أبوظبي ـ حسين الشمري
وسط حضور كبير ومنافسة قوية وأداء متميز ومقدرة شعرية فائقة، انطلقت ليلة الخميس الماضي أولى حلقات المرحلة الثالثة ضمن المنافسات على بيرق شاعر المليون في نسخته الثالثة، وهي مرحلة صعبة ومثيرة تتضح من خلالها المقدرة الشعرية للمتنافسين على المراكز الأولى في أكبر وأضخم وأقوى مسابقة شعرية في تاريخ الشعر النبطي والإعلام العربي المرئي.
وشهدت الحلقة التي شارك فيها أربعة شعراء من دول عربية مختلفة منافسة نارية وتحديا كبيرا ومفاجآت جديدة على مستوى النصوص والأداء والمقدرة الشعرية، وقدم الشعراء نصوصا مميزة وأبياتا ارتجالية مبدعة، أمتعت جمهور الشعر، ونالت ثناء وإشادة أعضاء لجنة التحكيم.
وحاره ومسجد وحصن فيه نبراسي
الـدار بالـمـجـد وشـيـمـات مـعـمـورة
أبـوظبي دم قلبي مـجـدي الراسي
حروفها في جبين الـدهـر محفورة
بهذه الأبيات المضيئة لشاعر الإمارات الكبير العصري بن كراز المهيري افتتح الإعلامي المتألق حسين العامري انشطة الحلقة الحادية عشرة في مسيرة المنافسات التي حضرها محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصيات وأعضاء السلك الديبلوماسي في دولة الإمارات، وحشد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية، إلى جانب جمهور غفير من دول الخليج وبعض الدول العربية، وعدد كبير من أبناء الجاليات العربية.
نتائج التصويت الجماهيري على شعراء الحلقة الماضية.
في بداية الحلقة، رحب الجمهور بأعضاء لجنة التحكيم في البرنامج: د.غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد، تركي المريخي، بدر صفوق.
بعد ذلك وقبل انطلاق منافسات المرحلة الثالثة، تم الإعلان عن نتائج التصويت الجماهيري على شعراء الحلقة العاشرة والأخيرة في المرحلة الثانية، حيث تأهل الشاعر السعودي زياد بن حجاب بن نحيت بعد أن حصل على أعلى نسبة من تصويت الجمهور (44%) ونتيجة إجمالية (64%) والشاعر اليمني فهمي التام حيث حصل على ثاني أعلى نسبة من التصويت (27%) ودرجة إجمالية (59%)، فيما أصبح الشعراء: زايد بن كروز من قطر، صلاح العرجاني من الكويت، وعلي الحارثي من السعودية، خارج نطاق المنافسات في هذه النسخة.
قطر خارج المنافسة
مع مغادرة الشاعر زايد بن كروز لميدان المنافسة في النسخة الثالثة، أصبحت دولة قطر خارج المنافسات في هذه النسخة، بعد أن حازت بيرق شاعر المليون للنسختين الماضيتين عن طريق الشاعرين محمد بن فطيس المري في النسخة الأولى، والشاعر خليل الشبرمي في النسخة الثانية، وأصبح التمثيل الجغرافي في هذه النسخة مقتصرا على شعراء منالإمارات، السعودية، الكويت، الأردن واليمن.
فرسان الحلقة
في الحلقة الأولى من المرحلة تنافس كل من الشعراء: عبدالله الخالدي وفهد الشهراني من السعودية، محمد المويزري الرشيدي من الكويت، ومحمد قدر السرحاني من الأردن،
وقد حرص الشعراء على قوة الحضور والأداء والتميز والمشاركة بنصوص شعرية متألقة ترقى إلى مستوى المنافسة في هذه المرحلة مع إصرار كل منهم على الظهور المشرف للتمكن من الحصول على أعلى درجة من لجنة التحكيم والتأهل مبكرا للمرحلة قبل النهائية وهي المرحلة الأصعب والأكثر قوة وإثارة وحماسة في مسيرة البرنامج، ويتنافس فيها ستة شعراء هم صفوة الصفوة في هذه النسخة.. حيث سيكونون على بعد خطوة واحدة من البيرق.
المنافسة
انقسمت منافسات الحلقة إلى جزأين تضمن الجزء الأول مشاركة الشعراء بقصيدة حرة لا تزيد على 18 بيتا، حرة الوزن والقافية والموضوع وألا تكون قد نشرت من قبل أو سبق للشاعر أن شارك بها في أي مناسبة، فيما تضمن الجزء الثاني من المنافسات ارتجال الشعراء لبيتين في موضوع تم السحب عليه بالقرعة، وقد تم توضيح آلية الارتجال قبل البدء في هذا الجزء.
