- تقاعدت عن العمل عام 1982 بعد خدمة 30 عاماً
- كنا نلعب صغاراً الحوحمية والهول والتيلة في براحة النقيب
- المرحوم هلال المطيري أسقط جميع الديون المستحقة له لدى الكويتيين قبل وفاته
- والدي دفع 20 روبية للملا بدلاً من حفل ختمي للقرآن وكان من زملائي د.أحمد الخطيب
- التحقت بمدرسة ملا عبدالعزيز العنجري وكان رجل دين كفيف البصر وعملت في شركة نفط الكويت عام 1952 بمنطقة المقوع
إعداد: الباحث والكاتب في التراث والتاريخ الكويتي منصور الهاجري
رجال البحر ذوو السواعد السمراء الذين نهضت الكويت على أكتافهم وبسواعدهم. ضيفنا من أولئك الرجال الاشداء الاقوياء، ركب السفن الشراعية منذ أن كان عمره عشر سنوات وكان يعمل تبابا، يقول انه سافر الى الهند مدينة مومباي وكراتشي وخورميان ولامو وغيرها من المدن الهندية كأي بحار في سنوات ما قبل النفط عندما كانت الكويت تعتمد على البحر كمصدر للرزق نقلوا التمور من قرى جنوب العراق ونقلوا البضائع من الهند ومدنها، جابهوا الاعاصير والأمطار وهم يخوضون عباب البحر وكم من سفينة غرقت ومات بحارتها بالبحر. ضيفنا صالح المعتوق مارس وعمل على ظهر السفن وأصابه ما أصاب من قبله في البحر، وبعد ذلك عمل مع والده في صيد الاسماك، وهو الذي يذكر لنا أنواع الشباك التي كان يستخدمها في صيد كل نوع من أنواع السمك الصبور له ساليه خاصة الزبيدي وكذلك يذكر لنا أيام الكيد وهو موسم صيد سمك الزبيدي عندما تخرج جميع سفن الصيد الى خور عبدالله ويقول انه في إحدى السنوات في يوم واحد صادوا ما يقرب من ألفي زبيدية، وركب سفن القطاعة «السفن التي تنتقل من ميناء لآخر لدول الخليج العربي».يستهل ضيفنا الحاج صالح حسين خلف المعتوق حديثه عن الماضي وذكرياته بالكلام عن مولده وبداياته، حيث يقول: ولدت في الكويت بالحي القبلي بفريج العثمان، من الذين أعرفهم علي الشطي وأحمد ومحمد وسالم الشطي وعائلة ميعان منهم حسين وإسماعيل ومحمود وإبراهيم وعبدالكريم وعبدالله حسين ميعان وأحمد بن اسماعيل ميعان، وحسين، أولاده الكبير عبدالله ومحمد وجمعة، وإسماعيل ميعان عنده أحمد وفاطمة ومريم، أما اخواني فهم يعقوب وحجي انتقلوا الى رحمة الله وأختي شيخة وأختي نيبر توفيتا.
وأما أولادي أحمد وسالم وست بنات وجميعهم خريجو الجامعة ومتزوجون ومتزوجات، ونعيش في البيت مع والدتهم.
الدراسة والتعليم
يتحول المعتوق مباشرة للحديث عن دخوله المدرسة وما ناله من تعليم قائلا:
أدخلني والدي مدرسة ملا عبدالعزيز العنجري ـ رحمه الله ـ وكان رجل دين وهو كفيف البصر وتعلمت قراءة القرآن الكريم وأكملت قراءته وتركت المدرسة تعلمت القراءة والكتابة والوالد دفع لملا عبدالعزيز العنجري عشرين روبية بدلا من حفل ختم القرآن الكريم، وكان أيام الصيف وكان يدرس معنا د.أحمد الخطيب، أيضا يدرس معنا السيد ناصر الساير.
واذكر بعد الخروج من المدرسة كنت ألعب بالفريج مع الأولاد ومن ألعابنا حو حمية وهول وصقروق والتيلة ومكان اللعب براحة النقيب بالقرب من ساحل نقعة البسرة بالقبلة، وأذكر ونحن أطفال سمعت أن النقيب باعوا بيتهم الى عائلة العثمان، وأما ديوانهم فاشتراه علي فهد المرزوق وبيت أختهم اشتراه محمد العثمان.
وأذكر الاصدقاء بالفريج يعقوب غلوم وعبدالله إبراهيم الشطي وابن عمتي علي ويوسف خلف وعلي المقوار ولد محمود المسباح.
