زاوية جديدة نقوم من خلالها بتسليط الضوء على بعض الموضوعات التي تتصل بالموروث الشعبي، ونحاول التعرف على آراء مجموعة من المهتمين بالساحة الشعبية ونترك المجال مفتوحا للضيف ليدلي بدلوه حول موضوع النقاش، وبدايتنا هذا الأسبوع مع موضوع شائك وهو «المسلسلات البدوية والى أين تتجه؟»:
لم تكن الإسقاطات الساخرة في المسلسلات الكوميدية تجاه المسلسلات البدوية موجعة، وان كانت حادة بعض الشيء، الا أنها تعكس الواقع بالفعل مثلما كانت سخرية الفنان ناصر القصبي في احد المسلسلات بقوله لشيخ القبيلة: «عمي الشيخ يبه»... مبينا وبشكل ساخر أن ممثلي المسلسلات لا يدركون ما هي البداوة.. وهذا هو واقع الحال.
إلا أن الأمر هو تشويه هذه الصورة بشكل مزعج.. ولهذا سعت واحة «الأنباء» لتوضيح هذه الإشكالية الكبيرة من عدم الإدراك.
انتقلت واحة «الأنباء» في الأوساط الشعبية والاعلامية المهتمة بالموروث الشعبي وقامت بطرح السؤال على مجموعة من شعراء الساحة الشعبية حول عدم التزام القنوات العربية الرسمية والخاصة بإنتاج مسلسلات تعنى بالتراث بالشكل الصحيح دون اللجوء الى تشويه العادات واللغة والشعر والتي تؤرخ الأحداث المهمة سواء في الكويت أو في الخليج.
واحة «الأنباء» قامت في أعداد سابقة بفتح هذا الملف، وكانت ردود الأفعال كثيرة من قبل الشعراء والمهتمين، وهذا الأسبوع معنا رأي آخر للشاعر الجميل طلال الشعلان، وكانت رؤيته للأمر بأبعاد أوسع حيث أكد: أن الموضوع حساس ويأخذ أبعادا قد لا يدركها المشاهد، فموروثنا وتاريخنا قد يسبب الإزعاج للبعض ويسبب الحساسية لدى البعض الآخر، لذلك نشاهد مسلسلات كوميدية ساخرة، حيث ان بعض الممثلين لا يدركون ما هي العادات. ولكنها أرحم بكثير من عرض مسلسل كله أخطاء. ومن حيث ان التاريخ معروف للجميع ولدينا أكثر من مثال على ذلك، حيث ان هناك مسلسلات وأعمالا تم إيقافها لإثارة النعرات والحساسية للمشاهدين، وأنا أسأل لماذا لا يأخذون الصفات الحميدة الى موروثنا وتراثنا؟ لماذا نرجع للماضي دائما، ألسنا نعيش الحاضر وسنعيش مستقبلا.
والأمثلة كثيرة ان هناك مسلسلات عرضت في رمضان الماضي وتم إيقافها وأخرى كانت أفكارا نسفت من الواقع لما قوبلت به من استهجان وتهديد من البعض لبعض المنتجين والمخرجين، وظاهرة انتشار المسلسلات البعيدة عما هو موروث نجدها في قنوات الـ «أس أم أس» والشات اذ تصبح وبقدرة قادر منتجة ومعنية بالتراث، يا أخي أعطني 4 رؤوس من الخيل و10 جمال وبيت شعر، وسأعمل مسلسلا بدويا يعنى بالتراث له طنة ورنة، وأخبر أصحاب القنوات الشعبية أنه ليس من صعوبة في ذلك، ولكن الصعوبة تكون في المادة والتدقيق الجيد في إظهار عمل ناجح يرضي جميع الأطراف، ونتمنى أن نرى هذه الأعمال قريبا، وأود أن أشير الى الجهود التي تبذلها دولة الامارات في إنتاج وصناعة الأفلام والمسلسلات المعنية وذات الأهداف الواضحة والحقيقية، إذ نجد أن هناك اهتماما ملحوظا بالسيناريو من خلال مهرجان «ذا سيركل» السنوي والمقام في امارة أبوظبي، ومن خلال الدعم اللامتناهي من الشيخ محمد بن زايد في دعم وصناعة الأفلام التي تعنى بالتراث بالدرجة الأولى من خلال شركة «إيمجنيشن».