعرض المجصة 7 أمتار × 7 أمتار وعليها سماد وبعدما تخمد النار يبدأ أصحاب المجصة بكشف الرماد وعنده مفضة من الخشب يضرب الأرض حتى تلين وبعد ذلك يضرب الصخين (الفاس) ويخرج الجص وينخله ويستخرج الناعم وينقل بواسطة الحمير للعمال ويستخدم الجص لمسح الغرف من الداخل بدلا من الأصباغ حاليا وغرف المعاريس تزين بمسحها بالجص.
سوق الغنم
وعن سوق الاغنام والحيوانات والطيور، يقول الناصر: أول سوق للأغنام عند سوق واجف قديما عند الدهلة وبيع الحمام والدجاج بعد ذلك نقل عند المسيل، وبعد ذلك نقل سوق الغنم خلف البلدية القديمة وبعد سنوات نقل سوق بيع الاغنام والجمال والبقر في الساحة بين المقبر وقصر نايف حتى تم نقله الى منطقة الري، وكان في المنطقة البلدية والسجن القديم والمقصب والبرقية وساحة الصفاة فيها منتجات الاغنام تأتي من البادية والعماريات.
كان أهل البادية أيام الربيع يحضرون معهم الجراد والفقع والأقط والچرثي والصوف ويبيعون بسوق الغنم أو في ساحة الصفاة أيضا الحطب، كانت الامطار غزيرة، الجراد فيه دواء لأنه يأكل من كل الشجر ففيه دواء.
والبلدية تجمع القمامة بالعربانة التي يجرها الحمار، القمامة نقول الخمام ويرميه بالحفرة، وخلف ساحة الصفاة توجد حفرة يرمى فيها «الخمام».
وفي المرقاب حفرة الفريج وحفرة دغيم بفريج العواصم، والاصل لجمع مياه الامطار وفي عام 1954 سقطت أمطار غزيرة هدمت بعض البيوت وأسلاك الكهرباء سقطت على الأرض ومن هدمت بيوتهم نقلوا الى المدارس وبعض البيوت فيها برك ماء بعدما وصل الاسمنت الى الكويت.
حياة الوالد
ينتقل الناصر بعد ذلك الى الحديث عن والده وحياته وعمله قائلا:
كان والدي يعمل دلالا على الجمال في ساحة الصفاة مقابل قصر نايف، وفي اليوم كان يحصل على ثلاث روبيات وكنت مع اخواني صغارا، لكن الوالدة رحمها الله كانت تساعده على البيت في بعض الأعمال المنزلية وتبيعها.
والدتي أم سالم كان أهل المرقاب يطلقون علينا لقب «لِحْمِدَهْ» يحمدون الوالد ولا يعرفونه إلا بهذا الاسم ـ وأما اسمنا الصحيح الناصر، وكان سعر الجمل بحدود مائتي روبية أو مائة وخمسين روبية، ويحضرونه أهل البادية من الصحراء، وأذكر أبوثلاج كان يعمل دلالا مع الوالد وكانا يخرجان خلف سور الكويت ويشاهدان البحر ويتحريان دخول الجمال وأول وصولهم يتقدمون لهم ويأخذون الجمال المراد بيعها وكانا يقفان على نفود يطلق عليه «المريقيب».
وكان الوالد عنده حصان يستخدمه للتنقل والحراج منذ الصباح حيث يتواجد الرجال، بعض الجمال للذبح والبعض (الجماميل) يستخدمونها لنقل العرفج من البر الى السوق. فكان الوالد هذا عمله الرئيسي «الدلالة».
كان المرحوم الشيخ صباح الناصر عنده جمال كثيرة وعنده اثنان من المواطنين سبيتي والرجيبة كانا يبيعان له بالسوق، وهو من كبار تجار الابل، وكان عنده حوطة كبيرة مبنية من العروق فيها الجمال وعندما كنت ألعب أيام كنا صغارا تعلمت الكاري (الدراجة) وسقطت على الأرض أثناء التعلم على قيادتها.