وكنا نذهب الى البحر لصيد السمك (حداق)، ومن الاصدقاء إبراهيم الميال وخالد الزمامي ومحمد علي ضاحي، وكنا نذهب لصيد الطيور بالفخ وأضع شبك على السطح وهو عبارة عن قوطي صفيح نضع بداخله عرفج ونضع عليه عشبا وبداخله الصلابة، ومما أذكر كان عندي سخلة صغيرة أتركها فوق السطح تأكل من الشعب الذي ينبت على السطح، لأن السطوح من الطين، وأذكر اسماعيل الزاير، كنا في الحي القبلي منطقة حلوة وجميلة وسكانها ناس طيبون، وكنا نتلاقى يوميا مع الاصدقاء والجيران السكيك الواسعة والضيقة والطويلة والجيران ومحبتهم لبعضهم البعض حاليا ما تشوف جارك ويمكن ما يعرفك للأسف.
كنت أذهب الى الفرضة لشراء الجت والجولان للاغنام، ومما أذكر أن الأهل اشتروا رسطات من الجت، وفرشوه في إحدى الغرف وكنت أنبش الجت فحصلت على ورقة مائة روبية من بين الجت، وأعطيتها للوالدة، وكنت صغير وعندي أخي حيان وأخي يعقوب الكبير.
أول عمل
عن أول عمل مارسه يقول ضيفنا: أول عمل منذ مرحلة الشباب ركبت سفن البحر مع أخي يعقوب المعتوق في عام 1939 والنوخذة يعقوب اسماعيل يسمى بوسهر وأخي ساوني امسك دفة السفينة وكانت حمولة السفينة ألف طن خرجنا من شط العرب بعد ما حملنا تمور نوع الزهدي متوجهين الى الهند وبعد مرور أسبوعين وصلنا مدينة منقرور فلم نستطع تنزيل التمور، فتوجهنا الى كلكوتا وقابلنا المرحوم يوسف الصقر في محله، وهناك نزلنا التمور وحملنا أخشاب وسكتلي ومربع وحبال وباسجيل وجوادري من مدينة كلكوتا الى الكويت نصف البضاعة نزلها في الكويت ونزلت من السفينة ولم أواصل معهم الى البصرة، حيث تنزيل ما تبقى من الحمولة، وأذكر أن المجدمي هو العود سبتي وكان من سلطنة عمان. وعادت السفينة الى الكويت قادمة من البصرة وأخي يعقوب نزل من السفينة وحصلت على مبلغ جيد، فبقيت في الكويت.
ثاني سفرة
عام 1945 ركبت بحارا مع النوخذة سليمان المهيني والاجرة قلاطة واحدة وأخي يعقوب سكوني بنفس السفينة والمجدمي العود عبدالعزيز صالح الحساوي وأيضا من السكونية عبدالعزيز المهيني وبوسليمان والثالث أخي يعقوب، وخرجنا من الكويت في شهر رمضان، وكنا في قرية الدواسر من قرى البصرة، وسكنا في بيت الصقر على ساحل شط العرب، أيام رمضان وننقل التمور وكان في الشهر الثامن عام 1945، خرجنا من شط العرب باتجاه سلامة وعيالها (هرمز حاليا) وصلنا مساء مع أذان المغرب توقف الهواء وصباح اليوم الثاني ضربنا هواء الكوس بشدة ودفعنا شراع التركيت وتوجهنا الى قرية نخيلوه وسألنا الصيادين فقالوا هذا الهواء منذ خمسة عشر يوما يبدأ الكوس من الساعة التاسعة حتى المساء،
اليوم الثاني صباحا خرجنا الى سلامة وعيالها «هرمز» ضربنا الهواء الشديد دخلنا قرية المقام وصباح اليوم الثالث توجهنا وعبرنا هرمز، وفي الليل الساعة الثانية عشرة والنصف وصلنا مدينة كراتشي وجدنا (بو) أمامنا سألنا من سفينة قالوا النوخذة منصور مبارك والسفينة ملك عائلة المرزوق، نزلنا التمور في مدينة كراتشي وحملنا أربعمائة كيس اسمنت وتوجهنا الى مدينة خورميان والمسافة من كراتشي الى خورميان تقريبا يومين بالشراع السنديرة، وسافرنا الى منقرور ولم نحصل على حمولة مواد، وبعد ذلك توجهنا الى مدينة دوحة (الدمن) وهي عبارة عن خور مثل شط البصرة، وقابلنا النوخذة محمد عيدي وحملنا معه فحما وخرجنا مع بعض (سنيار) وكانت سفينتنا أسرع منه وفجر اليوم الثاني لم نشاهده ووصلنا الى الكويت وأنزلنا الفحم وذلك عام 1945.
