وقع موسـم السـياحة سـواء المــحلي أو العالمي بين مطرقة الأزمة المالية العالمية وسندان تفشي إنفلونزا الخنازير «h1n1» وعلى أثره تلقى الموسم الصيفي صفعة قوية من تراجع الحجوزات بنسب تتعدى الـ 75% خلال فصول الصيف وشهر رمضان.
ومن الواضح أن الاقتصاد العالمي سيبدأ تحمل العـبء الأكبر لتفشي المرض خاصة مع دخول فصول الشتاء في المنطقة، حيث تقدر الخسائر في سيناريوهات متعددة بان الوباء قد يكلف الاقتصاد العالمي نحو 360 مليار دولار وقد يصل في سيناريو فائق الخطورة الى 4 تريليونات دولار في غضون سنة من تفشي المرض، وبالطبع فإن هذا ليــس بالخبر للاقتصاد العالمي الذي يسعى الى الخروج من الانكماش الاقتصادي الشديد الذي سببته الأزمة المالية.
متخصصون في قطاع السياحة المحلي قالوا لـ «الأنباء» ان التخوف من تأثير الوباء سيكون خلال الفترة المقبلة خاصة مع قدوم شهور الشتاء وتحول المرض الى هاجس كبير قد يحول قطاع السياحة في المنطقة الى الشلل التام.
وأوضحوا أن الأثر المباشر للمرض الذي يخشى تحوله إلى وباء دفع منظمي الرحلات وشركات السياحة إلى اتخاذ الحيطة في تنظيم الرحلات السياحية إلى المناطق الموبوءة، حيث قررت الشركات تجميد رحلاتها إلى المكسيك ووفرت برامج سياحية بديلة لتطغي السياحة البينية بين الدول العربية.
وأشاروا الى ان الاتحاد الدولي للنقل الجوي «الاياتا» قال ان عام 2009 سيكون عاما صعبا على شركات الطيران وكان توقع انخفاض إيرادات القطاع بـ 12% قبل اندلاع واكتشاف المرض، ما يؤشر إلى مزيد من الخسائر، موضحين أن الهواجـس المتعلقة بتأثير انتشار المرض وتحـوله إلى وباء عالمي تأتي في ظل تناقص حاد في أعداد السياح القادمين إلى المنطقة خصوصا إلى الإمارات العربية المتحدة التي تعتمد بشكل كبير على السياحة حيث تشكل السياحة 20% تقريبا من الناتج المحلي لإمارة دبي.
وذهب المدير الإقليمي لأحد اكبر شركات الطيران العاملة في الكويت الذي فضل عدم ذكر اسمه أن نسبة حجوزات الحج لهذا العام ستنخفض بنسبة 75% بسبب تفشي إنفلونزا الخنازير «h1n1»، موضحا أن نسبة التأثر في الحجوزات خلال فصول الصيف ورمضان شهدت انخفاضا بنسبة 40% مقارنة مع العام الماضي، متوقعا أن تزداد هذه النسبة خلال الشهور القليلة المقبلة لتصل الى 60%.
وأوضح أن الشــهور القلـيلة المقــبلة هي التي ستحدد مصير شـركات الطيران في ظل تفشي المرض وعدم انحساره محليا، مـشير الـى أن اسـتـمرار انتــشار وباء «إنفلونزا الخنازير» سيــكبد قطاع الطيران خسائر قاسية.
واضاف إن وقف الرحلات الجوية بين وجهة وأخرى سيؤثر على قطاعات عريضة في الاقتصاد، إضافة إلى أنه سيؤثر على حركة التبادل التجاري بين الدول، إذ إن 35% من قيمة التجارة العالمية تنتقل جوا».
تجـدر الاشــارة الى أن شركات الطيران تمر حاليا بأزمة حقيقية وانخفاض في حركة النقل الجوي والإيرادات نتيجة للأزمة المالية العالمية التي أثرت في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما فيها قطاع الطيران الذي يعاني من انخفاض في الطلب على خدماته.