- محافظة مالوبولسكا: حدائق شاسعة.. ومناظر خلابة.. ونقطة مركزية للانطلاق برحلة بالسيارة نحو التشيك أو سلوفاكيا أو النمسا
كراكوف قلب بولندا النابض بالحياة والسهر والصخب والحيوية والجمال، مدينة يصعب عليك نسيانها لما تزخر به من مواقع جذب تضعها على رأس قائمة ابرز المدن البولندية التي يقصدها السياح من مختلف ارجاء العالم بمعدل اكثر من مليوني سائح سنويا.
فالمدينة وجهة كل عاشق للتاريخ والعمارة من مختلف العصور، وتعتبر ساحة المدينة (رينيك) من أكبر ساحات المدن الأوروبية التي تنتشر فيها المقاهي على جانبي طرقاتها ويرتادها الشباب والعائلات الذين يشاهدون يوميا عروضا مختلفة بوسط الساحة من رقص فولكلوري الى تنظيم مسابقات وغيرها من الانشطة التي تضفي جوا اضافيا مسليا لمرتادي المقاهي والمطاعم الفاخرة، والتي يرجع بعضها الى عام 1600 ويحرص رؤساء الدول عند زيارة بولندا على ارتيادها وتذوق المطبخ البولندي الفاخر والفواكه المميزة التي تعتبر من الألذ والاشهى.
هي ثالث اكبر مدن بولندا وتزخر بمواقعها الاثرية وقصورها التاريخية العديدة التي تستنشق عبرها عبق التاريخ كقلعة فافل التي تعتبر متحفا فنيا وبازيليك سانت ماريا ومبنى الجامعة الياغيلونية والمتحف الوطني بالاضافة لاكثر من 6000 موقع أثري، وغيرها من المواقع التي تستطيع رؤيتها عبر استئجار عربة يجرها حصان لتكون فرصة سانحة لك ولعائلتك لاخذ جولة قصيرة ممتعة في كراكوف.
أقدم الأسواق
متعة التسوق في كراكوف لها مذاق آخر مع السوق القديم الذي تتبضع منه مصنوعات يدوية تعبر عن الذوق الپولندي الرفيع ويكتسب التسوق لذة مضافة عندما تعلم انه احد اقدم الاسواق في اوروبا والمستمر منذ نحو 700 عاما.
وطوال تنزهك سيراً على الاقدام في كراكوف تلاحظ فتيات يعزفن الموسيقى على جنبات الطريق، ليس من اجل استجداء الاموال كما هو معروف في بعض مدن العالم، بل رغبة منهن في أن يصادفهن الحظ ويستمع لغنائهن احد المنتجين ممن يتصادف مرورهم اثناء زيارتهم المدينة ولتصبح ربما في المستقبل نجمة عالمية انطلقت من شوارع كراكوف.
عاصمة الثقافة
وكراكوف هي عاصمة الثقافة الاوروبية لما تتمتع به من انشطة ثقافية وترفيهية عديدة ومعارض يتم فيها عرض اهم وابرز لوحات الفن التشكيلي العالمي مثل لوحة lody with an ermine لليوناردو دافينشي، وتضم ما لا يقل عن 28 متحفا ومعرضا فنيا دائما وعددا كبيرا من المسارح الشهيرة والحفلات الموسيقية.
تقع المدينة في محافظة مالوبولسكا والشهيرة بطبيعتها الجبلية الساحرة، ومناظرها البديعة ببانورامات جميلة لجبال عالية تصـل لـ 1957 مترا فوق سطح البحر ما يرضي جميع اذواق السياح بمختلف رغباتهم من مسارات المشي لمحبي التنزه في الطبيعة الخلابة ومسارات الدراجات الهوائية التي تؤمن لك نزهة لا تنسى ورحلات بحرية ونهرية بقوارب خشبية.
المدينة الخضراء
تمتاز كراكوف بموقع جغرافي بديع عند السفوح الشمالية بجبال تاترا بارتفاع 219 مترا عن سطح البحر، ولتكون بحكم موقعها مدينة خضراء لديها عدد كبير من الحدائق العامة، تضم مرافق للرياضة والترويح بجانب النصب الجميلة. أما على صعيد المحميات والغابات فتوجد في المدينة وضواحيها الأراضي الخضراء وغابات محمية بقوة القانون، والتي تشكل متنفسا للسكان والزائرين. أما خارج المدينة، فهناك محمية «أويتسوفسكي بارك» المحمية الممتدة على مساحة تزيد على 14 كيلومترا مربعا وتبعد عن المدينة 16 كلم.
من أبرز شخصيات المدينة البابا يوحنا بولس الثاني، وعالم الفلك نيكولاس كوبرنيكوس الذي تشاهد مخطوطاته داخل متحف جامعة كراكوف.
السفر بالسيارة
والسائح الخليجي غالبا ما يرغب في التجول بسيارته قاطعا عدة مدن أوروبية من بلدان مختلفة.. كراكوف تعتبر مكانا مثاليا للانطلاق بجولة أوروبية عبر سيارة، حيث تصل منها إلى مدينة زاكوبانا التي تعتبر العاصمة الشتوية لپولندا، وتقع عند سفح أعلى جبال پولندا الذي يصل لعلو 2500 متر ويشاهد السائح في جولته مناظر آسرة ستبقى في مخيلته.