العمر
النوخذة سليمان نزل من السفينة وركب في السفينة التي كان يقودها النوخذة عبدالله بن قطامي، وكان مريضا.
وأنا وأخي نزلنا من السفينة، وسليمان المسيليم ركب بدلا مني وبدلا من أخي يعقوب ركب المرحوم حسين سبتي سكوني وحملوا تمورا وسافروا الى الهند وقبل الوصول غرقت سفينتهم الساعة الثانية عشرة ليلا النوخذة والبحارة سبحوا بالبحر حتى وصلوا الى البحر فجرا والسفينة غطست بالبحر بما فيها السفينة للصقر والنوخذة سليمان العمر أيضا كان عام 1945 أذكر أن الطباخ خليفة لا يعرف السباحة، لكن الله أنقذه، حيث ركب على لوح خشبي يطلق عليه الجالي، لكن خليفة أخذ القطة معه ووضعها على لوح الخشب معه في الصباح توقف الهواء شاهد البوية، المهم وصلوا جميعا الى البر إلا خليفة وشاهدهم الهنود وأرسلوا سفينة إنقاذ ووجدوا خليفة وأنقذوه مع قطته من على اللوح.
قابلهم المرحوم عبدالعزيز الصقر قالوا له إن السفينة غطست في البحر يعني غرقت فقال جميعكم سالمون قالوا نعم، فقال السفينة فدوة لكم مادمتم سالمين، الهنود وصلوا جميع البحارة الى مومباي ومن هناك عبدالعزيز الصقر استأجر لهم على الباخرة ورجعوا الى الكويت، وعبدالعزيز الصقر أعطاهم شكر وعيش في شهر رمضان، أما بالنسبة لأخي يعقوب وأنا فاشتغلنا بصيد السمك، وفي تلك السنة لم نسافر مع أحد، والله حفظنا والحمد لله.
أخي يعقوب أذكر أنه استمر بالسفر مع النوخذة سليمان المهيني وأحمد بشارة وسالم إسماعيل ويوسف المهيني في السفينة يطلق عليها الأصغر ملك عائلة الخميس وآخر سنة وقف السفر، وأذكر أنه أيضا ركب سكوني مع المرحوم النوخذة إبراهيم إسماعيل أبوالنوخذة عبدالله أبومشاري، وأما أيام الربيان فنذهب مع الوالد وعنده بلم، ومعنا المرحوم أخي حيان ومعنا حسن آمره وأبو إسماعيل الزاير.
وأذكر أن صيد سمك الميد أيام الصفري ونذهب بالليل بعد صلاة العشاء نتوجه الى الدوحة ومع الشروق نبدأ بالطاروف لصيد الميد.
وبعد صلاة العصر نعود الى الكويت ونصل المساء ونبيع على السوق، وأيام الصيد سبعة أيام في خور عبدالله لصيد الزبيدي ونعود معنا السمك ونبيعه، وبعد أربعة أيام نعود مرة ثانية لصيد الزبيدي ولمدة شهر وكل مرة نصيد ألفي سمكة ومعنا أهل القصبة من إيران والصيادين من أهل فيلكا، وأما البيع فبحدود مائة روبية في اليوم، وآخر موسم الصيد سمك الزبيدي شقيناه وملحناه وذهبنا الى البصرة لبيعه هناك، وبعد شهر بعنا السمك ورجعنا الى الكويت بالسفينة البلم، وسكنا منطقة الخورة، والنوم بالسفينة وانتهيت من صيد السمك سنة 1951 وركبت بحارا في سفينة قطاع ومع النوخذة يعقوب إسماعيل في سفينة الفليج ونقلنا اسمنتا من الكويت الى منطقة الخبر السعودية، وكانت قرية صغيرة يحيط بها البر، وبعد ذلك توجهنا الى مملكة البحرين وأمضينا شهرا واحدا، وحملنا تايرات للسيارات وبسكوت وحملنا عيشا للقطيف.
وامضينا اربعة ايام فيها ورجعنا الى الكويت ونزل يعقوب وسلم السفينة للفليج ونحن ايضا نزلنا وامضيت اياما وبعد ذلك ركبت بحار مع احمد عباس وذهبنا لصيد الزبيدي ايام القيد مرتين وتركت البحر.
