باهي أحمد
ارتفعت شهية المواطنين والمقيمين لاقتناء الذهب خلال الشهر الجاري، بعدما سجلت الأسعار انخفاضات متتالية وصلت إلى مستوى 9% ما مثل فرصة مغرية للشراء، قبل أن يعاود المعدن الأصفر تحقيق ارتفاعات سعرية مجددا محققا مكاسب وصلت إلى قرب الـ 5% خلال 7 أيام فقط.
جاء ذلك بعدما شهدت أسعار الذهب منذ مطلع الشهر الجاري عدة عمليات تصحيح لتنخفض من مستوى 2800 دولار للأونصة الواحدة ضمن 7 عمليات تصحيح واضحة لتصل إلى مستوى 2552 دولارا للأونصة كأدنى سعر للأونصة يوم 14 الجاري، ليعاود بريق المعدن الأصفر إلى «اللمعان» مجددا ويحقق ارتفاعات سعرية مع عمليات تصحيح طفيفة خلال التداولات، ليصل إلى مستوى 2676 دولارا للأونصة الواحدة أمس.
وبنظرة مقربة على الأسعار، فقد سجلت أونصة الذهب تراجعا وصل حده الأقصى 248 دولارا للأونصة الواحدة حين انخفضت بنسبة 9% من سعر 2800 دولار للأونصة الواحدة مقارنة بـ 2552 دولارا للأونصة كأدنى سعر تحقق منذ بداية نوفمبر قبل بدء رحلة الصعود التي تحقق فيها مكاسب بلغت 4.9% بما قيمته نحو 124 دولارا في الأونصة الواحدة من تاريخ 14 حتى 21 نوفمبر الجاري، وتفصيليا:
قـال أهـــل الســـوق لـ«الأنباء» إنه في الآونة الأخيرة شهدت أسعار الذهب هبوطا ملحوظا، وذلك عقب الانتخابات في الولايات المتحدة والتي انتهت بإعلان فوز دونالد ترامب رئيسا لأميركا، إذ ينتهج سياسة تعزيز الاستثمارات وهو ما عزز من جاذبية الدولار وانعكس بانخفاضات ملحوظة في أسعار الذهب».
وأضافوا ان فوز الرئيس الأميركي انعكس بانخفاض أسعار الذهب وهو ما نشط حركة المبيعات محليا خصوصا تجاه الشراء بغرض الادخار والاستثمار، ما ظهر في سيطرة السبائك على 70% من تداولات المعدن الأصفر خلال الفترة الماضية مقابل 30% للمشغولات.
وأشاروا إلى أن السوق المحلي بدأ يعطي إشارات مكثفة عن زيادة ملحوظة في سياسة الادخار والاستثمار بالذهب بعدما بدأ شركات محلية في الترويج لسبائك بـ «أحجام فيدرالية» مثل التي تخزنها البنوك المركزية، إذ يصل وزن الواحدة إلى نحو 12.5 كيلوغراما.
وقال عيسى بوفاضل من مجوهرات دبلة، إن معظم تجار الذهب كانوا ينتظرون هبوطا في الأسعار خلال الفترة الحالية بعد الارتفاع الكبير في أكتوبر الماضي، وذلك لحدوث تنوع في عمليات البيع وللخروج من دائرة تركز الإقبال على السبائك، الذي جاء مدفوعا بأن من كان يقبل على اقتنائها يحقق ربحا كبيرا خلال أيام قليلة بسبب الصعود السريع للأسعار.
وأضاف بوفاضل: «مع ارتفاع الذهب الذي وصل سعر الكيلو منه إلى ما يزيد على 28 ألف دينار فإن البيع كان مقتصرا على السبائك الذهبية فقط والتي سيطرت على ما يزيد على 70% من إجمالي عمليات البيع»، ولكن شهدت المشغولات ارتفاعا ملحوظا في عمليات البيع مقارنة بالسبائك مع هبوط أسعار الذهب بداية من نوفمبر الجاري.
وأشار إلى أن سبيكة الـ 12.5 كيلوغراما فإن الإقبال عليها يكون من مشترين ذوي طبيعة خاصة، إذ لا يفضل عدد كبير من المستثمرين اقتناء سبيكة كاملة تزن هذا الوزن حتى في حالة اقتنائه للأموال الكافية لشرائها، فالذوق العام يتجه إلى اقتناء السبائك التي تزن كيلو غرام لسهولة بيعها والتصرف بها في حالة الاحتياج لبيعها بها في حالة توافر تحقيق الربح منها.
شراء السبائك والليرات
بدوره، أكد خلف الأستاذ من مجوهرات دبلة أن عددا كبيرا من الزبائن بات منفتحا بشكل أكبر على شراء السبائك والليرات بعد الارتفاع الكبير الذي شهده سعر «المعدن الأصفر» خلال أكتوبر الماضي، حيث لم تقتصر عمليات شراء السبائك على الرجال بل بات عدد كبير من النساء يفضلن شراء السبائك بدورهن وذلك لما لاحظنه من ارتفاع في الأسعار خلال الفترة الماضية بداية من أكتوبر الماضي ولكن بيع المشغولات شهد ارتفاعا خلال الفترة الماضية خاصة في ظل انخفاض الإقبال على السبائك بعد هبوط سعر الذهب بداية من نوفمبر الجاري، كما أن الموديلات الإيطالية والكويتية شهدت إقبالا كبيرا من قبل الزبائن.
من جانبه، أوضح سيد العلوي من مجوهرات الراية البيضاء أن التذبذب في أسعار الذهب يؤثر بشكل سلبي على عمليات الشراء والبيع على حد سواء في السوق في ظل عدم استقرار الأسعار، كما أن الزبائن باتت تفضل شراء السبائك والليرات المربعة خلال الشهر الماضي خاصة السبائك التي تزن 100 غرام أو 50 غراما فإن بيعها يكون أسهل من السبائك الثقيلة ولتحقيقها مكاسب سريعة في فترات وجيزة، موضحا أن الإقبال على المشغولات ارتفع خلال الفترة الحالية في ظل الانخفاض الطفيف في سعر الذهب والذي بدأ في بداية نوفمبر الجاري.