سيف محمد الرشيدي
«آخر قصائد الراحلة وصية لزوجها» هكذا كتب القائــمون على موقع ابيات الأدبي في بداية تعريف هذه القصيدة التي بلغ عــدد زوارها منذ لحظة 1700 منذ ان طرحــت قبل شهر وهـــو رقم قـــراءات عال جدا بحسب مقياس موقع ابيات، «عابرة سبيل» الرائــعة الراقــية كانت هذه آخر قصـــائدها التي وصــلت ووجـــدت طريقها الى النشر، ويكفينا ان نصـــنف «عابرة سبيل» بأنـــها افضل شاعرة ظهرت في الثلاثين عاما الماضـــية ولأكثر من اعتبار وسبب.
«عابرة سبيل» اولا كتبت بنفس انساني خالص دون ان تصنف شعرها رجاليا او نسائيا، الاهم ان «عابرة سبيل» عندما صدر لها ديوانها الاول والوحيد سجل اعلى نسبة توزيع في تاريخ كتب الكويت ولمدة اكثر من 6 اشهر وهو يحتل المركز الاول في تصنيف الكتب الاكثر مبيعا في الكويت وهو ما لم يتحقق لأي كتاب من قبله ولا نعتقد انه سيتحقق لأي كتاب من بعده.
«عابرة سبيل» حالة استثنائية في كل شيء في حضورها وفي انتقائها للكلمات وفي نجوميتها وفي اختيارها لأماكن النشر التي تمنحها قصائدها.
كانت الساحة الشعبية عندما تستقبل قصيدة لـ «عابرة» تقف على قدم وساق لأكثر من اسبوع حيث يدور الكلام والنقد والاخذ والرد حول قصيدتها الاخيرة.
«عابرة سبيل» هي الشاعرة الشعبية الوحيدة، بل الشاعرة الوحيدة التي استطاعت ان تنافس كبار الشعراء وتصنع لنفسها بصمة شعرية واضحة وخارقة للعادة وتميزت حتى ان كثيرات قلدنها، بل ان شعراء رجالا قلدوها وحاولوا تقليد اسلوبها.
تفرد اسلوبها هو الذي وضعها في المقدمة، قصائدها هي التي جعلتها في المقدمة بل وستظل في مقدمة الشعراء والشاعرات.
نصوصها ترسم حقبة لفتيات الثمانينيات والتسعينيات وبداية الألفية الثالثة، لم تكن مجرد شاعرة عادية بل وثقت مرحلة مهمة من تاريخ الشعب الكويتي فيما يخص التفكير النسائي في السنوات الـ 25 التي كتبت فيها الشعر، نعم «عابرة» موثقة تاريخية وليست مجرد شاعرة.
اذا ما جاء باحث ليعرف تفكير الفتاة البدوية ابان فترة الثمانينيات والتسعينيات فلن يجد لسانا افضل من لسان قصائد «عابرة» ليستشف حقيقة تفكير الفـــتاة البــدوية بكل ما فيها من احلام ورؤى وهموم.
لأول مرة اتناول «عابرة سبيل» بكتابة كاملة وأعتقد انه مهما كتبت فلن أوفيها حقها كشاعرة كانت تعيش الشعر وتتنفسه بل انه يتوالد داخلها ويتجدد حتى بعد موتها نجد في شعرها الكثير الذي لم نره سابقا.
نعم العباقرة ومن بينهم «عابرة» تتجدد اشعارهم حتى بعد موتهم، نجمة الشعر التي لا تغيب وان انتقلت الى بارئها ستبقى بكل ركن من اركان الســـاحة الشـــعبية شمــعة تـــضيء للــــقادمين من الشعراء.
ونقدم اليوم آخر نص وجد طريقه الى النشر من بين نصوص الشاعرة العبقرية وملكة الشعر غير المتوجة «عابرة سبيل»، التي مرت من طـــريق الشعر الشعبي عابرة وتركت عبقها الشعري يملأ الاركان ويسكن قصائد الكثيرين.
وفي هذه القصيدة اتحدى اي شخص يملك ذرة انسانية في قلبه ان يمنع عينيه من الغرق حزنا على شاعرة عندما كتبت صدقت في نص اقل ما يمكن وصفه به انه مبك الى حد الهستيريا.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )