- عملت في سفارتنا بطهران أثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية في ظروف صعبة وحساسة واستفدت كثيراً من عملي في دمشق وبيروت
- عملت لدى والدي في مجال التجارة مقابل دينار في اليوم كان يخصم إذا ما تغيبت عن العمل ما علمني الصبر والالتزام والحرص على الرقي والابتكار
- كانت لي أنشطة ثقافية أثناء الدراسة وميولي رياضية دون تأثير على واجباتي وأدائي في مساري التعليمي
- اهتمامي بالنشر والتأليف جاء نتيجة اطلاعي المستمر والنجاح في ذلك يتوقف على الموضوع الذي يختاره الكاتب
- تأسيس سفارتنا في بانكوك كان مهمة صعبة والعمل في المراسم يحتاج إلى تركيز وحضور متواصل لأن الأخطاء غير مقبولة على الإطلاق
- قررت إكمال دراستي في القاهرة بتخصص إدارة الأعمال لأن النجاح الإداري ينعكس إنجازاً في مجالات العمل الأخرى وتحقيق الأهداف المنشودة
- درست المرحلة الابتدائية في مدرسة المأمون والمتوسطة في «الشامية» وكانت الدراسة مصدراً للتعليم والنصح والإرشاد
- التحقت بالثانوية التجارية تحقيقاً لرغبة الوالد في دخول عالم المال والاقتصاد وكنت من بين 180 طالباً في آخر دفعة
فيما يبدو ان هناك خيطا رفيعا يربط بين خوض النشاط التجاري والعمل في الميدان الديبلوماسي، فلعل كليهما ينطوي على التفاوض والحرص على تحقيق أكبر قدر من المكاسب للطرف الذي تمثله، كما أن الصبر هو مفتاح النجاح في المجالين والقدرة على الإبداع والابتكار. ضيفنا هذا الأسبوع السفير يعقوب العتيقي خاض العديد من التجارب في هذين المجالين اللذين يكسبان من يدخلهما قدرا كبيرا من الخبرات والقدرة على التعامل مع مختلف المشكلات والمواقف. ففي طفولته عمل في ميدان التجارة وكانت بدايته مجرد بائع وإن كان يعمل في دكان والده إلا أن القوانين التي كانت تسري على جميع العاملين هي نفسها التي كانت تسري عليه. التحق بالثانوية التجارية حتى يكتسب المهارات اللازمة من أجل العمل التجاري، وبعد التخرج آثر الالتحاق بالعمل الوظيفي وكان اختياره وزارة الخارجية، ثم توجه بعد ذلك للدراسة في المعهد التجاري. عمل في سفارتنا بطهران في ظروف صعبة وحساسة أثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية كما عمل في سورية ولبنان، ثم قرر فيما بعد استكمال دراسته في القاهرة في تخصص إدارة الأعمال. عمل في إدارة المراسم وكان من المساهمين في تأسيس سفارتنا في بانكوك. كما عمل ضيفنا سفيرا للبلاد في رومانيا ويشغل حاليا منصب سفيرنا لدى سريلانكا. يروي لنا السفير يعقوب العتيقي من خلال هذا اللقاء تفاصيل من حياته ومشواره الوظيفي ومحطات رحلة نجاحه، فإلى التفاصيل:
حدثني عن بداياتك الأولى وكيف كانت مرحلة طفولتك؟
ولدت في منطقة الشامية وفيها كانت طفولتي وذكرياتي ومن الأشياء التي لا تنسى وقد رأيتها بنفسي ترابط الجيران وكأن الجيران اسرة واحدة وكنت أجد رعاية وإشرافا من قبل الأسرة ولعل هذه الرعاية كان لها الأثر الكبير في شخصيتي وأفادتني بشكل كبير.
وماذا عن رحلتك الدراسية وأبرز الذكريات؟
رحلتي الدراسية كانت رحلة جميلة وفيها ذكريات جميلة لا تنسى ففي مدرسة المأمون درست المرحلة الابتدائية وفي مدرسة الشامية درست المرحلة المتوسطة وكان لي زملاء جمعتني معهم مواقف كثيرة وكنا في تلك الفترة نجد نخبة من المعلمين المتميزين مما يجعل الطلبة يستفيدون أكبر استفادة فكنت تجد المعلم الجيد الماهر في وظيفته كما انك تجد النصح والإرشاد وهذا ما كان يميز العملية التربوية.
