-
والدي عمل «سكوني» و«مجدمي» على سفن الغوص وجدي اشتغل على سفينة من نوع «البغلة»
-
الكويتيون كانوا يستخدمون «الكنديري» للإضاءة ثم «سراج الكاز» وكانت لمبته تنظف يومياً من الدخان
-
في مرحلة الشباب كنت أصطاد السمك مع أصدقائي بالمشخال وكنا نصطاد الميد بالسم
-
كنت أرافق جدي إلى قهوة البوناشي بالسوق الداخلي وبها حفرة خلف مدرسة المباركية
-
أول عمل لي كان «خراز» لدى رجل سعودي يعمل في السوق والراتب 15 روبية
-
عملت في مجال البناء وكنا نبني المساجد وبيوت الأئمة والمؤذنين وأجرتي كانت 5 روبيات في اليوم وشاركت في توسعة المستشفى الأميري
-
كنا ننام على ساحل البحر في موسم الغوص وأحد البحارة نجا من ذئب بأعجوبة
-
العائلة كان لديها تنور للخبز يومياً والعجين يوضع في طشت من الخشب
الرعيل الأول من الكويتيين الذين قامت على أكتافهم الكويت القديمة ومن بعدهم أبناؤهم وأحفادهم.
ضيفنا هذا الأسبوع راشد مراد الخلف أحد أحفاد الرعيل الأول والذي مارس الأعمال البحرية أسوة بأجداده وآبائه، ولد بالحي الشرقي بفريج هلال وتعلم في مدرسة عبدالوهاب العمران، تعلم قراءة القرآن الكريم والحساب واللغة العربية. وبعدما انتهى من الدراسة مارس الأعمال البسيطة التي كانت موجودة بذلك الوقت.
في بداية عمله تعلم صناعة الأحذية والنعال النجدية التي كانت موجودة بذلك الوقت ويلبسها الخاصة والعامة وخاصة أيام الأعياد والمناسبات. بعد ذلك اشتغل في البناء، ومصنع الطابوق وشارك في بناء المستشفى الأميري.
ذهب أبو عبداللطيف الى الغوص في العدان مع أخواله وبدأ «تبابا» وبعد ذلك «رضيفا» وحصل على القماش (اللؤلؤ) السحتيت.. عمل في كثير من المهن التي كانت سائدة في ذلك الوقت، عمل «طواشا» يبيع ويشتري اللؤلؤ وسافر الى البحرين وقطر لبيع اللؤلؤ. أبو عبداللطيف أحد أحفاد الرجال السندباد الذين عملوا في البحر وهو من عائلة بحرية معظم رجالها كانوا يعملون بالبحر بين بحارة ومجادمة وسكونيه.
نتعرف على مزيد من التفاصيل حول حياته وذكرياته من خلال السطور التالية:
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
في مستهل حديثه يتكلم ضيفنا راشد مراد الخلف عن البدايات والمولد، حيث يقول:
ولدت في فريج هلال المطيري بمنطقة الشرق، وكان رحمه الله له ديوان مقابل ساحل البحر وعنده نخيل بالبصرة، وله مخازن تمور، وأيام الزكاة كان يحضر عنده أعداد كبيرة من أهل البادية وينوخون جمالهم في براحة هلال المطيري مقابل ديوانه، ويعطيهم تمور، وأذكر أن بعض السفن كانت تصل الى الكويت محملة بالتمور وتخزن بالمخازن سنويا هكذا مثل هذه الايام.
وأذكر أن التمور عندما توضع بعضها فوق بعض ينزل منها الدبس، وينزل بالحفرة ويجمع هذه مشاهداتي عندما كنت صغيرا.
ويضيف الخلف: أذكر من أبناء الفريج والذين كنت معهم: أحمد القريع وصالح الشرهان ومحمد الشرهان وجمعة الشراح وجاسم محمد شهاب وسيف الشهاب ومحمد ويوسف وإبراهيم أبناء القزران واخواني عبدالله وخليفة ويوسف وخالد الخلف والدي كان يعمل بحارا في سفن المرزوق.
