Note: English translation is not 100% accurate
مفاجأة المفاجآت
السبت
2006/8/19
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1431
-محمد الحسيني-
ان ورشة الإعمار والبناء التي بدأها حزب الله فور الإعلان عن وقف إطلاق النار كانت أسوأ خبر لمن راهنوا على أن هول الضربات الهمجية الإسرائيلية سيضعف قواعد الحزب الشعبية ويشوه صورة المقاومة.
ولعلها مفاجأة المفاجآت إذا ما استخدمنا تعبير أمينه العام. كما أن حجم العمل التطوعي الهائل الذي يسابق الزمن عدة وعدداً لإعادة بناء شوارع الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب بـ «بعلبك» وكل المناطق المنكوبة وأجواء التعاون كلها عكست التعاطف المتزايد من اللبنانيين مع المقاومة ومؤيديها من الأحزاب والتيارات اللبنانية وتوسع شعبيتها في الدول العربية والإسلامية وغير الإسلامية التي تتعاطف مع حركات المقاومة الشعبية حول العالم.
للأسف، إن فساد قيادات حركات المقاومة العربية في الماضي ولاسيما الفلسطينية منها والتي كانت مسؤولة عن تكرار خيبات الأمل وفقدان الثقة بمبدأ المقاومة عموماً بشكل تدريجي على مدى عقود، دفع بالكثير من الشرائح في المجتمعات العربية الى تصنيف حزب الله اللبناني في إطار واحد مع هذه الحركات الى أن ظهرت تجربة التحرير عام 2000 ثم ترسخت في انتصار 2006.
إن الاختلاف بين حزب الله والحركات الفاسدة المذكورة يبدأ أولاً من القيادة، حيث تتولى ادارة المقاومة مجموعة من السياسيين والاستراتيجيين بشكل جماعي ومؤسسي صارم، يشهد لهم بنظافة الكف وايمانهم بقضيتهم، وهذا ما تجلى بوضوح منذ ما بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية (وهي حقبة جديدة مختلفة تماما عما قبلها في تاريخ الحزب).
كما أن العمل الحزبي يخضع لمحاسبة وإعادة تقييم مستمرة أسهمت في عدة مراحل بإجراء تغييرات جوهرية على مستوى القيادتين العسكرية والسياسية.
ثانياً: أثبت الحزب على مدى السنوات قدرته بفعالية على ادارة شبكة كبيرة من المؤسسات الاجتماعية والإنسانية والثقافية والإعلامية والخدمية التي أسهمت في التخفيف بشكل كبير من معاناة اللبنانيين لاسيما في المناطق المعروفة بـ «المناطق المحرومة» في لبنان والتي لطالما اتهمت الحكومة على مدى عقود طويلة بعدم مساواتها بالعاصمة والمناطق الرئيسية.
ثالثا: إن نجاح حزب الله في إبقاء سلاحه دائماً بعيداً بل خارج المعادلات السياسية الداخلية في لبنان أعطاه مصداقية وثقة كبيرة من حلفائه من مختلف الطوائف في لبنان، وقد تعرض الحزب لفترات عصيبة أظهر فيها أنه من غير الوارد استغلال سلاحه داخلياً، ولعلّ من أبرز التجارب التي تؤكد ذلك ضبط النفس الذي أظهره إزاء مجزرة الضاحية عام 1996 عندما فتحت عناصر بالجيش اللبناني النار على تظاهرة للحزب ذهب ضحيتها 7 قتلى و41 جريحاً.
إذن كل هذه العوامل مجتمعة ومقترنة بالفعالية العسكرية والأداء البطولي للحزب أعادت الاعتبار لحركات المقاومة الشعبية العربية التي شُوهت بالماضي وهي التي تعطي للمقاومة اللبنانية بريقها ومصداقيتها بغض النظر عما يثار حولها من اتهامات وتصنيفات.
اقرأ أيضاً