- 300 شخصية كويتية وقّعت على اتفاقية الكويت عاصمة للنفط في العالم
- الكويت عاصمة للنفط في العالم مشروع تنموي يفتح الباب للشاب الكويتي الطموح ويعالج الخلل الموجود في الاقتصاد الكويتي
- نصيحتي للشباب: تفاءلوا بالخير تجدوه.. فإن لم تجدوه فأوجدوه
- أسست العديد من الشركات النفطية.. والنجاح في ذلك ينطلق من خلال وجود الخبرة والمعرفة
- كنت أول مدير لإدارة التخطيط التي تم استحداثها بعد التحرير وأفتخر بأنني وضعت أول خطة إستراتيجية في عام 1995
- في بداية عملي رشحت للعمل كرئيس قسم لكنني اعتذرت رغبة في كسب المزيد من الخبرة
حوار: ناصر الخالدي
خبير نفطي من طراز فريد، كان أحد الكوادر الوطنية التي وضعت بصمتها في تاريخ الكويت بحروف من نور، عبر مساهمته الفعالة في تجاوز مشكلات القطاع النفطي بعد محنة الغزو، من خلال إشرافه على فريق إعادة إعمار شركة نفط الكويت بعد التحرير مباشرة ، حتى تجاوزت الكويت هذه الأزمة خلال فترة وجيزة، واستعادت قدرتها على تصدير نحو مليوني برميل، اعتمادا على دقة التخطيط والإخلاص في العمل، والسعي الدؤوب لخدمة الكويت، وتجاوز محنة الغزو بكل آثارها.
إنه رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب السابق لشركة نفط الكويت، وصاحب فكرة مشروع الكويت عاصمة النفط في العالم، والاقتصادي المشهود له أحمد العربيد.
منذ ريعان شبابه وهو يواصل النجاح والإنجاز، فقد ترأس العربيد أول إدارة للتخطيط في شركة نفط الكويت، عندما تم استحداث هذه الإدارة بعد التحرير، ووضع أول خطة إستراتيجية للتطوير في تاريخ الشركة، ومن ثم توالت النجاحات والإنجازات.
في القطاع الخاص حقق العربيد نجاحات متتالية، حيث شارك في تأسيس شركات نفطية داخل الكويت وخارجها، والتي أصبحت من الشركات العملاقة في المنطقة، اعتمادا على رؤيته السديدة وخبراته الكبيرة، وتخطيطه المتميز. مع كل هذا النجاح المبهر، قد يساورنا العجب عندما نعلم أن أحمد العربيد عندما أتم دراسته الثانوية بتفوق، تخوف من الالتحاق بكلية الهندسة.
وفي هذا الصدد يقول انه فكر في دخول الطب، لأنه اعتقد أن النفط سينتهي سريعا، إلا أن تشجيع أخيه له على دخول الهندسة كان له أثر كبير في إقباله على هذا المجال، وتحديه لكل العقبات ليصل في النهاية إلى مبتغاه.
مشروع الكويت عاصمة للنفط في العالم من المشاريع المهمة التي يهتم بها ضيفنا أحمد العربيد، حيث يعتبره مشروعا تنمويا كبيرا يفتح الباب للشاب الكويتي الطموح، ويعالج الخلل الموجود في الاقتصاد الكويتي، لافتا إلى أن أكثر من 300 شخصية كويتية وقّعت على اتفاقية «الكويت عاصمة للنفط في العالم»، وسيواصل جهوده حتى يتحقق هذا المشروع على أرض الواقع.. نصيحته للشباب: «تفاءلوا بالخير تجدوه.. فإن لم تجدوه فأوجدوه».
فإلى تفاصيل الحوار:
متى أبصرت النور؟
٭ ولادتي كانت في عام 1955 في منطقة المرقاب، وما زالت صور المرقاب في مخيلتي، حتى إنني أتذكر بيتنا وجيراننا وتلك الأحياء القديمة التي غلبت عليها البساطة، لكننا على الرغم من ذلك عشنا سنوات لا تنسى، وتعلمنا من تلك البيئة الكثير من القيم والأخلاقيات التي اشتهر بها أهل الكويت، ومنها التعاون والتراحم والعمل باجتهاد وإخلاص، ولذلك يمكنني القول «ان المرقاب كانت مدرسة تعلمت منها الكثير».