التعليم والعمل
كان مشوار ضيفنا في طريق التعلم قصيرا جدا، يروي لنا عن ذلك فيقول: فقط يومان التحقت في مدرسة ملا مرشد بالمرقاب، ولأن الوالد كان مريضا قال لا تذهب الى المدرسة، والوالد اشترى لي حمارا وقربا وباشرت العمل بنقل الماء على ظهر الحمير من السفن الشراعية، وأبيع على البيوت وأحيانا أروي من الجلبان من الشامية وماء الشط أغلى سعرا من ماء الجلبان وأنظف ويستخدم للشاي، وماء الجليب يغير لون الشاي، وأنقل الماء يوميا بين ستة الى سبعة دروب، وكل حمار على ظهره ثلاث قرب.
وعندي عملاء وكل درب نشخط بالحائط خطا، يعني درب واحد، وكل ما تجمعت الخطوط نطلب الحساب من العميل صاحب البيت، وبعد ذلك تم بناء البرك، فصرت أنقل الماء منها، خاصة من بركة فريج غنيم وبركة ثانية نقعة الشملان بالشرق، ونقعة ثنيان بالقبلة، وكان عندي عملاء وأدور بالسكك وأنادي شوط شوط، وأبيع عليهم والعملاء أذكر منهم والد غانم الصالح وبعض بيوت العملاء هم اللي نشخط لهم على الحائط والطوفة لابد أن تكون من الجص لكي يظهر الخط أو الشخط، وغالبية الذين يعملون بنقل الماء لا يقرأون ولا يكتبون الشخط بالمسمار أو بالمشعاب، وهو العصا التي يحملها ناقل الماء.
وكلما تجمعت الارقام نطلب الفلوس منهم، ناس عندهم يعطونك وناس يؤجلون الدفع وآخرون امتنع عن توصيل الماء لهم إلا بعد الدفع، والسبب في عدم الدفع هو قلة المال وليس التلاعب، لأننا قديما ما عندنا التلاعب، بل عندنا الإخلاص والوفاء، ولكن قلة المال تمنع الدفع.
كنا جيرانا نتواصل مع بعضنا البعض ومن خلال القرية ندخل على بعض، النساء مع النساء والرجال مع الرجال، والجميع يتعاملون كاخوة وأسرة واحدة، وفي كل بيت جليب، والماء الحلو للشرب والطبخ، أذكر أيام رمضان تنزل الرقية بالجليب لكي تبرد.
المجاص
بعد فترة من العمل في نقل المياه، تحول الناصر للعمل في مجال صناعة الجص، وعن ذلك يقول:
بعد العمل في نقل الماء اتجهت لصناعة الجص ونقله وبيعه، أسست أو أنشأت مجصة ومعي أخي ابراهيم وسالم كان يشتغل عند أصحاب الحمير عند الريش والفضل الحمودي وصالح بن ركف الحفيتي والجطيلي والمويزري والدغيم والحمدة، المهم اشتريت ثلاثة حمير والوالد كان موجودا.
توجهت الى المجاص وبدأت بالمجصة وأشعلت النار على الأرض بالسعف والحطب والمخلفات، وبدأت أبيع ويساعدني أخي ابراهيم، ونبيع على التجار، وذلك أواخر الأربعينيات، وأذكر أن يوسف بهبهاني كان يحضر عندنا ويشتري الجص وآخرون من التجار.
وكان عندهم بيوت الوطية، وكان يمسح الغرف من الداخل بالجص ونبيع بالكارة والحمار عليه وجرين والواحد منِّين ونصف الكارة اربعين (مَن) والوج منَّين ونصف.