حدثني عن الأنشطة التي كنت تحبها؟
الحقيقة كانت انشطتي اغلبها يتجه نحو الرياضة وربما بعض الأنشطة الثقافية ولكن الأنشطة الرياضة كان لها نصيب الأسد ولم أكن أهمل الدروس بل كنت أحاول أن أوفق بين الانشطة والواجبات الدراسية وهذا الامر ساعد كثيرا لتحقيق النجاح.
وماذا عن استكمال رحلتك الدراسية؟
كان الوالد رجل أعمال يحب التجارة ولم يلتزم يوما من الايام بعمل حكومي وكان يرغب في أن يدخلني في عالم التجارة ولهذا طلب مني الالتحاق بالثانوية التجارية على أمل أن أتسلح بالعلوم التجارية التي تؤهلني لدخول عالم المال والاقتصاد وبالفعل التحقت بالثانوية التجارية وكنت ضمن آخر دفعة يتم قبولها في الثانوية التجارية وكان معي 180 طالبا.
كيف وجدت الثانوية التجارية وماذا اكتسبت منها؟
الثانوية التجارية تجربة جميلة حيث تعلمت الكثير من الأمور التجارية وأصبحــت أجيـــد الحساب والرياضيات وكل هذه الأمور بلا شك يحتاج إليها من يريد العمــل بالتجــارة إضافـة إلى اكتســاب الكثيــر من المهارات التــي أعطتني آفاقا واسعة.
هل كانت ميولك أدبية أم علمية؟
الحقيقة ميولي كانت تتجه نحو الأمور الأدبية أكثر منها نحو العلمية لأنني أحب القراءات الأدبية وأحب القراءة في التاريخ والجغرافيا وغير ذلك من المجالات الأدبية التي أحببتها وواصلت الاطلاع على ما وصل إلي منها.
هل كنت تضع لنفسك أهدافا تحدد من خلالها شكل مستقبلك؟
كنت أهتم بدراستي وأحرص على الحصول على أعلى النسب إلا أنني لم اكن أحدد بشكل دقيق اتجاهي فكان الوالد يريدني في عالم التجارة وأنا كنت أريد العمل الوظيفي لأن بعض زملائي كان يتجهون نحو الوظيفة.
اعرف أنه كانت لك تجربة في ميدان التجارة حدثني عنها؟
نعم صحيح كانت لي تجربة غير قصيرة في ميدان التجارة ولا يمكن نسيان هذه التجربة لأنها ليست مجرد تجربة في سوق تجاري فقد كنت أعمل عند والدي وأتقاضى دينارا على اليوم الواحد ولك أن تتخيل بأن الدينار يتم خصمه في حال الغياب وجربت الكثير من الأعمال فكنت أتفاوض مع الزبائن وكنت أقوم بعملية البيع وأذهب إلى البنك وعلى الرغم من أن والدي كان صاحب الحلال إلا أنني كنت اعتبر واحدا من الموظفين لا أكثر.
ماذا تعلمت من تجربتك التجارية؟
تعلمت من هذه التجربة الكثير من المهارات حيث تعلمت الصبر والالتزام بساعات العمل والتركيز على الإنتاجية والحرص على تطوير العمل والابتكار وإبداء الرأي واقتراح كل ما يمكنه تطوير العمل والارتقاء به إلى الأفضل
وماذا عن رحلتك في الحياة بعد التخرج في الثانوية التجارية؟
بعد التخرج في الثانوية بدأت الاعتماد على نفسي بشكل أكبر وقررت أن أخطط لحياتي واختار الاتجاه الذي أستطيع النجاح من خلاله وكانت أمامي العديد من الخيارات سواء في العمل في القطاع الخاص أو العمل في الحكومة أو حتى العمل مع والدي في ميدان التجارة.
اين اخترت العمل في ظل العديد من الاختيارات؟
اتجهت إلى العمل الوظيفي وكان هناك الكثير من الوزارات لكنني اخترت العمل في وزارة الخارجية وتحديدا في قسم الرمز الذي يعتبر مركز اتصال او حلقة وصل بين الوزارة والبعثات الكويتية في الخارج ومن قسم الرمز كانت البداية ولانني كنت أجيد الطباعة فقد أحببت عملي إضافة إلى ان الزملاء الذين عملت معهم كانوا على قلب رجل واحد واستفدت في بداية رحلتي من الاحتكاك بالسفير أحمد سليمان الفهد والأستاذ علي الحمدان وغيرهم من الاخوان المسؤولين.
