- كنت أقرأ القرآن في الإذاعة المدرسية وبعد النكسة عملت في مطعم ومصنع للبسكويت والمعاش بالليرة الإسرائيلية
- التحقت بالمعهد العربي الكويتي عام 1971 في أبوديس بالقدس الشرقية ولا يزال موجوداً إلى الآن
- درست المرحلة المتوسطة في «الأيتام الصناعية» بالقرب من المسجد الأقصى
- لجنة الاختبار في «الأوقاف» قالوا لي «تعيينك لإمكانياتك والواسطة وعمك لن ينفعك» وعينت سنة 1989
- تعلمت التجويد في المسجد الأقصى وفي عام 1978 وحصلت على جائزة من دورة في أحكام التلاوة
- شيخي داود عطاالله عرض عليّ الزواج من ابنته وتمت الزيجة في العام 1969
- قصة «حياة فقيرة» اقتبستها من أخي لدى دراسته في القاهرة وحصلت بها على 80 درجة في مادة الإنشاء
- في الصغر كنت أذهب بالدراجة من القدس إلى أريحا وأزور متحف هشام بن عبدالملك
ضيفنا هذا الأسبوع من بقعة مباركة من موطن يشغل بال وفكر ويستوطن قلب كل مسلم، إنه مؤذن المسجد الأقصى الشيخ سعيد العباسي. ولد في مدينة إربد الأردنية في العام 1954 حيث كان والده يعمل شرطيا. ينتمي إلى عشيرة العباسي وكان جده شيخ قبيلة، انتقل مع أسرته إلى العيش في القدس قبل وقوع النكسة في العام 1967. يتحدث في هذا اللقاء عن قدومه السريع إلى الكويت عبر زيارة قام بها، ويسترجع ذكريات الماضي في الأردن وأرض فلسطين.
يكلمنا عن بداياته ومسيرته التعليمية وطفولته. أنهى المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدينة القدس حيث كانت المتوسطة في مدرسة الأيتام الصناعية القريبة جدا من المسجد الأقصى والتي بدأ فيها فكره وقلبه يتعلق بالمسجد الأقصى وربما يحلم بالعمل فيه.
يتحدث عن قصة تعيينه في وزارة الأوقاف الإسلامية والمسجد الأقصى وتعلمه التجويد وماذا قالت له لجنة الاختبار قبل التعيين وهل قبلوا بالواسطة أم لا؟ كل هذه الأمور وغيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال السطور التالية.
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
في بداية اللقاء يعرف مؤذن المسجد الاقصى في القدس الشيخ سعيد العباسي القراء بنفسه وكيفية مجيئه الى الكويت قائلا: باسم الله والحمد لله العبد الفقير الى الله قارئ القرآن الكريم، مؤذن المسجد الاقصى المبارك سعيد ابراهيم العباسي، شرفني الله في شهر رمضان المبارك ان اكون في بلدي الثاني الكويت، جزى الله صاحب السمو الامير وسمو ولي العهد والحكومة الرشيدة خير الجزاء لما يقدمونه دائما من دعم ومساعدة لفلسطين وجعل عملهم هذا في ميزان حسناتهم.
وبالنسبة الى حضوري الى الكويت فكانت البداية انني تعرفت على سفير الكويت في الاردن وطلبت منه ان يمنحني فيزا دخول وزيارة الى الكويت ووالله ما قصر وحصلت على تأشيرة الدخول الى الكويت من بلدي ومن بيتي في منطقة سلوان، والحمد لله رب العالمين الذين اعطاني الصحة والعافية ووصلت الى الكويت في 30/6/2014 ثاني ايام شهر رمضان المبارك.
مكان وتاريخ الولادة
وعن مولده والايام الاولى من حياته، يقول العباسي: ولدت في مدينة اربد بالاردن يوم 6/7/1954 شارع الحصن، وكان والدي يعمل شرطيا، عشت وترعرعت في مدينة اربد وتعلمت في مدرسة اربد المرحلة الابتدائية، وبعدما انتقل الوالد من اربد الى طولكرم في الضفة الغربية عدنا الى بلدنا، اربد عروس الشمال، مدينة رائعة، وبعدما انتقلنا الى طولكرم كنت ازور اختي الوحيدة في عمان، اذهب الى مدينة اربد، وبعد سنوات عندما صرت مؤذنا زرت اربد مع زوجتي واولادي وشاهدوا بيتنا هناك وبعدما صرت مؤذنا اذنت في المسجد الكبير باربد مسقط رأسي.