أول فرسان الحلقة الشاعر السعودي عبدالله الخالدي، شارك بنص جميل عنوانه (حلم النواظر) قال عنه الدكتور غسان الحسن إنه نص جميل رغم أن فكرته مستهلكة، وأشار إلى الإشراقات الجميلة في كثير من أبياته، ووافق حمد السعيد الحسن حيث أشار إلى أن فكرة النص مستهلكة، ولكنه أشار إلى احتواء النص على بيتين جميلين في وصف البيرق، ورأى سلطان العميمي أن النص جميل في صوره الشعرية وتقليدي في غرضه، وأشار الى أن مثل هذه النصوص لا تبقى كثيرا في الذاكرة، كما علق على بعض التكرار الذي لم يضف شيئا إلى المعنى، وتحدث بدر صفوق عن الشاعرية في النص والالتقاط الجميل في بيتين منه، وقال تركي المرخي إن أبيات النص جاءت سليمة من الحشو والتكلف من البداية إلى النهاية.
ثاني الفرسان كان الشاعر السعودي فهد الشهراني، الذي أطرب الجمهور بصوته العذب وشارك بقصيدة عنوانها (صمت الشعور) رأى السعيد أنها قصيدة جميلة وتدل على مقدرة شعرية فذة، وقال العميمي إن القصيدة جميلة رغم أن الغرض مستهلك، وتحدث عن بناء القصيدة الجيد وانتقال الشاعر من فكرة إلى أخرى بطريقة موفقة، وعلق كذلك على بعض التكرار في النص ونمطية بناء الصور الشعرية، وتحدث صفوق عن توظيف الشاعر للمفردة عبر معان كثيرة في الأبيات، وتناول المريخي الحديث عن تكامل النص من حيث الوزن والقافية والإلقاء، فيما أشار الحسن إلى أن النص جميل في تصويره للصراع بين طموحات الشاعر والظروف المعاكسة، وأوضح أن استخدام الشاعر لكلمة (أنا) في كثير من أبيات القصيدة لم يضعفها وتم توظيفها بطريقة جميلة.
ثالث الفرسان الشاعر محمد المويزري الرشيدي، شارك بنص رثاء جميل بعنوان (رحيل)، أثار الشجن في نفوس الجمهور ونال ثناء وإشادة أعضاء لجنة التحكيم، ووصفه العميمي بأنه نص مميز ونخبوي، وأشاد بأسلوب الشاعر في صياغة الصور الشعرية الجميلة، وتحدث صفوق عن موسيقية الجرس الحزين في الوزن، وكمية الحزن الكبيرة في الأبيات، ورأى المريخي أن الشاعر يمتلك قدرة كبيرة على التدفق الشعري، ونبه على ضرورة أن يكون النص واضحا للمتلقي، وقال الحسن إن النص جميل، وتحدث عن الوزن الذي بنى عليه ورأى أن هذا يدل على وجود ذائقة موسيقية رفيعة عند الشاعر، ورأى السعيد أن النص مليء بالحزن ولا يكتبه إلا شاعر مبدع يمتلك شاعرية فذّة.
مسك ختام الحلقة كان مع رابع الفرسان الشاعر الأردني محمد السرحاني، الذي شارك بنص شعري جميل ومتفرد وجه من خلاله رسالة سلام للرئيس الأميركي باراك أوباما، ونال من خلاله إعجاب الجمهور وإشادة أعضاء لجنة التحكيم لحسن اختياره للموضوع، حيث أشار صفوق إلى أن فكرة النص جميلة وغير مسبوقة، ووصف المريخي النص بأنه جميل وفيه حكمة تجاوزت الواقع، ورأى الحسن أن النص متميز وجميل في فكرته، ولفت إلى الكنايات الكثيرة الموجودة في النص، وأوضح أن هذا الموضوع الذي يتحدث عن السلام يستحق أن يكون مباشرا حتى يفهم الخطاب عند الآخر، ووصف السعيد الشاعر بأنه مناضل وقد وفق في اختيار الموضوع، كما أشاد بالتدفق الشعري عند الشاعر، وقال العميمي إن الشاعر متألق وأن النص جميل وذكي ويرتكز في قوته على أحداث الساحة سياسيا في تناول الفكرة وتبيان أن الدين الإسلامي دين سلام وليس كما تدعي الفئات الضالة، كما أشار العميمي إلى توظيف الشاعر للألوان بطريقة جميلة في الأبيات ما عزز من الشاعرية وجمالية الصور الشعرية.
الجزء الثاني وأبيات الارتجال والمجاراة
قبل أن تنطلق المنافسة في الجزء الثاني من الحلقة شرح الأستاذ سلطان العميمي آلية الارتجال في هذا الجزء، وأوضح أنه سيكون هناك (12) موضوعا بعدد شعراء المرحلة، حيث يقوم كل شاعر بالسحب بنظام القرعة على موضوع في أحد أغراض ومواضيع الشعر، على أن يقوم بارتجال بيتين في الموضوع مع الحرية في الوزن والقافية، وذلك خلال دقيقتين، بعد ذلك يقوم الشعراء الثلاثة الآخرون بمجاراة البيتين ببيتين على نفس الوزن والقافية والموضوع، بحيث يمنح الشاعر الأول دقيقتين والثاني دقيقة ونصف دقيقة، والثالث دقيقة واحدة، وفي حال لم يتمكن الشاعر من ارتجال الأبيات أو مجاراتها في الوقت المحدد ينتقل الدور إلى الشاعر الذي يليه، وتنطبق هذه الآلية في الارتجال على جميع شعراء المرحلة الثالثة.
