يعتبر علم الفلك من أجلّ العلوم التي مارسها الإنسان منذ أقدم العصور، وكان للعرب والمسلمين باع طويلة وقدم راسخة في هذا المجال، وأخذت عنهم الأمم هذا العلم وقواعده، وقد أخذ العرب عن اليونانيين أساليب هذا العلم وترجموا كتاب المجسطي الذي كتبه بطليموس العالم الفلكي اليوناني الذي عاش في الاسكندرية في القرن الثاني للميلاد، الا ان العرب لم يقفوا عند حدّ الترجمة بل نقحوا علم الفلك من ادران علم التنجيم وطوروا قواعده وجعلوه استقرائيا، ولعل أصدق دليل على براعة العرب والمسلمين في هذا المجال هو ان بلدان الغرب لايزالون يستخدمون اصول اسماء النجوم وينطقونها كما هي في اللغة العربية.
وحياة الإنسان على هذه الأرض منذ اقدم الازمنة منوطة بعلم الفلك ومتصلة به اتصالا وثيقا ولا غنى للبشرية عنه، فما نعده لحياتنا الأخرى فإننا نصوم ونفطر ونحج ونزكي ونعرف مواقيت الصلاة واتجاه القبلة كل ذلك وغيره مرتبط بظواهر فلكية، أما في حياتنا المعيشية فإن علم الفلك يخدم الصناعة والزراعة والملاحة البحرية والجوية وملابسنا نغيرها تبعا لحالة الجو، كما اننا نبني بيوتا ونقيم المظلات باتجاهات معينة ترجع في مجملها الى علم الفلك، اما في مضمار علم الفضاء فحدّث ولا حرج، فهو علم المستقبل فلا نستغرب إذا تم قريبا خلط الأدوية التي لا يمكن خلطها على سطح الارض في الفضاء، كذلك فالصناعات عجيبة وغريبة ستغير مجرى حياتنا وسنرى في المستقبل بضائع كتب عليها «صنع في الفضاء».