بيروت ـ عمر حبنجر
«التهدئة» عادت الوصفة الوحـيدة للحكماء العرب المهتمين بمعالجة الأوضاع في لبنان، وبالذات تداعيات الحوادث التي حصلت في برج أبي حيدر وجواره، في مثل يوم امس الثلاثاء من الأسبوع الماضي.
لكن أي تهدئة؟ وعلى أي أساس؟ رئيس الحكومة سعد الحريري قال في دردشة مع الصحافيين انه لا احد يريد الفتنة في لبنان، وان ما جرى في برج أبي حيدر يجب ان يأخذ حجمه الطبيعي والا يتكرر، داعيا الجميع الى مراجعة مواقفهم مذكرا بدعوته الدائمة الى الكلمة الطيبة في معالجة الأمور.
الدعوة لتهدئة النفوس
وفي افطار لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية أقيم في قاعة بيال، تحدث الحريري، لأول مرة بعد سحوره مع الرئيس بشار الأسد في دمشق فقال ان الدعوة الى معالجة الوضع الأمني ليست موجهة لطرف دون آخر، داعيا الى تهدئة النفوس لأنه لا هوية طائفية أو مذهبية للأمن «ولا أخال أن أحدا يريد أمنا ذاتيا لبيروت أو غير بيروت».
الحريري كان يتحدث وإلى جانبه على المنصة الرئيسية النائب السابق عدنان طرابلسي المسؤول في «الأحباش» لأول مرة: وأضاف قائلا: أنا أعلم ان الجرح الذي أصاب بيروت ليس من جهة واحدة، انما هو واقع ومؤلم من الجهتين، وقد كان من الواجب ان نتحرك على وجه السرعة في مجلس الوزراء وان نضع الاصبع على الجرح لنعلن مسؤولية الدولة عن أمن الناس ووجوب المبادرة الى اجراءات تمنع تكرار ما حصل.
بالمقابل، خفت حدة ردود فعل حزب الله على رئيس الحكومة ومن ينادون ببيروت منزوعة السلاح، واكتفى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بالدعوة الى جعل بيروت «مدينة منزوعة الأوهام».
وقال: ان حادثة برج أبي حيدر وظفت واستخدمت، وعمل أصحاب القرار 1559 وأدواته من أجل توظيفه في التحريض المذهبي وتكريس الاصطفاف.
وأضاف: يطالبون بالهدوء والاستقرار، ليتوغلوا في التآمر على المقاومة، الا ان تقارير صحافية نقلت عن مصدر في حزب الله تأكيده ان حادث برج أبي حيدر «فردي» وان الردود الهوجاء مؤامرة على سلاح المقاومة، كما أعرب عن اطمئنان الحزب لمتانة علاقته مع سورية، لافتا في المقابل انتباه من يعتقد ان حزب الله قد يكون فرق عملة في أي تسوية اقليمية، الى انه «يوم يكون حزب الله فرق عملة، لن تبقى هناك عملة».
وردا على انتقاد رعد، في تصريح سابق، زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى منطقة برج أبي حيدر، قال النائب عقاب صقر عضو كتلة المستقبل ان زيارة الحريري جـاءت مـن أجــل رفــع الاحـتـقـان مشيرا الى ان ما قاله الحريري للضاحية الجنوبية او الجنوب، هو سيف الاغتيالات الذي كان مسلطا على رقاب الجميع.
وزير الدولة جان أوغاسبيان، قال ردا على سؤال إذاعي أمس، ان ما حدث في برج أبي حيدر وجواره شكل خرقا للاستقرار العام في العاصمة، لكن لا أعتقد ان هذا الأمر سينعكس توترا سياسيا على جلسة مجلس الوزراء اليوم في بعبدا.
بـيـد ان هــذا لا يمنع، من ضمن مناخ التهدئة المطلوب والتأكيد على منـاخ القمة الثلاثية التي انعقدت في بيروت الشهر الماضي، من مواصلة الدعوة الى بيروت منزوعة السلاح.
وقال: نحن نطالب بهذا ليس للتمييز بين طائفة ومذهب، او بين طرف وآخر، جل الأمر هو التأكيد على حق كل لبناني بحياة كريمة آمنة، وإبعاد كل ما يهدف الى الفوضى.
معالجة السلاح
بدوره اعتبر وزير الدولة عدنان السيد حسين انه «يجب معالجة مسألة نزع السلاح من الشوارع بحسب الاصول الوطنية والقانونية»، مضيفا ان «الاصول الوطنية تفرض الا يكون هناك فوضى في التسلح وانتشار للسلاح بهذا الشكل».
وفي اتصال مع «الجديد»، اشار الى ان «السلاح موجود في الشوارع ليس فقط في بيروت انما في باب التبانة وجبل محسن وفي الاوزاعي وبعلبك واحيانا في الجبل»، وقال: «لا شيء ينفع سوى ان تتحمل السلطات مسؤوليتها ومنها المجلس الاعلى للدفاع الذي هو اعلى سلطة امنية في لبنان برئاسة رئيس الجمهورية»، مؤكدا ان «سلاح المقاومة يناقش في الهيئة الوطنية للحوار».