الدوحة ذعار الرشيدي
تسعى قطر ومنذ العام 2007 إلى أن تتحول إلى قبلة سياحية عالمية، وانطلقت بهذه الفكرة بالتوازي مع تحول الدولة إلى التنمية الشاملة، وتسعى جاهدة لأن تحقق هذا الهدف قبل العام 2022، العام الذي ستصبح فيه شبه الجزيرة قبلة أنظار العالم باحتضانها أهم حدث رياضي عالمي.. كأس العالم.
وتتعدد المفاهيم التي تسعى قطر لتأسيسها وتسوق لنفسها كقبلة سياحية عربية عالمية اقتصاديا وفنيا ورياضيا وثقافيا ايضا عبر أنشطة متعلقة بالاقتصاد والفن والثقافة والرياضة، فمن المؤتمرات الاقتصادية والإعلامية إلى المهرجانات الفنية والبطولات الرياضية المتخصصة وانتهاء بالمؤتمرات الإقليمية الخاصة بالشأن السياسي.
نجحت قطر في تأسيس بنية تحتية قوية للتحول إلى بلد يجذب السياح، فتحت عنوان «77 شيئا يمكنك أن تفعلها في قطر» عبر موقع هيئة السياحة القطرية، ستجد أن هناك 77 مكانا ومقرا ومنتجعا يمكنك زيارتها في قطر بين شواطئ مفتوحة ومنتجعات تجارية وفنادق وأنشطة موسيقية ورياضية ومتاحف وأسواق تراثية وأخرى حديثة، فمن سوق واقف إلى قرية كاتارا الثقافية مرورا بحديقة اسباير وحلبة سباق الشحانية وانتهاء بعشرات المواقع السياحية الأخرى كالمتحف الإسلامي ومتحف الشيخ فيصل آل ثاني، وبين هذا كله أكثر من 10 مولات تجارية تضم أرقى الماركات العالمية، عدا الشواطئ والمنتجعات الشاطئية والصحراوية.
جزيرة الكنز و123 فندقاً
في برنامج «قطر بيز» الناطق بالإنجليزية، تذكر المذيعة أن قطر تشبه جزيرة الكنز نظرا لثراء ما تحتويه من تنوع في الأماكن السياحية التي تناسب جميع الأذواق بشكل لا تحققه دولة أخرى في المنطقة، والحقيقة أن المذيعة لم تكن تروج بقدر ما كانت تنقل واقعا، فقطر التي كانت تضم فندقي 5 نجوم في التسعينيات تضم الآن اكثر من 123 فندقا اغلبها من فنادق الدرجة الاولى.
التحول في عام 2011
قبل العام 2011 لم تكن قطر تدرج ضمن الجهات السياحية في المنتديات والمواقع الإلكترونية المختصة بالسياحة والتي غالبا ما يديرها أشخاص عاديون، ولكن منذ العام 2011 برز اسم قطر كجهة سياحية محتملة بين الجمهور العربي عامة والخليجي خاصة، ومع دخول العام 2011 بدأ الحديث عن قطر كجهة سياحية ينصح بها.
وفي أحد المنتديات المختصة بالسياحة منتدى «العرب المسافرون» تم طرح اسم قطر «السياحية»، وبدأ المشاركون في ذلك المنتدى الإلكتروني بزواره الذين يقدر عددهم بأكثر من 20 ألف يوميا يتحدثون عن قطر السياحية ويطرحون صورا وتقارير مصورة ومكتوبة في سوق «فلاجيو» وعن القرية المائية وجامع الدولة وجزيرة اللؤلؤة ومربط الشقب وحديقة اسباير ومضمار الشحانية وتقرير عن اكثر من 400 مطعم.
السياحات.. في قطر
السياحـــة الثقافيــة ترتكز على المتاحف وعلى المهرجانات السياسية والثقافية المتنوعة، وهناك سياحة المغامرات في منطقتي خور العديد ومنطقة سعيد، وهما تجمع للكثبان الرملية والبحر، ويتوافد عليهما السياح بكثرة، ويعتبر خور العديد أعجوبة قطر الصحراوية، حيث تتعانق كثبان الرمال بالبحر بشكل جمالي يندر مثيله في أي بلد آخر، وهناك ايضا مغامرات الغوص والإبحار بالسفن من تلك الأماكن والمخيمات البرية التي تنتشر في المنطقتين، ويمكن للسائح ان يقضي ما بين يومين و4 أيام في اي من المنطقتين عبر شركات سياحية متخصصة في السفاري والتخييم، ويعيش كامل أجواء المغامرة التي يحلم بها أي مسافر.