العمل في شركة النفط
بعد رحلة طويلة من العناء والعمل الشاق توجه المعتوق للعمل الحكومي وعند ذلك يقول: تركت البحر واهواله واشتغلت في شركة نفط الكويت وذلك عام 1952 وعينت في منطقة المقوع ومعي صديقي عبدالله ابراهيم واشتغلت بالحفارات مع الغيص بداية حفر القناة للبواخر الى ميناء الشويخ ولمدة سنة واحدة وكذلك بالمقوع لمدة سنة وكنت اسكن هناك والاجازة من مساء الخميس حتى مساء الجمعة.
اشتغلت بالشويخ في بناء البيوت الجاهزة ولمدة سنة وكان المسؤول علينا عبدالعزيز العسعوسي وعلي الفضالة وعيسى الفضالة ولمدة سنة في الاشغال العامة حضر عندي سلطان العمر.
قيادة السيارة
في ذلك الوقت كنت اسوق السيارة وقد حصلت على اجازة وتعلمت عند فهد اسماعيل وكان من المعلمين الاوائل في الكويت، عرض علي ان اشتغل عندهم سائق واثناء عملي عندهم كانوا يذهبون الى الشعيبة ايام الربيع فذهبت معهم والسيارة بوكس والعمل صباح كل يوم ينزلون معي وانزلهم في شارع الجهراء «فهد السالم حاليا» واذهب الى البيت وبعد «الريوق» اركب السيارة وانقل ركابا وبعد العصر انقل ركابا واترك مكانين لسلطان وجاسم واذهب الى الشعيبة والبنزين من شارع الجهراء.
اشتغلت وبعد فترة بلغت سلطان باني اعتذر عن الاستمرار في العمل، وتركت العمل.
وكذلك حضر عندي محمد بن ثاني وقال يا ابواحمد تريد ان تشتغل بالمحاكم وذلك عام 1954 فقلت ما عندي مانع فذهبت معه وقابلنا عبدالرحمن الرباح وبدوره اتصل بأبي عبدالله وقال له ابواحمد بيته في القبلة وانت بيتك في النقرة وذهبت له وقابلت راشد وهو مدرس سابق وقد درسني في مدرسة عبدالعزيز العنجري.
وسلمت عليه واعطاني مفتاح السيارة وعينت بالعدل واشتغلت معه الى عام 1959.
وبعد فترة نقلت للعمل عند موظف مصري وكان معي سائق اسمه احمد مهنا وكنت سائق على الجيب يوم ويوم عصرا وصباحا وبعد فترة نقلت وعينت مع عسكري عريف شرطة نوزع التبليغات على البيوت والمحلات وبعد فترة عينت دوام العصر، وبعد عدد من الايام طلبني احمد الموسى وهو مسؤول النقليات وقلت له آمر يا بوعبدالعزيز وقال للسواق هذا الرجل ابواحمد عين مراقبا ونائبا عني وهو مسؤول عن توزيع الموظفين ونقلهم من البيوت الى الادارة والعكس نهاية الدوام.
وبعد ذلك انتهى نقل الموظفين واعطوا لكل واحد عشرة دنانير بدل نقل ومواصلات.
وبداية السبعينات احمد الموسى قدم تقاعد عن العمل وبعد ذلك اتصل مشاري النفيسي فذهبت اليه، قال انت بدلا من احمد الموسى مراقب ومسؤول عن كراج العدل وكان وكيل العدل عبدالعزيز المطوع ابوصافي وتم تبليغ الجهات التابعة لوزارة العدل بانني عينت بدلا من احمد الموسى.
اشتغلت حتى عام 1982 مسؤول عن كراج السيارات وكان عددها 114 سيارة خدمات خارجية، وعندنا عشر سيارات نوع جيب تابعة للعدل، وكان السواق كويتيين وقليل من السواق من الوافدين. عام 1982 الشهر الخامس تقاعدت عن العمل. مدير ادارة الموظفين استدعاني وقال يا بواحمد انت رجل نظيف ومخلص في عملك وشكرا لك، وطوال عمري لمدة ثلاثين عاما لم اغب عن العمل ولم اذهب باجازة طبية، وقلت له اراجع الطبيب بعد الدوام ولا اغيب عن العمل، ولكن لم احصل منك حتى على كتاب شكر. المهم تركت العمل وتقاعدت واذكر انه المرور كان في ساحة الصفاة وكان معي عبدالله ميعان اذكر من اصدقائي ابناء الحواس.
