دعا وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة امس الى ايجاد سياسات متعددة الاوجه والتنسيق بين قيادة المنطقة وشعوبها والمجتمع الدولي من أجل تحقيق الديموقراطية والسلام والاستقرار.
وأعرب الشيخ خالد في كلمة خلال حفل افتتاح منتدى «حوار المنامة» الرابع عن تطلعه الى انشاء منظومة دولية أمنية مستقرة ومستدامة داعيا الى توفير الظروف الثقافية والسياسية المدعومة بالحريات والعدالة والتقدم والاحترام لتعزيز الشعور بالامان.
وأكد الشيخ خالد الحاجة الى استمرارية المفاوضات «الايجابية» في المنطقة لايجاد هذه المنظومة وأهداف أخرى من بينها الحصول على منطقة خالية من الاسلحة النووية.
وكالة الطاقة
وطالب وزير الخارجية البحريني بتفعيل دور المنظمات الدولية، خاصة وكالة الطاقة الذرية، مؤكدا ان الدول الخليجية تعمل بشفافية ووضوح على تطوير برنامج نووي سلمي بدعم وتعاون وثيق مع وكالة الطاقة الذرية. وقال الشيخ خالد ان منطقة الشرق الاوسط مقبلة على انفتاح كبير مبتعدة عن القوالب السياسية التقليدية مضيفا ان الطريق الجديد لامن الخليج هو تعايش القوى الاقليمية الكبرى مع جيرانها في اطار تحكمه المصالح المشتركة القائمة على التقدم والازدهار والتفاهم.
ويعقد منتدى «حوار المنامة» تحت رعاية ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وينظمه سنويا المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ويعد الحالي الرابع من نوعه الذي تشهده المنامة. ويشارك في المنتدى ممثلون عن الدول الخليجية والدول المجاورة كاليمن والعراق وكذلك الدول الكبرى والاطراف المؤثرة دوليا في القرارات الامنية على مستوى المنطقة كالولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والهند واستراليا واليابان وباكستان وكذلك مصر والاردن.
التهديد الإيراني
من جانبه، شجب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امس «سياسة زعزعة الاستقرار» التي تمارسها ايران والتهديد الذي تشكله بالنسبة الى الولايات المتحدة ودول الخليج، وتمنى انشاء «مظلة» مضادة للصواريخ في المنطقة.
وصرح في كلمته أمام منتدى «حوار المنامة» بأن «سياسة ايران تقضي بزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى»، كما ان «سياستها الخارجية الرامية الى زعزعة الاستقرار تشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة، ومصالح كل دولة في الشرق الاوسط وكل الدول الواقعة على مدى الصواريخ البالستية التي تطورها ايران»واتهم غيتس ايران بالتوالي «بتمويل ميليشات في العراق وتدريبها» و«نشر الاسلحة والتقنيات القاتلة في العراق وافغانستان»، و«بتطوير صواريخ بالستية ليست مفيدة بشكل خاص الا عند تزويدها بأسلحة دمار شامل». وكرر غيتس ما صرح به الرئيس الاميركي جورج بوش، من أن الخطر مازال قائما، وان مواصلة الضغوط على طهران لضمان عدم تصنيعها سلاحا نوويا مازالت ضرورية.
وقال «ينبغي ان يشغل هذا الموضوع بال كل حكومة في العالم».
وشجع وزير الدفاع دول الخليج على العمل معا لتحسين امن المنطقة، حيث رأى ان هذا التعاون «ضرورة مطلقة».
ودعا بشكل خاص الى «جهود متعددة الاطراف لتطوير انظمة اقليمية للدفاع الصاروخي تشكل مظلة حماية ودفاع» في المنطقة، بمواجهة التهديد الايراني.
وفي السياق نفسه، دافع غيتس عن برنامج إسرائيل النووي قائلا إن الدولة العبرية لا تسعى لتدمير جيرانها أو دعم الإرهاب على عكس إيران.
إسرائيل لا تهدد المنطقة
وأجاب ردا على سؤال حول ما إذا كان برنامج إسرائيل النووي يمثل تهديدا على المنطقة بقوله «لا أعتقد ذلك».
ورفض الزعم بأن الولايات المتحدة تكيل بمكيالين فيما يتعلق بالقضية النووية بمساندة إسرائيل مع مطالبة إيران في الوقت نفسه بالتخلي عن أنشطتها لتخصيب اليورانيوم والتي تقول طهران إن أهدافها سلمية.
وقال غيتس ان «إسرائيل لا تدرب إرهابيين لتدمير جيرانها. ولم تشحن أسلحة إلى مكان مثل العراق لقتل آلاف المدنيين الأبرياء سرا».
واضاف انها «لم تهدد بتدمير أي من جيرانها ولا تحاول زعزعة استقرار حكومة لبنان».
وفي كلمته امام المنتدى قال رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني امس ان التنمية الاقتصادية تعتبر احد اهم ضمانات الامن في منطقة الخليج.
واكد الشيخ حمد ان ما تواجهه منطقة الخليج من ازمات ومحن وما تعانيه بعض شعوب المنطقة من فقر وحروب علاوة على تعدد الاطراف واختلاف المصالح بما في ذلك الشركات العابرة للقارات اخل بالاستقرار والانسجام وعمق الفجوة بين مختلف الاطراف.
واضاف ان ما زاد الامر سوءا الخلاف القائم بشأن برنامج ايران النووي ما ادى بنا الى الوصول الى مرحلة حرجة تتطلب من الجميع ولصالح الجميع تحكيم العقل.
واوضح اننا جميعا شعوب المنطقة والدول الفاعلة نحتاج الى بذل الجهود من اجل تحقيق التنمية، فغيابها لا يهدد فقط النمو الاقتصادي للشعوب بل يهدد الامن ذاته.
الصفحة في ملف ( pdf )