حياة الوالد
أما ما يذكره عن حياة والده فيقول عنه:
كان والدي يعمل بالبحر في سفن عائلة المرزوق، وكان عمله «سكوني» (مسؤول عن دفة السفينة) وأمضى عدة سنوات بالعمل معهم، وكذلك مجدمي وكان مشهورا بعمله وكان جدي راشد يعمل في سفينة بن حجي نوع البغلة ولكن لم أدركه، كنت أذهب مع الوالد الى سفن المرزوق وأثناء ذهابنا عن طريق البحر كنت أشاهد المرحوم الشيخ صباح الناصر جالسا تحت المسقف، فالوالد يذهب للسلام عليه، وشاهدت ماكينة الثلج على ساحل البحر، وشاهدت العماير ومفردها عمارة، وهي عبارة عن مخازن لقطع غيار السفن الشراعية، ونبدأ بذكرها من الشرق، عمارة الحاج أحمد الاستاذ وعند المستشفى الأميري بيوت المسباح وبيوت خرماة وبيوت الروضان وديوانهم موجود، والمدرسة الشرقية الأصل بيوت المناعي وبعدهم المضف والمضحي.
وعمارة هلال المطيري وعمارة ناصر النجدي وهو نوخذة للسفن الشراعية وعمارة محمود العصفور وهو أيضا صاحب سفن شراعية ونوخذة، وكذلك النصف من التجار وراشد النصف يملك سفينة لنقل المياه، وأذكر عمارة العسعوسي، وحاليا ديوانهم موجود، وأذكر بيت ديكسن وكان يركب الخيل مع زوجته وكان يسلم على جدي سلطان الخلف، وكنت مرافقا لجدي وأذهب معه الى الديوانيات، وكان جدي كفيف البصر. وأما النقع فأذكر نقعة بن خميس وماكينة الكهرباء وتعرف بماكينة (السري) وموقعها فريج بن خميس بعيدة عن ماكينة الثلج، وأذكر المدرسة الجعفرية، وأذكر تلك الماكينة والذي يشغلها رجل هندي وأذكر بيت العائلة ما عندنا كهرباء عندنا «كنديري للإضاءة» ومن بعده استخدم الكويتيون السراج الذي يعمل بالكاز (الكيروسين) ويوميا تنظيف اللمبة عن الدخان ويُملأ بالكاز، ومن بعده وعمارة السملان حاليا موجودة ديوان الأستاذ سيف مرزوق الشملان.
صيد الأسماك
يتطرق الخلف الى هواياته أيام الشباب قائلا: عندما كنت في مرحلة الشباب مع أبناء المنطقة كنا نذهب الى البحر لصيد السمك بطريقة بدائية حيث نأخذ مشخال ونغطيه بقطعة قماش وبالوسط ثقب ونضع بالداخل عجينا ونضع له چيبال وهو عبارة عن قطعة خشب صغيرة نربطها بحبل من طرف ونربط المشخال بطرف الحبل الثاني وكل واحد يعرف قطعته ونضعه وقت الطفحة بالبحر، فالسمك يدخل من ثقب القماش وبداخله سمك الميد وأيضا لدينا طريقة ثانية لصيد السمك الميد نشتري مادة السم حبوب وندقها بالهان حتى تصير ناعمة ونخلطه مع مادة الصل وننثره في البحر مقابل غولة سور الكويت ويموت الميد ونجمعه بكميات ونضعه بملابسنا.
الحقيقة طرق صيد السمك كانت جميلة وبدائية بنفس الوقت، ولكن الشباب كانوا يعملون ويمضون هواياتهم بالبحر بدلا من اللعب بالسكة، وإذا جمعنا السمك نجتمع نحن الشباب ونعطي الحاج أحمد جزءا بسيطا من الميد واذكر ان الحاج أحمد الأستاذ يجلس على دكة العمارة ويلبس عقال شطفه، والباقي نعطيه الوالدة وتشويه على التاوه للغداء وعندنا تنور والذي يمر بالفريج يشم رائحة المشوي.
