استوقفني، حاملا قصاصة ورق، وهو يسألني: هل قرأت هذا اللقاء الذي أجرته جريدة «الأنباء» في يوم الأحد الموافق 25/12/2016 مع د.منى الخواري المديرة التنفيذية لبرنامج حماية الطفل في وزارة الصحة؟ فقلت لا، هات ما لديك، فيكمل: صرحت د.منى الخواري بمضاعفة أعداد بلاغات العنف والتحرش ضد الأطفال بشكل لافت وكبير في الأشهر الأولى من عام 2016 مقارنة بالسنوات الماضية، لافتة إلى أنه خلال الأعوام ما بين 2010 و2013 وصل عدد الحالات التي تم التبليغ عنها ما بين 30 و40 حالة سنويا، بينما ارتفعت الأعداد في عام 2015 إلى 108 حالات! لتصل خلال النصف الأول من عام 2016 إلى 110 حالات!، مشيرة إلى صعوبة حصر العدد الكلي للحالات نتيجة وجود بعض الحالات التي لم يتم التبليغ عنها.
ثم استطرد قائلا: كلام خطير يجبرنا على التساؤل عن سبب وجود حالات عنف ضد الأطفال في الكويت، صحيح أننا لا ندعي العيش في المدينة الفاضلة، لكن نستنكر أن يكون بين ظهرانينا أطفال يتعرضون للعنف! والأدهى من ذلك شعور الجهات المعنية بالخطر وقيامها بتشكيل فرق لحماية الأطفال في الكويت، وهذا يعني أن الموضوع له أبعاد خطيرة، فتحركت هذه الجهات لمواجهتها وتوزيعها على المستشفيات الـ 6 العامة في الكويت، بالإضافة إلى 3 مستشفيات تخصصية وهي الرازي وابن سينا ومركز الصحة النفسية.
ويكمل صاحبنا: وكشفت د.الخواري عن تفعيل الخط الساخن (147) في مطلع نوفمبر 2016 بهدف استقبال البلاغات في حالة تعرض أي طفل للإيذاء، ومن ثم تحويلها إلى فرق الحماية للتعامل معها بسرية تامة، والفريق الواحد يضم عدة تخصصات من أطباء تابعين لقسم حماية الطفل في الإدارة العامة للأحداث وأخصائيين نفسيين واجتماعيين وضابط من إدارة حماية الأحداث.
وفي نهاية قراءته قصاصة الورق تلك، سألني: «شرايك بهذا التصريح الخطير؟» فأجبته: خلال الفترة من 1995 و2000 تشرفت بمهام إدارة رعاية الأحداث، وهي الجهة المعنية بتنفيذ قانون الأحداث رقم (3/1983)، يعني حينها مر على هذا القانون أكثر من 12 عاما تضمن العديد من مواده ما يكفل حماية الطفل من العنف أو التعنيف، وأصدقك القول حينها وخلال السنوات الخمس استقبلت شخصيا العديد من حالات الأطفال تطلب الموافقة على إيداعها بقولهم «أخذونا عندكم» في دار الضيافة الاجتماعية، وتبين حينها الأسباب والدواعي لتقدم هؤلاء الأطفال، بمفردهم أو بصحبة أهل الخير، الذين أتوا بهم يطلبون الموافقة على إيداعهم في مؤسسات الدولة لحمايتهم من جور والديهم وأسرهم، وكان لهم ذلك وفق الإجراءات والشروط المتبعة، هل تريد أكثر من ذلك؟
نعم، حضور ولي الأمر بنفسه (أم أو أب) لطلب الموافقة على إيداع فلذات أكبادهم لدينا في مؤسسات الأحداث (دار الضيافة الاجتماعية)! وبقي البعض منهم حتى بلوغ سنواته الـ 18 وإعادتهم إلى ذويهم وقد تحقق لهم الحماية اللازمة، وأزيد معلوماتك لتتحسر أكثر على أوضاع أمثالهم، إن بعض أسر أو والدي هذه الحالات لا يتعاونون مع الجهاز الفني لحل مشاكل أبنائهم ومساعدتهم لإعادتهم إلى أحضان أسرهم.. وصلت؟! قال: قد يكون كل ما ذكرته حالات فردية، ثم غادرني بعد أن بدا عليه الكدر والنكد!
في أمان الله..