- تقاعدت عن العمل عام 1997 بعد 30 عاماً من خدمة الوطن الحبيب
- الشيخ عبدالله الجابر كان من أشد المهتمين بالتعليم واعتاد توزيع الهدايا على الطلبة في المناسبات المختلفة
- في طفولتي كنت أخاف من صرير الباب الخشبي عندما يضربه الهواء وبه شقوق يدخل منها بصيص من نور السكة
- درست في كلية بوسط الأحراش والغابات في بريطانيا وقمت بالتدريس في بعض المدارس هناك
- كنت ضمن البعثة المشرفة على اختبارات الطلبة في إمارة أبوظبي قبل اتحاد الإمارات بدءاً من عام 1968 ولمدة 4 سنوات
- عام 1970 أوفدت إلى جامعة لندن ودرست فيها سنتين نلت بعدهما شهادة الزمالة في «التربية وتعليم العلوم والكيمياء في مدارس الكويت»
إعداد: الباحث والكاتب في التراث والتاريخ الكويتي منصور الهاجري
في الجزء الثاني من اللقاء معه يلقي ضيفنا قاسم خضير قاسم حسين الضوء على مجموعة أخرى من المحطات في حياته ويسترجع بعض صفحات الذكريات من الماضي الجميل.
يتحدث عن دراسته في المملكة المتحدة وكيف أوفد الى جامعة لندن ودراسته بكلية وسط الأحراش والغابات في بريطانيا، وكذلك قيامه بالتدريس في بعض المدارس هناك.
كذلك يروي لنا خضير حكايات عن هوايته المتمثلة في حب الأدب والاطلاع عليه، وكذلك مساره على طريق التأليف وبعض مؤلفاته.
لضيفنا رحلة في مجال التدريس يروي محطاتها منذ تخرجه وأين كان أول عمل له ويحكي كيف كان يذهب الى إمارة أبوظبي قبل قيام الاتحاد بين الإمارات السبع وتكوين دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك للإشراف على امتحانات الصف الرابع الثانوي هناك، وقد أمضى على هذا النحو 4 سنوات بدءا من العام 1963 وحتى عام 1971.
ومن ذكرياته في سني عمره الأولى يحكي خضير بعض القصص حيث يستذكر قصة مشهد غريب ومثير رآه في المدرسة.. ترى ماذا رأى؟! كما يحكي عن لعبه مع أصدقاء الطفولة في البراحة وكيف كان رفقاؤه يحكون القصص عن الطنطل وحمارة القيلة وكيف كان بعض ندمائه يحكون قصصا كانوا هم أبطالها ورؤيتهم للجان مما كان يترك أثرا كبيرا في نفسه.
كما يذكر سنة الهدامة عام 1954 عندما هطلت الأمطار بغزارة على البيت الذي كانت تسكن فيه أسرته واضطرارهم الى الانتقال للإقامة في المدرسة الشرقية، كل هذا وغيره نتعرف عليه من خلال هذا الجزء الثاني من اللقاء، فإلى التفاصيل:
حصلت على قبول للدراسة في جامعة اكسفورد في بريطانيا كلية التربية واما اصدقائي فلا اعرف في اي جامعة ـ تم قبولي وذهبت الى الجامعة وشاهدت مبانيها القديمة وفيها كنيسة تبعد الكلية خمسة كيلوات عن اكسفورد «كلية معلمين» وفيها قسم داخلي والتحقت بالداخلي وتقع الكلية على نهر التايمز وفيها التجديف (السيلنج) وكونت اصدقاء وشاركت معهم وتعرفت على اصدقاء من جميع الدول.
تخصصت علوم بشكل عام وأمضيت ثلاث سنوات، مجموع سنوات الدراسة ست سنوات عام 1967 تخرجت في كلية المعلمين ومن ضمن التخصص مادة الكيمياء.
ومما اذكر ان د.آرتري المسؤول عن المختبر كان يعطيني مفتاح المختبر ومتى اردت الذهاب الى المختبر وهذه ثقة كبيرة حصلت عليها من المسؤول، فكنت اذهب الى المختبر واعمل ابحاثا متى شئت بالليل او في النهار، وفي احدى الليالي دخلت المختبر الساعة التاسعة مساء.