البراحة
كنت اذهب مع اخي يعقوب الى البراحة وكان اخي يجتمع مع مجموعة من ابناء الكويت بذلك الوقت منهم وحمد الساير وبندر هلال المطيري واخي يعقوب وخالد وخليفة الساير مقابل بيت حمد السميط وكان التجمع من العادات عند الشباب في البراحة للسوالف وقضاء وقت الفراغ، حتى المساء وبعد ذلك كل واحد يذهب الى بيته هذه من العادات نجدها في كل فريج.
ومما اذكر من القصص التي يذكرها الكويتيون ان المرحوم هلال المطيري جمع اولاده واتفقوا على ان والدهم يسقط جميع الديون التي على المواطنين المطلوبين من الغوص، وقال احب وارغب ان اموت ولا اطلب من اي مواطن ديونا وبالفعل اسقط جميع الديون عن المواطنين المطلوبين.
حياة الوالد
كما يذكر المعتوق نبذة عن حياة والده قائلا: والدي حسين خلف المعتوق ولد بالحي القبلي بفريج العثمان وهو من الفرجان المعروفة لدى الكويتيين، فالوالد عاش بذلك المكان وترعرع واشتغل بالبحر وكان عنده سفينة صيد صغيرة اشتراها من خاله عبدالله بوشاهين.
والسفينة اسمها بوعطيوي ذهب الى برغضي بعد صلاة العشاء وصلوا الى هناك ورموا الغزل لصيد الزبيدي وبعد وقت قصير سحبوا الشباك وفي آخرها شاهدوا ذيبة متعلقة بالشباك طويلة وضخمة وباشروا بالسحب وحملوها بالسفينة وعادوا الى النقعة وانزلوا الذيبة مع الشباك على ساحل اليسرة وفي النهار الثاني شقوا بطن الذيبة والمفاجأة ان في بطنها جسم امرأة مقطوعة الرجلين ـ سبب شق البطن للحصول على الكبدة لكي يستخرجوا منها الصلة (دهن) يستخدم في طلاء السفن من الخارج، المهم ان والدي والبحارة شاهدوا المرأة في بطن الذيبة واخرجوها وحضر د.اسكرر من المستشفى الاميركاني وشخصيات كويتية ومستر ديكسون والوالد معهم واقف مع والدتي واخبرتني فذهبت حيث الوالد مع الشخصيات الكويتية وذهبت وشاهدت المنظر والتقيت مع ملا علي حسين وغسلها واخذ المرامي التي كانت تلبسها بيدها واعطاها للوالد ودفنت في مقبرة القبلة، وقال ابوفرج حفار القبور للوالد اعطني روبية لاني حفرت القبر ورجع الوالد وقابل المرحوم الشيخ عبدالله الجابر ومعه المرامي، الوالد شرح للشيخ عبدالله كيفية صيده الذيبة وباعوا المرامي باثنتي عشرة روبية وزعت على البحارة.
الوالد راح الى فيلكا وسألوه عن المرأة ولكن لم يعرفها احد وبعد ايام وبعد شهور عبدالله ابوشاهين توفي واحد النواخذة قال للوالد ابوشاهين مطلوب للنوخذة، فالوالد اعطى البالم للنوخذة بدلا من الدين هذا كنت في سنة اولى ابتدائي، الوالد تزوج ست نساء والوالد توفي وعمره خمسة وتسعون سنة وذلك عام 1977 تزوج ام زوجتي وثانية عراقية ووالدتي والوالد له علاقات طيبة مع صيادي السمك والنواخذة.
الحياة الزوجية
زوجتي توفي والدها وهي صغيرة فالوالد تكفل بتربيتها عندنا في البيت ووالدها سالم ملا حجي ووالدتها موجودة وخطبها الوالد منها.
فتزوجتها وهي ام اولادي ومن الطريف ان والدي تزوج ام زوجتي وبعد سنتين توفيت، المهم ان الوالد تزوج ست حريم واما اولادي فهم ولدان وبنات وجميعهم متعلمون ومتزوجون، وحاليا اعيش في بيتي مع والدتهم وهم كل واحد في بيت والحمد لله رب العالمين، يوم من الايام سقطت على الارض وكسر فخذي وعملت عملية والحمد لله العملية ناجحة وكما تراني حاليا.
