[email protected]
إذا كانت حياة الإنسان أغلى ما يملك، فإنها تستحق منه أن يجعل من جودتها هدفه الأسمى.
نحن نتعلم ونعمل ونؤدي ما علينا من التزامات لأننا نرغب في أن نرتقي بحياتنا حتى نجعلها أكثر إشراقا ونجاحا وهناء.
قد يكون اهتمام الفرد بحياته أمرا بسيطا وصغيرا بالنسبة لمجتمعه وللعالم، لكن الأمور الصغيرة عندما يقوم بها الآلاف والملايين من الناس تنتج آثارا عظيمة وتغييرات كبيرة نحو الأفضل، وباستطاعتها تغيير العالم.
في زحمة الانشغالات اليومية، المهني منها والاجتماعي، ثمة سؤال يطرح نفسه: ما أهم اجتماع تحتاج إلى أن تعقده ليساعدك في تحقيق الجودة المرجوة؟ مع رئيسك في العمل وشركائك، أو مع زملائك أو أصدقائك أو أفراد أسرتك؟ كلها بلا شك لقاءات مهمة حسب كل ظرف، لكن أعتقد أن هناك لقاء أهم.. إنه اجتماعك اليومي وبقدر عال من التركيز مع نفسك.
تخيل مدى الفائدة التي يمكن أن تجنيها من التأقلم مع تخصيص بضع دقائق محددة الموعد، تستهل بها كل يوم، وتفكر خلالها حصرا فيما يمكن أن تضيفه من أفكار جديدة يكون لها الأثر الإيجابي على جدولك، قبل أن تلتقط جهاز هاتفك المحمول وتتابع ما يدور في عالمك وتشرع في طقوسك وواجباتك الاعتيادية.
أعطِ نفسك هذه المساحة الزمنية البسيطة متحررا من أي ضغط وقلق وتشتت ذهني، وحفّز ذاتك: أريد ليومي هذا أن يمضي بأفضل حال وأن أنجز خلاله ما يخدم طموحي وأفكاري ويقربني من تحقيقها.. وأود أن أقوم بمبادرة جديدة لم أقم بها منذ فترة.. أن أُسعد شخصا، أحل مشكلة عالقة، أقدم اقتراحا جديدا، أو أنفذ أمراً سابقا لم أحققه وتأخر.
ومن جملة ما يتوارد في خاطرك من أفكار، انسج الخيوط الأولى ليومك بثقة ووضوح.
قد يقول قائل إنه في الزمن الحالي ينطبق على أيامنا أصلا وصف «وحدنا معا» الذي عنونت به المؤلفة شيري توركل أحد كتبها حول الانشغال المنفرد لفترات طويلة يومياً في وسائل التواصل، وذلك صحيح، لكن الأهم ليس حالة الانفراد بل مضمونها وطبيعة حوارنا الداخلي مع ذاتنا والوعي بها وباحتياجاتها جدّياً وبعيداً عن الرتابة والشرود والمنغصات والتقلبات المزاجية.
٭ في نهاية الكلام أتمنى للجميع اجتماعية ذاتية موفقة.