ماذا عن رحلتك الدراسية؟
٭ كانت البداية من خلال التحاقي بروضة حولي، ومن ثم درست الابتدائية في مدارس مختلفة من بينها مدرسة فهد العسكر، وكنت أجد في نفسي حب النظام والرغبة في التفوق، وهكذا حتى في فترة المرحلة المتوسطة كنت الأول على دفعتي، وكذلك في الثانوية كنت متفوقا إلا أنني خسرت الكثير من الدرجات بسبب ضعف نظري وخجلي من أن ألبس نظارة طبية.
أين اتجهت بعد التخرج في الثانوية العامة؟
٭ بعد التخرج في الثانوية العامة كان أمامي العديد من الاختيارات من بينها دراسة هندسة البترول إلا أنني كنت أرغب في دراسة طب الأسنان لأنني كنت أعتقد أن البترول سينتهي، إلا أن نصيحة أخي الكبير جعلتني أختار دراسة هندسة البترول، وهكذا بدأت رحلتي الدراسية ولم ينته البترول.
كيف كانت تجربتك الدراسية في الولايات المتحدة الأميركية؟
٭ لأول مرة أسافر بعيدا عن وطني وعن أهلي، وهذه الرحلة هي الرحلة التي من خلالها سأعود بالشهادة الدراسية، وبالتالي لابد من الصبر والتحمل وعدم اليأس من طول المشوار.. تلك كانت مشاعري وأنا أقضي ليلتي الأولى في أميركا مع شعوري بالخوف من اختلاف البيئات وأن الإغراءات كثيرة.
هل واجهت صعوبات أثناء دراستك في الخارج؟
٭ نعم، واجهت العديد من الصعوبات، لكنني لم أستسلم لهذه الصعوبات، ومنها الإحساس بالغربة، وخوف الأهل، وصعوبة بعض المواد التي كانت تحتاج إلى تحضير مستمر، وكل هذه المعوقات لم تمنعني من مواصلة المشوار والحصول على شهادة الهندسة، ومن هنا تعلمت أمرا مهما للغاية، وهو أن «طريق النجاح يحتاج إلى صبر».
حدثني عن بداية عملك في شركة نفط الكويت؟
٭ بعد التخرج قدمت أوراقي للعمل في شركة النفط وكان ذلك في عام 1977، يعني في آخر أيام الإنجليز في شركة نفط الكويت، ولم تأخذ فترة إجراءات تعييني في الشركة أكثر من أسبوع واحد وعملت كمهندس بترول، ثم بعد ذلك تم ترشيحي كرئيس قسم لكنني اعتذرت عن رئاسة القسم لأنني لم أكن أمتلك الخبرة الكافية.
ما أبرز الإنجازات التي تفتخر بتحقيقها أثناء عملك كمسؤول عن حقل برقان؟
٭ ناظر عام في عام 1987 وكنت مسؤولا عن حقل برقان وهو ثاني أكبر حقل في العالم، وأفتخر أنني غيرت النظام الإداري وأعدت تشغيل بعض الآبار التي كانت معطلة مما زاد حجم الإنتاج وكذلك عملت برنامجا تدريبيا للشباب الكويتي وهذا الأمر ساهم في زيادة الإنتاج.
ما دورك في فترة الغزو الغاشم على الكويت؟
٭ أثناء الغزو التقيت حكومة الكويت في الخارج وكان وزير البترول آنذاك د.رشيد العميري، فكانت مهمتي إعداد تقرير كامل متكامل عن الأضرار التي لحقت بالحياة النفطية بالكويت، وهذا الأمر كلفني وقتا وجهدا ولكنني أؤمن بأن العمل من أجل الوطن يقتضي التضحية.
كنت من بين الذين تم أسرهم خلال الغزو، حدثني عن ذكرياتك في الأسر؟
٭ تنقلت بين العديد من المعسكرات وفي يوم من الأيام تم قصف المكان الذي كنا فيه فعشنا لحظات صعبة، لكن الحمد لله الذي كتب لنا السلامة وأذكر أنني كنت أنظم احتياج المسجونين وأكتبها وكان أحد السجانين يأتي لنا بهذه الاحتياجات مقابل مبلغ من المال حتى عدنا من الأسر ولله الحمد.
كيف باشرت عملك بعد تحرير الكويت؟
٭ بعد التحرير وبعد خروجي من الأسر مباشرة قمت بالالتحاق بالشركة من جديد، وكانت مهمتي إعداد خطة لإعادة إعمار شركة نفط الكويت، وكنت رئيس الفريق الذي وضع الخطة وقد تم تنفيذها بالكامل واستطعنا خلال فترة وجيزة أن نعود لإنتاج مليوني برميل من النفط يوميا.
