بقلم: نايف شرار
[email protected]
تقع محافظة الغاط بوادي الحمادة شمالي المنطقة الوسطى بالمملكة العربية السعودية، وعلى ارتفاع يتراوح بين 675 و 810 أمتار فوق سطح البحر، وتحدها من الشمال محافظة الزلفي، ومن الجنوب والشرق محافظة المجمعة ومحافظة شقراء، ومن الغرب منطقة القصيم.
وتبعد الغاط نحو 240 كيلو مترا من الرياض و45 كلم من المجمعة و30 كلم من الزلفي و90 كلم من بريدة وتحاط محافظة الغاط من الناحية الشرقية بسلسلة جبال طويق، ومن الناحية الغربية بسلسلة الكثبان الرملية التي تسمى عرق البلدان.
أما أقرب مطار إلى محافظة الغاط فهو مطار بريدة الذي يقع على بعد 90 كيلومترا، كما أنه من المتوقع أن تمر خدمة قطار خادم الحرمين الشريفين الجاري تنفيذه بمحافظة الزلفي والتي لا تبعد سوى 30 كيلو مترا فقط من الغاط، كما تستفيد الغاط من خدمات شبكة الطرق السريعة التي ترتبط الغاط ببقية مدن المملكة، ومنها إلى دول الخليج العربي وبلاد الشام.
وعن تسمية الغاط بهذا الاسم، يقول عبدالله بن خميس في كتابه «معجم اليمامة» إن هذا الاسم «يبدو أنه مأخوذ من لغط السيل وهو ضجيجه واحتدامه، لأن واديه محناب بين جبال شواهق فإذا جادها الغيث اندفع سيلها محتدما مزمجرا لاغطا». وقد عرف الغاط قديما بـ «لغاط» بلام مضمومة وغين مفتوحة فألف وطاء، ويعرف الآن بـ «الغاط» محلى بالألف واللام مفتوح الغين بعدها ألف فطاء.
السياحة في الغاط
قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بدورها وسخرت جميع خبراتها وإمكاناتها للإسهام في دعم تلك الجهود، منها مبادرة ترميم بلدة الغاط التراثية لكي تصبح وجهة سياحية وثقافية وتراثية.
إن وجود بلدة الغاط التراثية، والتي يجري حاليا تأهيلها وإحياؤها تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار وذلك بدعم من محافظ الغاط ونائبه، حيث يعتبر فرصة حقيقية وفريدة من نوعها لتعزيز مكانة الغاط، كما أنه من المخطط استقطاع جزء من المباني المرممة ليكون فندقا ومنتجعا تراثيا على مستوى عال من التميز والجودة.
كما تم تأهيل وترميم « بيت الملحم » كمشروع قيادي لبرامج ترميم وتأهيل وإعادة استخدام منازل البلدة التراثية وتوظيفها بشكل إيجابي ونافع للاقتصاد المحلي.
عوامل الجذب السياحي
تحظى محافظة الغاط بمجموعة من عوامل الجذب السياحي من بينها:
٭ البلدة التراثية «الديرة»: التي يزيد عمرها على أكثر من 500 سنة، وتبعد نحو 4 كيلو مترات من الغاط الحديثة، وتعد الديرة قرية نجدية نموذجية حيث المباني البسيطة من الطين (اللبن) والجص.
٭ المرقب الشمالي: برج مراقبة يطل على محافظة الغاط، ويزيد عمره على 300 عام.
٭ بئر الحطيئة: من الآبار التراثية بالمنطقة، إذ يرجع تاريخها إلى ما يزيد على 1.400 عام، وتقع على بعد 18 كلم من الغاط.
٭ عرق البلدان: منطقة كثبان رملية على بعد 25 كلم من الغاط، وتحتوي على استراحات ومزارع ـ متنزه الغاط الوطني: منطقة جذابة بجبل طويق، تتميز بتكوينات صخرية بديعة وبوجود نبع ماء «القلتة»، في وسط الصحراء وفي بيئة جذابة للغاية.
