(وجعلنا من الماء كل شيء حي) صدق الله العظيم سورة الأنبياء رقم «30».
يعتبر نهر النيل أطول أنهار قارة أفريقيا وثاني أطول أنهار العالم طولا بعد الميسيسبي ورافده الميسوري في الولايات المتحدة الأميركية، ويمتد النيل لمسافة 6670 كم من منابعه في حوض نهر النيل الذي يشغل مساحة واسعة في النصف الشرقي من قارة أفريقيا الشمالية ويمتد ما بين خط عرض 4 جنوب خط الاستواء (خط الصفر) في العروض الاستوائية إلى خط عرض 31 شمالا من خط الاستواء في العروض المدارية الجافة، وينحدر مجرى نهر النيل مع مناسيب سطح الأرض من منابعه الجنوبية الجبلية ويأخذ الاتجاه من الجنوب إلى الشمال حتى يصب في البحر الأبيض المتوسط بعد دلتا النهر بين فرعي دمياط ورشيد في شمال مصر، مخترقا عدد دول أفريقية وهي بورندي ـ رواندا ـ أوغندا ـ كينيا ـ تنزانيا ـ أثيوبيا ـ السودان ـ مصر. وينبع نهر النيل أولا من هضبة البحيرات الاستوائية أهمها بحيرة فيكتوريا وهي أعظم بحيرة في أفريقيا وأكبر مسطح مائي عذب في العالم، وكذلك بحيرات تنجانيقا ورودلف والبرت ومنطقة البحيرات الاستوائية تحيط بها المرتفعات الجبلية وتسقط الأمطار فيها بغزارة طوال العام لوقوعها في العروض الاستوائية.
ويصب في بحيرة فيكتوريا العديد من الأنهار أهمها نهر كاجيرا وهو أطول رافد لنهر النيل يبلغ 480 كيلو مترا وينبع من بحيرة تنجانيقا ويعتبر هو بداية نهر النيل، ومن بحيرة فيكتوريا يخرج نهر فيكتوريا ليتجه شمالا ليدخل الأراضي السودانية مكونا العديد من الأنهار والمستنقعات ثم يتجه شمالا في وادي النيل والمعروف بالنيل النوبي ليدخل الأراضي المصرية عند دائرة 22 شمالا، ما يعرف بوادي حلفا بأراضٍ صحراوية جافة ولا يتصل أي رافد نهري باستثناء بعض الأودية الجافة وثقل كمية المياه التي ينقلها النهر بشكل تدريجي بالاتجاه من الجنوب إلى الشمال لعدم وجود روافد نهرية، ولارتفاع درجات الحرارة في مناطق صحراوية وما يتبع ذلك من فقد جزء من مياه النهر بفعل عامل البخر وللحرارة الشديدة وتعلم أن 96% من مساحة مصر عبارة عن أراضٍ صحراوية ويعز فيها الماء.
أما المنبع الثاني لنهر النيل فهو النيل الأزرق والذي يقع في هضبة الحبشة- أثيوبيا ويبلغ طول النيل الأزرق 1350 كيلو مترا ويبلغ تصريفه للماء حوالي 48 مليار متر مكعب سنويا، وهو بلا شك أعظم الأنهار وله يرجع الفضل في استمرار جريان نهر النيل وما يتميز به بكثرة روافده وغزارة الأمطار.
والماء يعتبر عصب الحياة وأحد موارد البيئة الطبيعية، والماء عماد الحياة بكافة أشكالها على الأرض وتواجه الكثير من دول العالم مشكلة ندرة المياه وشحّها في وقت تتزايد الحاجة إلى المياه العذبة لمواجهة الضغط السكاني في ظل سيادة الظروف الطبيعية والبشرية وتتمثل في ظروف الجفاف السائد وسيطرة قوى خارجية على المنابع العليا للأنهار الرئيسية، وعمدت الكثير من الدول لإنشاء قنوات لتقليل كميات المياه التي تصرف في البحر وكذلك تنمية موارد المياه الجوفية ووضع الخطط والبرامج لاستثمار الموارد المائية.
ومصادر المياه تمثل عنصرا إيجابيا للتعاون بين الدول التي تنبع منها الأنهار، وذلك من أجل حفظ حق الدول في الحصول على حصتها من مياه الأنهار بما يكفله لها القانون الدولي الذي ينظم هذه الأمور وتضمن عدالة توزيع المياه بين الدول التي تشترك في مياه النهر طبقا لحجم تصريف المياه داخل وعدد سكانه.
[email protected]