- القـصـــــة القصيـرة مــع أهميتهـا وقدرتهـا علــى تهذيـب المجتمعات ليس لهـا مـن يهتم بنموهـا الإعلامي
- ابن شلحاط مع احترامـي لشخصه لـم يفلح كشاعر فكيف يفلح كناقد؟
- سلطان الأسيمر لا يستحـق مركـزه
- ردة الفعل كانت متوهجـة من خلال ما أراه من الناس في الأماكن العامة
- للأسف لم تنتج الكويت للآن كاتباً يصل لمستوى عربي
- الشاعرات جاء مستوى شعرهن واهناً
هيثم السويط
قراءنا الكرام لقاؤنا مع شاعر ومن نجوم الشعر في برنامج شاعر المليون، كتب الأخلاق ليسمو به الشعر ويحلق الى سماء الإبداع مثقف لدرجة أنه يمتلك مكتبة تغص بالكتب التي تنوعت بين الروايات والشعر يمتلك أسلوبا وفلسفة خاصة به، استطاع من خلال مشاركاته في كثير من الأمسيات والبرامج أن يكوّن قاعدة جماهيرية كبيرة لما يحمله من ثقافة أتاحت لقصيدته الوصول بسهولة لذائقة النخبة من المثقفين من متابعيه. شارك أخيرا في برنامج شاعر المليون ووصل لمرحلة متقدمة وأصبح من نجوم شاطئ الراحة، شاعرنا هو عبدالله البصيص، لنتحدث عن عدة جوانب تهم الساحة الشعبية.
أين كان عبدالله البصيص قبل شاعر المليون؟
موجود لكن موجود بتحفظ، لم أجد منبرا يستفز ظهوري مثل شاطئ الراحة.
هل لك مشاركات قبل شاعر المليون؟
أشياء لا تذكر لقلتها، منها في ديوانية شعراء النبط والصفحات الشعبية في الجرائد والمجلات والإذاعة.
هل سبق ان أقمت أمسيات؟
شاركت في مهرجان (عمان عاصمة الثقافة والأدب) مع الشاعر فرج صباح سنة 2002 في الأردن.
هل أنت راض عن مشاركتك في برنامج شاعر المليون؟
نعم انا راض كل الرضا عنها ولو عاد بي الزمن للوراء لما قدمت غير ما قدمته، وانا الى الآن أرى انني كتبت نصا عظيما لم اخذله في كلمة لا تنتمي لمعانيه ولا صوره لا تتوافق مع جوه العام.
هل أنت راض عن تقييم اللجنة لمشاركتك؟
لا، وصعب ان تجد شخصا راضيا عن درجة ليست الكاملة، عموما أنا راض عن رأي اللجنة في قصيدتي، فقد حصلت منهم على اكبر اشادة في البرنامج وافتخر بأنهم لم يجدوا في قصيدتي ما ينتقد.
كيف كان ردة فعل الناس بعد ظهورك في برنامج شاعر المليون؟
بصراحة ردة الفعل كانت متوهجة من خلال ما أراه من الناس في الأماكن العامة من حب متبادل واحترام، وتأفف البعض من خروجي المبكر كان له وقع جميل في داخلي.
لماذا لم تدافع عن نفسك أمام ادعاءات «مانع بن شلحاط» على وجود كسر في نصك؟
اكتفيت بدفاع كبار النقاد عن النص من أمثال العملاق غازي بن عون وابراهيم الخالدي وقاسم الرويس وغيرهم الكثير، لكن من المضحك جدا أن بن شلحاط قال ان الراء في مفردة شهرزاد «زائدة» الشطر يقول «كنزت في خاطري سيف ومسا وشهرزاد» فانفجر النقاد المبتدئون بعده بأن الواو التي قبلها هي الخلل فهي «زائدة».
كيف ترى ابن شلحاط كناقد؟
ابن شلحاط مع احترامي لشخصه لم يفلح كشاعر فكيف يفلح كناقد، شخص لا يملك ادنى مقومات الناقد المتواضع، ثقافته بدائية، ويستخدم اسلوب شوارعي ويستهزئ بالشعراء ومع ذلك لا يرى نفسه مخطئا مع العلم ان نقده لا يتجاوز البيت مكسور او موزون وهو امر يستطيعه اي شاعر مبتدئ.
هل أثرت فيك الصراعات التي دارت على بيتك بين القائلين بسلامته والمدعين كسره؟
نعم اثرت ايجابيا، من الجميل أن تقف من بعيد وترى القوم يتجادلون على شعرك، صدقني حينما تكون قصيدتك مادة للنقاش في المجالس الخليجية، ان يهب البعض للدفاع عنك وأنت لا تعرفه فإنك ستجد جميل الأثر في نفسك.
هل كنت تتوقع انك ستنافس على المركز الأول؟
نعم وبقوة وبشهادة الجميع، بصراحة قدمت قصيدتي وأنا واثق من التأهل من اللجنة، وكثيرون من زملائي قالوا لي كذلك بل ان البعض قبل اعلان النتيجة بارك لي حصولي على التزكية، لكن ما حصل بعد ذلك كان كالصدمة.
ما مدى رضاك عن الفائزين الخمسة؟
راض عن المركز الذي حققه ناصر بن ثويني فهو يستاهل أما سلطان الاسيمر فلا يستحق مركزه.