المشتري مثلا يطلب ربع كارة الجص الابيض للغرفة، لأن الجص البكر لونه يميل للاحمرار وشنو والثالث أبيض وهو آخر حفرة، ولكن نحرق الأرض مرة ثانية، فيكون الجص أبيض ولا نعمق بالارض مثلا نقول «قفاف» والرابع عجوز وهو نهاية أخذ الجص، وكل مجصة أربع مرات نحرقها (نِشِبْها) الغرفة المخصصة للزواج الرجل يمسحها جص أبيض للدروند نستعمل أول بطن للجص وأسست ثلاث حفر مجصات.
وأشتري السعف بالكارة من الفرضة ننقله على العربانة تجرها الحمير، نصف السعف على طوله وعليه المخلفات (الخمام) ونشب المجصة لمدة أربعة أو خمسة أيام.
وأهل المرقاب لا يصلهم الدخان ومقابل المرقاب المطار.
انتهيت من صناعة الجص بداية استيراد الجص الأبيض = الجبس والبداية، اواخر عام 1949.
قيادة السيارة
أما عن تعلم قيادة السيارات، فيقول الناصر:
تعلمت قيادة السيارة عند المعلم سفاح شنوف وقبل ذلك عند محارب وقبله سيد عبدالوهاب، وذلك عام 1950 ولحبي كان يقوم بدور المختبر وركبت السيارة من ساحة الصفاة الى بوابة الجهراء ورجعت بنفس الطريق، وأثناء قيادتي للسيارة للاختبار كان يقول قف ولف، ولا أسمع كلامه لأنه يريد مني الخطأ، فقلت لا أقف مكان الممنوع، وسقطت أول مرة لأني أسرعت وأعطاني فترة أخرى لمدة شهر واختبرني سيد عبدالوهاب وأخذت الليسن (الاجازة).
البداية اشتغلت في الكهرباء سائقا، لمدة خمس سنوات، واشتريت سيارة بوكس واشتغلت عليها لنقل الركاب من الصفاة الى الفروانية، ومنها الى خيطان وداخل المدينة (الديرة) وفي أحد الأيام ركبت معي مدرسة من المدرسة القبلية الى بيوت المدرسين في الشرق وأوصلنا وانتظرت ورجعت بها الى المدرسة القبلية، وأعطتني 5 روبيات.
وتوجد مشاكل أحيانا في نقل الركاب عن الدفع، ومما أذكر أكبر مشكلة تلك التي حصلت لخالد العمر حضور رجل غير كويتي الى السرة موقف سيارات التاكسي وركب معه على ان يوصله الى الشامية خلف بوابة السور وهناك الرجل الغريب معه حبل ورماه على رقبة خالد العمر الا انه تغلب على الراكب بعد ان ضرب خالد العمر وأصابه بالسكين وخالد العمر رجل قوي كتف وربط الراكب ورماه بصندوق السيارة (الدبّة) وسلمه للشرطة ونقل خالد الى المستشفى حتي تم علاجه.
جميع سواق التاكسي اجتمعنا وعملنا حفلة لخالد العمر خلف بوابة الشامية هذا الحادث الذي مطلع الخمسينيات.
وكان خالد رجلا قويا استطاع ان يتغلب عليه وبعد سنوات خالد العمر عين مديرا لكراج الأشغال العامة بذلك الوقت كنت سائق تاكسي.
استفدت من السيارة التاكسي وكنت احصل على 100 روبية وكنا نسكن خيطان بعد التاكسي.
العمل الحكومي
وعن العمل الحكومي يقول الناصر: عينت موظفا في أملاك الدولة مراقبا على الصلبوخ والرمل وعلى السيارات التي تنقل للأعمال الحكومية والصلبوخ كان ينقل من الليّاح خلف المطلاع – المقاول يحفر الأرض ويخرج الصلبوخ من باطن الأرض المحددة للحفر بـ 4 أمتار والمساحة 3 آلاف متر مربع والراتب 24 روبية. وفي هذه الفترة كنت اسكن مع الوالد، واشتريت بيتا بالأقساط وبعد ذلك انتقلت الى وزارة التجارة مراقبا وبعد 3 سنوات انتقلت بالانتداب الى وزارة النفط وكنا 5 مواطنين عبدالعزيز اللهو مراقب على المراقبين وبوكرم وبوحواس وخليفة هؤلاء كانوا بالتجارة أمضيت سنوات بالنفط ثم رجعت الى التجارة ومنها تقاعدت عن العمل وذلك عام 1987.
