- في سورية توجد مناطق محررة لكن ليست آمنة لأن النظام يقصف كل شبر بالمدفعية والطيران
- أصدقاء سورية يدعمون الثورة على استحياء وأصدقاء النظام يدعمونه بكل قوتهم وإمكاناتهم
أحمد لطفي
شدد مدير المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري المعارض محمد سرميني على أن الشعب السوري عندما خرج في ثورته خرج من اجل استعادة حقه المسلوب الذي اغتصبه النظام في تقرير مصيره بنفسه وفي حق تقرير ما يريد.
وقال سرميني في اتصال مع «الأنباء»، ردا على الانتقادات الاميركية الاخيرة للمجلس «اليوم ايضا الشعب السوري هو صاحب الحق في ان يقرر مصيره ولا يمكن القبول بأي حال من الأحوال بأن تفرض او تقوم بممارسة الوصاية بشكل او بآخر على الشعب السوري وفرض ان يكون هناك جسم او جهة أو حكومة انتقالية عليه».
وكشف ان اجتماع المجلس المنعقد في الدوحة خلال الفترة من 4 الى 7 الجاري، هو اجتماع تشاوري للقوى التي لم تنضم الى المجلس الوطني وتعمل فيه لمناقشة المستجدات الحالية وبحث السبل لتقديم شيء حقيقي للقضية السورية والشارع السوري، وسيتم فيه انتخاب القيادة الجديدة للمجلس وتوسيعه. وأكد انه ستتم مناقشة مشروع «هيئة المبادرة الوطنية» الذي طرحه المعارض السوري رياض سيف، معتبرا انها تعتبر تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية.
وشدد سرميني على ان المطلوب عمليا الآن ان يكون هناك خطوات حقيقية ودعم حقيقي فالمجتمع الدولي ليس بمنأى عن التأخر في حل القضية السورية. وهو يحاول بشكل او بآخر إخفاء عجزه وراء قضية عدم توحد المعارضة في حين انه لم يقدم شيئا. والشعب السوري لا يطالب اليوم بالتمثيل فقط وإنما يطالب بإيقاف حمام الدم وإيجاد قوة ردع حقيقية للنظام هذا كله يطالب به الشعب السوري وحتى هذه اللحظة لم يقدم المجتمع الدولي اي خطة فعالة في هذا الإطار.
وردا على سؤال حول سر تصعيد اللهجة الاميركية تجاه المجلس الوطني قبل أيام من الانتخابات الاميركية وما اذا كان ذلك إشارة على تحول في الموقف الأميركي أو احتمال إيجاد تسوية معينة بعد الانتخابات قد تتضمن حوارا بين أطراف معينة من المعارضة والنظام، أكد ان موقف المجلس واضح وانه لا تنازل وأن اي حل سياسي يجب ان ينص صراحة على تنحي بشار الأسد وعصاباته التي توغلت أيديها بالدماء، ولا يمكن ان يكون هناك شريك لهذه العصابات في نظام الحكم.
وعلق سرميني على الموقف الروسي الذي أعلن رفضه لفرض شخصيات من الخارج لتسلم مناصب قيادية في سورية، منددا بالتخبط وعدم الوضوح في المواقف الدولية سواء الروس او الأميركان وهم لا يعلمون ان الجزء الأكبر من الفاعلين في الحراك السوري وحتى العاملين في الشأن السياسي هم من الداخل السوري وليسوا من خارجه.
وحتى من هم في الخارج لم يخرجوا رغبة وإنما خرجوا قصرا نتيجة ملاحقة وتهديد النظام الذي كان يمنعهم من دخول البلاد، وبالتالي لا يمكن ان نلغي هذه الشريحة فالثورة قامت لاسترداد الحقوق التي سلبها النظام من الشعب السوري بكل مكوناته دون استثناء.
واتهم مدير المكتب الإعلامي في المجلس المجتمع الدولي بمحاولة إعادة تصنيع النظام بشكل او بآخر، معتبرا ان هذا يشكل سرقة للثورة لأن المجتمع الدولي يبحث عن بقاء مصالحه.
وعطفا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي أعربت فيها عن مخاوف من انتشار التطرف في سورية، قال ان إطالة عمر النظام والصراع هي سبب كبير لأي تطرف يظهر على الأرض، لأن ما يقوم به النظام لم يحصل في تاريخ البشرية فهو يقوم بجرائم لا يمكن وصفها. وكنا قبل مدة في لقاء مع بعض القادة الميدانيين وأكدوا لنا ان هناك قرى بكاملها قد تمت إزالتها بالكامل. والنظام ليس له سقف للإجرام انما رغبة جامحة في القتل. وحول ما يروج عن وجود المجموعات الجهادية المتطرفة في صفوف المعارضة، قال ان الشعب السوري عندما ثار على النظام لم يخرج طلبا للتطرف الإسلامي وانما خرج لإعادة الحقوق المسلوبة وكرامة الإنسان السوري. وخرجت كل مكونات الشعب السوري لكن النظام كلما زاد في تطرفه في الإجرام وما يقوم به من تطرف في حالات القتل الوحشي فلابد ان يكون هناك ردة فعل ولا يمكن ان تحسب على السلوك. وإذا كان هناك ردة فعل من أشخاص فهذا لا يعتبر جزءا من سلوكهم. ولو انتهت الثورة بعد 6 أشهر وحققت أهدافها لم نكن لنسمع بأي حالات تطرف ولا تواجدت القاعدة. وان كانت هذه حالات نادرة والنظام يجندها. وذكر بأن النظام السوري هو من كان يرسل القاعدة الى العراق. وهو من جند جماعة العبسي داخل سجن صيدنايا. والنظام يلعب على مخاوف المجتمع الدولي ويعززها لكن لابد ان نؤكد ان ردات الفعل هذه ستعود الى طبيعتها بعد توقف شلال الدم. وسيعود الشعب السوري الى ممارسة حياته الطبيعية لبناء سورية المستقبل.
