في زمن تتأرجح فيه الدول العربية بين الجمود في أحسن الأحوال واليأس في الكثير منها، سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعلميا، تُشكل دولة الإمارات العربية المتحدة بقعة ضوء وسط الظلام، وتجسد مشروعا نهضويا على مستوى عالمي بكل المقاييس.
عندما نتطرق إلى النموذج الإماراتي المُلهِم، فإننا لا نتحدث عن مجرد أرقام، بل نتحدث أيضا عن قيم أهمها الحفاظ على الهوية، فالإمارات اليوم بقدر ما هي عصرية ومتقدمة لاتزال تحتفظ بعبق التاريخ وإرثه، بل وتستلهم منه مشروعها كمركز يصل العالم ببعضه.
ومن القيم الإماراتية «سعادة الإنسان» التي تحرص الدولة على تقديمها للمواطن كما الزائر، والتسامح خاصة تجاه الأديان بما لهذه الفضيلة الجليلة من أثر على طمأنينة الإنسان وشعوره بحريته وإنسانيته واحترام الأديان والمعتقدات.
لكل حقبة من حقبات مجد الحضارة العربية والإسلامية مركز إشعاع وتنوير، وقد عاشت هذا التألق مدن مثل بغداد ودمشق وقرطبة وغرناطة والقاهرة وبيروت، أما اليوم فإن أبرز الحواضر العربية على مستوى المشروعات الكبرى والتقدم العمراني والإنساني هي بلا شك المدن الإماراتية، وخصوصا أبوظبي ودبي والشارقة، حيث تتلاقى الإنجازات الاقتصادية والإعلامية والفنية والإنسانية والبيئية وغيرها.
لم تولد هذه الإنجازات بين ليلة وضحاها، بل من خلال رؤية قائد تاريخي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ويستكملها اليوم قادة البلاد وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء.
الإمارات تلهمنا وتُعلّم أمتنا درسا مهما، فنحن لا نحتاج إلى ثورة، بل نحتاج إلى نهضة على غرار نهضة هذا البلد التي أكسبته احترام العالم ومحبته وتقديره وجعلته في مصاف الدول المتقدمة التي يرتبط اسمها بمجاراة العصر والإنجاز والارتقاء بالإنسان.
كل عام والإمارات العربية المتحدة وقيادتها وشعبها بألف خير.