وخالتي تسكن في اربد في الحي الجنوبي سكن الاطباء.
قبل عام 1967 انتقلنا من اربد الى القدس، والوالد سبقنا وانتقل الى طولكرم بحكم وظيفته لأنه عسكري، وكان بيت العائلة في القدس منطقة سلوان منذ عهد اجدادنا ونحن من عشيرة العباسي وكان جدنا شيخ قبيلة اسمه احمد عبدالله عبدالجواد العباسي (ابوصلاح)، المهم عدنا الى القدس منطقة سلوان كان يسكن في البيت الكبير القديم جدي وجدتي، كانت القدس مشهورة بالزيت والزيتون، فكان جدي يعطينا ويرسل لنا في اربد، كان عمري تسع سنوات في الصف الخامس الابتدائي عندما انتقلنا الى مدينة القدس والتحقت بمدرسة احمد سامح الخالدي في القدس، وكانت قريبة من البيت، اكملت المرحلة الابتدائية ست سنوات، ثم انتقلت الى المرحلة الاعدادية في البلدة القديمة داخل اسوار القدس.
المرحلة الإعدادية
ويكمل العباسي عن مسيرته الدراسية: ثم انتقلت الى المرحلة الاعدادية في القدس واسمها مدرسة الايتام الصناعية، تلك المدرسة فيها تعليم اكاديمي وصناعي في القدس من الداخل تحديدا من شارع الواد قريبة جدا من المسجد الاقصى المبارك، التحقت بالصف السابع الاعدادي والثامن والتاسع، انهيت الدراسة فيها، وبعد ذلك انتقلت الى ابوديس (المعهد العربي الكويتي) وذلك اعوام 1971 و1972 و1973 المرحلة الثانوية، ولايزال المعهد موجودا في ابوديس في القدس الشرقية، وحاليا من مناطق الضفة الغربية، ورسبت في شهادة الثانوية ولم احصل على الشهادة الثانية، والوالد في طولكرم عام 1967 حدثت معركة الايام الستة، والوالد رجع الى سلوان ولكن نحن خرجنا الى اريحا وحملت الراية البيضاء ومن القدس الى اريحا، المهم رجعنا الى سلوان القدس بعد المعركة
وقد كنت قارئ القرآن في الاذاعة المدرسية، ورجعت الحياة الطبيعية بعد معركة عام 1967 وباشرت العمل في المطعم والمصنع للبسكويت والراتب الليرة اسرائيلية، وحاليا الشيكل، وكنت اتسلم عشر ليرات فقط، وعندنا اراض زراعية وجدتي كانت تزرعها بجميع الخضار، وعندنا صبر ولوز وبرقوق وعنب وتين وكان جدي عنده جاخور اغنام وبقر في فلسطين، وعندنا طابون (تنور) يخبرون فيه الخبر، ومع كل هذا ذهبت للعمل واشتغلت بالمطعم.
الأنشطة أثناء التعليم
عن بعض الانشطة التي مارسها خلال الدراسة، يقول العباسي: عندما كنت طالبا كان عندي انشطة امارسها في المدارس واشارك الزملاء في المدرسة، وكما ذكرت نشاط الاذاعة وقراءة القرآن الكريم امام الطلبة والرياضة ولعبة كرة القدم والموسيقى وكنت اغني اناشيد واضرب على الطبل في الطابور مثلا كنت اغني في عيد الام اغنية اقول فيها:
ان قضيت العمر اهديها
محض حبي لا أكافيها
انما الدنيا وما فيها
لا تساوي لفظة لأمي
كانوا يعلموننا الموسيقى في المدرسة، وألعب كرة القدم، وكنت دفاعا، واذكر بعض الزملاء الذين لعبوا معي، راتب حمد وابراهيم العباسي وخليل العباسي وسعيد نضر ابوذياب ونبيل ياسين وعماد ابو نعمة واكرم طهبوب واكرم المقداد، وكنا نلعب كرة القدم في حصة الرياضة ومدرس الرياضة المرحوم يعقوب الانصاري، وهو من الانصار، وكان المسؤول عن سدنة المسجد الاقصى، وكنت استخدم الدراجة واذهب بها الى اريحا واحيانا استأجرها لمدة ساعة واذهب الى متحف هشام عبدالملك وهو اول متحف اثري في اريحا وتحت حماية السلطة الفلسطينية، وكنت اقرأ الكتب في الشعر العربي، خواطر، مناجاة وقصصا ادبية، وكان عندنا امتحان عربي شفوي، وكانت الطريقة ان الطالب يجهز موضوعا ويلقيه شفهيا امام الطلبة، كان اخي يدرس في جامعة القاهرة الادب العربي وارسلت له ان يساعدني بتجهيز موضوع لكي ألقيه امام الاستاذ والطلبة، وارسل لي قصة قصيرة ونقلني اياها ويوم الامتحان انشاء عربي، هكذا اسمه، وقفت امام الطلبة والاستاذ احمد فريد جبر وقف يسمعني، سألني قبل ذلك ما موضوعك يا سعيد عباسي فقلت له «حياة فقير»، فقال سمعنا، الطلبة من دون كلام، من دون حركة، وبدأت بالكلام وقلت «حياة فقير»، وتجمهر الشباب حول الفصل يستمعون مطلعها: حياة فقير.. كانت تعيش على هذه الارض اسرة فقيرة، اب في السبعين وام في الستين وابن، وذات يوم ابرقت السماء وارعدت، كأنها زفت الى الارض بشرى وأية بشرى هذه، نزل المطر غزيرا ونزلت معه بمشيئة الله الى هذه العائلة الفقيرة، حيث انتزعت ذلك الرجل العجوز من بين احضان الاسرة فضاقت الارض بذلك الشاب من اين له القوت ويعيش هو ووالدته، فذهب يسعى في الشوارع والطرقات والجبال وذات يوم ذهب لاحد المصانع وما ان مكث فيه بضعة ايام حتى طرده صاحب العمل بأنانية، فذهب الشاب يسعى في الشوارع والطرقات وهو يحمل علب الكبريت يبيعها الى هذا وذاك، وبينما هو سائر اذ وقف بجانبه احد الناس وطلب منه علبة كبريت، واعطاه ورقة الدينار، ولم يكن عنده فكة للدينار، وقال له سأذهب الى اقرب دكان وآتي اليك بالباقي فانتظرني لحظة
فذهب الشاب يسعى بين الطرقات والجبال وطال الانتظار بالسائق وظن به الظنون واتهمه بالسرقة لم يعرف ماذا حدث للشاب، وبينما هو سائر زلت قدمه فوقع على الارض (الشاب)، فمر عليه احد المارة ونقله الى المستشفى، وهناك ارسل في طلب امه فتركت البيت تعبث بها الرياح والامطار وأسرعت مهرولة حافية القدمين قبلتها ابنها البار في المستشفى، وما ان وصلت حتى وجدت ابنها طريح الفراش، وقالت اماه تكلم، فرفع الشاب رأسه وقال امي خذي هذه النقود ارجعيها الى صاحبها فإنني لست بسارق، امي لا تبكي علي فإنها الدنيا تفرق بين المرء واخيه، سامحيني يا امي سأقضي كما قضى والدي من قبلي، واسدل رأسه وفارق الحياة.
وكان موقف المدرس يقول صفقوا له، وله 80 علامة في مادة الانشاء، هذه القصة التي نقلني اياها اخي لطفي وهو يدرس في القاهرة.
كان والدي يصرف على اخي حتى اكمل تعليمه في القاهرة وبعد التخرج اشتغل مدرسا في الدمام ومن ثم عاد الى القدس واشتغل في المعهد العربي الكويتي، وكان عنده طالب مريض بالسرطان، وتوفي العام 1976 في القدس.