وحول ما أشيع عن توجه لتشكيل ما يسمى بمجلس وطني لقوى الداخل، لفت الى ان المجلس يضم ممثلين عن الحراك الداخلي كمجلس قيادة الثورة في دمشق ومجلس قيادة الثورة في حلب والمجالس الثورية في حمص وحماة ودرعا.
وبالتالي هناك ترويج انه لا يوجد تمثيل للداخل وهذا ليس صحيحا فالداخل ممثل ولكن لابد ان نعرف ان تشكيل اي من الهيئات ليس لمجرد التمثيل وانما لغرض سد الفراغ والقيام بمهمات. وليس مهما ان تشكل أجسام جديدة في المعارضة بقدر ما هو مهم ان يكون لهذا الجسم دور واضح لمصلحة الثورة وان يساهم بشكل مباشر في إسقاط النظام. وعمليا تشكيل المجالس والهيئات شيء جيد ضمن حراك سياسي سنشهده لاحقا لاننا نريد ان يكون هناك المزيد من الحراك السياسي في المستقبل وأي جسم سيتم تشكيله يجب ان يكون له خطة عمل واضحة والمطلوب من الجميع هو ان يكون هناك دعم حقيقي سواء سياسيا او عسكريا او إغاثيا او حتى ديبلوماسيا. هذه تحتاج الى قوى حقيقية فاعلة. وما لم تكن هناك رغبة جادة من قبل المجتمع الدولي او من قبل أصدقاء سورية الذين للأسف يدعمون على استحياء الثورة السورية في حين ان أصدقاء النظام السوري يدعمون بكل قوتهم وفي كل المجالات، وما لم يكن هناك رغبة صادقة فإن اي جسم سيخرج سيكون مصيره، كما في العديد من المسميات والهيئات التي تشكلت منذ بداية الثورة وخرجت بشعارات كبيرة ثم انتهت هذه المشاريع في فترة وجيزة.
وعن تقييمه للوضع الميداني، قال سرميني ان الحالة الإنسانية كارثية بكل معنى الكلمة. ويوما بعد يوم يزيد عدد المآسي وعدد الجرحى والمتضررين والفاقدين لأعمالهم ومنازلهم. وحول الاتهامات الموجهة للمجلس الوطني في التقصير من الناحية الإغاثية، قال ان كل تفاصيل ما ورد للمجلس الوطني وما انفق قد نشرت وباتت مكشوفة للجميع وليس هناك من يخفيه وكل الاتهامات للمجلس ماليا هي إشاعات يستفيد منها النظام. ونحن كأعضاء مجلس وطني نعلم أين صرف كل قرش، وإننا لم نتسلم ولا فلساً لنا، ونحن في حالة اجتماعية سيئة لأننا أخذنا قرارا بأننا لن نتسلم ولا فلس نتيجة لشعورنا بالمسؤولية الواجبة علينا لتقديم جهدنا ووقتنا فهناك من يقدم روحه وكل ما يملك.
على صعيد العمليات الميدانية شدد على ان الروح المعنوية لدى الثوار عالية جدا وانهم مصممون ولن يتراجعوا عن إسقاط النظام. والجيش الحر يحقق تقدما ميدانيا رغم كل الحالة الإجرامية ورد الفعل العنيف للنظام، وأي نقطة يتم السيطرة عليها من قبل الجيش السوري الحر لا يستطيع جيش الاسد استعادتها وانما يعتمد بشكل اساسي على الطيران في قصف المدن والقرى.
وأضاف نحن لدينا مناطق محررة ولكن ليس لدينا مناطق آمنة لأن النظام يستطيع ان يقصف بآلته العسكرية سواء بالطيران او بالمدفعية اي شبر من الاراضي السورية.
ووجه سرميني لوما للداعمين كأفراد او مؤسسات او حتى دول، وهناك الكثير من الشعب السوري الذي يبحث اليوم عن لقمة الخبز، وعندما يسمع هؤلاء بأن دولا تبرعت بمئات الملايين فهو يشعر بالألم لاعتقاده ان المعارضة تقبض الملايين في حين ان الأرقام التي تعلن ليست أرقاماً حقيقية.
فعندما يعلن الأميركان مثلا تبرعهم بمبلغ 175 مليون دولار للمعارضة، يعتقد الناس ان هذه الملايين قد سلمت نقدا للمعارضة وهناك من سرقهم، في حين ان الدول تحمل كل المصاريف والتنقلات والدعم اللوجيستي وحتى الدورات التدريبية وتضعها تحت بند التبرعات.