لماذا؟
لأنه يستحق أعلى منه.
قيل عن البرنامج والقائمين عليه ما قيل، فماذا تقول أنت؟
أقول ان القائمين على برنامج شاعر المليون «قطاع طرق»، فهم يقطعون الطريق على الشاعر ليحقق في 15 دقيقة ما لا يستطيعه في 6 سنوات من النشر والظهور الإعلامي.
تتميز قصائدك بالطابع الفلسفي ـ الفكري ما السبب؟
هذه نهاية طبيعية لقراءاتي الفلسفية، احب ان أعرف معاني الأشياء في الحياة لذلك مكتبتي تغص بالكتب الفلسفية والروايات التي تتميز بعمقها الفكري، ومن له اهتمام بالإبل فسيجد جل قصائده تحمل مفردات تتماشى مع اهتماماته، ومن ينجذب للرومانسيات فلن يخرج عن مقاصد المشاعر.. هكذا.
ألا ترى أنك تستهدف الفئة المثقفة في كتاباتك وهم فئة قليلة من المجتمع؟
يجوز، لكن دون قصد مني فأنا حينما اكتب نصا أكتب نفسي فيه اولا وثانيا ورابعا، ليس ذنبي انه يخرج للمثقفين.
لكن بهذا لن يفهم العامة ما تكتبه؟
قال أحد أصدقائي ان أكثر قصائدك ليست مفهومة، ويتعين عليك ان تكتب ما يفهمه الناس وأذكر انني رددت بثلاثة أبيات قلت فيها:
هذي حراويي وهذي حراويه
له من يديني طيش ولي من جنونه
اذا فهمهم كلهم في معانيه
ماهو ضروري كلهم يفهمونه
يا اني «أصدق» وأكتب الي انا ابيه
أو اني «أكذب» وأكتب الي يبونه
كيف تقيم اداء الشاعرات معكم؟
ضعيف جدا الا مستورة الاحمدي، فقد كانت متميزة وشاعرة واعية متمكنة أما البقية فجاء شعرهن واهنا.
ما مشاريعك الأدبية بعد شاعر المليون؟
الآن انا احضر لروايتي الأولى «الديوانية» التي ستصدر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وأحضر للمشاركة في برنامج «امير الشعراء».
ما رأيك بالساحة الشعبية الكويتية الآن؟
كانت الاولى خليجيا ولاتزال الاولى لكنها خفتت مع المتغيرات الزمنية في واقع تأثير الفضائيات التي تهتم بشكل بشع بالشعر.
ماذا تقصد «بشكل بشع»؟
أقصد أن تفتح قناة تعرض الشعر السيئ بصورة سيئة بتوقيت سيئ بكمية ثقيلة على الذائقة ثم توهم المشاهد أنه هذا هو الشعر كما ينبغي له ان يكون.
إذن أنت ترى ان كثرة القنوات المهتمة بالشعر لا تخدم الشعر؟
نعم ولا تضيف له شيئا، اذكر شاعر نجم خرج من هذه القنوات؟ لن تجد غير البرامج البدوية ركيكة الإعداد وعروض سخيفة للإبل، وطرح ساذج لثقافة البادية.
بمن تأثرت من الشعراء القدامى؟
فهد عافت، نايف صقر، مساعد الرشيدي، البدر، ديك الجن، ابوفراس الحمداني، لكن كان تأثيرهم علي في بداياتي اما الآن فلا.
يقال انك قارئ نهم؟
نعم، لدي مكتبة بالبيت بها ما لا يزيد على ألف كتاب، القراءة تمنحني الصفاء والراحة وتعينني على تفهم الناس. تحسن اللفظ وتهذب النفس.
من كتابك المفضلون؟
أنا من المعجبين بأسلوب المصري أحمد بهجت وفكر سيد قطب وقدرة عبده خال على الألم وفلسفة باولو كويهلو وتفرد جمال الغيطاني وطريقة انيس منصور على الإقناع.
ألا يوجد من كتاب الكويت من ترى انه جدير بأن يكون في مفضلة ذاكرتك؟
لا، للأسف لم تنتج الكويت حتى الآن كاتبا يصل لمستوى عربي، للأسف نحن بالكويت لدينا كتاب سياسيون لشعب سياسي ولا يوجد كتاب ادبيون لشعب ادبي، سيطرت علينا هنا ثقافة الاتجاه الآخر فلم نعد نهتم الا بالجدل المنفرج والكلام الحاد.
ما سبب ندرة جمهور القصة القصيرة بالخليج؟
بالعكس، للقصة القصيرة جمهور عريض لكنه صامت، وكتاب كثر لكنهم مختفون عن الأضواء، ليست هناك صفحات متخصصة تجمعهم في جريدة، هناك صفحات للرياضة، وأكثر منها للفن واخرى للشعر لكن القصة القصيرة مع اهميتها وقدرتها على تهذيب المجتمعات ليس لها من يهتم بنموها الإعلامي.
كلمة أخيرة.
أشكر صفحة «واحة الأنباء» على إتاحة الفرصة لي ان ألتقي بقرائها عبرها وأتمنى انني قلت ما يفيد.