بلغة واحدة، كشفت كل من «تويوتا» والإدارة الوطنية لسلامة الطرقات السريعة «nhtsa» عن نتائج تحقيقاتهما في القضية التي شغلت وسائل الإعلام الأميركية على مدى أسبوع كامل حول نجاة جيمس سايكس (61 عاما) من تسارع غير مقصود لسيارته التويوتا بريوس 2008، حيث كشفت تلك التحقيقات الفنية والفيزيائية أن سايكس يحتمل أن يكون قد اختلق المشكلة لإثارة الهلع، حيث أثبتت التحقيقات أنه كان لطيفا مع الفرامل وليس كما ادعى أنه استخدمها بقوة وعنف. وقد حضر ممثلون عن أعضاء الكونغرس الاختبارات التي أجرتها تويوتا للتأكد من سلامة إجراءاتها.
وفيما رفضت كل من تويوتا و«nhtsa» حسب ما هو منقول عن وسائل الإعلام تكذيب سايكس رسميا، فإن مصادر تشير الى أن تحقيقات بدأت خلف الكواليس حول احتمالات أن يكون سايكس أراد أن يخلق نوعا من الهلع نحو أنجح سيارات تويوتا في العالم وأكثرها شهرة في العصر الحديث وهي سيارة الدفع الهجين «بريوس».
وعرفت قصة سايكس على مستـوى الولايــات المتحـــدة بـ«البريوس الهاربة»، وثارت حولها العديد من الشكوك فيما إذا كانت القصة قد نقلت بصورة صحيحة أو مشوهة بهدف زيادة الترويع.
وعقد ممثلو تويوتا مؤتمرا صحافيا بالأمس في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا على مقربة من المكان الذي ادعى فيه سايكس قصته في 8 مارس الجاري حول تسارع غير مقصود لسيارته.
وقبل مؤتمر تويوتا بساعات قليلة، أعلنت «nhtsa» وعلى نحو منفصل أن تحقيقاتها لم تتمكن من التوصل لدليل واحد يدعم تسلسل قصة سايكس أو يدحضها، ونفس هذا الرد الذي حمل صيغة الأدب نحو سايكس قدمته تويوتا أيضا في مؤتمرها.
ووفق قصة سايكس التي تناقلتها وسائل الإعلام، اتصل الرجل الستيني بـ 911 ليبلغ عن خروج سيارته البريوس عن نطاق السيطرة لمدة 20 دقيقة قبل أن يستعيد التحكم فيها بمساعدة إحدى دوريات كاليفورنيا للطرقات السريعة.
وقالت تويوتا وكذلك «nhtsa» بأنهما لم تجدا ما يدل على أن سايكس استخدم الفرامل بشدة كما ادعى في وصفه للأحداث التي مر بها. ورفضت تويوتا التعليق على باقي تسلسل الأحداث وقال مايك مايكلز الناطق الرسمي باسم تويوتا: نفضل أن نترك هذا الأمر للآخرين، حيث طالبت تويوتا على ضوء نتائح تحقيقاتها وتحقيقات «nhtsa» بضرورة التحدث مع سايكس لاستجلاء الحقائق حول تسلسل قصته.
وجاءت قصة سايكس في توقيت حرج لتويوتا التي كانت تعمل لتفنيد العديد من الملابسات الأخرى ومن ضمنها تقرير البروفيسور غلبرت المفبرك بالتعاون مع قناة abc الأميركية (التفاصيل). فظهور سايكس بقصته خلق نوعا من الربكة تجاه جهودها.
وقالت تويوتا ان تحقيقاتها وتحقيقات nhtsa كشفت عن ضغط سايكس وبـ «لطف» على الفرامل 250 مرة لمسافة بلغت 80كيلومترا على أحد الخطوط السريعة، كما لم تجد التحقيقات أي أدلة فيزيائية وفنية تكشف ان السيارة كانت خارج نطاق السيطرة، أو أن دواسة البنزين لا تعمل على نحو جيد، وتبين عدم وجود تداخل بين الدواسة وبين غطاء السجادة الأرضية، بل وحتى الغطاء لم يكن قريبا منها ليلمسها.