الدراسة والتعليم
بعد ذلك يتحدث ضيفنا عن تجربته في ميدان التعليم والدراسة قائلا: كان عندنا بالشرق مدرسة ملا عبدالوهاب العمران لتعليم الأولاد ومدرسة المطوعة شيخة شعبان والمطوعة سارة خميس الفزيع لتعليم البنات واحدة من اخواتي تعلمت عندهن والمدرسة في البيت والتعليم القرآن الكريم، ومدرسة عبدالوهاب العمران موقعها في سكة شاهين الشملان واذكر سالم الطويل وخميس بن فزيع وبيت المكيمي وعيال بن حاي أولادهم معنا في مدرسة عبدالوهاب العمران، وأما المطوعات فمدرستهن بجوار بيت جدي سلطان محمد الخلف والبنات يذهبن مشيا على الأقدام ويتعلمن القرآن الكريم وكذلك نحن الشباب كنا ندرس القرآن الكريم وشيئا من الحساب وأكملت قراءة القرآن الكريم ومن الشباب الذين كانوا معي في المدرسة أحمد الخميس الفزيع واذكر محمد الشرهان، وكنت احمل معي اللوح الخشبي والقلم من الحجر والطباشير والمطوع يعطينا ويحسبه علينا من ضمن المبلغ الذي يدفعه الولد.
قرآن وحساب وكتابة والجمع والطرح والقسمة.
أول عمل
أما أول مصدر للدخل والعمل فيقول عنه الخلف: أول عمل اشتغلته وكسبت منه راتبا كان عمل «خراز»، عمي عثمان حضر عند الوالد وقال له: أريد أن آخذ راشد وأعلمه الخرازة عند رجل سعودي يعمل خرازا في السوق.
بداية الوالد تردد وكان عمي عثمان عنده دكان بقالة في المرقاب وله معرفة جيدة مع ذلك الخراز الذي كان بجواره، المهم ذهبت مع عمي عثمان إلى ذلك الخراز واتفقنا معه على العمل لديه مقابل راتب شهري خمس عشرة روبية، وباشرت العمل بالجلد وتنظيفه وعليه حشرات تسمى (القراد)، واستمررت في العمل وتعلمت قص الجلد وعمل الخرازة وصناعة النعال والقربة من الجلد والحزام وما يستخدم على ظهور الجمال.
وتعلمت الصناعة لمدة سنتين وكنا نعرض البضاعة للبيع في ساحة الصرافين وخاصة ايام العيد وسوق الخراريز.
وبعد ذلك فتحت محلا خاصا بي بالقرب من البيت أيام العيد وتركت العمل عند الخراز.
تعلمت صناعة النعال النجدية بجميع الألوان وقطعها وصناعة قرب الماء والدهن من جلود الأغنام، وأذكر عدة الخراز التي يستخدمها (الهاون ومخراز ومقص) وأشتري الجلد من السوق وهو ملون وله نقشات والنعال النجدية يلبسها بالعيد مع الدشداشة اللاس والغترة بالجويت الأزرق والبزمات من الذهب الخالص، أذكر أنه كان الكثير من الكويتيين يلبسون الغترة دون عقال نقول ينسف الغترة.
كان الكويتي يهتم بملابسه نعال نجدية وغترة وبشت، ويذهب إلى ساحة الصفاة أيام العيد في القهاوي.