الساحل القبلي من الوطية
يذكر ضيفنا أجزاء الساحل القبلي وما عليه من نقعات فيقول: نبدأ من نقعة الساير وبعدها نقعة الخرافي والخارور ومن ثم نقعة الخالد، وكذلك يقابلها بيت زيد الخالد ويقابلها بيت أحمد العبدالله وأيضا اليسرة البحر مفتوح وبعدها نقعة العثمان ونقعة عيال مبارك وبعد ذلك نقعة سحيلة ونقعة العبدالجليل وأيضا تعرف بنقعة الماي ونقعة الصقر ونقعة البدر ونقعة فلاح الخرافي وبعدها المدرسة الأحمدية وبعدها الفرضة مكان بيع الخضار والفواكه المستوردة من الدول المجاورة وبعدها نقعة الجمرك والمخفر ومن ثم قصر السيف وبعده نقعة الشيوخ ونقعة غنيم ومن ثم نقعة معرفي ويقال نقعة الطوب الذي يطلق لرمضان والأعياد، ومن ثم نقعة المنطقة الشرقية حتى مقابل المستشفى الأميري.
الغوص والنواخذة
وفي إطار الحديث عن حياة الوالد يتحدث عن الغوص والنواخذة فيقول: والنواخذة يتسابقون عليه لكي يعمل معهم بالسفينة وكان غيص مع عبدالوهاب البدر – والوالد ركب غيص عزال معه، والعزال هو الغيص الذي يغوص لحسابه الخاص وما يحصل عليه يعطي للنوخذة حصته وهو مسؤول عن نفسه، أخيرا الوالد زعل وهو بالهبر وكان معه أخي حيان وقال له يا حيان عبرني الى الكويت مع أول سفينة للماء وكان بذلك الوقت سفن نقل المياه تذهب الى الغاصة تزودهم بالماء العذب وسدد للنوخذة 10 روبيات وعبر الى الكويت راجعا من الغوص مع أخي حيان. واذكر من نواخذة السفر الشراعي في الحي القبلي منهم النوخذة مساعد الخرافي، النوخذة براك الخرافي، النوخذة منصور الخرافي، النوخذة بدر الخرافي ملاك سفن، النوخذة يعقوب خلف اليتامى، النوخذة عبدالله ابراهيم اسماعيل ووالده، النوخذة صالح محمد المهيني، النوخذة سليمان المهيني وأخوه يوسف المهيني، النوخذة عبداللطيف العثمان وابنه احمد عبداللطيف، النوخذة غانم العثمان، النوخذة محمد ويوسف، النوخذة عبدالرحيم ابراهيم، النوخذة ابراهيم عبدالرحمن، النوخذة عيسى العثمان، النوخذة عبدالله العثمان أبوعيسى، النوخذة عبدالوهاب العثمان، النوخذة ابراهيم سبتي، النوخذة يوسف مبارك، النوخذة محمد مبارك، النوخذة علي مبارك، النوخذة خالد مبارك، النوخذة جاسم مبارك، النواخذة المباركي أكثر من واحد، والنوخذة منصور مبارك، النوخذة علي سليمان، والنوخذة عبدالله المديرس، والنوخذة محمد بورحمة، والنوخذة جاسم بورحمة، والنوخذة سالم اسماعيل، والنوخذة راشد اسماعيل والنوخذة سليمان غانم العثمان، والنوخذة عبدالعزيز البرجس، وأخوه النوخذة محمد بن سلامة، والنوخذة بلال الصقر والنوخذة سالم بن حميد، والنوخذة حسين بلال.
هؤلاء النواخذة هم من سكان القبلة وأما منطقة الشرق فهناك نواخذة كثيرون وأما من النهامة أولا بوغيث جميعهم من الحي القبلي والنهام سعد العبكل والنهام سالم المرطة وولده عبدالمحسن الدويش وهو كاتب للزهيري.
هذه أبيات شعرية حفظتها منذ ان كنت شبابا اعمل على السفينة ومعنا رجل اسمه ابراهيم قالها لي وحفظتها.
كا شاب يحب بنت الجيران وطرق الباب عليهم وقال:
ايهذا الباب المقابل بابنا
ما عندكم للعاشق طبيب
قال عندنا دواء
ولكنه للعاشقين صعيب
أسماء السفن الشراعية
عن أسماء السفن الشراعية يقول المعتوق:
الأسماء كثيرة ولكل سفينة شراعية اسم تعرف به مثل «المحمدي» ملك عيسى العثمان، و«فتح الباري» و«فتح الرحمن» و«البار» لغانم العثمان، و«الداو» للصقر و«المهلب» لثنيان الغانم عام 1936 – 1937، والنوخذة فيه حسين العسعوسي وآخر نوخذة محمد سالم بن ماجد المرزوق.