وبدأت احضر مادة اسمها «داينايت هوتزس» مادة كيماوية وكانت عندي سيارة صغيرة استخدمها للذهاب الى الكلية في تلك الفترة وانا طالب كنت متزوجا من ام الاولاد وكانت بصحبتي في بريطانيا، المهم كنت ساكنا في شقة مع زوجتي واثناء عودتي من الكلية الى المنزل بالطريق صدمت سيارة كانت واقفة على جانب الطريق بجانب المخفر تعجبت من الحادث تأثرت بالمادة التي كنت احضرها فأصابتني دوخة بسيطة واخبرت الشرطة بأني طالب وخارج من المختبر وهي اول مشكلة وصاحب السيارة تنازل ووعدته بتصليح السيارة وكان الحادث بجانب السيارة، كنت مرتاحا بالجامعة، كانت زوجتي خلال سنتين تجتمع مع بعض النساء البريطانيات يعملن تطريزا وخياطة كانت زوجتي قبل الزواج تعمل ممرضة في مستشفى الولادة في الكويت وقد اشرفت على توليد مائة وثمانين سيدة في المستشفى كانت متعلمة مثقفة ولذلك اندمجت مع سيدات البريطانيات، رجعت بعد التخرج الى الكويت.
العمل مدرساً في الثانوية
عن اول عمل له بعد التخرج يقول ضيفنا: عينت مدرس علوم وكنت ادرس مادة الكيمياء في ثانوية عبدالله السالم وكنت من الاوائل الذين درسوا الكيمياء وكان ناظر ثانوية عبدالله السالم الاستاذ جمعة ياسين وموقع المدرسة ميدان حولي وفيما بعد صارت مقرا لمنطقة حولي التعليمية، استمررت بالعمل مع الزملاء وكنا مخلصين في عملنا مجموعة المدرسين وكان معنا الاستاذ محمد عبدالله السلوم مدرس اللغة العربية والاستاذ حسن حاجية مدرس احياء والاستاذ عبدالعزيز مراد واستقال من التعليم والتحق بالجيش واذكر بعد ذلك التحق معنا د.خالد الوسمي مدرس الاجتماعيات، واذكر وكيل الثانوية الاستاذ زكي عتيق مصري الجنسية، وكنا نشيطين في التدريس ومتعاونين وكنت اشارك المحضر في التحضير واساعده بوضع المحاليل وكان حضور الطلبة الى المختبر وكذلك شاركت في تأليف بعض الكتب وذلك بتوجيه من الموجهين وكان ذلك تشجيعا لي.
وبعد ذلك نقلت الى ثانوية الاصمعي والناظر خالد الوهيب وجاسم المطوع الوكيل وفيما بعد صار رئيس تحرير الوطن، ومن المدرسين الكويتيين الاستاذ موسى القلاف مدرس التاريخ ود.رشيد الحمد وزير التربية الاسبق والسفير الحالي في القاهرة، وكان مدرس جيولوجيا، وبعد فترة من العمل بالتدريس تم اختياري مع د.رشيد الحمد ود.يعقوب الشراح وسافرنا الى لندن وامضيت مدة سنتين وحصلت على شهادة الزمالة في التربية «لندن نيوفير ستي» واذكر معنا المرحوم يوسف البابطين وفتوح الرومي وكذلك منصور غلوم، ورجعت مرة ثانية الى التدريس وعينت في ثانوية الرميثية والناظر عبدالله اللقمان والوكيل زكي عتيق.
وبعد ذلك عينت مدرسا اول للعلوم وبعد سنوات تم اختياري موجه علوم بشكل عام وبعد سنوات، وكنا نجتمع في وزارة التربية التي كانت في المرقاب وكان زهير الكرمي الموجه الاول ومن الموجهين د.رشيد الحمد ود.يعقوب الشراح والاستاذ حسن حاجية وبعد زهير الكرمي عين د.رشيد الحمد موجها عاما للعلوم، وهو خير من اختير لهذا العمل وهو صديق طيب ومازلنا مع بعضا البعض وكان معنا الصديق عبدالمحسن الفليج مسؤول المختبرات وعندنا ديوانية خاصة نجتمع فيها مرة واحدة في الاسبوع منذ اربعين عاما.
عندما كنت موجها كان لي دور في تأليف الكتب مع الموجهين.