الحداق والغوص
عائلة ضيفنا كان لها باع في ارتياد البحر والعمل فيه وعن ذلك يقول: عائلة الخلف كانوا يملكون سفينة شوعي ويذهبون إلى الغوص في العدان وإذا انتهى الموسم تفرغوا لصيد الأسماك (الحداق) وأيام النقارير وكان خالي إبراهيم وخالي أحمد الخلف يتعاونون مع أصدقائهم ويحدقون بالخيط وصيدهم يعطونه لخالد القبندي يبيعه لهم بسوق المسك، وقديما لا توجد ثلاجات فالسمك المتبقي إلى المغرب يترك سبيلا للمحتاجين ومن جميع أنواع السمك وكل واحد يأخذ على قدر حاجته.
فالعائلة كانوا يوميا يصطادون السمك ويبيعونه وموسم الغوص يذهبون بالشوعي إلى غوص العدان فكنت أذهب معهم تباب وكان عمري اثنتي عشرة سنة وكنت أقدم خدمات للأكل وغسل الملابس وأذكر أماكن الغوص في العدان هي جليعة الاحرار وجليعة العبيد والزور والسفانية والخيران والمناطق المجاورة لها والمجموعة في الشوعي يطلق عليهم المترابعة وتعلمت على الغوص،
وأول سنة ذهبت للغوص كنت أدوخ من البحر وبعدما يفلقون المحار يلقونه على سطح السفينة فبدوري آخذ المغلاقة وأبحث بالمحار وربما احصل على قماش صغير جدا يسمى سحتيت مجموعة، هذا في موسم واحد، الليل ظلام والهواء ساخن اما بالليل في غوص العدان فإن النوم على الساحل الرملي لأن السفن صغيرة وبعد صلاة الفجر ندخل البحر للغوص وأبحث عن المحار، وكنت أسمع صوت الذئاب وسمعت ان واحدا من البحارة كان نائما والذئب حضر تحت رأسه لكي يخنقه ولكن استيقظ الرجل من النوم وهرب الذئب وبعض البحارة ينامون بالسفينة ولكن قريبة من الساحل.
وغوص العدان كنا نمضي اربعة شهور وأذكر ان بعض سفن الغوص من سلطنة عمان والبحرين كانوا يغوصون بساحل العدان مع الكويتيين لأن لؤلؤ الكويت يكون صافيا، وبعد التقاعد عملت «طواش» لشراء اللؤلؤ (القماش) وبيعه، عندي عدة لوزن اللؤلؤ وتصفية أحجامه.
وأول سفرة حصلت على لؤلؤ ودويل ومن الأنواع قماش وتمبول طويل راس ورويس وذيل، وأذكر ان الغاصة اذا حصلوا على لؤلؤ يرفعون العلم لكي يعرف الطواش الموجود بالبحر فيذهب للسفينة ويبدأ يساوم النوخذة على شراء ما حصله من لؤلؤ.
ومن الطواويش الكبار شملان بن علي والرضوان والذي يشتري من النوخذة بالإضافة لسعر اللؤلؤ يعطيه خروفا هدية ومما أذكر ان هيرات الغوص في العدان غير غميقة وقد استخدمنا منورا من الزجاج يضعه الغيص على سطح البحر ويشاهد قاع البحر فإذا شاف المحار نزل عليه وغاص له رواسي، والمرة الثانية صرت رضيف اسوب على الغيص، وآخر عمل بحياتي اشتغلت «طواش» أشتري وأبيع اللؤلؤ لعدة سنوات.
أحيانا أشتري المحار وبيدي أفلقه وأحيانا اشتري اللؤلؤ من الذين يبيعونه بعد فلق المحار.
