دمشق - هدى العبود
قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان بغداد تطمح الى اعادة تفعيل عمل اللجنة العليا العراقية - السورية المشتركة للبحث في جميع أوجه العلاقات الثنائية.
وأوضح زيباري في مؤتمر صحافي مشترك امس مع نظيره السوري وليد المعلم قائلا «النقطة التي ركزت عليها خلال زيارتي دمشق هي أن هناك تعاونا وتفهما سوريا أفضل لمساعدة العراق وجهود الحكومة العراقية في مسائل ضبط الحدود ومنع المتسللين، معربا عن تقديره لهذه الاجراءات التي اتخذت ونفذت».
وأعرب وزير الخارجية العراقي الذي اختتم زيارة الى سورية استمرت يومين عن سعادته بنتائج المحادثات التي أجراها في دمشق والتي تصب في صالح تعزيز العلاقات السورية - العراقية، مؤكدا وجود جو ايجابي وتطور في هذه العلاقة بدليل الزيارات المتكررة لمسؤولين عراقيين الى دمشق.
تعزيز العلاقات
وأكد زيباري حرص الجميع على تعزيز العلاقات بين دمشق وبغداد واصفا اياها بأنها «مصيرية»، مضيفا ان المحادثات التي أجراها مع القيادة السورية شملت كل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والديبلوماسية الى جانب تبادل وجهات النظر بشأن عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط.
وتمنى زيباري أن يستمر هذا التعاون الأمني ويتعزز بشكل ثنائي أو من خلال آليات دول الجوار العراقي لأن العراق بحاجة الى مثل هذا التعاون، لاسيما أن هناك تحسنا أمنيا وتطورا في المواقف بشكل ايجابي.
وقال ان هذه الانجازات التي تحققت تبقى هشة ما لم تدعم باجراءات متواصلة من التعاون الأمني والمصالحة السياسية والتشاركية في خدمة العراق مؤكدا حرص الحكومة العراقية وجديتها في تحقيق ذلك. وفيما يتعلق بأوضاع اللاجئين العراقيين في سورية قال زيباري «أولا نحن ثمنا وقدرنا عاليا موقف سورية قيادة وحكومة وشعبا على ما قدموه من مساعدات هائلة الى أشقائهم العراقيين»، موضحا أنه بحث مع نظيره السوري مساعدة العراقيين في مجالات الصحة والتربية والتعليم، معربا عن الأمل في أن تكون اقامة العراقيين في سورية مؤقتة. وأكد أن شريان العلاقات بين أي بلدين مهما كانت قوية ومتينة هو العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيرا الى أن الحكومة العراقية قررت اعادة تشغيل خط أنابيب النفط من كركوك الى بانياس وقدمت عروضا لاعادة التشغيل.
وعن التمثيل الديبلوماسي بين البلدين قال زيباري «ان سورية لديها سفارة في بغداد ونحن لدينا سفارة في دمشق ونحن في مرحلة تسمية السفراء قريبا».
وفي رده على سؤال لـ «الأنباء» كيف يؤثر اعلان المبادئ بين الحكومتين العراقية والأميركية على هوية العراق الاسلامية والعربية قال زيباري أولا اعلان المبادئ لن يؤثر على هوية العراق اطلاقا واطار هوية العراق مثبتة في الدستور الذي وافقت عليه غالبية الشعب العراقي واعلان المبادئ هو الغطاء والعناوين الأساسية للمفاوضات المقبلة بين العراق والحكومة الاميركية للتوصل الى اتفاقية تشمل هذه الجوانب، واتفاقية كهذه بالتأكيد ستعرض على ممثلي الشعب العراقي لإقرارها عندما تنجز، لذلك فانها لن تؤثر على هوية العراق العربية والاسلامية، وعن الأمن والاستقرارالذي لعبت سورية دورا كبيرا في تأمينه للعراق وذلك بشهادة قائد القوات الأميركية ديفيد بيترايوس وثنائه على الدور السوري قال زيباري لـ «الأنباء»: بالتأكيد دول جوار العراق وبينها سورية بإمكانها أن تلعب دورا مهما ومؤثرا في مساعدة الحكومة العراقية في الجانب الأمني، وفي تفهم الظروف التي يمر بها العراق، وأملنا أن يتحقق هذا الشيء من قبل سورية ومن قبل دول مجاورة أخرى للعراق في تفهم الظروف الصعبة والتعاون بشكل أفضل من خلال القنوات الأمنية لمساعدتها.
وردا على سؤال حول استقبال سورية للاجئيين العراقيين وتكبدها مبالغ طائلة وما تقدمه العراق لسورية، قال زيباري: نحن قدرنا وبحثنا عاليا موقف حكومة وقيادة سورية وشعب سورية على ما قدموه من مساعدات هائلة للعراقيين.
المصالحة الوطنية
جهته، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم حرص بلاده على اقامة أفضل العلاقات مع العراق ودعم جهود المصالحة الوطنية فيه باعتبارها سبيلا أساسيا لاستقرار العراق ووحدته بكل مكوناته.
وأكد المعلم دعم بلاده للعملية السياسية الجارية بالعراق وكذلك حرصها على وحدة العراق أرضا وشعبا وتأكيدا على حرمة أراضي العراق وسيادته واستقلاله اضافة الى ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع العراق.
وأوضح المعلم أن «وزير الخارجية العراقي التقى أمس الرئيس السوري بشار الأسد وكان اللقاء بناء ومثمرا، كما أجرينا معه محادثات تناولت مختلف النواحي السياسية التي تهم البلدين الشقيقين وكذلك آفاق علاقات التعاون الثنائية في مختلف المجالات».
الصفحة في ملف ( pdf )