عبدالله العنزي
يقول المثل الصربي «للمرء فرحتان، واحدة عند الزواج والأخرى عند الابن الأول» ويحق للمدرب غوران توفاريتش ان يضيف ثالثة لهما وهي فرحة 1 فبراير، اليوم الذي أوكلت إليه مهام قيادة الأزرق أمام استراليا في تصفيات كأس آسيا عن طريق اللجنة الانتقالية برئاسة الشيخ احمد الفهد فكانت هذه المباراة بوابة استمراره مع الأزرق ومن ثم شهرته.
غوران المولود في 25 نوفمبر بمدينة بوزاريفاتش 1971 عاش مغمورا منذ ان كان لاعبا، وكان ابرز لحظاته الرياضية كلاعب اختياره ضمن تشكيلة المنتخب الاولمبي لصربيا إلا انه لم يدم طويلا في زي منتخب بلاده.
ولو سألت غوران عن أمنياته لحظة وصوله الكويت عام 2005 للعمل كمساعد لمدرب القادسية محمد ابراهيم، لقال لك على الفور أن أقود احد أندية الدوري الممتاز، إلا ان هذه الأمنية لم يكتمل تحقيقها لأنه تولى قيادة فريق الشباب من الدرجة الأولى عام 2007، فحقق معه أفضل نتيجة ممكنه جعلته في مصاف الدوري الممتاز لأول مرة في تاريخ النادي، ومنها عمل مساعدا لمحمد إبراهيم مرة أخرى ولكن هذه المرة مع الأزرق في خليجي 19 بمسقط، قبل ان يتولى المهمة وحده مع الأزرق بعد ذلك.
غوران او «المحيط الهادئ» ذو وجه طفولي بريء وطباع هادئة، كأنه ولد وترعرع في جنيف السويسرية بدلا من صربيا، لا يخيل لك منذ الوهلة الأولى لرؤيته انه مكار ومخادع، بل تظن انه سيعطيك كل ما في جيبه مع أول صرخة في وجهه، هو يهوى العمل بهدوء من دون ان يزعجه احد فتجده يضع كتفه على مقاعد البدلاء «كما كان يفعل ماتشالا في خليجي13» وان قلت له لماذا لا توجه لاعبيك سيقول ماذا عساي ان أقول لهم هم يعلمون ماذا يفعلون وأنا اعلم ماذا اعمل، جعل الخليج كله يسأل يوم 22 الماضي من هذا يا الأزرق؟ ليعودوا بأنفسهم لأخذ لقطة البطولة معه والكأس بينهم.
من المؤكد ان احدا ما في صربيا قال له قبل توجهه إلى الكويت ان لديهم منتخبا ان حالفك الحظ وقدته قد يرميك على أبواب العالمية، وان لم تصدق فاسأل ماريو زغالو وكارلوس البيرتو بريرا وفليب سكولاري وميلان ماتشاله.
غوران مين قدك الآن وقد «انفتحت لك طاقة القدر» بوجهك وأنت لم تبلغ عامك الأربعين بعد، نعلم انك تلقيت وستتلقى العديد من العروض في الأيام المقبلة، وأيوووه لو أخذت كأس آسيا، عندها لن ترضى بأقل من صفر جديد إلى راتبك الحالي ليصبح 250 الف دولار بدلا من 25 الفا، ولكن قبل هذا وذاك تذكر ان «مشت معاك حلاوة» ملعبا نصفه مظلم، لاعبوه يأتون يوما ويغيبون عشرة، تذكر ذيب القحطاني وجابر الزنكي قبل ان تتذكر هدف وليد علي.