وماذا عن دراستك في المعهد التجاري؟
بعد فترة من العمل في وزارة الخارجية قررت استكمال دراستي في المعهد التجاري وقطعت شوطا كبيرا في رحلتي الدراسية وفي السنة الأخيرة تم انتدابي للعمل في أبوظبي ولأن العمل الديبلوماسي يحتاج إلى قرار سريع فقد توجهت سريعا للعمل في ابوظبي وكانت تجربة رائعة خصوصا أنها التجربة الأولى التي أعمل فيها خارج الكويت واستفدت من العمل مع السفير قاسم الياقوت، رحمه الله، والرجل الثاني في السفارة عبدالله الذويخ والأخ عادل العبد المغني.
كيف وجدت العمل الديبلوماسي في الخارج؟
العمل في الخارج مهمة تحتاج إلى التحلي بالصبر والحرص على العمل بما يفيد الوطن دون التأثر بالظروف المحيطة كما أنني وجدت العمل في الخارج يجعلك تتوقع غير المتوقع ولذا أفادتني هذه التجربة كثيرا واكسبتني خبرة واسعة.
طهران كانت من المحطات التي عملت فيها كيف وجدت هذه المحطة؟
في عام 1981م نقلت للعمل في طهران وعملت في تلك الفترة مع السفير احمد الجاسم الذي يؤمن بأهمية الإنجاز وكان هذا الرجل مدرسة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وكانت تلك التجربة لها وضعها الخاص لأنها جاءت تزامنا مع الحرب العراقية ـ الإيرانية وكانت الأوضاع صعبة للغاية فهناك حظر تجول والأجواء كانت أجواء حرب يصعب معها التنقل بحرية ومع هذا خضت تجربة العمل الديبلوماسي في طهران وكنت حريصا على التأقلم مع كل الظروف والعمل وفق الإمكانيات المتاحة دون التذمر لان الديبلوماسي الناجح يتكيف مع الظروف مهما كانت صعوبتها.
محطات مختلفة فما المحطة التي عملت بها بعد طهران؟
واصلت عملي الديبلوماسي عبر محطات مختلفة وكان لكل محطة ما يميزها وفي عام 1984م نقلت للعمل في دمشق ولعل عملي في بيروت جعلني أخوض تجربة العمل في دمشق وأنا املك الكثير من المعلومات عن دمشق وبالتالي يمكن الناجح في هذه المهمة وبدأت تجربتي العملية في دمشق ومعها تجربة أخرى وهي تجربة استكمال دراستي.
رحلة الدراسة في القاهرة والحصول على البكالوريوس حدثني عن هذه التجربة كيف كانت؟
بعد فترة من العمل الديبلوماسي قررت استكمال دراستي لأنني أؤمن ومازلت بأهمية العلم واخترت الدراسة في القاهرة لأنها تعتبر عاصمة للثقافة العربية وفيها من الممكن ان تخوض العديد من التجارب ليس في مجال التعليم فقط بل في شتى مجالات الحياة مما يفيدك في الناحية الشخصية واخترت التخصص في إدارة الأعمال.
وماذا كان السبب في اختيار هذا التخصص؟
اخترت الدراسة في إدارة الأعمال لأن النجاح في الإدارة يساعدك على النجاح في بافي المجالات كما أن الإدارة علم مهم فأنت في الحياة الديبلوماسية إذا لم تكن تمتلك مهارات الإداري الناجح فلن تستطيع إدارة فريق العمل بنجاح وبالتالي لن تستطيع ان تحقق الأهداف المنشودة.
ماذا استفدت من عملك في إدارة البحوث والإعلام؟
عملي في إدارة البحوث والإعلام جعلني قريبا من الإعلام بشكل كبير وأفادني في كتابة البحوث ومتابعتها وأيضا كتابة التقارير واعتقد أن العمل في إدارة البحوث والإعلام تجربة تضاف إلى سلسلة التجارب التي خضتها في وزارة الخارجية الكويتية.