مدير إدارة المتحف العلمي
يحكي لنا ضيفنا عن قصة توليه ادارة المتحف العلمي، حيث يقول: كان وزير التربية الاستاذ انور النوري الذي طلبني وعرض علي ان اكون مدير ادارة المتحف العلمي، وقد سبقني الاخ حمد العتيقي لادارة المتحف العلمي، وبعد حمد عين احد الموظفين بالوكالة، المهم انني تسلمت الادارة والمتحف العلمي ومقر المتحف مدرسة قتيبة في المرقاب، وكان الطلبة يزورون المتحف يوميا ويعمل في المتحف مجموعة من الموظفين، واذكر الاخ عبدالله اشكناني كان مختصا بالتحنيط، واذكر ان الاخ عبدالله اليحيى بالادارة وفيما بعد تم اسنادي ادارة التقنيات التربوية فصرت مديرا لادارة المتحف العلمي ومديرا للتقنيات التربوية والدوام في الوزارة وجميع المدارس نجهز لها الوسائل وكنت اشرف على 360 موظفا في الادارتين، وامضيت سنوات في العمل حتى التقاعد عام 1997.
بعد التقاعد طلبوني للتربية وعرضوا علي المشاركة في اللجنة العليا التي تشرف على تأليف كتاب عن تطور التعليم في الكويت منذ تأسيس الكويت ولابد ان نكتب تاريخ الكويت، وبعد ذلك نتطرق لتاريخ التعليم في الكويت منذ محمد بن فيروز، فلم امانع، وتمت الموافقة، وبدأت العمل في اللجنة الاستشارية وكان يرأسها المرحوم عبدالعزيز حسين والنائب فيصل المطوع ومعنا د.يعقوب الحجي ود.دلال الزبن وفضة الخالد ود.عبدالله الغنيم، بعد ذلك د.يعقوب الغنيم وممدوح هاشم وضياء عجينة، وقد اخترتهم للعمل معنا، ومقر اللجنة الطابق الثاني عشر للصندوق الكويتي وكنا نجتمع مرتين في الاسبوع في مركز الدراسات والبحوث الكويتية، وكنا نكتب المعلومات التي نحصل عليها عن تاريخ التعليم في الكويت، فكرة كتاب تاريخ التعليم في الكويت بدأت مع انور النوري وكان عنده متحف صغير في المتحف العلمي عن تطور تاريخ التعليم لأن والده وجده كانا يعملان بالتعليم كفكرة اولى كانت منه، وبعد ذلك تم الانتهاء من المجلدات الستة عن تطور وتاريخ التعليم في الكويت، وبعد وفاة الاستاذ عبدالعزيز حسين تولى رئاسة اللجنة الاستاذ فيصل الصالح المطوع، وعينت نائبا له في اللجنة.
تأليف الكتب
سبق ان كتبت قصة وذلك في العام 1978 عن الاشباح والارواح وجمعتها في كتاب وكان لها صدى طيب في الكويت وفي مصر، اما بعد التقاعد، فبدأت وباشرت الكتابة واصدرت كتابا بعنوان «غواص في بحر التراث» جمعت فيه مادة تاريخية وتراثية وقصصا قصيرة، ومن الاشعار ذات الحكمة والمواعظ.
الزواج
عن حياته الاجتماعية وفي مقدمتها الزواج، يقول خضير: تزوجت عندما كنت طالبا في انجلترا وزوجتي بنت حسين العطار وله دكان وكانت تعمل ممرضة وتركت العمل، وكان زواجي عام 1964 والله رزقني منها: الابن الاكبر د.محمد وحصل على الدكتوراه من اميركا تخصص هندسة كهربائية وزوجته طبيبة، ود.موسى حاصل على الدكتوراه في الادب الانجليزي من اميركا، وهاني مساعد مهندس في التبريد، ويحيى يعمل مسعفا بالاسعاف، وشيماء بنت واحدة حاصلة على شهادة علم النفس.
إمارة أبوظبي
عندما كنت مدرسا في ثانوية الرميثية تم اختياري مع الأستاذ عبدالله اللقمان للسفر الى إمارة أبوظبي قبل ان تصبح دولة الإمارات، كنا نسافر ايام امتحانات الثانوية العامة حاملين صندوقا كبيرا بداخله أسئلة الامتحانات ونختبر الطلبة لشهادة رابعة ثانوي علمي وأدبي وننتظر حتى نهاية الامتحانات خلال 10 أيام ونأخذ الأجوبة ونضعها في الصندوق ونرجع الى الكويت، وبعد ذلك نعلن نتيجة الاختبار، وأيضا الدور الثاني للطلبة المحتاجين للاختبار وتصحيح الأسئلة هنا في الكويت، وذلك عام 1968.
