لكــــــــي يكون هناك إبداع...... يجب أن يكون هناك نقد.
النقــــد... هو العلاج لكل الأمراض الأدبيـــــة والشعريـــة والفنيـــــة المزمنة، والتي أزكمت رائحتها الأنوف، وسحقت أو كادت تسحق الذوق السليم.
النقد هو الفلتر الذي سيصفى الذائقة الشعرية، ويعيد صياغة الموروث ويمنح الحديث دفعة حركية للأمام.
النقد هو الأساس
ولكي يكون المرء قادرا على القيام بهذه المهمة... يجب عليه التحلي بالصبر... والقدرة على تحمل سوء الظن وتطاول الأغبياء عليه باللمز والغمز.. وعدم الإصغاء لهرطلة السفهاء وتذمر الحمقى وعناد المغفلين... وأنه لا يوجد كبير في عالم الشعر.... أمير الشعراء والمتنبي والسياب ونزار وحجازي لم يسلموا من مشرط النقد ومحكمة العدل والتجريح.. نعم.. لا يوجد كبير في عالم الشعر، وأن من رفض النقد أو صرخ منه عليه أن يحتفظ بما لديه ولا يلوث أسماعنا وذائقتنا بسخافاته.
هذه النظرة للواقع الشعري المعاش والملوث ستنسف كل الأنماط الشعرية المفروضة على الساحة «لأن ما يبقى ويستمر في التاريخ هو فعلا في مصير الإنسان وعاملا رئيسيا في تحويله وتحريره «كما يقول محمد بنيس القمع السياسي يمكن التغلب عليه بالدماء والمناورة والحنكة، والقمع العسكري يمكن التغلب عليه بالمقاومة المسلحة... أما القمع الفكري فيصعب الخلاص منه، لأنه من أخطر أنواع القمع البشري لأنه موجه ضد العقـــل والإرادة... وخير وسيلـــة للخلاص منه في إعادة الوعي والنظر إلى الموروث الشعري بعين الريبـــة لا بعين التقديس، والتعامــل مع مـا هو موجـــود من منطق النديــة.... وأنهـــم رجال... ونحن رجال.
محمد مهاوش