أنفال القلاف
تبدو لقاءات التعارف الأولى مصطنعة وباردة بعض الشيء، حيــث يسعى كل طرف جاهدا لإبراز مواطن جمال شخصيته و مهاراته الكلامية، مقتطفــا مــن حدائــق اللطف واللباقــة أزكى الــورود، وإن كــان علــى نقيــض ذلــك تمــاما فــي حقيقــة الأمــر، إلا أن مســألــة تــرك بصمــة فريــدة مــن نــوعهــا - كــانطبــاع أول - فــي ذهــن الآخــر هدف جدير بالمحاولات، آليت إلا أن أكــون حقيقيــة فــي مصافحتي الأولى لكفــوف «الأنباء»، لــن أكتــب إلا ما يمليه علــي عقلــي بالتضافر مع ضميــري، فكــم هــي جميلــة هذه النوافذ التي تفتح فــي وجــه المـرء، وكــم هــو جميل شعور من لم تتجــاوز -العشـريــن- وقــد خصصت لها مساحة للتفكير بصوت عال.
عجـبـت بعض الأعين لقراءة قصــائــدي، والأسماع كذلــك، لــم أعتبــر ذاك التعجــب ســوى بشــــرى ســارة، فعــــادة النــاس هــي الانجذاب لكــل مــا هــو جديــد ومغــايــر، لا يمــت لتصوراتهم المألوفة بصلــة، ولا عــلاقة لــه بالبدائل الأخرى من قريب أو بعيد، ليــس الأمــر معقــدا ويحتاج في الواقع إلــى هذا الكـم مــن التفكير وإعــادة التفكيــر، فكمــا أن الأكسجيــن متــاح لجميــع المخــلوقــات، الشعر لا يختلف كثيــرا، بــل لا يختلــف بتــاتــا، كتبته بعد أن كتبنــي، وأخــذت أرســم بالكلمــات مــا لا أستطــع رسمــه بالألــوان الخشبيــة، أشكــل منــه صــورا تذكـارية، حــزينــة تــارة وتــارة مبهجــة، رغــم أنــي.. حضـريــة، فــأيـن المشكلــة فــي ذلك ونحن في بلد ديمقراطي؟
قالوا: حضرية وتكتبين القصايد
قلت: الشعر ما هو على البدو مقصور
حضر وبداوة لكن الشعـر واحد
إحساس راقي وفن وابداع وشعور
صفحة الواحة في ملف ( pdf )