مؤذن في المسجد الأقصى
عن رفعه الاذان في الاقصى، يقول الضيف: منذ ان كنت طالبا في المدرسة كنت اشارك في برامج الاذاعة المدرسية وكنت اقرأ القرآن الكريم، وهو البداية والمدخل لله سبحانه وتعالى وهبني الصوت الجميل عندما كنت في اربد، كانوا ينقلون صلاة الجمعة من المسجد الاقصى المبارك وكنت اسمع بالشيخ داود عطا الله وهو الذي كان يقرأ وهو مقرئ الملك عبدالله.
وكنت اتمنى ان اكون مثله وكان الوالد يشجعني، وايضا شجعتني على قراءة واستماع المدائح والاناشيد المدرسية وكنت رئيس الفرقة وكنت انشد والكورس من الطلبة يرددون بعدي، كل هذا ساعدني على ان اكون مؤذنا وكان عندي المام بأحكام التجويد وتعلمته في المسجد الاقصى المبارك، وقد سجلت في الدورة، وعندما كنت في المعهد الكويتي الاستاذ فوزي كان يدرسنا العلوم وكان عنده سيكل وكنت اذهب معه العصر الى مسجد رأس العامود وكنت اقرأ القرآن قبل الاذان وخصوصا في شهر رمضان، وفي العام 1978 حصلت على جائزة التجويد في احكام التلاوة، وتعلمت على يد د.حمدان ابواسامة وكان يسمع الطالب بأنه يقرب اذنه من فم الطالب، في تلك الدورة كان ترتيبي الثاني، الاول فضيلة القاضي الشرعي فتحي منصور حصل على 91% وانا حصلت على 89%.
كيف تعرفت على عمي الشيخ داود عطا الله؟
ذات يوم كان عندنا عزاء في منطقة سلوان وكنا قديما نجلس على الارض والعزاء لمدة ثلاثة ايام وعندنا ما يسمى بالتهليلة من سورة الضحى الى سورة الناس، وكل واحد يقرأ وبعدها نقول لا اله الا الله ولله الحمد، كنت صغيرا بين الكبار، ونحن جالسون قالوا الشيخ داود عطا الله وصل، وكان من الحاضرين الشيخ عطا الله العباسي من كبار رجال الدين من الائمة في مسجد سلوان الكبير، حضر داود عطا الله وصل دوري بأن اقرأ سورة النصر (اذا جاء نصر الله والفتح)، قرأتها وكملت القراءة والكبار يستمعون، انتهيت، وبدأت بالانصراف فناداني الشيخ داود عطا الله وقال ان صوتك جميل، وعندي استعداد ان اعلمك ولك ان شاء الله مستقبل، وبدأت اذهب معه الى مواليد النبوية وكنت احمل معه السماعات، كان يعطيني شيئا رمزيا وحفظت القصائد.
بداية العمل
عن عمله وتدرجه بعد ان ترك الدراسة، يقول العباسي: بعدما تركت الدراسة اول عمل اشتغلت في المطاعم وذلك في العامين 1972 و1973، وآخر الدراسة في المعهد العربي الكويتي، جزى الله الكويت كل خير، وكان ناظر المعهد الاستاذ راتب الانصاري، وبعد معرفتي بالشيخ داود عطا الله صرت اقرأ بالموالد وادخلني الاذاعة اقرأ فيها وتعلمت قراءة حفص وصرت اقرأها واصبحت قارئا باذاعة القدس وكان مديرها نور الدين الديريني وكانت صلاة الجمعة تنقل وأول قراءة كانت في غزة في المسجد العمري ومسجد السيد هاشم وكذلك قرأت في مسجد الاستقلال في حيفا مع الاذاعة، وكذلك في المسجد الابيض في الناصرة، وكانت اول قراءة، وقرأت في اكثر المدن الفلسطينية، وكنت آخذ اجرا بسيطا وكنت ارافق الشيخ داود عطا الله بالاضافة لعملي في المطاعم، وفي المساء كنت اذهب لقراءة الموالد، فكنت اشارك مع الجماعة والفرقة والعم الشيخ داود كان يرأس الفرقة، واذا كان مشغولا يكلفني برئاستها.
