سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، نبارك لك الثقة الغالية والكبيرة التي منحك إياها صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، بتكليفك مجددا بتشكيل الحكومة المقبلة، وندرك تماما أن تلك الثقة جاءت في محلها وأنت أهل لها وقادر على تخطي مصاعبها خاصة في هذه الظروف الصعبة، ودائما تذكر كلمات المغفور له بإذن الله، سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، التي كانت تحمل معاني كبيرة عندما شهد لك قائلا إن «ثوبك نظيف وحارب الفساد وحارب المفسدين»، هذه العبارة كانت أجمل عنوان للمرحلة، واجعلها طريقا لإدارتك الجديدة.
ونحن نقول لسموك: الله يعينك على حمل تلك الأمانة والمسؤولية الكبيرة، لأننا ندرك تماما أن إدارة البلد ليست سهلة خاصة بتلك الأوضاع التي نعيشها بوجود نهج الفجور في الخصومة، فتأكد أن أمام سموك تحديات جسيمة تستوجب الشدة، أبرزها تكمن في تغيير النهج السابق الذي يعتمد على سياسة الترضيات والتدخلات في القرارات إلى سياسة بناء قواعد أساسية متينة لإدارة جديدة تعتمد على الكفاءة والمحاسبة وعدم الخضوع لأي ابتزازات من أي أطراف أيا كانت قوتها على الساحة السياسية.
الاستعداد لدخول المرحلة الجديدة يستوجب من سموك الاهتمام باختيار القيادات من أصحاب الضمائر الحية الذين يخافون الله في بلدهم والعباد، والأقوياء القادرين على أن يتحملوا مسؤولياتهم مهما بلغت جسامتها، شخصيات لا تبحث عن الكرسي بقدر ما أن الكرسي يبحث عنهم وعن إنجازاتهم، شخصيات غير تقليدية ولا تدخل في حسابات المحاصصة ولا ساحة الصراع، تحتاج إلى جنود أقوياء محترفين يعملون بجهد وإخلاص من اجل بناء بلد وليس بناء أرصدتهم الشخصية.
البدء بمرحلة نهج المحاسبة لكل المقصرين، وأقترح أيضا وضع صندوق شكاوى أو بريد إلكتروني يتبع سموكم، لمتابعة المظالم التي تقع على الناس والتحقق من صحتها من خلال أعضاء لجان محايدين أمناء تثق بهم يتبعون ديوانكم لمنح المظلومين حقوقهم.
[email protected]