أمضيت 4 سنوات حتى عام 1971 كنا نختبر طلبة أبوظبي ـ والطلبة هناك كانوا مجتهدون وطيبون.
قصة مخيفة
يحكي لنا ضيفنا قصة مشهد غريب ومخيف رآه في المدرسة فيقول: بعد 3 أيام من الدوام في مدرسة الملا بلال شاهدت امرأة سوداء واقفة بالليوان قدماها مربوطتين بسلسلة لكي لا تتحرك، والمرأة مريضة نفسيا والملا يقرأ عليها، تلك المرأة انصب نظرها علي دون الطلبة فأدخلت الخوف في نفسي وكانت تعمل حركات تحرك اذنها وتخرج لسانها وتؤشر بيدها تحت رقبتها كأنها تقول أريد أن أنحرك وكنت خائفا جدا فأشغلتني عن الدراسة من الخوف وأشاهد الملا بلال أحيانا يميل للنوم.
أدخلت بنفسي الخوف وتغيرت حالتي النفسية وبعد أسبوع لم أشاهدها عند الملا بلال.
النوم بالحوش
أذكر ان النوم بالحوش أيام الصيف والظلام يخيم علينا يشعرنا بالخوف، مررت بتلك الأجواء كما ذكرت، المجنونة عند الملا وسقوطي بالجليب والظلام، هذه الحالات دفعتني لأن أكتب قصة عن حياتي في تلك الفترة جمعتها في كتاب واحد.
ايضا من الأشياء التي أخاف منها صرير باب البيت الخشبي عندما يضرب به الهواء وبه شقوق يدخل منها شيء بسيط من نور السكة، فكنت أيضا أخاف، هذا بالإضافة لما ذكرته من أشياء مخيفة، ايضا كنت أسمع وشوشة مياه البحر لأن بيت الوالد قريب من البحر.
ماذا كنت أعمل؟ عملت فتحة في الغطاء، وأيضا عندما كنت أجلس مع أصدقائي في البراحة كان بعض الأصدقاء يقولون قصص عن الطنطل وحمارة القايلة وخروف مسلسل والبعض يقول انه شاف الجان وكنت أخاف جدا، كل هذه الأمور تركت فيني آثارا نفسية وجسدت كل هذه المناظر والمشاهدات في قصص الأشباح وخرجت بكتاب اسمه مدينة الرياح والكتاب الثاني ليلة في مقبرة السلام وهي عبارة عن قصص خيالية من تلك الحياة.
الاثار النفسية
كما يذكر ضيفنا مجموعة من الأمور التي كان لها تأثير نفسي عليه فيقول: المجنونة التي كانت في مدرسة ملا بلال، سوالف الأصدقاء عن خروف مسلسل والطنطل وحمارة القايلة، الطنبورة لها ايضا تأثير على نفسي، بيت الوالد الواسع والصخور التي تخرج أصوات بالليل ـ وسقوطي بالفريج، الظلام الدامس.
كل هذه الأمور لها تأثير على حياتي ونفسيتي الطنبور والرقص.. البحر هبوب الرياح وصوت الأمواج وفتحات الباب وصوت الزرازير من فوق الشجر السدر كل هذه اختلطت مع بعضها، وسببت لي خوفا جدا واثرت بنفسي وخزنت هذه وافرزتها في الكتب.
حوادث
كذلك يذكر حوادث مرت به فيقول: عندما كان والدي وجدتي يسكنون في الشرق نزلت أمطار غزيرة على الكويت وذلك عام 1954 وتهدمت بعض البيوت، والبيت قديم وبدأ خرير المياه من سقف الغرف وبسبب تلك الأمطار والمسؤولون في بلدية الكويت نقلونا مع بعض المواطنين الى المدارس بعيدا عن خرير المطر خاصة في المدرسة الشرقية المقابلة للبحر ومكثنا لمدة أسبوع فيها مع جميع أفراد العائلة وكانت مبنية عام 1946 والسكن والأكل توفره الحكومة لجميع السكان في المدرسة، وكان لكل عائلة غرفة ونحن الأولاد كنا نلتقي في ساحة المدرسة للعب.