الزواج من بنت الشيخ داود
الرجل الطيب الانسان المحترم الذي اخذ بيدي الى الطريق، وذات يوم قال لي يا سعيد ارى اني ازوجك ابنتي، وقد توفيت زوجته وكانت في مقتبل العمر، وذلك عام 1969، المهم أخبرت اهلي (والدي ووالدتي)، الوالد فرح عندما بلغته بالخبر، وكلفني عمي داود بأن انتبه على اولاده وألاحظهم وأساعدهم في دراستهم، المهم الوالد ذهب مع والدتي الى بيت العم داود عطا الله، وفي تلك الاثناء جاء النصيب لاخت زوجتي خولة وتزوجت من رياض ومها تزوجت من عزمي جمجوم وتزوجت سهير، المهم الوالد لم يمانع وفرح لأنه سيكون قريبا من الشيخ داود عطا الله الرجل الذي عرف عند العامة والخاصة بأخلاقه الكريمة.
وذهب الوالد واخوانه واعمامه واولادهم، والوالد تعجب وقال من يستطيع ان يخطب بنت الشيخ داود؟! فقلت يا والدي هو الذي عرض علي الزواج منها، وليلة الجمعة ذهبنا جميعا رجال العائلة وكان جدها محمود موجودا وطلبها منها وتمت الموافقة وتزوجتها واستمررت معه في جميع الاعمال.
العمل في الأوقاف
يتحدث العباسي عن عمله في وزارة الاوقاف الاسلامية بفلسطين حيث يقول: اخذني العم الشيخ داود عطا الله وعمل اتصالاته مع المسؤولين وهو رجل معروف لديهم ويحترمونه الله يحفظه، دخلت معه الى المبنى وقدمت الطلب للمسؤولين وكونوا لجنة اختبار ودخلت اللجنة ومعي مجموعة من المتقدمين، وجاء دوري ودخلت على اللجنة وقلت للمشايخ المتواجدين اعضاء اللجنة ان عمي الشيخ داود عطا الله يبلغكم السلام، فرد علي احدهم: يا شيخ سعيد اذا دربت على الاسئلة فستتوظف واذا كان لك نصيب وليس بالسلام من عمك والواسطة، اذكر المشايخ هم د.عبدالرزاق زلوم والشيخ جميل الخطيب ومحمد حسين حاليا مفتي الديار الفلسطينية وحامد ابو طير كان هو الذي يسجل الاسئلة والاجوبة، فبدأت اللجنة بطرح السؤال الاول الى ان اكتملت الاسئلة الـ11، وآخر سؤال طلبوا مني ان اؤذن، فوقفت واذنت الاذان، وبعد ثلاثة ايام قابلت حامد ابو طير فقال لقد سروا منك كثيرا، والوالد كان راضيا عني كثيرا، فلذلك الله وفقني كثيرا.
كان هناك يوجد مكان شاغر وعينت في مسجد سلوان واعطوني المعاملة فذهبت الى وزارة الاوقاف في الاردن والاوقاف مسؤول عنها الاردن.
المهم امضيت خمسين يوما في عمان لاجراء الفحوصات، كان خالي موجودا في عمان وسكنت عنده، واتصل على زوج خالتي وقال له يا بوسعيد عندي الشيخ سعيد ومضى الوقت ومعاملته في الاوقاف نريد ان ننهيها، وذهبت الى الوزارة ونجحت وانهيت معاملتي خلال وجودي في عمان، قرأت في الاذاعة الاردنية والاحتفال في يوم الارض ود.احمد شقرة قال بالحرف الواحد: لقد حضر من الارض ليقرأ بيوم الارض ألا وهو الشيخ سعيد العباسي، وقرأت في مسجد الامير حسن ونقل على الهواء مباشرة، كان عددنا احد عشر شخصا، وعينت في وزارة الاوقاف عام 1986.
حاليا اكملت خمسة عشر عاما في مساجد القدس والشيخ محمد الغزاوي كان يؤذن لصلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك ومعه عدنان فتقدمت بطلب نقل إلى المسجد الأقصى وهناك عائلة فلسطينية وقفوا بطريقي لكي يمنعوني من الأذان في المسجد الأقصى لانهم يريدون المكان لابنهم وراحوا لسماحة الشيخ عبدالحليم سلهب وقالوا له: الاولوية لابننا وليس لنسيب الشيخ داود عطاالله فقال لهم «إذا كان ابنكم الاكفأ فله المكان لكن نحن نعلم أن الشيخ سعيد هو الاكفأ» فتم اختياري فانتقلت إلى المسجد الاقصى مؤذنا وذلك صباح الفجر لمدة اسبوعين وزميلي لمدة اسبوعين، أول أذان كان الفجر في المسجد الأقصى.