٭ قصر الأمير ناصر بن سعد السديري «متحف الغاط»:
وهو مبنى طيني يتكون من طابقين بني على طراز العمارة التقليدية، ويزيد عمره على 200 عام شرق سلسلة جبال طويق. وقد تبرع أبناء الأمير ناصر السديري رحمه الله، بالقصر لاستخدامه كمتحف، وتقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار حاليا بتأثيثه وتجهيزه.
٭ خشم العرنية: منحدر من الصخور التي تطل على الغاط ويمكن رؤيته من المناطق المحيطة، ويعد جزاء من التراث التاريخي للمنطقة، ويقع ضمن متنزه العرنية.
٭ وادي الغاط: وادي طويل ينحدر في اتجاه الزلفي شمالا، وتحفه سلسلة جبال طويق من الجانبين، ويحتوي الوادي على عدد كبير من المزارع والأشجار والسدود.
٭ قلتة حليفة: عين قديمة في موقع جذاب تحيط بها سلسلة جبال طويق والمزارع، وتقع على بعد 4 كلم إلى الشرق من الغاط.
٭ نبع الناقوط (قراد): نبع ماء، خلف سد الغاط، ويبعد باتجاه الجنوب نحو 8 كلم من البلدة التراثية «الديرة».
٭ دار الرحمانية بمحافظة الغاط: مركز ثقافي متميز تقام فيه المحاضرات والندوات ومكان للباحثين ـ فرع من مركز عبدالرحمن السديري الثقافي ـ مكون من مكتبة عامة للرجال ومكتبة عامة للنساء، وقاعة للمحاضرات، ومسجد، إضافة إلى الحديقة العامة. وقد جمع تصميم المركز بين المحافظة على ثقافة المنطقة وتراثها الأصيل في التصميم وفي استخدام بعض المواد التقليدية: كحزم القش، والأخشاب وجريد النخل، والحجر المحلي، والطين، وكذلك الاستفادة من مواد البناء الحديثة الخاصة بالعزل المائي والحراري، كما يتفرد المركز باستخدام أبراج للتبريد ذات أداء عال وملموس، يقدم مفهوما متطورا في التبريد المستدام مناخيا وتشغيليا.
مركز عبدالرحمن السديري الثقافي
تعود جذور المركز إلى عام (1383هـ- 1963م) عندما أنشأ الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري أول مكتبة عامة بالجوف باسم «مكتبة الثقافة العامة» سعيا منه في الإسهام بنشر الوعي والعلم والثقافة بين أبناء منطقة الجوف التي تقع في شمال غربي المملكة العربية السعودية، ثم أصبحت المكتبة تعرف باسم «دار الجوف للعلوم».
ثم قام- رحمه الله- بتأسيس مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية التي تم تأسيسها بأمر ملكي عام (1403هـ- 1983م) بهدف تولي إدارة المكتبة العامة وتمويلها.