السياحة.. بالمفهوم الخليجي
للسياح الخليجيين مفهوم خاص في تعريفهم للسياحة، فهم يفضلون مفهوم «السياحة العائلية» عن أي مفهوم آخر، ويشكل السعوديون والكويتيون النسبة الكبرى من سياح قطر الخليجيين، وفي العام 2013 زار قطر أكثر من 1.32 مليون زائر أغلبهم من الخليج، مقارنة بمليون زائر في العام 2012، بنسبة ارتفاع تقدر بـ 10%، وهو رقم مشجع لقطر التي تسعى لأن تتحول السياحة إلى مصدر دخل رئيسي للدولة، بل من الممكن أن تسعى لأن يصل عدد السياح إلى 7 ملايين سائح سنويا بحلول العام 2030، وبما أن الهيئة العامة للسياحة أعلنت أن أغلب السياح من الخليجيين، لذا أطلقت قبل نحو عامين عدة مبادرات للترويج لقطر كوجهة مفضلة للسياحة الخليجية، وآخرها استهداف العطل الطويلة والأعياد لإقامة مهرجانات عائلية جاذبة سياحية كـ «مهرجان العيد» في شهر أكتوبر تزامنا مع عيد الأضحى، والذي نجح في جذب عدد كبير من السياح الخليجيين تحت شعار «السياحة العائلية»، وهو ما نجحت الهيئة في تطبيقه بشكل أفضل من العام السابق.
السياحة العائلية.. المحافظة
كون قطر تستهدف بالدرجة الأولى السائح الخليجي فقد عمدت إلى استحداث مفهوم «السياحة العائلية.. المحافظة»، والتي تلبي جميع احتياجات أفراد الأسرة الخليجية الراغبة في قضاء وقت ممتع في قطر دون وجود أي شيء يمكن ان يعكر الصفو، ولذا أغلب أماكن الجذب السياحية تستهدف السائح الخليجي على وجه الخصوص وهي أماكن تتمتع بقدر كبير من المحافظة من سينمات ومولات ومهرجانات تفاعلية وعروض مسرحية وترفيهية موجهة للعائلة بشكل عام والأطفال بشكل خاص، مثل استقطاب عروض ترفيهية مثل «الطيور القاضية» وهو عرض مسرحي مستوحى من لعبة angry birds الشهيرة في مهرجان عيد الأضحى الماضي، وأعلنت يومها هيئة السياحة وعدد السائحين الخليجيين الذين دخلوا قطر في اكتوبر الماضي تزامنا مع عطلة عيد الأضحى بلغ 65877 سائحا مقارنة بـ 42452 سائحا خليجيا العام الماضي عن الفترة ذاتها.
مونديال 2022 يغيّر وجه الدوحة
أحدث الاستعداد لاستضافة مونديال 2022 تغييرا جذريا في الدوحة وأحالها الى بلد جذب سياحي قبل ان ينطلق المونديال بـ 8 سنوات الى بلد جذب سياحي على المستوى الخليجي بشكل خاص، حتى ان نسبة الأشغال في فنادق الدوحة بلغت نسبة الـ 100% في عطلة عيد الأضحى، وهذا بحد ذاته دليل على نجاح تحول قطر الى عاصمة جذب سياحية خليجية، وأما عن الأماكن التي يفضلها الخليجيون فهي: كاتارا وسوق واقف واللؤلؤة قطر والاتحاد القطري للرماية وحلبة لوسيل وحديقة ومحمية الدوسري والأكوابارك والقرية المائية، بالإضافة الى عشرات الأسواق والمولات التجارية والفعاليات الترفيهية الموسمية التي تعرض في فترات الأعياد أو مواسم الجذب السياحي.
الخارطة السياحية لقطر
الخارطة السياحية الخليجية في قطر تقع بين معلمين سياحيين الأول سوق واقف والثاني الحي الثقافي وكاتارا، فكاتارا الآن يعد محطة رئيسية لجذب السياح الخليجيين، ولايزال كاتارا تحت الإنشاء ولم يكتمل 100% بعد، ومن المنتظر وبحسب مسؤوليه انه سيتحول الى معلم سياحي رئيسي في المنطقة كونه يقوم على فكرة جمع ثقافات العالم كلها في بقعة صغيرة.
فكاتارا ليس مجرد حي ثقافي آخر، بل انه وكما يذكر د.ربيعة الكواري في مقال مستقل له في «الشرق» القطرية انه «كاتارا يقوم مقام الوصي على تراث وتقاليد قطر ويسعى للتوعية بأهمية كل ثقافة وحضارة، حيث تستضيف كاتارا المهرجانات وورش الأعمال والمعارض والفعاليات على المستوى العالمي والاقليمي والمحلي، وقد نشأت فكرته من حلم تكون فيه قطر منارة ثقافية عالمية تشع من الشرق الأوسط من خلال المسرح والآداب والفنون والموسيقى والمؤتمرات والمعارض.