كيف نجحت بمهمتك في إعداد خطة لإعادة اعمار شركة نفط الكويت؟
٭ الاهتمام بجمع المعلومات ووضعها بالشكل الصحيح وأعتقد أن توافر المعلومات ساعدني في إعداد خطة كاملة من جميع الجوانب.
برأيك ما الأسباب التي ساهمت في إنجاح إعادة إعمار المنشآت النفطية؟
٭ وجود خطة واضحة وفريق عمل جاهز للعمل من أجل إتمام المهمة على أكمل وجه إلى جانب وجود الدعم والإشراف من قبل الحكومة، وهذا الأمر كان له دور إيجابي في إعادة شركة نفط الكويت لريادتها السابقة.
كنت أول مدير لإدارة التخطيط في شركة نفط الكويت، حدثني عن هذه التجربة؟
٭ بعد تجربتي في إعادة الإعمار تم ترشيحي كمدير لإدارة التخطيط وقد تم استحداثها، فلم تكن موجودة من قبل، وأفتخر أنني ووضعت أول خطة إستراتيجية في عام 1995، وبعدها توالت الخطط، وكنت حريصا في إدارة التخطيط على أن أعمل جاهدا على الاهتمام بالتطوير والتدريب والعمل للارتقاء بالشركة.
ترأست الشركة الكويتية للاستكشافات النفطية كيف استطعت النجاح في هذه المهمة؟
٭ لما توليت قيادة الشركة كانت شركة خاسرة فاتسلمت إداراتها في عام 1999، وحرصت منذ اللحظة الأولى على إعادة تأهيل الشركة وأعطيت الموظفين مزيدا من الصلاحيات، وكانت الشركة تملك بعض الأصول فأعدت تقييم الأصول مجددا وهكذا أصبحت الشركة رابحة وأفتخر بهذه التجربة.
توجت هذه النجاحات بترؤسك لشركة نفط الكويت فكيف كانت هذه التجربة؟
٭ لا شك أنها كانت مسؤولية كبيرة بالنسبة لي، ولذلك حرصت على تغيير هيكلة الشركة وأحدثت الكثير من التغيرات لصالح العمل والنجاح في هذه التجربة قام على وجود الصلاحيات وإعطاء الموظفين ثقة للإنجار والتطوير وعدم الوقوف عند المعوقات بل العمل على تجاوزها.
لماذا اخترت العمل خارج الكويت؟
٭ بعد انتهاء فترة عملي في الكويت جاءتني عروض من بينها عرض للعمل في الإمارات بتأسيس شركة بترومال وكذلك المشاركة كعضو مجلس إدارة دانة غاز والتي أصبحت رئيسها التنفيذي فيما بعد، وتجربتي في العمل بالإمارات أفادتني كثيرا ويمكنني ان أؤكد أن النجاح في تأسيس الشركات البترولية يتطلب خبرة ومعرفة ومتابعة مستمرة.
كنت في فترة من الفترات تعمل على برنامج لتخصيص بعض البرامج النفطية؟
٭ البرنامج هو عبارة عن تخصيص 2 مليار دينار من أجل دعم القطاع الخاص وذلك بإشراك القطاع الخاص في الكثير من المشاريع الحكومية الداخلية والخارجية.
ما مشروع الكويت عاصمة للنفط في العالم؟
٭ الكويت عاصمة للنفط في العالم مشروع تنموي من خلاله سنعمل جاهدين على جعل الكويت عاصمة للنفط، وذلك باستغلال النفط استغلالا أمثل وجعل الكويت مرجعا للعالم في كل ما يتعلق بالنفط، ومن جملة الأمور التي نسعى إلى تحقيقها في هذا المشروع إقامة متحف يكون الأكبر في العالم وعلى مستوى متطور يحكي قصة استكشاف واستخراج النفط وكذلك نطمح أن تكون لدينا بورصة عالمية للنفط يكون مركزها الكويت، كما نطمح لعمل مركز للأبحاث النفطية.
قمتم بعمل وثيقة حدثني عن هذه الوثيقة؟
٭ نعم قمنا بعمل وثيقة لإشراك المجتمع الكويتي بهذا المشروع وعندما أقول المجتمع الكويتي فأنا أعني جميع أطياف المجتمع، ونفتخر بأنه تم التوقيع على هذه الوثيقة من قبل أكثر من 300 شخصية كويتية وهذا يحملنا مسؤولية كبيرة.
تربية وكفاح
في سياق الحديث عن ذكريات الطفولة تحدث العربيد عن مهنة والده حيث كان يعمل في الغوص وهي المهنة التي اتخذها كثير من رجالات الكويت، موضحا أنه تعلم من والده خدمة الناس والحرص على النظام والاجتهاد في العمل.