بعد ذلك انطلقت منافسات الجزء الثاني وقام الشاعر عبدالله الخالدي بالسحب عن طريق القرعة وجاء غرض (الغزل) في أول قرعة، حيث قام بارتجال بيتين في هذا الموضوع، ثم جارى الشعراء الثلاثة أبيات الخالدي وضمن الوقت المحدد لكل منهم.
المتنافس الثاني فهد الشهراني وقع عليه الكتابة في موضوع (الجار)، فارتجل بيتين في هذا الموضوع، ثم جارى الشعراء الثلاثة أبيات الشهراني ضمن الوقت المحدد لكل منهم.
بعد ذلك اختار محمد المويزري عن طريق القرعة موضوع (الولاء)، وارتجل بيتين في هذا الموضوع، ثم جارى الشعراء الثلاثة أبيات المويزري ضمن الوقت المحدد.
وأخيرا قام محمد السرحاني بالسحب ووقع عليه موضوع (التسامح)، فارتجل بيتين في هذا الموضوع، ثم جارى الشعراء الثلاثة أبيات السرحاني ضمن الوقت المحدد.
بعد ذلك علّق أعضاء لجنة التحكيم على أبيات الارتجال والمجاراة لكل شاعر، وأشادوا بمقدرة الشعراء على الارتجال والمجاراة، ورأوا أنهم أبدعوا في ذلك ونجحوا إلى حد كبير في تقديم ما طلب منهم في هذا الجزء من المنافسة.
لحظة الحسم والإعلان عن النتائج
قبل نهاية الحلقة وبعد أن سيطرت حالة من الترقب والقلق على الشعراء والجمهور نظرا لقوة الشعراء ومستوى مشاركاتهم، تم الإعلان عن نتائج تقييم لجنة التحكيم للقصائد الرئيسية وأبيات الارتجال، ومنحت اللجنة بطاقة التأهل الأولى للمرحلة قبل النهائية للشاعر السعودي فهد الشهراني، حيث حصل على (45 من 50 درجة) ومنحت اللجنة درجاتها للشعراء الثلاثة الآخرين كالتالي: عبدالله الخالدي (44 من 50) محمد المويزري (43 من 50) محمد السرحاني (40 من 50) لينتقلوا إلى مرحلة التصويت الجماهيري الذي سيستمر أسبوعا ويتأهل من خلاله الشاعر الحاصل على أعلى نسبة من الأصوات، فيما يغادر اثنان من الشعراء ميدان المنافسة.
ضيف الشرف والفقرة الغنائية
الشاعر السعودي الكبير مساعد الرشيدي والملقب بسيف الشعر كان ضيف الشرف في الحلقة، حيث أمتع الجمهور بقصائد ممتعة، وأضفى حضوره الكثير من الجمالية على مجريات الأمسية، ووجه الرشيدي في البداية التحية إلى القائمين على برنامج شاعر المليون، وعبر عن سعادته لتواجده على مسرح شاطئ الراحة، وأكد أن مثل هذا المسرح كان حلما بالنسبة لجيله من الشعراء وقد أصبح حقيقة وتجاوز الحلم، ووجه الرشيدي نصيحة ووصية للشعراء المشاركين في شاعر المليون وقال إن هذا المسرح لم يخذلكم فلا تخذلوه ولتثبتوا للجميع أنكم كنتم أهلا لهذا الإبداع وهذا النجاح.
ثم ألقى الرشيدي قصيدة رائعة وقال إنها تحية محبة وتقدير إلى أبوظبي وشعب الإمارات وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الداعم الأول للشعر والشعراء والثقافة والأدب، كما ألقى في فقرة تالية قصيدة غزلية جميلة نالت اعجاب الجماهير.
وتضمنت الحلقة فقرة غنائية جميلة للفنانة أروى، التي أمتعت جماهير الشعر بصوتها العذب، وعبرت عن سعادتها لوجودها في مسرح شاطئ الراحة والغناء لجمهور الشعر.
فرسان الحلقة القادمة
في نهاية الحلقة تم الإعلان عن أسماء الشعراء المتنافسين في الحلقة الثانية من المرحلة الثالثة يوم الخميس المقبل، وهم: عيدة الجهني ومحمد آل فارس التميمي من السعودية، محمد بن طناف الكعبي من الإمارات، ومشاري المري من الكويت.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )