بيروت - عمر حبنجر
عكس الاستقبال البارد من جانب اللبنانيين لقرار تأجيل الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس الجمهورية القناعة العامة بأن قرار الانتخاب يتجاوز الداخل اللبناني، وهو ما يعز على القيادات اللبنانية الاعتراف به. قرار التأجيل جاء في اعقاب اتصالات اجراها النائبان سعد الحريري ووليد جنبلاط مع رئيس المجلس نبيه بري الذين فاجأهم اعلان العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح التأجيل من الرابية، مستبقا الآخرين، اضافة الى معطيات الموقف السوري - الفرنسي في اعقاب تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورد المصادر الفرنسية عليه، مما اوحى ان «طبخة» الرئاسة اللبنانية لم تنضج بعد. وعزز هذا الاعتقاد حديث الرئيس الاميركي جورج بوش الذي حرك مجددا موضوع انتخاب الرئيس بنصاب النصف زائد واحد الذي استتبع برد من حزب الله يعتبر مثل هذا الطرح الاميركي حلما لن يتحقق. بدوره، قال بري ان الاميركيين يدركون خيار النصف زائد واحد وتداعياته الكارثية.
رئيس المجلس أعلن أمس استعداده للدعوة عند الحاجة إلى جلسات «ربما اسبوعية» خلال الشهر المقبل حتى انتخاب رئيس الجمهورية في حال باءت جلسة 29 الجاري بالفشل مجددا.
بري يتبنى اخراج طبارة الدستوري
رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط قال لـ «السفير» ان خيار الاكثرية النهائي لرئاسة الجمهورية الآن وغدا هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان «وهذا خيار لا تراجع عنه وفيه مصلحة للجميع، مصلحة المقاومة ومواجهة الارهاب»، معتبرا ان كل تأخير ليس في مصلحة الجميع.
صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله ذكرت ان النائب جنبلاط اتصل ببري وتشاور معه وفهم منه انه لا امكان لعقد جلسة الامس قبل التوصل الى اتفاق سياسي، ثم بادر الحريري الى الاتصال ببري مرتين سائلا عن حجم التأجيل المرتقب، فرد بري انه سيحدد موعدا بين عيدي الميلاد ورأس السنة، فطلب الحريري توضيحا عما اذا كان التأجيل من جديد يؤخر الجلسة الى السنة المقبلة وما اذا كان ذلك يمنع انتخاب العماد سليمان نظرا لحاجته الى تعديل الدستور، فرد بري انه تفاهم مع النائب بهيج طبارة العضو في كتلة المستقبل التي يرأسها الحريري على آلية دستورية تتيح انتخاب سليمان في اي وقت من العام، وقال له: لا تخف على اسم الرئيس، فقائد الجيش بات رئيسا مع وقف التنفيذ، ونحن الآن بحاجة الى اتفاق على الحكومة»، عندئذ طلب الحريري من بري - حسبما اوردت «الاخبار» - اعلان التأجيل «لأن نواب الاكثرية لن ينزلوا الى البرلمان».
حزب الله
وتقول مصادر حزب الله ان الحريري وجنبلاط اكدا للرئيس بري انه لا عودة لخيار النصف زائد واحد مهما حصل.
ونقلت المصادر عن اوساط فرنسية قولها انه لا يجب التعويل على كلام الرئيس الاميركي، وان الحوار مع سورية لايزال مفتوحا، وان الرئيس نيقولا ساركوزي تحدث هاتفيا مع الرئيس بشار الاسد خمس مرات حتى الآن والتواصل شبه يومي بين كلود غييان مستشار الرئاسة الفرنسية والمعلم.
من جهته اعرب النائب بطرس حرب عن خشيته من وجود قرار بعدم اجراء الانتخابات الرئاسية، لاسيما في ضوء الشروط التعجيزية التي تضعها المعارضة والمخالفة لصيغة لبنان ولاحكام الدستور والمتناقضة مع اتفاق الطائف، كما قال، وتساءل ما اذا كان هدف المعارضة ادامة الفراغ تمهيدا لتعميم الفوضى وتسهيلا لتمرير المؤامرات والتي من بينها كما قال توطين الفلسطينيين واعادة السيطرة على القرار السياسي اللبناني.
حرب وفي حديث الى موقع الكتروني حذر من ان عدم انتخاب العماد سليمان قبل نهاية العام الحالي يجعل انتخابه اكثر صعوبة بعد هذا التاريخ لاسباب دستورية، وهذا ما لا يراه رئيس مجلس النواب.
الصفحة في ملف ( pdf )