وقامت الدار بنشر مجموعة من الكتب العلمية والثقافية المهمة في مجالات منها الشعر النبطي وتاريخ منطقة الجوف وأصدرت ملفا ثقافيا دوريا نصف سنوي باسم «الجوبة» كما تولت المؤسسة إصدار مجلة «أدوماتو» وهي مجلة آثارية محكمة نصف سنوية تختص بآثار الوطن العربي، صدر العدد الأول منها في شوال (1420هـ- يناير 2000م) وتقوم المؤسسة بنشر العديد من الدراسات المتعلقة بمنطقة الجوف وصدر منها ترجمة كتاب الرحالة النمساوي لويس موسيل الصحراء العربية وكتاب الجوف وادي النفاخ للأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري وكتاب بحوث في اثار منطقة الجوف وكذلك دراسة معمارية أثرية حي الدرع بدومة الجندل، وقدر صدر حتى نهاية عام (1435هـ- 2014م) نحو مائة وثلاثين إصدارا ما بين كتاب ودورية وتقوم هيئة النشر بمركز عبدالرحمن السديري الثقافي بتولي الإشراف على الكتب والمواد المقدمة للنشر علما بأن جميع المطبوعات الصادرة يتم إخضاعها للتحكيم من قبل لجنة علمية متخصصة. وتتولى مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية تمويل أنشطة وبرامج مركز عبدالرحمن السديري الثقافي من ريع الأموال التي وهبها لها مؤسسها حيث يحرص مجلس إدارة المؤسسة على أن يستخدم جزءا من رأس المال الذي وهبه المؤسس في مشاريع تنموية تقام في الجوف، وذلك بغرض الإسهام في تنمية الاقتصاد في المنطقة وإيجاد بعض المرافق المفيدة بها. كما أن المؤسس أراد أيضا أن يكون للمؤسسة دور فاعل في خدمة منطقة الجوف في مجالات أخرى من خلال الإسهام في حفظ التراث الأدبي والأثري في المنطقة ودعم الدراسات ونشر المعلومات المتعلقة بها والسعي لإنشاء مجلة شهرية وبناء مسجد جامع ومستشفى وأخيرا إقامة أسبوع للجوف في كل عام تحيا فيه الأنشطة التي بدأها المؤسس منذ سنة 1385هـ وهي مسابقة المزارعين ومعرض السجاد وسباق الهجن.
مكان مثالي للمهرجانات
ونظرا لتمتع محافظة الغاط بعوامل الجذب السياحي والمتمثلة في طبيعتها الخلابة، وطقسها المعتدل، وبيئتها النظيفة، والخصائص الثقافية، وتنوع الأطعمة الشعبية، وموقعها المركزي، يجعلها مؤهلة تماما لاستضافة فعاليات الأعياد والمناسبات المحلية والإقليمية، كما تعتبر تضاريس الغاط مثالية لرياضة ركوب الخيل والهجن، كما يمكن الاستفادة من شهرة الغاط كمنتجة للتمور عالية الجودة في تنظيم مهرجانات كبرى للتمور.
دار الرحمانية بمحافظة الغاط
تعد دار الرحمانية بالغاط نموذجا للعمل الخيري في مجال تأسيس المراكز الثقافية العامة غير الحكومية قدمه المغفور له الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري إيمانا بأن المكتبات هي ذاكرة الأمم والشعوب، وروافد مهمة للعلم والمعرفة، والدراسات والبحث العلمي وللأمير عبدالرحمن السديري سابقة فريدة في مجال الاهتمام بتأسيس العمل الخيري والثقافي وتأصيله، فقد أسس المكتبة العامة بالجوف عام 1963م، واستمر في تطويرها والاهتمام بها إلى أن أنشأ مؤسسة عبدالرحمن السديري عام 1983م وقد قامت هذه المؤسسة على أهداف سامية من أبرزها إدارة وتشغيل المكتبة العامة بالجوف التي أصبحت تعرف بـ «دار العلوم» في الجوف وقد وفرت المؤسسة لدار العلوم جميع الإمكانيات المتاحة لتطويرها، حتى أصبحت منارة لخدمة المثقفين والباحثين في المنطقة، ورائدة في مجال المكتبات العامة، ومركزا مهما من المراكز الثقافية في المملكة.
مسجد الرحمانية
تواصل مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية خدماتها للمجتمع المحلي وانطلاقا من أهدافها النبيلة، فقد قامت بإنشاء جامع الرحمانية في حرم المؤسسة بالجوف بمساعدة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، وقد كان كذلك للجهد الموصول من الأمير سلطان بن عبدالرحمن السديري الأثر الكبير في إتمام بناء جامع الرحمانية وتجهيزه حيث يتسع الجامع لألفين وخمسمائة مصل (ألفي مصل في المصلى الرئيسي للرجال وخمسمائة مصلية في دور مخصص للنساء)
كما تم تزويد الجامع بنظام تبريد طبيعي بواسطة أبراج التبريد حيث يعد جامع الرحمانية أول جامع على مستوى العالم يتم تكييفه بهذا الأسلوب ولذا فقد أصبح مقصد الباحثين للاطلاع على هذه التجربة الفريدة.
مكتبة منيرة بنت محمد الملحم للنساء
أنشئت هذه المكتبة وتم تأثيثها ويجري تشغيلها من مال أوصت به المغفور لها بإذن الله منيرة بنت محمد الملحم حرم المغفور له الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري وتتكون من قاعات للمطالعة تحوي المراجع والكتب من مختلف أنواع المعرفة، وفهرس للمكتبة مشترك مع مكتبة الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري بحيث تستطيع الزائرة الحصول على أي كتاب موجود في كلتا المكتبتين وتضم المكتبة قسما للإنترنت مكونا من (11) وحدة للتصفح وركنا مخصصا للأطفال مجهزا بالأثاث والكتب والمواد السمعية والبصرية المناسبة للأطفال ووحدات للمطالعة الخاصة، والمكتبة مربوطة بالدائرة التلفزيونية المغلقة مع قاعة المحاضرات وتبلغ مساحة المكتبة خمسمائة متر مربع وتم افتتاحها رسميا في6/4/2006م.
جائزة منيرة بنت محمد الملحم
تماشيا مع توجيهات المغفور لها ـ بإذن الله ـ منيرة بنت محمد الملحم تم تخصيص جائزة للتفوق العلمي تمنح الطلاب والطالبات من بنات وأبناء محافظات الغاط والزلفي والمجمعة وفق لائحة معتمدة لهذه الجائزة ويتم ابتعاث الفائزين بالجائزة للدراسة في إحدى الجامعات المعتمدة في الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا أو كندا أو استراليا وقد تمتع بالجائزة العديد من الطلاب والطالبات. وتم إيقاف الجائزة حاليا نظرا لوجود برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.
الأمير عبدالرحمن أحمد السديري .. في سطور
ولد الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري، رحمه الله، في 1918 في مدينة الغاط وسط أسرة وبيئة تهتم بالعلم والشعر والفروسية حيث تعلم على يد عدد من الشيوخ، أبرزهم الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز بن منيع، ثم الشيخ سلمان بن عبدالله بن اسماعيل. نهل من علوم الدين والتاريخ والأدب، واكتسب الفروسية ومهارة الشعر.
وقد اختاره الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في الخامس من سبتمبر 1943، أميرا لمنطقة الجوف، وقد فتح الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري قلبه قبل مكتبه للمواطنين، حيث حرص على تلمس حاجاتهم ومعرفة شؤونهم.
وعرف عن الأمير عبدالرحمن الحكمة والحلم والتواضع الجم، إلى جانب اهتمامه بالعلم والتراث ومن ذلك إنشاء مؤسسة خيرية تحمل اسمه، والتي صدر بشأنها أمر ملكي في 20 يونيو 1983، وقد ساهمت في نشر العلم والثقافة في منطقة الجوف، من خلال مركز عبدالرحمن السديري الثقافي الذي تولى إدارة «دار العلوم بالجوف» التي تأسست في 1963، و«دار الرحمانية بالغاط» التي تأسست عام 2003م. وتضم كل من دار العلوم بالجوف ودار الرحمانية بالغاط مكتبتين واحدة للرجال والثانية للنساء، وكانت مكتبة القسم النسائي بالجوف عند تأسيسها أول مكتبة نسائية عامة في المملكة العربية السعودية، هدفت إلى نشر الثقافة في أرجاء المنطقة، والمحافظة على تراث الجوف الأدبي والأثري، إضافة إلى نشر الدراسات المتعلقة بالمنطقة.