المرحوم الشيخ عبدالله الجابر
بالنسبة لي أعشق وأحب المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح وكان الرجل الأول المهتم بالتعليم، كان شخصية كبيرة، وكان رئيس المعارف وعبدالعزيز حسين مدير المعارف ـ كان رحمه الله، يزور المدارس شاهدته اكثر من مرة يحضر طابور الصباح ويحمل معه بعض الهدايا الخفيفة غالية الثمن ـ وكان يوزع الهدايا على الطلبة الممتازين ـ فمثلا أي طالب يلقي قصيدة يعطيه هدية.
حبي واحترامي وتقديري لهذه الشخصية الفذة خاصة بعدما كبرت بالعمر، حصل حادث مهم البطل في ذلك الحادث هو الشيخ عبدالله الجابر، كان معنا في الفصل في مدرسة النجاح وأثناء تواجده التفت على يمينه من الدريشة (الشباك) أولاد يلعبون بالمقبرة القديمة المجاورة للمدرسة، شافهم ـ كانوا يلعبون جنجفة وآخرون يلعبون مع الكلاب ومجموعة ثالثة يتسابقون داخل المقبرة ـ كان مع الشيخ عبدالله الجابر مجموعة من الحرس، نزل الشيخ عبدالله الجابر وتبعه الحرس الخاص ودخل المقبرة القديمة وكانت الطوفة مهدومة، أصدر أوامره للحرس بإغلاق منافذ المقبرة لكيلا يخرج أولئك الأولاد وقبضوا عليهم جميعا وكلنا شفناه وقلنا ماذا سيعمل معهم، ولكنه صاحب حكمة أحضرهم عند ناظر المدرسة الأستاذ عبداللطيف العمر وقال له سجلهم طلبة في المدرسة وتم ذلك وصاروا من طلاب المدرسة واستمروا بالدراسة، كان رجلا مخلصا في عمله حريصا على أبناء وطنه، كان مثقفا متعلما وبعد تخرجي من الدراسة وعملي مدرسا فكرت ان يصنع له تمثال في وسط العاصمة ويقدر ويكرم.
المرحوم الشيخ عبدالله الجابر رئيس المعارف وأول وزير في أول حكومة للتربية والتعليم أشرف على بناء ثانوية الشويخ ومساحتها مليون متر مربع، له دور كبير في نهضة الكويت وتقدمها علميا وثقافيا وأدبيا ـ كان يقيم الندوات الأدبية ويدعو العلماء والأدباء والمثقفين في العالم العربي.
حياة الوالد
يعطي ضيفنا نبذة عن حياة الوالد فيقول: وُلد والدي خضير قاسم حسين في الحي الشرقي عام 1904 في بيت العائلة الذي سكنه جدي عام 1895 واشتغل بالبحر مع النوخذة غانم الدبوس وكان عمله على ظهر السفينة غبيص وكذلك اشتغل بتكسير الصخر ونقله بالتشاله مع البحارة، وكذلك اشتغل والدي في بيع الخضار والفواكه بسوق الخضرة.
غواص في بحر التراث
انكب قاسم خضير قاسم في اوقات فراغه على الادب الانجليزي بصفة خاصة والغربي والاميركي بصفة عامة، وتأثر بالكثير من كتاب القصص ومنهم ادغار آلان بو وسير ولتر سكوت وإج.بي.لفكرافت وهربرت جورج ولز على وجه الخصوص الذي تأثر به قاسم خضير قاسم، حيث كان ولز ايضا مدرسا (مثل قاسم) للعلوم واعتبر هذا الكتاب الاب الروحي للخيال العلمي في العالم ان لم يكن الاول في مؤلفاته، ومن روايات ولز الشهيرة «آلة الزمن» و«الرجل الخفي» و«اول رجل على سطح القمر» و«بلاد المكفوفين»، ومازالت بريطانيا تحتفل سنويا بذكرى ذلك العالم الكبير.
