نظّمت شركة آراء للبحوث والاستشارات استطلاعا للرأي خلال أكتوبر الماضي، وذلك حول قرار مجلس الوزراء الخاص بتنفيذ مقترح نظام العمل في الفترة المسائية بالمؤسسات الحكومية، وذلك ضمن السعي لتحسين بيئة العمل بالقطاع الحكومي للموظف الذي سيعمل في بيئة إدارية أقل ضغطا وأقل تزاحما، ما ينعكس إيجابا على زيادة إنتاجية الموظف وتيسير إنجاز المعاملات.
وشارك في استطلاع الرأي عينة مؤلفة من 500 مواطن ومقيم عربي تزيد أعمارهم على 18 عاما، حيث يظهر الاستطلاع أن قرار الحكومة نال استحسانا كبيرا لدى الغالبية العظمى في العينة (86%)، إذ اعتبر 49% أن القرار ممتاز، و37% أن القرار جيد، في حين لم يستنكر هذا القرار سوى قلة من العينة (8%)، حيث وصف 6% القرار بأنه سيئ، و2% بأنه سيئ جدا.
ويشير الاستطلاع إلى أن أكثر المرحبين بالقرار كانوا أصحاب العمل الخاص (ممتاز 58% - جيد 26%)، مقارنة بالموظفين (ممتاز 49% - جيد 38%)، أما الذين لا يعملون (طالب، متقاعد، ربة منزل،...)، فكانوا بطبيعة الحال الأقل ترحيبا به (ممتاز 45% - جيد 39%).
كذلك، أظهرت النتائج أن الكويتيين يبدون استحسانهم للقرار (ممتاز 53% - جيد 34%) بنسبة أعلى نسبيا من المقيمين العرب (ممتاز 46% - جيد 40%)، ربما بسبب إفاداتهم الأعلى منه نظرا لتعدد وتنوع معاملاتهم الحكومية.
كما بدت الشريحة العمرية الأصغر (18-24 سنة) الأقل ترحيبا بالقرار مقارنة بالشرائح العمرية الأعلى كافة (ممتاز 33% - جيد 50%)، وقد يفسر ذلك بسبب المرونة الأكبر في وقتهم إن كانوا طلابا، أو احتياجاتهم الأقل لإجراء المعاملات الرسمية.
ومن ناحية أخرى، كانت الإناث الأكثر استنكارا للقرار (سيئ 9% - سيئ جدا 3%) مقارنة بالذكور (سيئ 3% - سيئ جدا 1%)، ومرد ذلك على الأرجح مخافة فرض دوام مسائي على الموظفات يتضارب مع التزاماتهن العائلية.
وتقول شركة «آراء» للبحوث والاستشارات، إن أهداف مجلس الوزراء من تنفيذ الدوام المسائي تلتقي تماما مع احتياجات المواطنين والمقيمين، خصوصا أن المرحبين بهذا القرار ذكروا بشكل تلقائي إيجابيات عديدة ستنتج عنه، وهي بمعظمها متطابقة مع رؤية الحكومة.
ويرى المرحبون بالقرار أن أولى إيجابياته هي تخفيف الزحام المروري (48%)، يليها تسهيل إنجاز المعاملات (39%) ومن ثم تسريع انجاز المعاملات (22%)، ويرى 16% أن الدوام المسائي سيزيد من إنتاجية الموظفين، ونسبة مماثلة رأت أن وقت الانتظار سيكون أقل.
أما 9% فافترضت أن الدوام المسائي قد يخلق فرص عمل جديدة، و7% وجدته مريحا وميسرا للناس، إذ لا يضطرون معه تعطيل مصالحهم، وأخيرا، نسبة قليلة (3%) رأت بالقرار فرصة لزيادة دخل الموظفين، ونسبة مثلها مخرجا لتخفيف الضغط عليهم.
وعلى صعيد آخر، تقول شركة «آراء» إن نحو 19% من العينة المشاركة في الاستطلاع ترى أنه لا سلبيات ستنتج عن قرار الدوام المسائي، حيث سجل الذكور (24% منهم) نسبة أعلى بكثير من الإناث (10% منهن) في إبداء هذا الرأي.
في المقابل، وجد البعض أن قرار الدوام المسائي سيترك تأثيرا سلبيا على حياة الموظفين العائلية (16%)، والاجتماعية (14%)، وعلى نفسيتهم (11%)، واللافت للانتباه هو الفروقات الكبيرة بين الإناث والذكور في النظرة إلى سلبيات هذا القرار وتداعياته.
فبالنسبة للإناث، 29% منهن رأين أن القرار سيكون له تأثير سلبي على حياة الموظفين العائلية مقابل 10% من الذكور. و21% منهن رأين أن القرار سيكون له تأثير سلبي على حياة الموظفين الاجتماعية مقابل 11% من الذكور. ثم تقلص الفرق بين الجنسين بالنسبة لتأثير القرار سلبا على نفسية الموظفين (13% من الإناث - 10% من الذكور).
ومن ناحية أخرى، اعتبر 7% من الذكور أن الموظفين سيعانون من صعوبة في التأقلم مع الدوام المسائي وأنه سيعرضهم إلى مزيد من الإرهاق، مقابل 4% من الإناث.
وفي الختام، أعربت 4% من كامل العينة أن الدوام المسائي لن يزيد من إنتاجية الموظفين، وذلك لعدم رغبتهم في العمل مساء، في حين رأت 3% أن الزحمة المرورية ستزيد في الفترة المسائية.