يا وطن.. لك من يحبك، ولك من يودك.. قصيدة كل من يسمعها كانت ومازالت وستكون من أجل الوطن وحان الآن وقتها بكل كلمة سطرت في قافيتها موزونة، وبالفعل عيالنا أثبتوا أنهم ثمرة طيبة من بقاع أرض طيبة، وكأن الكويت أميمة وهم عيالها مسحوا دميعاتها بكل محبة وبكل بر.
مررنا بظروف قاسية لكن هذا ابتلاء والمؤمن مبتلى، تساوت جميع الفئات وعمل جميعهم تحت شعار فعلي بدافع وطني ذباح لعيون الكويت، اليوم كلنا نفداچ برويحتنا.
وربما لتلك الأزمة التي يمر بها البلد حاليا إيجابيات كثيرة منها سقوط الأقنعة عن البعض من مشاهير السوشيال ميديا الذين اختفوا من شاشات الهواتف المحمولة فجأة، وفي ظل هذه الظروف التي شهدت الكثير من المبادرات المادية، ولن نرى من بعضهم شيئا سوى الافتاءات، حيث يكاد بعضهم أن يكونوا مفتين شرعيين يفيدون بفتاواهم التي لا تجدي نفعا.. أما الوطن فبحاجة إلى العزم.. كما أننا نرى منهم في بداية الأمر من يروج لصالوناته النسائية، والبعض الآخر يدلل على بضاعته بجم اقول!
وبعضهم لمن كان خارج البلاد لم يلتزم بقوانين الدولة التي تنص على الالتزام بالحجر المنزلي بكل ارشاداته الموجهة له من وزارة الصحة، وهذا الأمر ينطبق على البعض وليس الجميع على حد سواء، في السابق الشوارع مملوءة بصورهم وكأنهم نياشين الدفاع عن الدولة مسبقا ولهم مأثورات.. لايبا عيالنا اللي يستحقون الثناء والتقدير هم عيال الكويت اللي يطلعون وقت الشدايد.. ومال الصلايب إلا اهلها، في الوقت الراهن يرتاح قليبي بأن كل عيال الكويت يشعرون بأنهم عود من حزمة في مواجهة الأزمات، كل بنت أو ولد قاموا وقالوا: ها نحن يا بلادي سمعا وطاعة لا نادتهم الكويت، طلعوا وقالوا: ها نحن نلبي النداء، ووقفة صدق وعرفان لفئة نقف لها احتراما وتقديرا وحبا وهم عيالنا الدكاترة من فئة غير محددي الجنسية الذين قاموا رغم ظروفهم الصعبة ولكن اليوم ساهموا بأرواحهم وساهموا بعلمهم وما يمتلكون من طاقة لخدمة بلدهم الذي عاشوا به وهم بلا جنسية لكن أمهم الكويت اللي ربتهم وهم أيضا بالصفوف الاولى متطوعين وبارين بها.
أما شبابنا ممن يعملون في شركة البترول الكويتية الذين لا تغمض لهم اجفان منذ بداية الامر حتى الآن وهم يعملون في سبيل الحفاظ على اقتصاد هذا البلد، فلهم منا كل الاحترام والتقدير، أما عن أشاوس وزارة الداخلية فما اقدر أقول إلا ارفع لكم القبعة فهم رجال ينشد الظهر فيهم.
شبابنا الذين قاموا بالتطوع من كل منطقة في البلد تكاتفوا وكانت لهم وقفة لا يستهان بها وهذا مشهد اثلج صدري عندما دخلت جمعية الشهداء يوم الجمعة ورأيت مشهدا تضامنيا يسعد الخاطر ويحسسنا ان الدنيا مازالت بخير.. متطوعات من البنات اثبتن أنهن اخوات الرجال يقابلونا بابتسامة ويعملون على قدم وساق لتنبيه الناس للتعقيم وقياس حراراتهم وذلك بالتناوب في الزام الصباحي حتى الثانية ظهرا لفئة البنات، في حين يغطي الشباب فترة الليل.. نشكر الكل والجميع وكل من سكن تلك الأرض الطيبة المحفوظة بأمر الله على طيبها وخيرها الكويت أم الخير، عسى عيني ما تبچيچ إلا لفرح.