في العام 1978 قام قاسم خضير قاسم بتأليف رواية بعنوان «مدينة الرياح وقصص عن الاشباح»، وهي تختلف عن مسلسل مدينة الرياح الرمضاني، قامت بنشره دار ذات السلاسل، وحوى الكتاب قصصا مزج فيها الكاتب الرعب مع البيئة الكويتية القديمة ولاقت الرواية رواجا كبيرا في السبعينيات، وفي هذه الرواية خلط قاسم عنصر الواقعية مع الخيال الرفيع الذي لم يكن معروفا آنذاك، حيث توهم الكثير من الناس صدق بعض القصص والشخصيات الواردة فيها على الرغم من عدم وجودها.
تم تكريم قاسم خضير قاسم من قبل بعض الطلبة في جامعة الكويت عام 2008 لروايته «مدينة الرياح»، حيث اعتبر اول كاتب عربي كتب في ادب الرعب، وتبين اثناء التكريم ان قاسم خضير قاسم لا يفضل الاضواء والشهرة ولا ادل على ذلك من ان التكريم جاء بعد 30 عاما من تأليفه ونشره الرواية. وفي العام 1993 قام بتأليف كتاب آخر بعنوان «غواص في بحر التراث»، والعنوان لا يمت الى مهنة الغوص في الكويت، لكنه يحوي قصصا قصيرة تهذب النفوس واشعارا مليئة بالحكم والمواعظ ووصايا وعبرا تعمر القلوب ومواعظ بليغة ولطائف عذبة، ومحتويات الكتاب هذا قام بجمعها قاسم من بطون امهات الكتب العربية القديمة وعلى مدى سنين طويلة. وهو الآن يعكف على اصدار كتاب «ليلة في مقبرة السلام وقصص عن الاشباح».
رحلة مع الكيمياء
عن رحلته مع استكمال الدراسة في الخارج والتدريس يقول قاسم خضير: وفي العام الدراسي 1960/1961 تخرجت في الثانوية وأرسلت في بعثة دراسية الى كلية سوندن في مقاطعة ولتشير في بريطانيا ودرست اللغة الإنجليزية ومواد الجي/سي/اي العلمية التي تؤهل الطالب لدخول الجامعات والكليات المتخصصة ـ ولما كنت شغوفا بمهنة التدريس قدمت لعدد من الجامعات البريطانية، وتم قبولي (بعد مقابلة دامت ساعتين) في كلية كلهام للمعلمين، وهي تابعة لجامعة اكسفورد وتقع في احدى ضواحي مدينة اكسفورد نفسها ـ بل في وسط الغابات هناك ـ فكانت الكلية معزولة تماما عن القرى وتقع في وسط الأحراش والغابات، كان الجو الدراسي فيها هادئا وممتعا، وقمت بالتدريس في بعض المدارس هناك.
وفي عام 1967 أنهيت دراستي فيها ونلت شهادة التدريس في العلوم.
وبعد ان رجعت الى الكويت تم توظيفي مدرسا للكيمياء في ثانوية عبدالله السالم، وفي عام 1970 أوفدت الى جامعة لندن ودرست فيها سنتين نلت بعدها شهادة الزمالة في «التربية وتعليم العلوم والكيمياء في مدارس الكويت»، وكان معي في هذه الجامعة د.رشيد الحمد، ود.يعقوب الشراح، والأستاذ المرحوم يوسف البابطين والأستاذة فتوح الرومي ود.منصور غلوم، بعدها رجعت الى الكويت وأمضيت 21 عاما في تدريس الكيمياء في ثانوية عبدالله السالم وثانوية الأصمعي وثانوية الرميثية، ثم عملت مدرسا أول للعلوم ثم موجها للعلوم فأمينا عاما للمتحف العلمي، ثم مديرا لإدارة التقنيات التربوية.
وفي عام 1994 تم اختياري بالإضافة الى عملي لأكون أمينا عاما للجنة الاستشارية العليا لتطور تاريخ التعليم في الكويت وكان يرأسها المرحوم الفاضل عبدالعزيز حسين ونائبه الاستاذ الفاضل فيصل الصالح والأعضاء الأفاضل الأستاذ د.عبدالله الغنيم والأستاذ د.يعقوب الحجي ود.دلال الزبن والأستاذة فضة الخالد، والأساتذة ضياء أحمد، وممدوح هاشم، ثم انضم الينا د.يعقوب الغنيم وكوكبة من أساتذة الجامعة والمعلمين القدماء والرعيل الأول.