بيع وشراء العقارات
بعد دخوله مرحلة التقاعد تحول الناصر الى العمل في مجال العقار والبيع والشراء وعن ذلك يقول: بعد التقاعد دخلت سوق العقار أبيع واشتري بيوتا وأراضي واستمررت بالعمل والوالد توفي والوالدة من بعده 1970، فصرت اعمل بنفسي ومع زوجتي وأولادي، شاركت أحد الأصدقاء واشترينا بيتا في خيطان وبعناه بسعر جيد واشترينا بيتا عربيا آخر واستمررت لعدة سنوات بسبب المشاكل وكنت أتعامل مع محمد الفريج.
ومما اذكر اني اشتريت من مواطن وأعطيته العربون 7 آلاف دينار وبقي 37 ألفا والدلال محمد الفريج البائع أنكر انه تسلم العربون فراح له محمد وأخرجنا له الدفتر واذا هو مستلم العربون فقال نسيت سامحوني فدفتر الدلال وثيقة تثبت ما بين البائع والمشتري الرجل غير متكامل صحيا.
المهم سجلنا البيت باسمي ولهذه المشاكل تركت العمل العقاري وتوقفت.
بعد ذلك رجعت للعمل في الوزارة مرة ثانية للنفط وبعد ذلك تقاعدت مرة ثانية لكن شيئا لم أنتبه له وهو اني تقاعدت بعدما بدأ الأولاد بالوظيفة فكل ولد يعمل يخصم من راتبي علاوة الولد.
ممارسات في الحياة
اشتغلت عند الغانم أيام سيارات المكات كنا ننقل براميل النفط وأثناء صف البراميل كنت واقفا فقام أحد العمال برفع البرميل فانكسرت رجلي ونمت في المستشفى في الأحمدي وعندما كنت نائما صاح الصيني صافرة العمل فخرج العمال يركضون وركضت خلفهم ورجلي مكسورة سألت أحد العمال فقال هذا للعمال فرجعت الى سريري. وهناك موقف آخر عندما كنت اشتغل في نقل الرمل منذ الفجر اللي ما يلحق لا يسجل نقول: ريكي صاع من دوره،
ضاع الويك من دوره،
بن حيدر غلق دفتره
وكنت صغير السن وأبو راضي المشرف عيني مع ولده ننقل تمر من الفرضة الى الشويخ لغداء العمال كل يوم هكذا على الحمار.
وعندنا بعض العمال، وخاصة الذين يحضرون من البادية ما يستطيعون إكمال وإتمام اليوم، فيتركون العمل من منتصف النهار.
يقول: يا موقعه عند الحضر
لما تفيق الظهر
استمررت بالعمل لمدة سنة واحدة والأجرة أربع آنات.
صرت حطابا أبحث عن الحطب في البر عند المعترضة هناك عرفج ومعي أخي والمرحوم عبدالله الحبيتر، وكان عندنا حمير ننقل عليها العرفج ونحصل على الجراد والفقع، أذكر صدنا ضبا وذبحناه وطبخناه مع المرقوق نحن الثلاثة صدنا الضب في الخية بالخيط الحيصي وكان ضبا كبيرا وجلده يصنع منه عكة للدهن، وكان معنا صالح الشديد وكان يعرف الطبخ وتجمعنا حول المرقوق بالضب.
وكنا نصيد حمام بر وداج ونذبح ونشوي ونمضي حتى ينتهي الربيع، وفي إحدى السنوات شفت الدباء كل العشب ورجعنا للكويت نروح للحطب ونجمع ونرجع للبيع، وكان عندنا ثلاثة حمير ننقل عليها الحطب.
