[email protected]
بعد صلاتي الفجر والضحى وقفت على آيات التسبيح في القرآن الكريم، فقرأت التفاسير وفكرت ودخلت في عصف ذهني مع الذات للوقوف على (كنه التسبيح) وأثره.
عندما نقول على قارئ القرآن الكريم أن يقرأه بتدبر، فهذا قول صحيح لكن كثيرا من القراء للقرآن غافلون!
تعالوا معي في جولة اليوم واجعلوا كل أمور الدنيا وراءكم وفكروا وتدبروا في معاني القرآن الجزلة العميقة وفي دستورنا السماوي المبارك، ولنبدأ بقصة سيدنا يونس عليه السلام، ففي (التسبيح) عجب!
انظروا في قوله تعالى: (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) سورة الصافات (143).
وكان يقول في تسبيحه: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
ننتقل إلى قصة أخرى من القرآن وآياته ونذكر التسبيح وهو (الذكر) الذي كانت تردده الجبال والطير مع سيدنا داود عليه السلام قال تعالى: (وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير).
على العموم، التسبيح (ذكر) جميع المخلوقات، قال تعالى: (ألم تر أن الله يسبِّح له من في السموات والأرض) سورة النور (41).
في قصة سيدنا زكريا عليه السلام عرفنا أنه خرج من محرابه فأمر قومه بالتسبيح، قال: (فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة وعشيا) سورة مريم (11).
وقفة أخرى في قصة جديدة والتسبيح عندما دعا موسى عليه السلام ربه بأن يجعل أخاه هارون وزيرا له يعينه على التسبيح والذكر، قال: (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا) سورة طه (29).
عزيزي القارئ يبقى أن تعلم أن التسبيح (ذكر) أهل الجنة، قال تعالى (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام) سورة يونس (10).
والتسبيح أيضا (ذكر) الملائكة، قال تعالى: (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض) سورة الشورى (5).
سبحان الله! التسبيح شأنه عظيم وأثره بالغ ويغير قدر الله كما جرى لسيدنا يونس عليه السلام.. لهذا احرص عزيزي القارئ على تسبيحك وذكرك، فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، اقرأ آيات الله بتدبر تكتشف دررا من المعاني، ومنها ما ذكرته لكم اليوم عن أمر التسبيح والرضا النفسي، قال تعالى: (ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) سورة الحجر (79).
٭ ومضة: قارئي الكريم: التسبيح أمره عظيم يشفي ضيقة الصدر ويرد أقدار الله عنك وتطيب به نفسك، وكلمة (التسبيح) وردت كثيرة في القرآن:
- (ويسبح الرعد بحمده).
- تسبيح السماوات والأرض.
- تسبيح الملائكة.
احرص أيها المسلم على أن تذكر (سبحان الله) حتى لا تفوت عليك الفرصة دون استثمارها بالتسبيح!
لا تردد فقل: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
جعلنا الله وإياكم من المسبحين لله كثيرا، هذه هي الشفرة التي تجمع كل المؤمنين الصادقين؛ لأن (التسبيح) تنزيه لله سبحانه وتعالى وهو من أصول التوحيد لأنه يبعد (القلوب والأفكار) عن أن تظن بالله - عز وجل - نقصا!
٭ آخر الكلام: أيها القارئ المتعب من كورونا كوفيد 20 - 2021م وكل إجراءاتها واحترازاتها وقراراتها عليك بالتسبيح، فهذه المفردة العجيبة ستزيل من صدرك السخم وهي من أحسن الأدوية للقلوب المتعبة، فقط قل: سبحان الله!
٭ زبدة الحچي: أعرف أن هناك من سيرد علي بأن أعباء الحياة كثيرة وتتطلب عملا وجهدا ودواما حتى يتم إنزال الراتب آخر الشهر!
نحن نؤمن يقينا بأن من واظب على التسبيح وذكر الله لم يصبه إعياء، وللتسبيح أثر عظيم في تخفيف (أعباء الحياة) ومتاعبها، لأن تسبيح سبحانه له قدرة على إزالة وهن النفس ورفع الهمة شرط أن يكون مقرونا بالتوكل على الله والشعور باليقين الكامل تجاه قدرته سبحانه وتأييده، وهو عادة يكون مقرونا بغيره من الأذكار والأجر تأخذه من الله عز وجل، واعلم أنه سبب في محو الخطايا بإذن الله، فاحرص على التسبيح والتهليل والتكبير، ولا تنسى عزيزي القارئ أن تسبح عند القيام من أي مجلس: (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك).
إن قلت هذا وما ذكرناه من قبل فأبشر بموعود الله يا قارئي العزيز!
في أمان الله..