طارق عرابي
تشهد الكويت شحاً في مصادر المياه العذبة وذلك في ظل مناخها الصحراوي الجاف ودرجات الحرارة المرتفعة، حيث تعتبر المياه الجوفية هي المصدر الطبيعي الوحيد للمياه العذبة في البلاد، لذلك تسعى لإيجاد مصادر بديلة للمياه العذبة، ومن بينها تحلية مياه البحر، واستخدام المعالجة البيولوجية لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي في الري والزراعة وغيرها من الاستخدامات.
وتعد المعالجة البيولوجية لمياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها في مياه الشرب مشروعات رائجة في عدد من الدول، حيث تتم معالجة مياه الصرف الصحي من خلال ضخ الاوكسجين في عمليات تنقية هذه المياه وإعادة تدويرها بمقاييس عالمية ويتم استخدامها من جديد للشرب، حيث تصبح عذبة وصالحة للاستهلاك الآدمي.
وفي هذا السياق، طالبت مصادر صناعية في تصريح خاص لـ «الأنباء»، بضرورة اعتماد تكنولوجيا المعالجة البيولوجية لمياه الصرف الصحي من خلال ضخ الاوكسجين داخل محطات الصرف الصحي، مستهدفة من وراء ذلك رفع كفاءة البكتيريا الموجودة داخل هذه المحطات، حيث يساعد الاوكسجين في رفع أداء البكتيريا التي تتغذى على مخلفات الصرف الصحي ومن ثم زيادة كفاءة المحطات بنسبة تصل إلى 30% دون الحاجة لزيادة مساحات الخزانات الداخلية أو حجم محطة الصرف الصحي.
وأشارت المصادر الى أن استمرار ضخ مياه الصرف الصحي في البحر يؤثر سلبا على البيئة البحرية في الكويت وعلى الاحياء البحرية بشكل عام، موضحة أن هناك تقنيات حديثة يمكنها المساعدة في تلافي هذا الامر، حيث لجأت العديد من الدول الاوروبية إلى جانب اليابان إلى حلول وتقنيات تكنولوجية جديدة تعتمد على المعالجة البيولوجية لمياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، بدلا من ضخها في البحار وتلويث البيئة البحرية بها.
وقالت ان التكنولوجيا العالمية نجحت في إيجاد حلول سريعة وغير مكلفة لهذه المشكلة، تساهم في رفع كفاءة محطات الصرف الصحي وزيادة طاقتها الاستيعابية، دون الحاجة لزيادة مساحة هذه المحطات أو تحمل تكلفة مالية إضافية لزيادة قدرتها الاستيعابية.
وأضافت أن الحلول المطروحة ستساعد البيئة من خلال ايقاف ضخ مخلفات الصرف الصحي إلى مياه البحر عن طريق اعتماد آلية بسيطة يمكن للحكومة تطبيقها واعتمادها للحفاظ على البيئة أولا، ولتوفير ملايين الدنانير ثانيا، علما بأن الكويت تمتلك مصانع أوكسجين قادرة على توفير الكميات التي تحتاجها هذه المحطات أولا بأول.