استولت الحماسة على مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في وقت نزل فيه ملايين الأشخاص بلباسهم التنكري إلى الشوارع وهم يغنون على أنغام السامبا في مدينة باتت أكثر أمنا بعد السيطرة على أعنف مدن الصفيح فيها.
ولم يثن الرذاذ الخفيف الذي نزل على المدينة مليوني شخص عن المشاركة في عرض «بولا بريتا» الشهير، على ما أفاد المنظمون.
وتجمع مئات الآلاف في جادات وسط المدينة الذي حظرت فيه حركة السير باستثناء الشاحنة الضخمة المدججة بمكبرات الصوت التي كانت تبث موسيقى السامبا بصوت عال جدا، وقد تبعت الحشود هذه الشاحنة التي تعرف باسم «تريو - الكتريكو» وهي ترقص وتغني بأعلى صوت.
وقالت إحدى المشاركات في الكرنفال وتدعى فولياو، والتي كانت معتمرة شعرا مستعارا مجعدا ونظارتين شمسيتين صفراوين ضخمتين: «الجميع يختلط ولا فروقات في الطبقة الاجتماعية، الجميع هنا يتمتع بالرغبة نفسها بالاستمتاع».
وأوضحت أنه يكفي ارتداء قميص قطني والتسلح بالعزم على الرقص للمشاركة في «البلوكو»، وهي عبارة عن مجموعات كرنفالية في الأحياء. ومن المقرر أن تشهد ريو دي جانيرو خلال الكرنفال أكثر من 460 «بلوكو»، ويصل الكرنفال إلى ذروته مع عروض مدارس السامبا على جادة سامبودروم التي تعتبر أضخم استعراض في العالم. وقال بالو والبالغ من العمر 22 عاما: «بولا بريتا هو أفضل بلوكو في ريو، يتم استقبال الجميع من أي بلد أو مدينة أتوا»، مؤكدا مشاركته في «البلوكو» منذ ست سنوات.
وتحسن الأمان وبدأت السلطات المحلية سباقا مع الزمن منذ العام 2008 لتحسين الأمن والسلامة في احدى أكثر ولايات البلاد عنفا، وذلك تحضيرا لكأس العالم لكرة القدم العام 2014 ودورة الألعاب الأولمبية في 2016 التي ستستضيفها ريو دي جانيرو. وعمد عناصر الجيش والشرطة مدعومين في غالب الأحيان بمدرعات في الأشهر الأخيرة إلى طرد تجار المخدرات من أكثر مدن الصفيح عنفا، وقد أنشئت شرطة محلية في الأراضي التي سيطرت عليها السلطات.
وبين الساحرات ورجال العنكبوت، ترقص تاييس، البالغة من العمر 20 عاما، رقصة السامبا بأناقة وهي سعيدة جدا بالهدوء هذه السنة، فهذه الطالبة تأتي من إحدى 20 مدينة صفيح تم فرض النظام فيها، من أصل ألف مدينة تضمها المدينة ويقيم فيها ثلث سكانها البالغ عددهم ستة ملايين نسمة.
وعلى غرار ريو، فإن الحركة في البرازيل برمتها وهي سابع اقتصاد عالمي، تتوقف على مدى أسبوع تقريبا، وقد استحوذت على سكانها الـ 193 مليونا من الشمال إلى الجنوب حمى الكرنفال التقليد العائد إلى 150 عاما.