قال مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى ان الحرس الثوري الايراني نقل اسلحة فتاكة جديدة الى حلفائه في افغانستان والعراق في الاشهر الاخيرة.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال امس عن مسؤولين عسكريين قولهم ان الحرس الثوري قام بتهريب قذائف صاروخية الى الميليشيات المتحالفة معه في العراق مما اسفر بالفعل عن سقوط قتلى بين القوات الأميركية.
واضافوا ان الحرس الثوري زود ايضا طالبان في افغانستان بصواريخ طويلة المدى مما عزز قدرتها على اصابة اهداف أميركية واخرى تابعة للتحالف.
وقالت الصحيفة ان مثل هذه الشحنات من الاسلحة تصعد التنافس الخفي من اجل كسب النفوذ بين طهران واشنطن في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وزادت وتيرة هذا التنافس جراء الاستعدادات الأميركية لسحب القوات من حربين والتمردات السياسية التي تجتاح المنطقة.
واضافت ان الولايات المتحدة تسعى حثيثا من اجل مواجهة الاوضاع التي افرزتها الانتفاضات ضد الحلفاء العرب منذ وقت طويل من تونس الى البحرين وتحاول ان تترك حكومات مستقرة وصديقة في افغانستان والعراق.
ويبدو ان ايران تحاول كسب ارض سياسية وسط الاضطرابات وتجعل الانسحاب الأميركي سريعا ومؤلما بقدر الامكان.
وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق الميجور جنرال جيمس بوكانان «من المرجح ان نرى هذه المجموعات المدعومة من ايران تواصل الهجمات على مستويات عالية». ولكنه قال «انها لن تردعنا عن بذل اقصى جهد لمساعدة قوات الامن العراقية.
وفي افغانستان، قالت الصحيفة انه عثر على صواريخ تحمل علامات ايرانية.
وقال مسؤولون أميركيون ان تغلغل النفوذ الايراني في افغانستان يتم من خلال القوة الناعمة والمتمثلة في الانشطة التجارية والمساعدات والديبلوماسية.
ويشعر المسؤولون العسكريون الأميركيون بقلق متزايد ازاء تصعيد الانشطة العسكرية الايرانية في منطقة الخليج.
واشاروا إلى ان ايران كثفت في الاشهر الاخيرة انشطتها في مجالي الاستخبارات والدعاية في مصر والبحرين واليمن حيث سقط الزعماء الموالون لأميركا او يتعرضون لضغط شديد.
ونفى مسؤولون ايرانيون الاسبوع الماضي ان يكون الحرس الثوري قد لعب اي دور في العراق او افغانستان، واتهموا أميركا باختلاق هذه الروايات لتبرير الاحتفاظ بوجود عسكري أميركي في المنطقة.
واتهم المسؤولون الايرانيون اسرائيل وأميركا بالتدخل في الشأن الايراني بما في ذلك اغتيال علماء نوويين ايرانيين ودعم مجموعات المعارضة، وهو الاتهام الذي نفته كل من الولايات المتحدة واسرائيل.
ومن المقرر ان تنسحب كل القوات الأميركية مع حلول نهاية العام من العراق ، غير ان مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى ألمحوا علانية الى انهم يرغبون في ان تطالب بغداد الولايات المتحدة بإبقاء قوة فاعلة في البلاد بعد ذلك الموعد.
وتحدث بعض المسؤولين في الادارة والجيش عن الاحتفاظ بقوة قوامها عشرة الاف جندي في العراق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومحللين عسكريين قولهم ان ايران هى المبرر الرئيسي لتمديد الوجود الأميركي في العراق.
وقالوا ان ايران تحاول استخدام جيشها الاقوى من الجيش العراقي والميليشات الشيعية المتحالفة معها للضغط على العراق للاحتفاظ بعلاقات اوثق مع طهران.
عبادي: المعارضة تتزايد لحكام طهران
في سياق قريب قالت شيرين عبادي الفائزة بجائزة نوبل للسلام انها تعتقد ان حكام ايران سيسقطون يوما ما على الرغم من منع حملتهم الامنية الصارمة لاندلاع انتفاضة من تلك الانتفاضات الشعبية التي شهدها العالم العربي. وسحقت ايران محاولات لإعادة اشعال احتجاجات الحركة الخضراء التي اندلعت في اعقاب الانتخابات المتنازع على نتيجتها والتي اسفرت عن اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وكانت الانتفاضات الشعبية قد نجحت في الاطاحة بالرئيسين المصري والتونسي واشعلت العنف في كل من ليبيا وسورية واليمن والبحرين.
وقالت عبادي (63 عاما) الناشطة الحقوقية التي كانت عام 2003 اول امرأة مسلمة تفوز بجائزة نوبل ان الحركة الخضراء في ايران لم تهزم وان بلادها تريد تفادي نوع الصراع الذي اندلع في ليبيا. وقالت عبادي التي تزور لندن للترويج لكتاب لها ينشر في بريطانيا في مقابلة مع رويترز «في الحقيقة لقد اصبحت اكثر قوة لأن الحركة تتكون من معارضين وعدد المعارضين يزداد كل يوم». واضافت عبادي ان انتهاكات حقوق الانسان المنتشرة والتدهور الاقتصادي يضيفان إلى صفوف المعارضة لكن عدد المحتجين تناقص «لأن اي شخص يخرج إلى الشارع يقتل او يعتقل».
وقالت «الشعب الايراني يحاول الحفاظ على سلمية الاحتجاجات وهذا هو السبب الذي منعهم من حمل السلاح حتى الآن... الشعب الايراني لا يريد ان تتحول ايران إلى ليبيا اخرى». لكن القيادة الايرانية اهتزت بسبب انتفاضات الربيع العربي وتعتقد عبادي ان النظام الايراني سينهار في النهاية.
وقالت «نعم بالطبع سيسقط هذا النظام لكن ليس من السهل التنبؤ بوقت حدوث ذلك». ومضت عبادي تقول ان الصراع على السلطة بين الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي والرئيس احمدي نجاد و«هناك خلافات حتى بين الزعيم الاعلى والرئيس وبين البرلمان والرئيس، كل هذه النزاعات في الحقيقة تضعف النظام أكثر واكثر».