ارأف بحال العلماء وهم يمجدونك ويثنون عليك، وارأف بحال الشعراء وهم ينشدون بك الشعر! ولولاك يا قلم لما استطعنا أن نرتقي بعلمنا، ولولاك يا قلم لما استطعنا أن نوصل شعرنا.
ولو رفعوا أشرعة عقولهم قليلا لتسبح في بحر مخيلتهم لوجدوا غير ذلك نعم غير ذلك، ففي الحقيقة لولا هذه المادة الصابغة التي في جوفك يا «قلم» ولولا هذه المواد من الأحبار والفحم وما شابه بعملها على مر الزمن وما شاب من التطور عليها لما استطاعوا أن ينقلوا لنا أفكارهم وأشعارهم ومؤلفاتهم وعلمهم، لنرتقي ولنتعلم، وما استطاعت عقولهم أن تخزن عملهم وعلمهم وكتبهم وأشعارهم إلا من فضّله ربي وأكرمه بذاكرة قوية.
مصيرك يا «قلم» معلق بما في جوفك فعندما ينفذ ما بجوفك فمصيرك إلى سلة المهملات ويبقى الصبغ محتفظا بأفكارهم وعلمهم الذي وصل لنا، وهذا مثال لمنظومتنا غير المتكاملة في مجتمعنا الكويتي ووصف الثناء والمعروف المفرد دون إنصاف الجميع الذين شاركوا في بنائه من صغيرهم الى كبيرهم، فمنظومتنا لابد أن تكون متكاملة وكل يؤدي دوره المهم دون تهميش وتصغير ممن لهم دور أعلى منه فعندما يتوقف هذا الدور الصغير (برأيكم)، سيحدث الخلل ولن يكون لدوركم الكبير؟ أي قيمة، فبناء الوطن قام بسواعد الجميع بأهل البحر وأهل البر وأهل العلم والعمل الكريم!
فاعدلوا وأعطوا كل ذي حق حقه دون تصغير وتحقير، وأنصفوا في ثنائكم وشكركم، فلا تحقرن صغيرا قد يكون كبيرا وله الفضل.