كنت أحد مؤسسي سفارة الكويت في بانكوك حدثني عن هذه التجربة؟
في العمل الديبلوماسي توقع كل شيء وعليك أن تستعد لكل ما يطلب منك في أي لحظة من اللحظات وهذا يجعلك تستطيع النجاح في تأدية مهام عملك أما عن تجربة العمل في تأسيس السفارة الكويتية في بانكوك فقد كانت مهمة صعبة إلا أنها علمتني الكثير وأعتز بالعمل مع السفير حمود الروضان والأخ فؤاد العبيد.
ماذا عن عملك في إدارة المراسم؟
العمل في المراسم يعتبر مهمة تحتاج إلى تركيز وحضور متواصل لأن الأخطاء في المراسم غير مقبولة تماما فالذي يعمل في المراسم يتعامل مع وفود رسمية وبالتالي عليه ان يعكس صورة مشرفة للبلد.
ماذا استفدت من العمل في إدارة المراسم؟
العمل في إدارة المراسم صقل شخصيتي الديبلوماسية وجعلني أخوض العديد من التجارب التي ساعدتني على النجاح فيما بعد في استقبال الوفود ومقابلة المسؤولين وغير ذلك من الأمور التي يحتاجها الديبلوماسي.
أول تجربة عملت بها كسفير كيف تجد تلك التجربة؟
أول محطة عملت بها سفيرا للكويت كانت في رومانيا وهي تجربة ربما تختلف عن تجاربي الديبلوماسية السابقة لأنها المرة الأولى التي أكون فيها رئيس بعثة هذا إلى جانب عملي في تأسيس السفارة الكويتية في رومانيا كما أن طبيعة رومانيا مختلفة عن بقية الدول التي عملت بها والنجاح فيها كان متوقفا على سعة الاطلاع وتكوين علاقات والانفتاح على المجتمع مع التمسك بالعادات والتقاليد والمبادئ.
وماذا عن التجربة الحالية في سريلانكا؟
الحقيقة عندما انتقلت للعمل في سريلانكا لم أكن اتوقع أن تكون سريلانكا بهذه الطبيعة وبهذه الأجواء كما أن الشعب هناك يتمتع بأخلاق عالية وهو شعب مسالم، ومن هنا قررت أن افتح نافذة جديدة تطل على هذا الشعب لاسيما الجالية المسلمة وسرعان ما وجدت نفسي ادخل في عمق هذا المجتمع الذي استقبلني منذ اللحظة الأولى بكل حفاوة، وكما ذكرت في البداية فالديبلوماسي الناجح يعمل في كل مكان وكل ما يهمه مصلحة بلده.
برأيك ما مواصفات الديبلوماسي الناجح؟
الديبلوماسي الناجح يحرص على مصالح بلده وفتح علاقات مع كل المستويات ولا يتوقف عند نقطة معينة ولا يتوقف عن تطوير نفسه ويحرص على الاطلاع والإلمام بكل المجالات كما ان الديبلوماسي الناجح يعمل ولا يتوقف عن العمل.
الديبلوماسي المتميز
في الطائرة التي أقلتنا إلى العاصمة كولومبو كان معنا الدبلوماسي المتميز حميدي علي المطيري بو محمد ليكون معنا منذ البداية وجه من الوجوه الدبلوماسيه الناجحة والتي تستطيع العمل وخلال حديث قصير جمعنا والمطيري تناولنا بعض المشاكل التي يواجهها الدبلوماسي في الخارج فلم نجد غير الغربة موضحـًا بان الخارجية الكويتية ما قصرت في شيء.
بو عبدالمحسن متى الوصول؟
في الطائرة التي عادت بنا إلى الكويت كان معنا الدبلوماسي المشتاق للأهل والوطن براك عبدالمحسن الفرحان بو عبدالمحسن لم تغمض له عين خلال الرحلة وكان السؤال المتكرر متى الوصول؟ تلك هي المشكلة التي يعاني منها كل دبلوماسي يعمل في الخارج الحنين لهذا الوطن الذي لا يوجد مثله وطن.
الأسرة وتخفيف مرارة الغربة
خلال اللقاء توقفنا للحديث عن الجانب الأسري من حياة السفير يعقوب العتيقي الذي يعيش مع أسرته ويجد معهم سلوة عن الغربة التي أخذت من أوراق عمره الكثير فالزوجة أم يوسف تقف إلى جانبه في كل اللحظات ويعتبرها نعم الزوجة أما الحديث عن يوسف وأحمد وجاسم وخالد ونور فهم الثروة الحقيقية للسفير يعقوب العتيقي.