هادي الجامع
«هذا أول الدرب سيري يا خفاف الركاب» بهذا المطلع كانت قصيدته التي عانقت ذوائقنا وعانقتها بحفاوة في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، الشاعر الرائع جابر البطحي رغم انه لم يكمل مشواره المليوني الا انه مازال حاضرا في قلوب كل من تابع تلك الحلقة، والتي اعلن من خلالها البطحي انه يمتلك شاعرية على قدر كاف من الموهبة والاحترافية رغم حداثة التجربة ولا تحتاج سوى منبر اعلامي لاحتضانها وتقديمها للجمهور بشكل راق يليق برقي شاعريته وشخصيته، حزنا لخروجه من المسابقة كما حزنا لابتعاده عن وسائل الاعلام وحزنا أكثر لإعلان اللجنة انسحابه من المسابقة دون شرح الأسباب أو تعزيته على الأقل لوفاة والده والاكتفاء بكلمة اقصيناه من المسابقة لعدم حضوره لحلقة الدور الثاني والذي تأهل لها بأحقية اجمع عليها الجميع حتى منافسيه في الدور الأول.
«ما همني المركز الثاني وقبل الأخير» رغم ان خاتمة قصيدته بها الاجابة الشافية كل التساؤلات التي ممكن ان نطرحها الا ان الجمهور مازال يتساءل «أين البطحي ولم هذا الابتعاد، هل هي قناعة منه وقرار شخصي أم هو تجاهل وعدم اكتراث من وسائل الاعلام، تساؤل لن يجيبه الا البطحي نفسه ونتمنى ان نراه قريبا».
هذا أول الدرب سيري يا خفاف الركاب
دون المسافة تعب صوت وخطاوي مسير
رفرفت مــع بـيـرق الشاعر عــزيـز الجناب
وبعثرت مـــن مجمل الأحــلام شـي كـثـير
ما جيت ابدمح خطا المخطي واعيد الصواب
جيت اقسم الحد في سيف الكلام الشطير
شــاعر وابـرقــا السما واحـوم حـومة عقاب
لـعـيــون داري وحـمـران الـنـواظـر مـطـيـر
لين ايتساوى فـالأرض اسهولـهـا والهضاب
حـتـى اشــوف ابـعـلـوي من تكابر صغير
ابـفـتـح لـكـل ظـلـمــة للـتـعـابـيـر بـــاب
والـنـور كلمة عجز عنها لـسـان الضريـر
مــا بيـني وبـين مفتاح المشاعر حجاب
انـا انـا لا فـرزدقـهـم ولانـــي جـــريـر
انا اكبر امن الحضور اللي ملاني غياب
وانا اكبر امـن الكلام اللي يـهـز الضمير
اكـتـب وعـين الـزمن تقرأ حـروف الكتاب
واستطعم الخوف من حال الزمان المرير
غـريـب حـتـى مــع النسيان والاغـتـراب
والحب طـيـر ربـي فيـني وعـيـا يـطـيـر
مهما رمى الوقت في وجه الاماني تراب
بـذكرك يـا سكـر ظـلالـي ومـلـح الهجير
يا سيدي في دفـا بوحي لك أكبر حساب
مـن يــوم علمتني وشلون أحـبـك واغير
ظمى الجفا في عيونك وارتويتك سراب
قــل للمـواعـيـد تنساني وقـل للعـبـير
تهابني خطوة اقدامي وانا صرت اهـاب
نزف الاحاسيس وانياب القدر والمصير
لو كـان كـف المواصل مــا تثنى وعــاب
يمديـك تـرجـع وتـأخـذني مـعـك للأخير
عاتبتني وأنت حتى في سكوتك عـتـاب
وأنـا اعتذرلك وعـذري مـثـل قلبي كـبـير
لا تزعل اليا جفاك أمن السحاب السحاب
شف وش كثر كنت غير وباقي الناس غير
والله لـــو ان الـذنـوب ابـراحتيـنـك ثــــواب
لا عيش عيشة وفـا وامـوت مــوتـة فقير
ما عاد ابي للسؤال اللي بعيني جـــواب
ان كــان يمكن يصير أو كـان لا مــا يصـيـر
لا صرت شاعرك وحساسي ونبضي شباب
مـا هـمـنـي المركز الثاني وقـبـل الأخـيـر
جابر البطحي
صفحة الواحة في ملف ( pdf )