Note: English translation is not 100% accurate
الحص: السجال بلغ مرحلة خطيرة
الجمعة
2006/9/15
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1328
قال الرئيس د.سليم الحص «ان الاسفاف الذي هبط اليه مستوى الخطاب السياسي في لبنان انما ينم عن عدم ادراك اطراف السجال لخطورة الوضع الذي تواجهه البلاد.
وعندما بلغ السجال مستوى تبادل الشتائم فذاك يعبر عن افتقار المتنابذين الى قوة الحجة في عرض افكارهم». الرئيس الحص وفي تصريح ادلى به امس قال:
نحن نأخذ على المكابرين انكارهم على المقاومة انتصارها المبين في حرب اسرائيل الغاشمة على لبنان. فالصمود في وجه اعتى قوة في الشرق الاوسط ومن ورائها اعظم قوة في العالم هو الانتصار بعينه.
ثم ان فشل اسرائيل في تحقيق اي من اهدافها المعلنة هو ايضا انتصار لحزب الله.
فإسرائيل لم تستطع القضاء على حزب الله، ولم تستطع قتل سيد المقاومة، ولم تستطع تجريد الحزب من سلاحه، ولم تستطع التقدم داخل العمق اللبناني، ولم تستطع الوصول الى نقطة واحدة على الليطاني، واخيرا لا آخرا لم تستطع اثارة الفتن المذهبية والطائفية كما كانت تريد.
كل هذا من آيات النصر المبين الذي لا ينكره الا مكابر. وللمرة الاولى في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي تصمد قوة عربية في وجه الجيش الذي كان يقال انه لا يقهر.
وسيكون لهذا الواقع تداعيات تاريخية مصيرية على مسار الصراع العربي ـ الاسرائيلي. واضاف اما الاستشهاد بالخسائر الفادحة التي حلت بلبنان بشريا وماديا للقول بالهزيمة فهو في غير محله. ليس من انتصار الا وله ثمن.
الثمن الذي دفعه لبنان كان غاليا جدا، ولكن اثار الانتصار على مجريات الصراع العربي ـ الاسرائيلي لا تقدر بثمن. ثم ان الذين دفعوا الثمن الاكبر هم الذين يهللون للانتصار.
ونحن في المقابل لا نتفق في الرأي مع من يقول ان سلاح المقاومة باق ولن يمس. فما كان السلاح يوما للسلاح، وانما كان لتحقيق اهداف معينة باقرار من حملته، وهي وجود ارض لبنانية تحت الاحتلال ووجود محتجزين لبنانيين في السجون الاسرائيلية وتعرض لبنان لاعتداءات اسرائيلية شبه يومية جوا وبحرا وبرا.
فإن ما تمت معالجة هذه المسائل في معرض قيام القوات الدولية بمهامها، كما يرتجى، فإنه لن يكون عند ذاك موجب لاستمرار المقاومة المسلحة.
فالمقاومة تستطيع عند ذاك اعلان انتصارها مرة اخرى بتحقيق اهدافها فيغدو السلاح عند ذاك في يد السلطة الشرعية حصرا. اي ان مطالبة البعض المقاومة بتسليم اسلحتها الى الدولة، التي يجب ان يبقى السلاح مبدئيا حكرا عليها، انما يستثير سؤالا مشروعا:
اي دولة يقصد هؤلاء؟ فالدولة التي نستظل اليوم هي دولة الطائفية والفساد والمحسوبية والتسلط والعقم على كل صعيد.
تعالوا نتوافق على صورة الدولة المنشودة، الدولة القادرة والعادلة والديموقراطية، دولة القانون والمؤسسات، وليكن السلاح آنذاك في يدها حصرا دون سواها.
والسؤال هو: كيف سنصل الى مثل هذا التوافق.
هل عبر مؤتمر للحوار الوطني متجدد، او عبر حكومة اتحاد وطني تكون بمثابة المؤتمر الدائم للحوار الوطني، او عبر خلاف ذلك من الصيغ المحتملة.
هذا ما يجب ان يدور حوله السجال البناء. ودعا الجميع الى الكف عن نهج المهاترات والمشاحنات والتشاتم والاسفاف في التخاطب، فالوضع في البلاد من الخطورة ما يستدعي التعقل والحوار البناء في اطار من الوحدة الوطنية.
كلنا نتمسك بما يسمى ديموقراطية توافقية وليس بيننا من يسلك عمليا سبيل التوافق في حياتنا العامة.
فالكل يحاول الغاء الامر. ويغفل ان ما من ازمة انتهت في تاريخ لبنان الحديث الا على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب».
اقرأ أيضاً