و«فتح الرحمن» و«طارق» و«البوم تيسير» لعبدالعزيز العثمان وموافق نوخذة عبداللطيف العثمان، وغانم العثمان نوخذة الباز، وعام 1949م ركب فيه نوخذة علي سليمان وبعد ذلك ركب نوخذة فيه ابراهيم سبتي وبعد ذلك باعوه على القطامي ومن النواخذة أيضا في الحي القبلي بكر البكر ومحمد بورحمة ومعيوف البدر مات ودفن في ساحل فارس والنوخذة سعود البدر وغيرهم من النواخذة من الحي القبلي، وهلال المطيري طواس، وباع سفينته على الصقر وحولوه الى سفينة سفر شراعية.
ما بعد التقاعد
يتحدث ضيفنا عن مرحلة ما بعد التقاعد ويعدد سفراته حيث يقول:
بعد التقاعد مباشرة سافرت مع العائلة الى سورية بالسيارة عام 1966 وكانت غير مكيفة وانتقلت الى الأردن وفلسطين ودخلت الضفة الغربية، وذهبت الى القدس وسكنت في رام الله، ومنها الى بغداد ثم الكويت، هذا عندما كنت موظفا ولمدة شهرين، وأما بعد التقاعد فسافرت مع صديق الى القاهرة ولمدة 18 مرة أحيانا مع العائلة وأحيانا مع الأصدقاء وكنت اسكن بالدقي وكذلك باب اللوق سنتين واحمد شهاب كان يدرس هناك وسافرت الى روسيا مرتين وكذلك سافرت الى أميركا لأن ولدي سالم كان يدرس هناك مع العائلة ولمدة شهرين في ولاية أوهايو وكذلك سافرت الى كندا وأيضا سافرت الى نيويورك وولاية شيكاغو ولمدة أسبوع واشتريت بيتا في أميركا، وابنتي اشترت بيتا ولكن بعد سنوات بعته بـ 40 ألفا، وسافرت الى المغرب مرة واحدة أحسن دولة أعجبتني أميركا، أيضا سافرت الى الهند وباكستان وتركيا وأيضا سافرت الى بلغاريا، وآخر سفرة الى القاهرة سكنت في شقة القاهرة اذكر هنا بعض المقاهي الموجودة في الكويت ومنها قهوة أبوناشي وقهوة ملا غلوم وملا عباس وقهوة في الشارع الجديد صغيرة وقهوة بوعزيز وقهوة في سوق واجف هذه المقاهي التي أذكرها.
الوالد والسفينة
والدي كان عنده سفينة خشبية صغيرة تعرف بالبلم وتستخدم السفينة بصيد السمك وكنا نذهب الى الدوحة وغضي وخور عبدالله ومسكان ونصيد باللنج الوالد عنده مجموعة من الشباك المختلفة مثل سمك الزبيدي له عدة خاصة وكذلك سمك الصبور وايضا سمك المبدلة شبك خاص والعديد كثير ومنوعة لكل سمكة لها شبك بفتحات مختلفة مثلا شبك الميد يختلف عن شبك البياح لكل نوع من الاسماك له سالية او شباك تختلف عيونها عن الاخرى وهكذا.
الميد نوعان ميد يسمى هديبة عيونها صفراء والثانية خضيرة لأن عيونها سوداء، عندي القدرة والمعرفة بطرق الليج وترويبه يطرق يصلح ويروب يصنع واكسر المكسر واحوي الغزل وهذا شغلنا. واذكر اهل الصيادة في القبلة ومنهم الوالد وعائلة سالمين وعائلة ميعان وفهد ومحمد المزيد ومحمد الجبل وايضا عائلة عبدالرحيم وعائلة مندي.
والدة النوخذة يعقوب اسماعيل بوسهر تزوجها بعد أن طلقها والده وتزوجها جدي أحمد وأنجب منها اسماعيل وأمينة لاتزال على قيد الحياة كبيرة بالعمر زوجها احمد الشطي وله منها من الأولاد عبدالله وعيسى ومحمد وعدنان وفاضل و3 بنات والدتي بنت احمد اسماعيل... وحسين سالمين متزوج عمتي فاطمة ومبارك سالمين متزوج من أمينة بنت عبدالنبي وأنجب منها أمينة زوجة عبدالله سالمين وعايشة وخديجة زوجة عبدالعزيز ولد عمتي ودامة زوجة أحمد حسين سالمين أبوهم عبدالنبي أيضا، مبارك سالمين تزوج لولوه بنت مال الله وأنجب منها شريفة وسالمين.