العمل في البناء
ترك ضيفنا الغوص وتحول الى ميدان البناء وعن ذلك يقول: بعدما تركت الغوص اشتغلت بالأدوات الصحية مع عبدالله بوناشي وكان المعلم الكبير خليفة البحوه لأني كنت أعمل معه مقاولا ونحن فنيون، نمدد البايبات الحديد والتوانكي الحديد واشتغلت بنّاء مع الاستاذ عبدالله ناصر البناي بالأوقاف نبني المساجد وبيوت للأئمة والمؤذنين وبعد سنوات مع خليفة البحوه في وزارة الأشغال العامة ومع عبدالله الفرحان وكنت أحصل على خمس روبيات في اليوم مع عبدالله الناصر منذ الفجر حتى المساء ولنا وجبتان الريوق الساعة العاشرة صباحا، الريوق لبن خفيف وتمر وخبزتان اما الغداء فعيش ابيض ومرق لحم وكل صينية عليها 5 عمال، وأذكر الطباخ في الأوقاف ابو دبور ومع خليفة البحوه ابو بشير ولمدة 4 سنوات وشاركت في بناء المستشفى الأميري التوسعة واشتغل معنا عراقيان واحد يسمى الأسطى والعراقي علمني الشغل بالأدوات الصحية.
واشتغلت بالمصح الصدري، واذكر علي المناعي كاتب بطاقات الدوام وكذلك اشتغلت بصناعة الطابوق الاسمنتي واشتغلت بأعمال كثيرة ولم أمانع القيام بأي عمل واشتغل معنا أبوجواد - لبناني الجنسية - وعينت على الماكينة لنقل الطابوق والاسمنت، وكنت آخذ 10 روبيات في اليوم الواحد، وعينت ملاحظ بناء وتركت البناء واستمررت في «الصحية» مقاولات ومعي عمال وكان العمل على حسابي الخاص «مقاول صحي»، وتعلمت تركيب الماكينات الكهربائية.
بيع اللؤلؤ
بعدما تم إنشاء شبرة في سوق الحمام والغنم لبيع اللؤلؤ والمحار اشتغلت في البيع والشراء من الباعة فكنت أشتري اللؤلؤ، وكنا ثلاثة يوسف الكندري وأنا ومعي مواطن آخر، كنت أشتري من السوق وأسافر الى البحرين لبيع ماقمت بشرائه، وأحيانا بعض الاخوة من عمان وقطر يحضرون الى سوق الكويت ويبيعون اللؤلؤ واشتري منهم وابيع واستمررت بالعمل في شراء وبيع اللؤلؤ الطبيعي. أبيع في البحرين، وعندهم ماكينة لفحص اللؤلؤ الأصلي من المقلد، واذكر انني حصلت على تمبول غير أصلي وحصلت على شهادة من وزارة التجارة في البحرين وأرجعت اللؤلؤ لصاحبه.
واذكر في إحدى السنوات ان مواطنا من فيلكا حضر الى السوق ومعه حصباه وقال ان زوجته وهي تنظف السمك حصلت على هذه الحصباه، وانتشر الخبر بين الناس، وقال لأهل فيلكا حصلت على حصباه وإذا بعتها أقيم لكم حفل عشاء، المهم حضر مواطن وشافها وقال هذه تيلة فرنساوية وعندي مثلها اربع واحضرها، وعملنا مقارنة بينها وبين الاربع ونفس الحجم واللون وتبين انها تيلة فرنساوية ونحن عندنا مكبرة ونفحص اللؤلؤ.
أقول ان الحياة كانت قديما أفضل من الحالية، القلوب صافية، الله يعز الكويت ويحفظها من كل سوء ومكروه.
بيت الخلف
يتحدث ضيفنا عن عائلته فيقول: أفراد عائلة الخلف قديما كانوا يسكنون بعضهم مع بعض في بيت واحد وبعد سنوات الوالد حصل على فضيلة من عمله بالسفن الشراعية فاشترى بيت العمران وعزل عن العائلة في سكن بيت القطامي قرب بيت هلال المطيري وبعد وفاة سلطان محمد خلف تقسم البيت.
