Note: English translation is not 100% accurate
تركيا.. هل تعطيها حرب لبنان ما أخذته حرب العراق؟!
السبت
2006/8/19
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1424
كان من نتائج حرب العراق ان انكفأت تركيا عن الساحة العراقية المعنية بشمالها واكرادها، وانحسر دورها الاقليمي بعدما سحبت الولايات المتحدة ثقتها ردا على رفض تركيا الاستخدام الاميركي لاراضيها ومطاراتها في تحرير العراق من نظامه البائد، ومن النتائج ايضا ان ساءت العلاقات الاسرائيلية ـ التركية مقابل تعزز علاقة انقرة مع كل من دمشق وحماس.
اليوم وبعد حرب لبنان، تعود تركيا الى الواجهة وتستعد لحجز مكان متقدم لها على ساحة الشرق الاوسط في موازاة التقدم الايراني، وترشح تركيا للعب دور اساسي في مجالين: المشاركة الفاعلة في القوات الدولية التي ستنتشر في جنوب لبنان وربما قيادة هذه القوات، والمساهمة في عملية فرض حظر جوي وبري لمنع ايران من نقل الاسلحة الى حزب الله عبر تركيا الى سورية.
(الاستخبارات الاسرائيلية تعتقد ان «الاسلحة الثقيلة» التي مدت بها ايران حزب الله مرّت عبر الاراضي او المجال الجوي التركي الى سورية ومنها الى مقاتلي حزب الله في لبنان.
واشار مصدر امني اسرائيلي الى ان دور تركيا «مهم لأن الطرق البديلة لنقل الاسلحة عبر العراق والاردن اغلقت، مصير الحظر في المستقبل يقع على عاتق الاتراك).
ان عودة الدور التركي هي الاكثر قبولا بالنسبة الى اميركا اولا التي يعجب منظرو المحافظين الجدد بقيادتها العسكرية، وثانيا الى اسرائيل التي لا تثق بأي قيادة اوروبية «قديمة» لقوة دولية في لبنان، نظرا الى التجارب السابقة في لبنان، من دون نسيان العلاقات الاقتصادية والنفطية والعسكرية التي تربط اسرائيل وتركيا.
والدور التركي في الحفاظ على استقرار النظام السوري بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، يجعل من انتشار هذه القوة حتى على الحدود اللبنانية ـ السورية امرا تلقائيا.
والدور التركي المعروف عنه «جبروته العسكري» سيوكل اليه القيام بأي مهمة رادعة لضمان امن اسرائيل، ومنع اعادة هيكلة حزب الله عسكريا. تركيا بلا شك وكمبدأ الى جانب تأسيس سلام وحمايته في الحالة اللبنانية، لكن احتمال ان تتحول هذه المهمة الى مغامرة وان تنتهي الى فشل يتعارض مع مصالح تركيا، يوجب على الديبلوماسية التركية ان تحسب حساباتها جيدا.
في مشهد سني عربي ضعيف، يبدو اشتراك تركيا في القوة الدولية، على رغم مظهر القوة الغربي الغالب، مشاركة سنية قوية. لكن هناك قرارات صعبة تنتظر تركيا. فهناك معارضة داخلية في تركيا على المشاركة في هذه القوة على اعتبار ان اقامة السلام معناها تجريد حزب الله من سلاحه، وهذا يعني ان هذه القوة مهمتها الدخول باسم الولايات المتحدة واسرائيل في صدامات مع حزب الله.
وتعتبر المعارضة ان هذه المهمة ممتلئة بالافخاخ مستندين الى انطباع ان اميركا واسرائيل لا تريدان السلام، انما تريدان اضعاف ايران من خلال حزب الله. تركيا مهتمة جدا بلعب دور كبير في الشرق الاوسط، ولهذا الغرض تحاول ان تلعب دور المسهِّل او حتى الوسيط بين ايران والمجتمع الدولي، وبين سورية واسرائيل، او حتى بين حماس واسرائيل.
لذلك وافقت على المشاركة في قوات دولية لحفظ السلام في لبنان، ولكن كانت لموافقتها شروط: وقف اطلاق النار يلتزمه الجميع، نشر القوة بناء على قرار للأمم المتحدة، وان تكون تحت مظلة الامم المتحدة، تفصيل امور انتدابها وقيادتها ومسؤوليات المراقبة وصلاحيات عملها بوضوح.
فتركيا حريصة على عدم مواجهة حزب الله على الاطلاق، وتوقعت بعض المصادر الاستخبارية ان يتم التنسيق والتعاون التركي مع واشنطن في لبنان، وان تساهم تركيا في قوة ردع دولية في لبنان، مقابل ان يدعم الاميركيون الحملة التركية ضد «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق.
ان عودة ايران لاستراتيجيات تصدير الثورة والتحكم بأمن الجوار ومصالحه، يطوّر لتركيا دورا ووظيفة مهمة حاضرة للدخول كعنصر توازن لا صراع على خريطة الشرق الاوسط الجديد.
اقرأ أيضاً