عمل الوالد
يتطرق الناصر بعد ذلك الى جزئية عمل الوالد «غيص» فيقول:
كان والدي قبل بيع وشراء البعارين كان يعمل «غيص» على ظهر سفن الغوص مع النواخذة، وبعدما انتهى الغوص، الوالد اشتغل دلال بعارين.
حج الوالدة
وعن حج والدته يقول: والدتي ذهبت للحج مع حملة عبدالمحسن بوخميرة صاحب حملة حج، ويديرها خالي ناصر الزيد والوالدة راحت معهم للحج ودفعت 40 روبية، أختي متزوجة من ناصر الصميعي، وهو ساكن في الشعيبة، أختي قالت من يبشرني بوصول والدتي من الحج أعطيه عشر روبيات، وصلت الوالدة وعشر روبيات مبلغ كبير في ذلك الوقت.
ركبت سيارة ونزلت بالاحمدي ومنها الى الشعيبة أركض طوال الليل والخوف من حولي أخاف من الكلاب، وربما الذئاب المهم عند أخي في الشعيبة ونمت عندها وبلغتها بوصول الوالدة ومن الصباح ركبنا سيارة لوري ورجعنا الى الكويت وأعطتني عشر روبيات والى الأحمدي ومنها الى الكويت وأختي عندها أولاد سالم وعبدالله وصالح وثلاث بنات وتوفيت أختي في خيطان.
عزيمة الوالد
يحكي لنا ضيفنا موقفا طريفا حدث له مع الوالد عندما عزم بعض الناس وهو صغير، حيث يقول:
حضر الى الكويت بعض أصدقاء الوالد من البر ودعاهم على الغداء، والدهم اسمه فرحان وسيف ومفلح وعمهم أبوسعد وكان يسكن السالمية في بيت شعر، أبوسعد عنده حظرة، صار وقت الغداء وجلس الرجال والوالد وجلست معهم والجميع يأكل، شبعت وقلت أنا شبعت هل أنتم تأكلون، عندها الوالد خجل من كلامي.
عيب عند الرجال هذا الكلام كان قصدي اذا انتهوا من الأكل أريد حمل الصينية من أمامهم، كان عمري عندها ست سنوات.
قصة التاكسي
يحكي لنا العم عبدالرحمن الناصر قصة حدثت له أيام عمله سائقا للتاكسي، فيقول:
أثناء عملي بالتاكسي حضر الى الموقف رجل انجليزي وطلب مني توصيله الى الاحمدي وفي المساء وطريق المقوع طريق واحد ذهاب وإياب، وأخذت نسيبي معي خوفا من الانجليزي وصلنا ونزل وأعطاني الاجرة ودعانا للعشاء ودخلنا معه ووضع أمامنا الممنوعات، فرفضت مع نسيبي، فقام من مكانه وقدم لنا الشاي والبسكوت، وكانت الأجرة خمس روبيات.
صديق لنا حكى لنا قصته مع الانجليزي الذي يعمل معه، قال الانجليزي انه ينوي السفر ودعاه للعشاء، وأثناء ذهابه للعزيمة صادف أحد الاصدقاء، فأخذه معه وصل الاثنان وخرج لهم الانجليزي وشاف اثنين، فقال الانجليزي أنا دعيت واحد وليس اثنين، فالضيف دخل والصديق رجع.
شهر رمضان
عن ذكرياته حول شهر رمضان يقول الناصر: بدأت صيام رمضان وعمري فوق الـ 10 سنوات وكان الصيف حارا جدا ومع ذلك لم أفطر. واصلت الصيام واذكر أيام رمضان والجو الحار والرقي في الجليب بالزبيل وقبل المغرب نخرج الرقية باردة مثلجة واذكر يوما من أيام رمضان أكلت حبة بيضاء وقلت للوالدة فقالت واصل صيامك واستمررت في الصوم وفي رمضان كنت اشارك الأطفال في القرقيعان كل واحد معه كيس معلق برقبته ومن يحصل على القرقيعان من الأطفال يحتفظون به للعيد ويأكلون منه وكنا نؤدي رقصا فلكلوريا والبعض يلبس ملابس الغوص ذات اللون الأسود، ولكن بالأخير الكبار دخلوا القرقيعان وكانوا يأخذون من الصغار وتحصل مشاجرات ومنعوا القرقيعان عام 1956م.
