اعرب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود برزاني عن اسفه لفشل مهمة الوفد الكردي في اقناع الحكومة الاتحادية التي يرأسها نوري المالكي بوجهة نظر حكومة الاقليم الكردي بشأن العديد من القضايا الخلافية العالقة، نافيا وجود توتر في العلاقات الكردية - الاميركية.
وقال برزاني الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبه طارق الهاشمي امس «مع الاسف فإن الوفد الكردي عاد من بغداد من دون ان يحقق شيئا».
وشدد برزاني على عدم وجود توتر في العلاقات الكردية - الاميركية، مؤكدا ان واشنطن ترفض القصف التركي للقرى الحدودية العراقية.
وقال ان الرد الاميركي واضح وبحسب ما ابلغونا فإنهم غير راضين عن القصف التركي، وابلغوا الجانب التركي بذلك.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على انه لن يتم ايقاف العمليات العسكرية التركية على معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وقال اردوغان - في تصريحات للصحفيين امس - «اننا لا نتعامل مع بارزاني، ومخاطبنا الرئيسي في العراق هو حكومة بغداد المركزية»، مشيرا الى ان تركيا تستخدم حقها في الدفاع عن نفسها ضد تهديدات عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق في اطار القانون الدولي.
واضاف اردوغان «لا نتصرف بعنجهية ولا نستعرض قوتنا، لكننا نستخدم حقنا الذي تكفله القوانين الدولية، ولدينا عزم صارم على الاستمرار في جهودنا للقضاء على نشاط منظمة حزب العمال الكردستاني».
واشار اردوغان الى ان هناك تنسيقا بين تركيا والولايات المتحدة والحكومة المركزية في العراق وان تركيا لا تتصرف بشكل عشوائي، انما تتخذ جميع خطواتها في اطار الحقوق المكفولة لها بموجب القوانين الدولية.
وردا على سؤال بشأن العمليات العسكرية للجيش التركي في شمال العراق وتقييمه لها، قال اردوغان انه ليس لديه ما يضيفه الى البيانات التي تصدر عن رئاسة هيئة اركان الجيش التركي لكنه اكد ان العمليات العسكرية ستستمر كما هو مخطط لها وبعزم وارادة كاملين على التخلص من نشاط المنظمة الانفصالية.
في السياق نفسه، يعقد مجلس الامن القومي التركي اجتماعا يوم الجمعة المقبل هو الاخير خلال العام الحالي، سيتركز على تقييم نتائج العمليات العسكرية ضد مواقع منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وسيدرس المجلس - الذي يعقد اجتماعاته كل شهرين برئاسة الرئيس التركي عبدالله غول - ما اذا كان الجيش سيواصل قصفه لمواقع المنظمة في شمال العراق، وسط توقعات ان المجلس سيقرر استمرار هذه العمليات دون انقطاع، بهدف القضاء على نشاط عناصر المنظمة، لاسيما في ظل الدعم اللوجستي المقدم من جانب الولايات المتحدة لتركيا.
وسيناقش المجلس خطة اقناع مسلحي المنظمة بالنزول من الجبال وتسليم انفسهم للقوات التركية للنظر في اصدار عفو عنهم.
في الوقت نفسه، اشارت مصادر عسكرية الى ان تأكد المجتمع الدولي من ان العمليات العسكرية تستهدف عناصر المنظمة وحدها قوى ايادي تركيا وجعلها اكثر ارتياحا تجاه قرار استمرار العمليات العسكرية.
في سياق متصل، ذكرت صحيفتا «راديكال» و«حريت» التركيتان الى ان المعلومات الاستخبارية الواردة من شمال العراق تشير الى ان الضربات الجوية التركية اوقعت 300 قتيل من عناصر المنظمة، كما ادت الى تدمير المحطة الرئيسية للاتصالات التي كانت تستخدم للربط بين قيادة المنظمة وعناصرها، وان رئاسة هيئة اركان الجيش التركي ستنشر صورا ومعلومات موسعة عن خسائر المنظمة قبل عطلة رأس السنة الميلادية الجديدة.
الصفحة في ملف ( pdf )