ويستطيع السائح الراغب في التجول أوروبيا الوصول إلى سلوفاكيا انطلاقا من كراكوف في زمن ساعة ونصف الساعة فقط وكذلك أيضا التوجه غربا من كراكوف ليصل إلى جمهورية التشيك في زمن ساعة ونصف الساعة ايضا، ثم يستطيع الدخول من براغ إلى فيينا عاصمة النمسا، وليخوض السائح بذلك تجربة جولة شرق أوروبية مميزة بعيدا عن الأماكن التي يقوم السائح الكويتي بزيارتها سنويا.
منجم فيلتشكا الملحي
معلم سياحي بارز يبعد عن وسط كراكوف 14 كيلو مترا فقط، وهو منجم فيلتشكا الملحي أحد أكبر واقدم واغرب واجمل مناجم الملح في بولندا والعالم، والذي يتشكل من 30 كيلو مترا من الممرات والانفاق والقنوات تحت الارض المملوءة بالملح البحري الاصلي ذي اللون الرمادي الاسود والمحتوي على كميات من الحديد والمشابه للرخام احيانا بلون برتقالي جميل.
يعتبر المنجم احد ابرز معالم پولندا السياحية ويزوره سنويا نحو مليون سائح يغوصون في رحلة تحت الارض ليروا فقط ما نسبته 1% من المنجم، وذلك بسبب ضخامة حجمه المتألف من نحو 200 قاعة.
منذ لحظة دخولك المنجم تختار اما النزول عبر المصعد او عبر الدرج بنزولك نحو 54 طابقا تحت الارض لتشاهد منحوتات تماثيل الملح ومنحدرات جبلية صعبة كان عمال المناجم البسطاء يربطون انفسهم بالحبال ليتزودوا بما تيسر من الملح الذي كان يعادل ثمن الذهب في تلك الايام لاهميته الكبيرة.
يضم المنجم صالة عرض واسعة فيها عدد وافر من اللوحات العالمية كلوحة العشاء السري منحوتة فقط من الملح، كما تتم فيها اقامة مناسبات خاصة كحفلات الزفاف وعدد من المعارض الاخرى بالاضافة لوجود ثريا رائعة صنعت بلوراتها من الصخر الملحي واضاءت القاعة بكاملها.
المشي على الماء
تطالعك اثناء زيارة المنجم ايضا بحيرات ملحية تفوق ملوحتها نسبة ملوحة البحر الميت بــ 3 مرات فبينما في البحر الميت تستطيع الطفو على سطح الماء وقراءة الجريدة هنا في بحيرة المنجم تستطيع حتى المشي على سطح المياه.
يشهد المنجم رياضات عديدة كرياضة القفز المطاطي داخل هذه القاعة، ويتوقف اجراؤها حسب ظروف معينة يتم اتخاذها كما يتم اجراء ماراثونات رياضية في بعض الاحيان وهي مفيدة جدا لاخراج الاضرار من الجسم، ان يعتبر هواء المنجم صحيا جدا لمعالجة امراض التنفس خاصة من قبل كبار السن الذين يرتادونه بكثرة لتحسين التنفس.
قاعات العلاج
ومؤخرا تم افتتاح وتجديد عدد من القاعات المخصصة لعلاج حلات التنفس في المنجم، منها غرف الاستنشاق ultra sound والذي يتميز باستخراج السوائل من الرئة بطريقة طبيعية، وبغض النظر عن السياحة في المنجم، يعتبر المنجم مقصدا للسياحة العلاجية حيث يزوره الآلاف خصيصا لهذا الغرض والبعض منهم يرتاد فنادق فخمة مجاورة ويكتفون بالعلاج داخل المنجم.
ادرج هذا المنجم عام 1987 ضمن قاعة التراث الحضاري والعالمي لمنظمة اليونسكو لما يتميز به من خصائص فريدة على مستوى العالم ولما يقدم من لمحة مفصلة عن تاريخ التعدين العالمي بدءا من اولى مراحله من القرن الرابع عشر عندما بدأ العمل في هذا المنجم وصولا الى عام 2007 عندما توقف العمل فيه، وذلك للحفاظ على اهميته وعدم استخراج الملح كله.
كما تشاهد خلال جولتك في المنجم لوحات حية منها قاعة لتشرح لك ما كان يعانيه عمال المناجم من وجود جيوب الميثان بين الصخور فتسمع وانت داخل القاعة صوتا رمزيا كصوت الانفجارات التي كانت تحدث بداية القرن الثالث عشر داخل المنجم.
أحجار الملح المضيئة
ما يلفت انتباهك ايضا قاعة عرض مخصصة لاحجار وكتل لانواع مختلفة من الملح تمتص الضوء في القاعة ثم عندما يتم اطفاء النور يعطي كل نوع من الملح ضوءا بلون مختلف يميز المنجم.
خلاصة الامر انه عندما تزور كراكوف لابد لك من زيارة منجم فيلتشكا الذي لا تكتمل زيارتك لپولندا دون رؤيته.