ولما انتهت اللجنة من أعمالها أصدرت موسوعة من 6 مجلدات تحكي قصة تطور التعليم في الكويت من بدء تأسيسها حتى العام الذي أنهينا فيه الموسوعة.
تقاعدت عن العمل في عام 1997 بعد عمل دام 30 سنة، وعسى أن يكون الله قد تقبل جهودي وعملي في خدمة وطني الحبيب ـ الكويت الغالية.
أنشطة شارك فيها خضير
٭ 1968: شارك في مؤتمر العلميين العرب ـ جامعة الدول العربية ـ مصر.
٭ 1968: رئيس نادي الرشيد الصيفي.
٭ 1968: نائب رئيس الوفد الطلابي الكويتي لايران.
٭ 1969: اشرف مع الاستاذ عبدالله اللقمان على امتحانات الثانوية العامة في مدينة ابوظبي (الدور الاول والثاني).
٭ 1969: شارك في تأليف كتاب الكيمياء للصف الثاني ثانوي.
٭ 1970: شارك في تأليف كتاب الكيمياء للصف الثالث ثانوي.
٭ 1970: اشرف مع الاستاذ عبدالله اللقمان على الامتحانات الثانوية العامة في مدينة ابوظبي (الدور الاول والثاني).
٭ 1975: شارك في تأليف كتاب العلوم للصف الرابع متوسط.
٭ 1975: شارك في ندوة التعليم المفتوح للمرحلة الابتدائية المنعقدة في لندن واكستر ومانشستر.
٭ 1976: ندوة عن البيئة في العاصمة البريطانية لندن.
٭ 1976: القاء محاضرات للمعلمين في طرق تدريس العلوم في المرحلة الابتدائية.
٭ 1977: القاء محاضرات في طرق تدريس العلوم في ابوظبي.
٭ 1977: رئيسا لمركز نظام المقررات.
٭ 1977: جولة استطلاعية للمدارس في الاتحاد السوفييتي.
٭ 1979: القاء محاضرات للمعلمين في الاهداف السلوكية للعلوم.
٭ 1980: رئيس لجنة امتحانات الثانوية العامة (مركز عبدالله السالم).
٭ 1981: شارك في مؤتمر الطاقة والبيئة الذي انعقد في مونت كارلو.
٭ 1981: شارك في ندوة مصادر المعلومات للتعليم (المنظمة العربية لليونسكو).
٭ 1982: شارك في ندوة الفيديو والتعليم (المنظمة العربية لليونسكو).
٭ 1982: شارك في الحلقة الدراسية عن الطاقة الشمسية (معهد الكويت للابحاث).
٭ 1983: شارك في الحلقة الدراسية عن تلوث الهواء (معهد الكويت للابحاث).
٭ 1983: حضوره كمراقب في مؤتمر الصيادلة العرب (جمعية الصيادلة العرب).
٭ 1983: حضور جلسات اولمبياد الكيمياء في مدينة تميشوارا في رومانيا (مؤسسة الكويت للتقدم العلمي).
٭ 1986: شارك في ندوة دول مجلس التعاون لتدريس العلوم.
٭ 1987: شارك في تطوير مناهج التربية الخاصة في الكويت.
٭ 1987: قام بإنشاء مكتبة تعليمية خاصة للمعاقين.
٭ 1987: رئيس بعثة الطلبة المشاركين في اولمبياد الكيمياء في المانيا الشرقية (مؤسسة الكويت للتقدم العلمي).
٭ 1989: ممثل الكويت للمؤتمر العالمي للمتاحف في مدينة هيغ (هولندا).
٭ 1990: ممثل الكويت للمؤتمر العالمي للمتاحف في مدينة يورك في بريطانيا.
٭ 1992: زيارة للهند للاطلاع على نظم المتاحف العلمية فيها.
٭ 1992: ممثل الكويت في دورة المتاحف التعليمية في اسكوتلندا.
٭ 1994: زيارة متحف التعليم في مصر.
٭ 1994: امين عام للجنة الاستشارية العليا لمشروع تطوير تاريخ التعليم في الكويت والتي انهت اعمالها بإصدار موسوعة من ستة مجلدات تحكي قصة التعليم في الكويت منذ تأسيسها.