المسجد الأقصى المبارك هو أحد ثلاثة مساجد لا تشد الرحال إلا إليها: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة وفي المسجد الأقصى ثلاثة أقوال: الأول بألف صلاة وسمعتها حديثا من الشيخ إياد العباسي بخمسين ألف صلاة والله يضاعف لمن يشاء.
المسجد الأقصى المبارك مساحته مائة وأربعة وأربعون دونما وبداخل هذه المساحة توجد قبة الصخرة المشرفة وللمسجد الأقصى المبارك عشرة ابواب رئيسية: باب الاسباط وباب حطة وباب فيصل وباب الغوانمة وباب الحديد وباب القطانين وباب المجلس وباب السلسلة وباب المغاربة وباب المطهرة وقد عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم من على يمين الصخرة والصخرة من ضمن ساحة المسجد الأقصى المبارك.
وهناك جماعتان في المسجد الأقصى: الجماعة الأولى تسبق الجماعة الثانية بعشر دقائق بالصلاة وهذا الوضع قائم منذ مائة عام ولكن الأذان واحد.
والمآذن قديمة جدا.. والصخرة ليست مغلقة ونظفها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والرسول صلى الله عليه وسلم صلى بها بالانبياء، والمصلى المرواني كان اسطبلا ونظف ويسع خمسة آلاف مصل.
مسجد عمر بن الخطاب بمحاذاة كنيسة القيامة وعندما حضر عمر بن الخطاب فاتحا بيت المقدس جاء مكبرا ووصل باب الخليل وعندما حان وقت الصلاة أمير المؤمنين لم يصل بالكنيسة ولكن صلى بمكان آخر وبني مكانه مسجد.
الازدحام شديد يوم الجمعة للصلاة في المسجد الأقصى، وضع المسجد الأقصى الآن السيادة تحت رعاية المملكة الأردنية الهاشمية وله إدارة عامة تابعة لوزارة الأوقاف في الأردن.
عندنا ضرائب مثلا التلفزيون في بيتي ادفع عليه ضريبة اسمها (الارنونة)، عندنا شركة عربية تأخذ الكهرباء من شركة اسرائيلية ويبيعونها علينا، كل شيء صعب وغال.
أسماء المؤذنين
في المسجد الأقصى:
1 ـ الشيخ سعيد العباسي.
2 ـ عدنان العوبوي.
3 ـ شحادة الفزاز.
4 ـ شوكت صلاح.
5 ـ ناجي الفزاز.
أئمة «الأقصى»
1 ـ الشيخ علي العباسي
2 ـ الشيخ عبدالكريم الزربا
3 ـ محمد جمعة سليمان
4 ـ الدكتور خالد شريطح.
5 ـ الشيخ يوسف ابوسنينه
6 ـ الشيخ وليد صيام وهو شيخ مسجد باب الأدهمي في القدس وهو مدرس احكام التجويد في المسجد الأقصى المبارك لتعليم الاحكام.
5 خطباء
1 ـ المفتي العام الشيخ محمد حسين.
2 ـ الدكتور عكرمة صبري.
3 ـ الدكتور إسماعيل نواهضة.
4 ـ إمام وخطيب الشيخ يوسف أبوسنينه.
5 ـ الدكتور محمد سليم علي أستاذ في الشريعة.
الوضع القائم الآن
عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لا سيما قطاع غزة الآن يقول العباسي: الوضع صعب الآن وأقول الله يرحم شهداء غزة اللهم أكرم شهداء غزة وشهداء الاقصى وسائر أموات المسلمين جميعا.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتنا في أوطاننا وفي بيوتنا واسأل الله ان يفك اسر المسجد الأقصى يا رب وارزق المسلمين جميعا.
واللهم احفظ الكويت وأهلها وأهل الخير.