تشير إحصائيات المرور في الكويت الى ان أربعة أشخاص يقتلون كل 3 أيام بسبب السيارات، ويكون المتوفى إما مدهوسا بسيارة أو راكبا فيها، مما يجعل قضية المرور من القضايا الأجدر بالرعاية كما أراها في الكويت. ولعل وفاة مجموعة من الشخصيات المحبوبة في تلك الحوادث، آخرهم الكابتن الرياضي سمير سعيد، تسلط مزيدا من الضوء على حوادث المرور، وهذا شأن الشخصيات العامة، يخدمون المجتمع في حياتهم وكذلك حال وفاتهم.
أقترح في مقالي هذا حملة لترشيد قيادة السيارات تحمل اسم المرحوم سمير سعيد، لما لاحظناه من توافق شرائح المجتمع المختلفة عليه منذ حادث الدهس الذي تعرض له، والتأبين الواسع الذي حظي به بعد وفاته بصفته شخصية دمثة رياضية واقتصادية واجتماعية. وهذه مجموعة نقاط أتمنى ان تتكون منها الحملة لعلها تكون ناجعة في التخفيف من تلك الحوادث، وأتمنى أن تطبق الحملة بجهود مشتركة بين القطاعات الثلاثة الحكومي والأهلي والخاص، لإعطائها مزيدا من الزخم والتأثير.
أول خطوة في الحملة ان يظهر وزير الداخلية او الوكيل في وسائل الإعلام ليعلن مرحلة جديدة حازمة في تطبيق قوانين المرور، ويؤكد أن الواسطة لن تنفع للتعامل مع أي حالة، وان الحزم دون ظلم او تعد هو الذي سيسود قضايا المرور. واقترح ان يحدد الوزير او الوكيل ثلاثة أشهر يطلق خلالها حملة للتوعية المرورية وإعادة تخطيط الشوارع وتركيب اللوحات الإعلانية الواضحة قبل تطبيق القانون.
الخطوة الثانية تكون بالحملة المرورية التوعوية المكثفة خلال الأشهر الثلاثة، وتشمل مدارس الثانوي بناتا وأولادا، والجامعات ومختلف أماكن التجمع، وبأكثر من لغة، كما تتم حملة توعية خاصة لسواق شركات المواصلات الذين يقودون حافلات الموت كما أراها أحيانا وذلك في مواقع شركاتهم، وسواق التاكسي والوانيتات المتهورين، وأماكن تجمع سواق الشاحنات وسيارات النقل.
الخطوة الثالثة تكون في خلق عقوبات جديدة، فالغرامة المالية توجع قلب الوالدين الموجع أصلا على أولادهم المتهورين، ولعل الحل بعقوبة يتحملها الأشخاص بمفردهم، مثل تنظيف الحدائق العامة، او الخدمة في تقديم أنشطة للسجناء، أو حتى تغسيل الموتى وتكفينهم كما فعل احد القضاة في الإمارات الشقيقة.
الخطوة الرابعة هي في الإعلان اليومي عما تم حصره من مخالفات، وما تم إنزاله من عقوبات، مع مقابلات شخصية ان أمكن تظهر ألم المتضررين وحزنهم لضياع أموالهم وأحبابهم. لدينا الكثيرون ممن لا يمانعون في الحديث عن كيف تغيرت حياتهم سلبا بسبب الحوادث واستهتار سواق المرور.
الخطوة الأخيرة بتطبيق القانون بجدية بعد انقضاء ثلاثة أشهر. نريد ان يرتدي الجميع أحزمة الأمان ويتوقفون عن إرسال المسجات أثناء القيادة ولا يتجاوزون السرعة القانونية ويتأكدون من سلامة المركبات قبل قيادتها ويعرفون قواعد المرور تماما.
ختاما، نعلم جميعا أن الموت بيد الله، لكننا نعلم جميعا كذلك ان الله قد أمر بالأخذ بالأسباب، فهل آن الأوان ان ندخل مرحلة حازمة في إدارة المرور في الكويت؟
[email protected]