الشاعر محمد ولد احمد نسيب حسين سالمين لأنه تزوج اخته وعيال جمعة وعيال الياسين ومحمد الهولي وأبوناصر الفيلكاوي وكذلك خليل ابراهيم واحمد عباس، وبعدما ترك الوالد صيد السمك اشتغلت مع احمد عباس في الشوعي وبعد ذلك اشترى لنج بالماكينة واذكر الحاج هلال مع مندي وراشد هلال.
واذكر ان الحاج محمد ولد احمد كتبت عنه قصيدة وكان راشد يعرف بالزهر.
قال محمد ولد احمد:
طاق طاق طاقيه
الزهر كاتب جنسيه
الزهر زايد غرباله ماليسوه عقاله
الزهر تعال عندي من نزلك من مندي
الزهر بيده سفرطاس
وبيده صبورة مشوية
حب الشعر
عن هوايته ذات الطابع الادبي يقول المعتوق: أحب الشعر واحفظ الكثير من الأبيات اذكر منها:
ترج هالبويم وسمع طيبين الذات
نفس العزيزة تشيم عن لذيذ الذات
إلا ردي الأصل يتبع ردي الذات
راعي المروات ما يصبر على ضيم وهضم
وعالجت نفسي عييت لا تطييح الهضم
ويا نفس شوفي عن مرابع قليل الذات
أيضا هذه الأبيات حفظتها:
يا رايحين الى منادي غيابي
شوقتموا يوم الرحيل فؤادي
صارت وصارت عيسكم ياوحشتي
الشوق زادني وصوت الهادي
واروعي يا صلاة لا كمال لها
ولا سجود لها لعل الله يرحمني
وهذه أبيات أيضا حفظتها منذ مرحلة الشباب
ياخر دلوين صرتم حبات الرواح
عذبتموني ولادور الورى ارواح
يا صيدة صدها بعد التعب ارواح
ما فادني من وليفي كود دق العود
انا الهجوم اللي اهجم ودز العود
تو السما اصعد عدل تراهن عود
اما القلايا تجي ولا تفوت ارواح
زهيرية قديمة غير موجود في الكتب
عتابك خلص لو بعد ونه
سوت غدران وفاض البحر منه
وعليل الجاز منك جوز منه
وتركه دوم وهو في عذابه
قصة شعرية
رجل كان يزرع في ارضه وسافر الى بلد في ايران اسمها هنديان وفي تلك السنة لم ينزل مطر وصل تلك البلاد والتقى مع زراع وقال له ما تريد ذراع فقال بلى وبدأ يزرع في ارض ذلك الرجل، وقال:
حنا فين وهندبان فين
عقب التقايات وچيل الخيرين منين
اول جاري حذاي ما يقل الچيل
والحين ازرع دخن واقطع نصيب الطير
خاصم ابانا وصاحب كلبنا
واسري علينا قبل النجوم تغيب
فإن قتلوك فلا ملامة علي
وان قتلتهم فأنت الحبيب ونعم الحبيب
ومرقدي بين سبعة اخوة
الورك عال والوسادة هضيب
قصة من الحياة
كما يحكي المعتوق قصة موقف مر به فيقول: في احدى السنوات الماضية كنت مسؤولا عن كراج سيارات العدل ويعمل معنا مواطن كسائق وعنده سيارة اشتراها من الساير ويريد تحويلها الى سيارة تاكسي وطلب مني اذهب معه الى ناصر الساير لأن السيارة مطلوبة للشركة، وبعد التوكل على الله ذهبت معه والتقيت مع ناصر الساير بعد الاستئذان وسلم علي وسألني عن اخواني فقلت له عرفتني فقال: أولا نحن الاثنان درسنا مع بعض عند العنجري وثانيها نحن نسكن بفريج واحد ولكن آمر أي خدمة وكان معي صديقي وقلت لناصر الساير هذا الرجل سيارته مطلوبة للشركة ويريد تحويلها الى تاكسي ولكن الموظفين غير قابلين، وكتب كتابا للمسؤول بأنه لا مانع من تحويل السيارة الى تاكسي.
وثاني مقابلة مع الأخ ناصر الساير ان ابنتي تريد شراء سيارة من شركة الساير والدفع نقدا وذهبت الى ناصر الساير وطلبت منه خصما مع سعر السيارة وبالفعل خصم مبلغا وجزاه الله ألف خير ونعم الرجال، وبعدها قال لي المصري المسؤول ان الاهتمام بك كبير من قبل ناصر الساير.