كنت أرافق جدي سلطان الى قهوة البوناشي وموقعها السوق الداخلي، وفيها حفرة خلف مدرسة المباركية، وندخل لها من سوق اليهود والكاركة ملك خليل القطان، وكان رواد الديوانية من النواخذة ونذهب الى محل عيد النصار والقهوة فيها مرابط للخيول، ولكل تاجر مربط، فكنت أشاهد تلك المناظر وأنا مرافق للوالد وقبل آذان الظهر نرجع الى البيت الكبير «بيت الخلف». واذكر عبدالوهاب الهندي وله محل لبيع المسامير وكان بعد والده يطهر ويختن الأطفال.
نصل الى البيت بالشرق «البيت الكبير للعائلة» طريقنا من المطبة الى حسينية معرفي القديمة
ومما أذكر ان والدي مراد الخلف كان ذاهبا الى البحر للسباحة وعبر شارع الخليج فصدمته سيارة وكسرت رجله مع ان السيارات كانت قليلة في ذلك الوقت، وأذكر ان بيت عائلة الخلف من البيوت الكبيرة وجميع أفراد العائلة يسكنون فيه مثل الجد والجدة وأبنائهم وبناتهم والكنات وجميع أفراد العائلة وفي ذلك الوقت جدي العود صار كفيفا.
وأذكر ان بيت العائلة الخلف فيه تنور للخبز، فكانت الأم العودة هي التي تخبز، والعصر يجيمون التنور أي يشبون النار داخل التنور ويجهزون العجينة في المعجانة مخمرة جاهزة والطشت من الخشب، والخبز يوميا، وكان من جيراننا بيت احمد شعبان ووالدته المطوعة شيخة وسارة بنت خميس الفريع تساعدها في التعليم للبنات.
وأذكر من الجيران بيت المذكور مجاور بيت بن حاي وكانوا يعملون بالغوص والحداق وبيت المرحوم احمد الهندي ومن بعده ابنه عبدالوهاب وفي المطبة يوجد دكان مبارك الهدهود ودكان حمد بن علبة ودكان هاشم العوضي ومن أهم ما يوجد في المطبة جاخور للأغنام للشاوي ابو رجا شاوي المطبة واذكر بيوت العطار ومقبرة المطبة هدمت وصارت ملعبا تابعا للمدرسة تقابلها بيوت الحقان التي ثمنت وصارت مدرسة النجاح، وبيت المجيبل نواخذة غوص، وأذكر حفرة كبيرة تتجمع فيها مياه السيول، ومما أذكر ان احدى السنوات نزلت أمطار غزيرة هدمت البيوت والحفر امتلأت، وذلك عام 1934 والبيوت مبنية من الطين وبيت الخلف الكبير كان الطين ينزل من جوانب الحوائط وبيتنا كان نازلا، والشوارع امتلأت بالمياه، وأذكر بيت والد عوض الدوخي بجانب جاخور ابو رجا وأذكر يوسف دوخي والطنبورة كانت في الميدان، وكنت أذهب مع بعض الأصدقاء ونسمع غناء الطنبورة ورقص النساء، وكانت الطنبورة بالقرب من ماكينة بودي لطحن القمح.
وأذكر احمد العمران واحمد بن فريع ومحمد سالم الطويل ومحمد الشرهان.
الزكاة
يقول راشد الخلف: في إحدى السنوات تم توزيع الزكاة من احد المحسنين على الكويتيين وكان مقر توزيع الزكاة في الحوطة الكبيرة في القبلة التي فيما بعد صارت الملعب القبلي، فذهبت مع الوالدة وكانت هناك أعداد كبيرة من المواطنين وحصلت على نصف روبية، وكذلك الوالدة، وبالمناسبة تحولت تلك الحوطة الى ملعب تابع لدائرة المعارف (وزارة التربية حاليا)، وكانت تقام العروض الرياضية على ذلك الملعب وبالقرب من ذلك الملعب كان يوجد سوق لبيع الأغنام. كانت الكويت جميلة وحلوة والناس طيبين جدا، وكنا صغارا نلعب ونذهب الى البحر ونقوم بصيد الطيور وصيد السمك الميد.