وبفحص كمبيوتر التحليل الذاتي الذي تحمله السيارة، لم تتولد أي إشارات إنذار تدل على وجود مشكلة فنية.
وعن أسباب عدم استجابة نظام تحمله السيارة لاستعادة الطاقة المهدرة لشحن البطاريات، والذي يعمل وفق مبدأ مشابه لنظام الفرملة المهيمنة brake override بهدف حماية البطاريات من الشحن الزائد، قالت تويوتا ان النظام لا يتحفز إلا بضغط معتدل أو متوسط على دواسة الفرامل، وأن سايكس كان يضغط بلطف لذلك لم يتحفز النظام.
ووفق الاختبارات التي أجرتها تويوتا و«nhtsa» على نفس السيارة تبين أن النظام يعمل بكفاءة عالية ومن دون تأخر عند الضغط على دواسة البنزين ودواسة الفرامل في آن واحد حيث انقطعت قوة المحرك فورا، وحاولت تويوتا وnhtsa إجراء التجربة تماما وفق التسلسل الذي ذكره سايكس بعد استبدال الحواشي المهترية فلم تنجح جهودهما في خلق تسارع غير مقصود أو إيصال نظام الفرامل إلى مرحلة لا يعمل بها بكفاءة عالية.
وباختبار نظام التشغيل عبر الزر الكهربائي، تبين أن محرك السيارة يمكن إيقاف دورانه كليا بالضغط على الزر مدة ثلاث ثوان متواصلة. وقد ذكر سايكس أن الدورية التي ساعدته على إيقاف السيارة طلبت منه أن يقوم بذلك، وأنه الإجراء الذي أوقف السيارة حسب ادعاءه.
وتشير التحقيقات إلى احتمال أن يكون سايكس قد قاد سيارته ضاغطا بقوة على دواسة البنزين في نفس الوقت الذي كان يضغط فيه وبلطف على دواسة الفرامل، ولذلك كانت حشوات الفرامل قد اهترت بشكل واضح، وهذا لن يحدث وفق تسلسل الأحداث التي رواها سايكس. وقالت تويوتا ان نتائج تحقيقاتها وتحقيقات «nhtsa» تحتم العودة إلى التحاور مع سايكس للتدقيق مرة أخرى في تسلسل الأحداث وفيما إذا أغفل ذكر أي من التفاصيل خاصة وأن هندسة وتصميم السيارة ومكوناتها الفنية يستحيل أن تؤدي إلى القصة التي ذكرها سايكس.
وطالبت زوجة سايكس وسائل الإعلام بالابتعاد عن منزلها بعد تسرب معلومات باحتمال أن تكون قصته مختلقة لإثارة الهلع، فيما رفض سايكس وكذلك الشركة القانونية الممثلة له التعليق على نتائج تحقيقات تويوتا و«nhtsa».
وقالت «nhtsa» ان قصة سايكس قد لا تجد ما يفسرها، وأنها كجهة فيدرالية ستواصل التحقيق، ولكن جميع تحقيقاتها حتى الآن لم تكشف وجود عيب أو خطأ في سيارة سايكس.
ويبدو أن وسائل الإعلام الأميركية نفسها بدأت تغير من نهجها حول تويوتا في اليومين الماضيين خاصة بعد أن تسرب إليها معلومات عن عدم وجود أي أدلة مادية تدل على أن بريوس سايكس بالفعل عانت من المشكلة أو تعرضت لنفس تسلسل القصة التي رواها، واحتمال أن تكون قصته مختلقة لإثارة الهلع.
وبدأت كبرى وسائل الإعلام تتحدث عن احتمال أن تكون العديد من المشاكل التي طالت تويوتا لخطأ ارتكبه العملاء أنفسهم بالضغط على دواسة البنزين بدلا من الفرامل، وبدأت تشير الى أنها تفضل انتظار نتائج الاختبارات على أن تروج لمثل قصص سايكس.
وما عزز التوجه الجديد نحو احتمال أخطاء ارتكبها العملاء أن وسائل الإعلام بدأت تتحدث أكثر على أن المشكلة محصورة بشكل رئيسي في السوق الأميركية وأن التسارع غير المقصود لم يبلغ عنه إلا بشكل محدود جدا وبأقل من المستويات التقليدية في باقي دول العالم الأخرى.