رفض الشعر ان يغادر مرحلته الأولى من برنامج المسابقات «شاعر المليون»، دون ان يترك منافسة شديدة بين المتسابقين، حيث اختتمت المرحلة الأولى من البرنامج مساء الثلاثاء الماضي، وشهدت الحلقة السادسة والأخيرة من المرحلة الأولى من حلقات برنامج مسابقة «شاعر المليون»، تحت رعاية ودعم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحه، والذي تنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتنفذه شركة بيراميديا، ويذاع من مسرح شاطئ الراحة عبر قناتي أبوظبي وشاعر المليون الفضائيتين اضافة الى اذاعة امارات (اف.ام)، تنافسا حادا بين الشعراء الثمانية، وهم الهاب عوض الحربي (السعودية)، علي ابن رفدة القحطاني (السعودية)، محمد بخيت النوه المنهالي (الامارات)، هلال المطيري (السعودية)، سعد براك العازمي (الكويت)، محمد خميس الحويماني العتيبي (السعودية)، عامر بن عمرو (اليمن)، هلالة الحمداني (عمان)، وبحضور عدد كبير من محبي الشعر النبطي اضافة الى المطربة اليازية محمد.
شهدت الحلقة اعلان تأهل اثنين من متسابقي الحلقة الخامسة عن طريق تصويت الجمهور وهما، عبدالله السميري (السعودية) بنسبة 83%، وفالح الدهمان الظفيري (السعودية) بنسبة 77%، كما شهدت الحلقة اعلان سلطان العميمي، عضو لجنة التحكيم، عن معايير التقييم للمرحلة المقبلة، والتي تطبق على 24 شاعرا يتم اختيارهم بالقرعة على مدار ست حلقات، وتستمع فيها لجنة التحكيم لقصيدة رئيسية لا تزيد أبياتها على 15 بيتا اضافة الى قصيدة تتكون من أربعة او ستة أبيات في موضوع واحد من اثنين يتم اختيارهما بالقرعة في نهاية كل حلقة، وسيكون موضوعا الحلقة المقبلة عن الولاء والابل.
واختار ضيف الحلقة الشاعر سلطان مجلي متسابقي الحلقة السابعة عن طريق القرعة وهم، بدر السبيعي (السعودية)، عيضة السفياني (السعودية)، صالح آل مانعة المري (قطر)، خلف مشعان العنزي (السعودية)، كما شهدت الحلقة خروج الشاعر الكويتي الجميل مشعل النون بعد مشاركته المميزة حيث لم يسعفه التصويت.
الثقافة الأدبية
استهلت الحلقة بقصيدة للمتسابق الهاب عوض الحربي (السعودية)، قال فيها د.غسان الحسن: انها تحتوي على ملامح الثقافة الأدبية، وأشاد حمد السعيد بجمال النص وقال: ان وراءه شاعر محاورة مخضرما أثبت قدرته على المنافسة، وقال سلطان العميمي: القصيدة في عمومها جميلة وموضوعها عبارة عن دعوة أخلاقية وأدبية، وقام صاحبها بتطعيم القصيدة بأعلام الشعر والأدب القديم والحديث، وتطرق بدر صفوق الى الثقافة الموجودة بالنص والتي وصفها بالراسخة والعالية، في حين قال تركي المريخي: ان الشاعر استطاع لفت الانتباه بكل جدارة.
الريح والفرقا
وتلاه المتسابق سعد براك العازمي (الكويت) بقصيدة تحمل عنوان «الريح والفرقا»، قال عنها حمد السعيد: ان نصها جميل ويدل على تراكم الشاعرية، وأشار سلطان العميمي الى جو القصيدة الذي احتوى على الرومانسية والشفافية والحزن، كما انها احتوت على الكثير من الصور الجميلة، ومزج المتسابق النص بمفردات مليئة بالرومانسية، وأخرى بعيدة عنها، وقال بدر صفوق: ان النص أخذ وجهتين هما العاطفة الجياشة المتدفقة وحوار روحاني يتسلل بهدوء، ثم الوجهة الأخرى التي تحولت في البيت الثامن عشر الى تمثيل القبيلة، وأضاف بدر صفوق، الشاعر سجل حضورا ليس بغريب، وقال د.غسان الحسن: ان هناك تجربة ناضجة في القصيدة واحتوت على الكثير من الجماليات.
