بيروت - عمر حبنجر
حضر لبنان بقوة في لقاء الرئيسين المصري حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي في القاهرة امس، كما كان حاضرا في لقاء الرئيس السوري بشار الاسد مع عضوي الكونغرس الاميركي السيناتور الجمهوري آرنولد سباكتر والنائب الديموقراطي باتريك كيندي، واذا كان اللقاء الاخير بمنزلة ثغرة ارادتها واشنطن في جدار علاقاتها المقفلة مع دمشق، فإن لقاء مبارك - ساركوزي كان اكثر ملامسة للجرح اللبناني، حيث دعا الرئيس الفرنسي سورية الى تسهيل انتخاب رئيس للبنان عمليا لا كلاميا، ملوحا باستعداد بلاده لتغطية الموارد الضرورية للمحكمة الدولية التي ستنظر باغتيال الرئيس رفيق الحريري ومن تلاه من وزراء ونواب وشخصيات لبنانية استقلالية.
ولم يشر الى احتمال رفع الموضوع الرئاسي اللبناني الى مجلس الامن كما حصل في موضوع المحكمة وفق مخاوف منسوبة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استغرب ساركوزي كيف انه يقفل مجلس النواب ويحتفظ بالمفتاح.
والراهن انه كلما حضر لبنان في الخارج يكون ثمة ازمة تواصل وغياب في الداخل، وغالبا ما كان التحرك العربي مقدمة لتحرك دولي، ومن هنا خافت الاكثرية من امكانية طلب المعارضة تشكيل الحكومة قبل انتخاب رئيس الجمهورية وخوف المعارضة من ان يقود التحرك الخارجي الراهن وضمنه تحرك الجامعة العربية، الاستحقاق الرئاسي الى مجلس الامن على غرار ما حصل في المحكمة ذات الطابع الدولي.
من هنا، تفاوتت ردود الفعل على دعوة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى المؤتمر الطارئ لوزراء الخارجية بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة.
وكان موسى قد وجه الدعوة الى المؤتمر الطارئ لوزراء خارجية الجامعة حول الوضعين في لبنان وفلسطين مطلع الشهر المقبل، وأعلن ان مدير مكتبه السفير هشام يوسف سيزور بيروت قريبا.
مصادر رئيس المجلس قالت: نرحب بالاجتماع اذا قرر الجميع المشاركة فيه، واهتموا الاهتمام اللازم والحقيقي بلبنان، لأن هذا البلد قدم الكثير للقضايا العربية منذ عدة اعوام، لا بل انه دفع ثمن هذا الاهتمام، ودعت المصادر الجامعة العربية الى ضرورة الاستماع الى وجهتي النظر في لبنان، محذرة من ان يكون اجتماع وزراء الخارجية العرب مقدمة لنقل الملف الرئاسي اللبناني الى مجلس الامن. بدوره، اجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا بوزيري خارجية مصر والسعودية احمد ابوالغيط والامير سعود الفيصل، وكذلك بالامين العام للجامعة، وتناول البحث التحضير لمؤتمر الوزراء الجديد.
من جهته قال رئيس الحكومة ان كل مسعى باتجاه الحلول وفق الاسس الدستورية مرحب به.
وحدد موسى الاحد المقبل لعقد هذا الاجتماع في مقر الجامعة.
وتوقعت مصادر ديبلوماسية غربية تزايد الاهتمام بالازمة اللبنانية بعد عطلة الاعياد، وان واشنطن قررت اعتماد سياسة دعم وتأييد لكل ما تقرره الاكثرية في لبنان لانتخاب الرئيس والخروج من الفراغ الرئاسي، واكدت المصادر على التنسيق القائم بين واشنطن وباريس.
بدوره، تحدث وزير الخارجية بالوكالة طارق متري عن مؤتمر القاهرة الذي سيمثل لبنان فيه، وقال: هناك التزام عربي وقلق على لبنان ورغبة حقيقية في مساعدته، ليس من اجل الوساطة بين اللبنانيين بل من اجل مسعى يتعلق باستعجال انتخاب الرئيس عون من خلال الضغط حيث يجب.
إلى ذلك رحبت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض بدعوة عمرو موسى وزراء الخارجية العرب الى اجتماع طارئ في القاهرة «لأن العرب لا يستطيعون ان يبقوا مكتوفي الايدي حيال ما يحصل في لبنان والذي من شأنه تأزيم الوضع في المنطقة».
وقالت، في تصريح لها امس: بات من الواضح جدا ان الازمة في لبنان ليست رئاسية بل ازمة كيان ونظام، وبمعنى آخر فإن قوى 8 مارس وعلى رأسها حزب الله وخلفه النظامان السوري والايراني لا يريدون دولة في لبنان ولا يريدون اتفاق الطائف انما يريدون ان يبقى لبنان ساحة لتصفية الحسابات الدولية والاقليمية على اشلاء لبنان ومصالح ابنائه، وهذا خطير جدا.
واستشهدت الوزيرة معوض بالموقف الروسي الاخير، وقالت: حتى روسيا الحليف التقليدي لسورية وايران اتهمت المعارضة بعرقلة انتخاب رئيس الجمهورية.
الصفحة في ملف ( pdf )