وكنا نذهب الى المرقاب الى الحي القبلي للقرقيعان والكبار استخدموا الحمار بنقل خيشة القرقيعان وبعد عام المنع انتهى القرقيعان للكبار.
حاليا اختلف القرقيعان، صار الأولاد الصغار مع الخدامات «يقرقعون».. كان الكبار يلبسون ملابس الغوص ومعهم البراشيم باليد وبالرجلين عندما يضرب رجليه بالأرض يظهر لها صوت مع الطبول الصغيرة اللي ما يعطينا قرقيعان يعطينا فلوس وبالحوش نرقص والأطفال والكبار كانوا يشاهدوننا، والاستعداد للعيد يوم العيد يطبخون ريوق العيد ويوضع بالشارع بعد فرشه بالحصير وكل واحد يحضر أكل مثل الهريس والجريش والمحمر والبلاليط بالبيض، واذكر ان حمد الريش يوقف بالشارع وينادي وينك يا الجوعان مع الموجودين يحضر المارة، والوالد كان يجهز الأكل مع الريش وآخرين جيران المسجد والجميع يأكل كل يوم عيد بعد الصلاة حتى تغير الوضع بداية السبعينيات واذكر أيضا عندما سكنا في خيطان كنا نفرش ونضع الأكل يوم العيد عند الدكاكين.
سقوط طائرة
كما يروي الناصر قصة مثيرة عن سقوط طائرة قائلا: اذكر يوما من الأيام كنت موجودا عند المجصة في المجاص اشعل النار وتقريبا الساعة الحادية عشرة ظهرا شاهدت طائرة سقطت بجواري بداية طيرانها وارتفاعها عن الأرض، فركضت وفتحت باب الطائرة للطيار وأخرجت الطيار والطالب الذي يتدرب كان خائفا جدا وهو كويتي وحضرت سيارة المطافئ، والمدرب انجليزي والحادث عام 1949، وبعد ذلك تجمع بعض الرجال ولم يحصل شيء للطائرة.
الزواج
أما الجانب الاجتماعي من حياته وما يتعلق منه بالزواج والأسرة فيقول عنه الناصر: تزوجت الأولى عن طريق خطابة من قبل الوالدة وكنا نعيش بالمرقاب ولمدة 4 سنوات وعندي منها احمد ولد واحد.. اذكر ان أسباب الطلاق تحصل قديما لوجود الأم والأب فتحصل مشادة مع الزوجة، هذه الغالبية في البيوت، أحيانا الأمهات طلباتهن كثيرة على زوجة الابن، فالزوجة لا تتحمل كلام العجوز فتنتقل المشاجرة مع زوجها فيحصل الطلاق بين الزوجين والأم والأب يتدخلون في حياة الولد والزوجة وبعض الأمهات تقول لولدها اما أنا في البيت أو زوجتك طبعا الابن لا يفرط بوالدته فيترك الزوجة وبدلا منها زوجات لكن الأم ما في غيرها أم.
بعد ذلك تزوجت الثانية عن طريق خطابة، أنجبت الأولى لولوه وفهد وحمد وناصر والبنات أربع وأكملوا تعليمهم واحدة تعلمت في فرنسا وعينت مدرسة لغة فرنسية وفهد خريج أميركا دكتور بالجامعة والثالثة سكرتيرة متقاعدة وأخرى مدرسة متقاعدة وآخر بنت بالداخلية وناصر يعمل بالبلدية وحمد ضابط متقاعد كل واحد له بيته وزوجته وأولاده في بيت خاص لهم.