وقام مركز عبدالرحمن السديري الثقافي بنشر العديد من الكتب والدراسات، منها على سبيل المثال ترجمة كتاب الرحالة النمساوي الويس موسيل «الصحراء العربية»، كذلك دراسة معمارية أثرية «حي الدرع بدومة الجندل» للباحثة حصة الشمري، ودراسات عن نقوش قرية «قارا» الثمودية للدكتور سليمان الذييب. وقد بلغ عدد الإصدارات حتى الآن نحو 130 إصدارا ما بين دورية وكتاب، وتخضع جميع الإصدارات للتحكيم العلمي. وكان مركز عبدالرحمن السديري قد اعتمد برنامجا للابتعاث الخارجي، للطلبة المتفوقين في الثانوية العامة من أبناء الجوف والغاط، وجرى ابتعاث عدد من الطلبة أنهى معظمهم دراسته الجامعية الأولى وبعضهم حصل على الماجستير والدكتوراه، وقد عمل الخريجون في مؤسسات أكاديمية وجهات حكومية وخاصة في المملكة. وعندما تم اعتماد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ارتأت إدارة المركز ايقاف هذا النشاط والتركيز على أنشطة وفعاليات ثقافية أخرى تخدم منطقة خدمات المركز.
وللمركز موسم ثقافي سنوي ينفذ من خلاله العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة، تشمل المحاضرات والندوات التي تقام على مدار العام.
كما ساهم الأمير عبدالرحمن السديري بافتتاح المدارس الحكومية في الجوف، ودفع المواطنين لتعليم أبنائهم وبناتهم. وكذلك نظم مسابقة المزارعين في 1965، التي تعد أول برنامج منظم للمسابقات الزراعية في المملكة، والتي هدفت لخلق وعي لدى المزارعين بأهمية الزراعة والتقنيات الحديثة المستخدمة في حراثة الأراضي وريها، وقبل ذلك إنشائه لمزرعة نموذجية، طبق فيها تجارب زراعية تلائم منطقة الجوف.
كذلك نظم الأمير عبدالرحمن السديري في العام نفسه، سباقا للهجن، يعتبر الأول من نوعه في تاريخ السعودية، قصد منه المحافظة على تربية الإبل والاهتمام بسلالتها، وكذلك المحافظة على رياضة ركوب الهجن، والتعريف بالمنسوجات المحلية والصناعات الحرفية التي يقوم بها رجال ونساء البادية في الجوف، من خلال معرض وسوق مصاحب لسباق الهجن.
وكان الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري قد تقاعد من منصبه كأمير لمنطقة الجوف في 28 يناير 1990، بعد قرابة نصف قرن، قضاه في خدمة المنطقة وتنميتها في شتى الأصعدة.
لامت في رأس الشعيب ادفنوني
أبيك يا فيصل تسمع اشجوني
مادام دنياكم عليكم وسيعة
لامت في رأس الشعيب ادفنوني
بالرجم فوق المالحة والبديعة
اظفوا علي اترابها واحفظوني
او حطوا على قبري حصات رفيعة
انا امن الدنيا خلصت اعذروني
لي جانب الله... عن حيات وظيعة
قولوا المظنوني تصرف ابهوني
انا دخيله لا ايسوي صعيعة
بكيت من فرقاة وادمت اعيوني
حيثة اموالفني واخاف اتخريعة
انا الغلطات الزمان امغبوني
على غلط اوغلطتي به شنيعة
ظنيتبه ظن اوباهت اظنوني
اوبنيت بالاوهام دار رفيعة
واليوم شفت وعفت واغظت اعيوني
حيث الوداعة نقصها من وديعة
هذه القصيدة قالها الشاعر عبدالرحمن أحمد السديري في مناسبة غير معروفة موجها الى ابنه الأمير فيصل السديري والبديعة التي يذكرها الشاعر في عجز البيت الثاني، مزرعة قديمة لة تقع في اعلى شعيب الغاط انشأها سنة 1360هـ/ 1940 م حيث دفن بناء على وصيته في مسقط رأسه بمدينة الغاط.