وصف الوطن
وألقى المتسابق اليمني الوحيد في المسابقة عامر بن عمرو، قصيدة وطنية تفاعل معها الجمهور بشدة، وقال عنها سلطان العميمي: انها أجمل ما سمعت في وصف الوطن وهي مرتبطة البناء وبعيدة عن النمطية، وبها تسلسل جميل في الأفكار وابداع واضح، وقال بدر صفوق: القصيدة أخذت من المباشرة الشيء الكثير، ولكن هناك تكثيفا شعريا عاليا فيها، ووصف الشاعر بالذكي المتمكن، وقال د.غسان الحسن: ان النص مفاجأة من ناحية المستوى ويدل على شاعرية فذة، وقال حمد السعيد: ان المتسابق خير من يمثل اليمن.
البيئة والفطرة
ثم القى المتسابق علي بن رفدة القحطاني (السعودية)، قصيدته التي قال عنها بدر صفوق: انها تحمل الكثير من الصور والابتكارات الجمالية، وتطرق د.غسان الحسن الى المفردات والقاموس اللغوي الواسع لدى المتسابق وأشاد أيضا بالالقاء الحماسي المتفاعل مع النص، واتفق معه حمد السعيد على التميز في أداء المتسابق، وقال سلطان العميمي: ان القصيدة نقية في صورها ويستمد صاحبها المفردات من البيئة والفطرة، وقدم من خلالها للجمهور منهجه الشعري.
اهتمام وعتب
تلاه المتسابق محمد الحويماني العتيبي (السعودية)، الذي ألقى قصيدة بعنوان «اهتمام وعتب»، ذكر تركي المريخي في تعليقه ان الشاعر استخدم أسلوبا مغايرا ومميزا في قصيدته، وقال د.غسان الحسن: ان المتسابق وظف في النص أساليب شعرية كثيرة، كما جرد من ذاته شخصا آخر، ومن الشعر شخصا ثالثا وأدار بينهما حوارا، كما يوجد تلوين للخطاب بين ضمير الغائب والمتكلم، وتتميز القصيدة بالبناء الفني في جميع أرجائها، وأشار حمد السعيد الى وجود فلسفة خاصة بالشاعر، وقال سلطان العميمي: ان الشاعر كان ذكيا في توظيفه تقنية المرآة، والتي يصطنع فيها الشاعر أطرافا أخرى للحديث، وأكد بدر صفوق على وجود أصوات كثيرة ومنتشرة بالنص.
المدح والافتخار
المتسابق محمد النوه المنهالي (الامارات)، ألقى قصيدة في حب الوطن والافتخار به، ورأى د.غسان الحسن انها عالية الشاعرية وبها استدعاء للمأثور الديني من القرآن والحديث النبوي، كما استطاع الشاعر توظيف المأثور بطريقة حكيمة، وأشار سلطان العميمي الى الجمالية في مقدمة النص، والتي تحدث فيها عن المخاض الشعري ووظف قصة السيدة مريم عليها السلام ومخاضها، وقال: النص يدل على ابداع وثقافة المتسابق، وقال بدر صفوق: ان الشاعر وظف الكثير من آيات القرآن في نصه، وقال تركي المريخي: ان الشاعر استدعى كلمات وقوافي في غاية الابداع.
الحياة المعاصرة
ثم ألقى المتسابق هلال مجيديع المطيري (السعودية) قصيدة تناولت مشاكل الحياة المعاصرة، قال عنها حمد السعيد: ان صاحبها طرح رسالة واضحة جدا وهي مكافحة الغلاء، وقال سلطان العميمي: ان المتسابق ينقل وجهة نظره للمسؤولين، وأشار بدر صفوق الى ان القصيدة رسالة عامة لكل الخليج وهي رسالة «محب عاتب»، وذكر د.غسان الحسن ان القصيدة تتميز بموضوعها الذي ذهب لمشاكل المعيشة، والتي طرحها الشاعر بذكاء دون المساس بأي طرف متعلق بالموضوع، وأضاف ان القصيدة مباشرة لا مجال فيها للتأويل، وتجلت الشاعرية في الأبيات التي تخاطب الخليج.
الليل أعتم
واختتمت الحلقة بالمتسابقة هلالة الحمداني (عمان) وقصيدة بعنوان «الليل أعتم»، قال عنها سلطان العميمي: ان المتسابقة تقدم النصح والعظات رغم صغر عمرها، وهناك بروز للأنثوية والذات رغم مخاطبتها المذكر، وأشار بدر صفوق الى ارتفاع الحس الديني في النص، وأكد د.غسان الحسن على وجود ملامح بالنص تدل على ان صاحبته امرأة شاعرة قامت بالتشخيص الجيد للمشاكل التي تعيشها في الحاضر، كما ان النص به جماليات كثيرة. وفي نهاية الحلقة أعلنت لجنة التحكيم قرارها بتأهل المتسابقين عامر بن عمرو (اليمن)، ومحمد النوه المنهالي (الامارات)، واستبعاد المتسابق الهاب عوض الحربي (السعودية).
صفحة الواحة في ملف ( pdf )